الصداع بعد البكاء … عندما لا يتوقف الأمر على الاحمرار وتورم الوجه بل يترافق مع الألم

إن كان حظك جيد فإنك ستعاني فقط من الاحمرار وتورم الوجه وسينكشف أمر بكائك، ولكن غالبًا لن يتوقف الأمر هنا بل للأسف سيترافق مع الصداع بعد البكاء

بعد البكاء والغرق بالدموع إن كنت محظوظ ستتوقف علامات ذلك على عيون حمراء مثل الدم وأنف ووجه وجفون متورمة كما لو كانت خوخ، ولكن للأسف قد لا يتوقف الأمر هنا بل قد يرافقك الصداع بعد البكاء … وفي حال كنت سيء الحظ هذه المرة إليك كل ما يخص هذا الصداع.

لماذا يحدث الصداع بعد البكاء ألا يكفي أنني كنت أبكي بالفعل هل يجب أن أعاني منه أيضًا؟ وما أنواع هذا الصداع وكيف يمكن التميز بينها أي ما هي الأعراض التي ترافق كل منها؟ والأهم من كل ذلك كيف يمكن التعامل مع هذا الصداع والحد والتخلص منه بشكل سريع؟

أسباب الصداع بعد البكاء

أسباب

على الرغم من الغموض الذي يحيط بعلاقة البكاء والصداع وخاصة وأنه عادة لا يترافق البكاء نتيجة تقطيع البصل بالصداع بل فقط يترافق مع البكاء العاطفي، إلا أنه تم توضيح مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تكون خلف الصداع الذي تعاني منه بعد نوبة البكاء تلك، وهي:

1 – التوتر والانفعال أي السبب الذي كان خلف البكاء

البكاء ما هو إلا استجابة الجسم نتيجة لإطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزون والذي يحفز إطلاق النواقل العصبية مثل الـ “أستيل كولين” والذي يدفع الغدد الدمعية لإفراز الدموع، ولكن دور هرمونات التوتر تلك لا يقتصر على الدموع فحسب بل يملك تأثيرات كثيرة على الجسم مثل تشنجات في الجهاز الهضمي وغيرها من الأعراض والصداع أحدها.

قد يعجبك: أضرار وفوائد البكاء … سأدفعك لإعادة النظر في أمر البكاء

2 – جفاف الجسم نتيجة فقدان السوائل

الكثير من الدموع واستمرار نوبة البكاء مدة طويلة وسيلان الأنف بالإضافة إلى التوتر والتعرق وبذل الكثير من الجهد كلها تستهلك كمية كبيرة من مخزون الجسم للسوائل فيعاني من الجفاف والذي يتخذ من الصداع أحد أهم علاماته، وخاصة في حال كانت عادات شرب الماء لديك غير صحية وغير صحيحة.

3 – الصداع الناتج عن احتقان الجيوب الأنفية

الغدد الدمعية تفرز الكثير من الدموع ولكن كمية منها تتخذ من الممرات التنفسية طريق لها وهذا ما يفسر سيلان الأنف بشكل مبالغ فيه خلال البكاء (عمليًا البكاء من الأنف)، ولكن هذا الأمر يستنزف الجيوب الأنفية ويعمل على احتقانها ما يؤدي إلى الصداع والألم الذي يتركز في منطقة الأنف والخدين وبين العينين.

4 – التهاب أو تشنج أعصاب وعضلات الوجه

البكاء يجهد الكثير من العضلات فضلًا عن إجهاد أعصاب الوجه والرأس والرقبة وهذا الإجهاد يمكن أن يظهر بشكل توترها وتشنجها، وبالتالي الصداع بعد البكاء يمكن أن يكون أحد أعراض تعب الأعصاب، أي الأمر مشابه لألم عضلاتك عندما تفرط في ممارسة التمارين الرياضية.

5 – احتقان الأقنية الدمعية واحتباس الدموع

ليست الجيوب الأنفية وحدها التي ستعاني مع الاحتقان فأيضًا الأقنية الدمعية وهذا الاحتقان هو سبب أساسي في المعاناة من الصداع المرافق للبكاء، والذي يترافق عادة بألم بين الحاجبين وفي العينين وأعلى الأنف بالإضافة إلى احمرار وتورم، وفي بعض الأحيان وبشكل نادر يمكن أن يترافق مع عدم وضوح الرؤية.

6 – البكاء المترافق مع ضرب النفس وغيره

كيف تصف عادات البكاء لديك؟ هل تترافق في العادة نوبة البكاء مع الغضب والضرب والتحطيم وإلحاق الأذى بالنفس؟ وبالتالي الصداع أحد تلك النتائج، لذا لا بد من التمتع بالوعي الكامل خلال المرور بحالة من الغضب والانزعاج والتوتر على الأقل حتى تتجنب النتائج السلبية التي يمكن أن تكون خطيرة في بعض الأحيان.

7 – التعب في حال الاستمرار بالبكاء

التنفس المخنوق والسريع، إفراز الكثير من الدموع واحتقان الأنف والأقنية الدمعية وغيرها هل يمكن أن تتخيل ما تحمله لجسدك بمجرد استمرارك على هذه الحالة مدة أطول؟ إنه يعاني كثيرًا بالفعل وسينتهي بك المطاف بالإرهاق والتعب الذي يتخذ من الصداع الحاد أحد أعراضه الكثيرة.

أنواع الصداع التي يمكن أن يسببها البكاء

أنواع الصداع التي يمكن أن يسببها البكاء

يمكن التميز بين 3 أنواع من الصداع بعد البكاء تختلف عن بعضها بالعامل المسبب لها، وعلى الرغم من احتمال التعرض لها كلها إلا أن الترجيح بينها يتوقف على الشخص واستعداد جسده لأي منها، ويمكن التميز بينها عن طريق الأعراض التي تميز كل نوع.

1 – صداع في الرأس

وهو أكثر الأنواع انتشارًا ويترافق عادة مع نوبات البكاء الطويلة والتي تكون حادة، فيحدث نتيجة تشنج عضلات الوجه والرقبة والكتفين، ومن أهم الأعراض المصاحبة له هو الشعور بألم في العضلات وخاصة الرقبة والكتف، ولكنه لا يترافق مع أي علامات أخرى مثل الغثيان أو الحساسية للضوء.

2 – صداع الجيوب الأنفية

كل من العيون والأنف والأذن مرتبطة ببعضها البعض وكما سبق وذكرنا فإن الدموع تتخذ من هذه المسالك طريق لها ما يؤدي إلى احتقان الجيوب الأنفية، فتراكم الدموع مع المخاط هناك يؤدي إلى تطبيق ضغط كبير يحدث بفضله الصداع الحاد.

ومن أهم الأعراض التي ترافقه: سيلان الأنف – انسداد المجاري التنفسية وعدم القدرة على التنفس بشكل مريح – تورم الأنف وحول الأنف والخدين والجبين – التهاب الحلق – السعال.

3 – الصداع النصفي

الصداع النصفي نوع من أنواع الصداع يكون شديد إلى حد ما ويتميز بأنه يصيب جانب واحد من الرأس، ويتكرر بشكل مزمن، وبالتالي فإن البكاء يمكن أن يثير حالة الصداع النصفي عند الأشخاص الذين يعانون منه بالفعل أو الذين يميلون للإصابة به.

يترافق عادة الصداع النصفي مع أعراض أهمها: الغثيان – القيء – حساسية اتجاه الأصوات والأضواء.

علاج الصداع بعد البكاء

علاج

بعد الغرق في نوبة البكاء وبعد الحصول على العيون الحمراء والأنف الكبير والخدود المتورمة والأهم الصداع بعد البكاء يكون عليك التحرك للتعامل معه وعلاجه والتخلص منه، ويمكن للخطوات الـ 11 التالي أن تتكفل بالأمر وتخفف من الألم.

1 – العمل على إيقاف نوبة البكاء والتعامل معها

أول وأهم ما عليك القيام به هو إيقاف نوبة البكاء، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو صعب إلا أن هناك تقنية سريعة لذلك ألا وهي النظر للأعلى وفقط، أي كل ما عليك القيام به هو النظر إلى أعلى نقطة في سقف الغرفة والاستمرار هكذا بضع دقائق فإن سيكولوجيا البكاء لا تعمل خلال ذلك.

2 – تقبل سبب البكاء والنظر إليه بطريقة إيجابية

أيضًا يمكن أن يكون إخبارك بهذه الخطوة أمر سهل ولكن كيف يمكن النظر إلى سبب البكاء بطريقة إيجابية؟ لا أخبرك أن تحب هذا السبب بل على الأقل عليك البحث عن أقل شيء إيجابي به، لعله كان توعيتك اتجاه شيء ما أو اتجاه شخص ما، أي ابدأ بالتفكير الواعي وليس فقط التركيز على الحزن.

قد يعجبك: 17 طريقة لـ شحن نفسك بالطاقة الإيجابية

3 – شرب كميات كافية من الماء وتناول الأطعمة الصحية

لأن الصداع بشكل عام وليس فقط الصداع بعد البكاء يمكن أن يكون بسبب الجفاف ونقص السوائل، لذا وللتصدي لهذا الصداع وكل الأعراض التي تشير إلى الجفاف لا بد من شرب كمية كافية من الماء حولي 2 ليتر يوميًا بشكل وسطي كما يمكنك تحديدها حسب وزنك.

في المقابل يلعب الغذاء دور مهم لذا لا بد من الاعتماد على الأنواع الصحية وتزويد الجسم بما يحتاج من الفيتامينات والمعادن.

4 – كمادات الشاي الأخضر الباردة أو الدافئة

لأن الصداع ينتج عن الاحتقان والتشنج فالكمادات يمكن اعتبارها من أفضل الحلول وأسرعها، ويمكنك الاختيار بين الكمادات البادرة أو الدافئة، يمكن تطبيق كمادات الماء كما يمكنك تحضير كمادات الشاي الأخضر أو شاي النعناع أو شاي البابونج كلها تعمل على التهدئة وتخفيف التشنج بشكل سريع.

5 – تدليك منطقة الرأس والرقبة

يعمل التدليك على تخليصك من التشنجات في العضلات والأعصاب بشكل عام وليس فقط الناتجة عن البكاء بالإضافة إلى تنشيط الدورة الدموية وتعزيزها، وبالتالي يمكنك التعامل مع الصداع بعد البكاء من خلال تدليك العنق من الخلف وأسفل الرأس والكتفين بشكل دائري والاستمرار كذلك مدة 5 – 10 دقائق.

6 – استنشاق الروائح العطرية والزيوت المهدئة

كما يعمل تناول شاي الأعشاب المهدئة على تهدئة حزنك وغضبك أيضًا يمكن لاستنشاق رائحتها أن يخفف عنك الصداع مهما كان السبب خلفه، وكل ما في الأمر هو وضع بضع أوراق من تلك الأعشاب (البابونج أو النعناع – الزهورات ….) في وعاء من الماء على النار وتركها حتى تغلي ويتصاعد البخار.

7 – استنشاء الهواء المنعش والتواجد في مكان هادئ

لتنظيم عملية التنفس ولتصفية الذهن وتخفيف التوتر يجب أن تجلس في مكان هادئ يفضل الإضاءة الخافتة واستنشاق الهواء المنعش، واعتماد التنفس العميق لبضع دقائق أي شهيق طويل وحبس النفس مدة 7 ثوان وزفير طويل.

8 – تمارين عضلات العين يمكن أن تكون فعالة

من خلال القيام بالتمارين التالية يمكنك التخفيف من الضغط والاحتقان:

  • النظر إلى أبعد نقطة في الأفق والعودة والنظر إلى نقطة قريبة منك، وتكرار الأمر.
  • النظر إلى الأمام وتحريك العين فقط من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل (مع تثبيت الرأس) وتكرار الأمر.

9 – ضبط عادات البكاء لديك والتحكم بها

طريقتك في البكاء والحزن والتعبير عن الغضب من ضرب النفس أو رمي الأشياء قد تبدو أمر لا يمكن تغيره ولكن بمجرد أن تدرك أنها السبب في الصداع الذي سيصيبك، وبمجرد أن تكون واع بها يمكنك التعامل معها والتحكم والسيطرة عليها بدلًا من أن تفرض هي السيطرة عليك.

10 – استشارة الطبيب في الحالات المزمنة

في حالات الصداع بعد البكاء المزمن لا بد من الحصول على استشارة الطبيب ومناقشة الأمر معه وإخباره بتاريخ هذه الحالة والأعراض التي تترافق معها، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون الصداع من أعراض حالة أكثر خطر من البكاء مثل إضرابات القلب أو الضغط وغيرها.

11 – المسكنات التي لا تحتاج وصفة

يمكنك كذلك الاعتماد على المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن مهما كانت الحالة لا يجب الإفراط في تناولها، فيجب الالتزام بالجرعة المطلوبة، وفي حال عدم استجابة الصداع لها عندها يكون من الضروري استشارة الطبيب ومناقشة الأمر معه فقد يصف دواء بتأثير أكبر.

مهما كان الصداع بعد البكاء مؤلم ومهما كانت الأعراض التي تتركها الدموع على وجهك مزعجة إلا أنه لا يمكن لأي منا التوقف عن البكاء فهو رد فعل طبيعي للجسم يعمل من خلاله على تفريغ المشاعر، فما هو إلا استجابة لإطلاق هرمونات التوتر في الجسم، لذا لنتعامل مع الصداع حتى يخف شيء فشيء ومن ثم يختفي تمامًا.

أيضًا حول التعامل مع الآثار التي يتركها البكاء:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله