7 نصائح تساعدك على التعامل مع المراهقين باختلاف طباعهم

المراهقة استثنائية في حياة كل منا وغالبًا ما يشوبها التناقض وفيها يحاول ويكافح  المراهق من أجل التفرد والاستقلالية ويتصرف كأنه يعرف كل شيء في هذه الحياة، وذلك طبعًا مع  عدم توفر الكثير من خبرة الحياة لديه حيث تراوده مشاعر القوة والقدرة على مواجهة كل شيء، وغالبًا ما تكون هذه الفترة غير آمنة على المراهق فبعض المراهقين قد يلاحظ أن لديه عدم المبالاة أو محاولات لتحدي سلطة الأبوين وقد ينجم عن ذلك بعض السلبيات على سلوكه.

الأمور ليست سهلة عندما نتعامل مع المراهقين وهو أمر صعب في حياتك سواء أكانوا أطفالك أم هم من الطلاب أو الرياضيين أو أعضاء المجموعة أو الذين هم في نطاق مسؤوليتك، فماذا يمكنك أن تفعل في مواجهة تحدي المراهقين من حولك؟

نصائح التعامل مع المراهقين

التعامل مع المراهقين

1 – التحلي بالصبر وهدوء الأعصاب

واحدة من التصرفات الأكثر شيوعًا لدى المراهقين أنه لديهم الرغبة في الجدال معك وقد يطول الأمر مما قد يجعلك تتفاعل سلبًا مع الموقف وقد يستخدم المراهقون مجموعةً متنوعة من الأساليب في الجدال بما في ذلك وليس على سبيل الحصر” الإغاظة، العصيان، وعدم الاستماع والعودة للحديث مرارًا، تقلب المزاج، كسر القاعدة، النفي، المساومات” وإثارة الغضب لديك وخلال هذه اللحظات قد تصبح أكثر تفاعلًا وانزعاجًا وقد يعتقد المراهق أن لديه سلطة عليك وقد نجح في إغضابك.

القاعدة الأولى في التعامل مع سن المراهقة هو الحفاظ على هدوء أعصابك والتقليل من ردود الفعل على الاستفزازات، وبهذا يمكنك استخدام الحكم الأفضل للتعامل مع الموقف فعندما تشعر بالضيق أو الطعن من قبل أحد في سن المراهقة فقبل أن تقول أو تفعل شيئًا قد يؤدى إلى تدهور الوضع هدئ نفسك وخذ نفسًا عميقًا بحيث يمكنك معالجة الأمر بدلًا من تفاقم المشكلة وإذا كنت لا تزال تشعر بالضيق بعد العد إلى عشرة فخذ وقتًا ما إذا كان ذلك ممكنًا وأعد النظر في القضية بعد التهدئة.

2 – وضع حدود واضحة ومعقولة وعادلة يمكن تطبيقها دائمًا

بما أن معظم المراهقين يريدون تجربة قدر أكبر من الاستقلالية والذاتية، فهذا سوف يشكل تحديًا لا بد لك من مواجهته من أجل اختبار مدى قوتهم وقدرتهم على التصرف.

في هذه الحالات من المهم جدًا ضبط الحدود المعقولة والمسموحة من أجل الحفاظ على علاقة عملية وبناءة مع المراهقين وموضوع تعيين الحدود الواضحة والمسموحة هو أمر جيد ومفيد لكلا الطرفين.

وكمثال على الحدود الأكثر فعالية (ويمكن أيضا أن تكون هذه القواعد مثل قواعد المنزل، قواعد الفريق) هي تلك التي تكون عادلة ومعقولة ويمكن تطبيقها باستمرار فإذا تم التعامل مع سن المراهقة بدون حدود موضوعة أو حدود غير قابلة للتطبيق فمن الصعب لبعض الوقت حصول التواصل مع المراهقين ويجب التوصل لشيء قريب ضمن حدود واضحة ومن هذه النقطة تبدأ الأمور بالتقدم إلى الأمام وستكون مختلفة ومقبولة.

الحدود وقبل كل شيء في أي حالة تقريبًا تبدأ أولًا بأنك سوف تتعامل باحترام وهذا يعني من كان في سن المراهقة يجب أن يكن الاحترام نحوك وبالمقابل سوف نتفق أيضا أن “لها أو له” الاحترام المتبادل وامتيازات معينة من قبلك.

بالإضافة إلى الاحترام، واعتمادًا على الحالة قد يكون هناك أيضًا قائمة من قواعد التعامل مع الآخرين والأسرة والفصول الدراسية والفريق سواء فريق الدراسة أو العمل وينبغي أن تكون قائمة الحدود تلك قصيرة نسبيًا ومعقولة ولكن واضحة.

بالطبع قد يتعمد بعض المراهقين الطعن عمدًا في الحدود لمعرفة ما إذا كنت تقصد ما تقوله واختبار إمكانية النجاة من العقاب وقد يحدث هذا ولكن يمكن معالجته بتطبيق مهارات واستراتيجيات الاتصال وفق الحالة وعلى النحو الذي تراه مناسبًا.

3 –  الاستفادة من مهارات واستراتيجيات الاتصال

أشار الكاتب والأديب جيمس هيومز إلى ما يلي: “فن الاتصال هي لغة القيادة”.

هذا البيان ينطبق بشكل خاص عندما يتعلق الأمر في العمل مع تحفيز المراهقين. ومهارة الاتصال بالمختصر هي فن وطريقة إيصال رأيك أو وجهة نظرك للآخرين ببساطة وبوضوح دون غموض مع الدبلوماسية المطلوبة لتحقيق ذلك، والمطلوب منك تعلمها وممارستها وهنالك الكثير من المهارات التي يمكن أن تتعلمها وتطورها تبعًا للنهج السليم للطرح.

فعند مواجهة الشاب المراهق الصعب يتعزز موقفك من خلال الاستفادة من مهارات الاتصال وستساعدك على كيفية تقليل مقاومة المراهق وزيادة التعاون، فمثلًا هنالك عدة طرق دبلوماسية لتقول “لا” ولكن بحزم، وكذلك كيفية معرفة ما إذا كان المراهق يستخدم الكذب وما طرق التفاوض مع المراهقين الصعبين.

 4 – عند التعامل مع مجموعة من المراهقين الصعبين ركز على المسؤول

العديد من المعلمين عندما يواجهون مجموعة من الطلاب المزعجين في الصف يعرفون أنه ليس من الضروري التعامل مع كل طالب مزعج على حدة حيث في كثير من الأحيان يشكل المراهقون المشاغبون مجموعة يترأسها زعيم تتبعه بقية المجموعة وبالتواصل معه وباستعمال الحكمة تنتهي المشكلة وكذلك يمكن استعمال تقنية أخرى هي فصل الأشخاص (عبر تغيير مقاعدهم المخصصة، أو نقلهم إلى مجموعات العمل المختلفة وما إلى ذلك) حتى يصبحوا أقل عرضة لتشكيل زمرة مشاغبة يغذي كل منها الآخر.

ما يصلح مع الطلاب يمكن أن يصلح أيضًا مع المراهقين وفي الحالات الأخرى سواء أكانت ” مجموعات الأطفال أو الرياضيين أو الموظفين أو أفراد مجموعتك” فمن خلال التركيز على الزعيم تستطيع تقسيم وقهر السلوك الغير لائق وبالتالي من المرجح  أن مجموعة المراهقين تلك سوف تتصرف على نحو ملائم.

5 – إظهار الابتسامة والتعاطف في الحالات الخفيفة

في الحالات الخفيفة نسبيًا مع المراهقين يجب إظهار التعاطف مع عدم الإفراط في رد الفعل والرد بابتسامة صغيرة بدلًا من العبوس وأن تقول لنفسك مع بعض الفكاهة “مضى الأمر ولا شيء قد حصل” ومن ثم المضي قدمًا في عملك.

يجب تعدي الأمور التافهة والبسيطة وتجنب القول للمراهق ما يجب القيام به في الأمور التافهة وعدم تفسير طلب المشورة غير المرغوب فيها والمستمرة من المراهق على أنه يصعب إرضاءه كما في أحسن الأحوال، والابتعاد عن الأنانية والتفرد في الطلب والرأي على الشباب المراهقين ففي أسوأ الأحوال قد تجعلك هذه الأمور “العدو” أو “الجانب الآخر”.  فالسماحة مساحة معقولة للمراهق.

عندما يزعجك من في سن المراهقة وبدل الشعور بالغضب والقلق أعطي نفسك بعض المسافة وخذ نفسًا عميقًا وضع جملة “يجب ألا يكون من السهل …” في اعتبارك ونفذها بحكمة فمثلا:

“ابني هو ولد نكد ولكن يجب أن لا يكون من السهل تركه يتصرف باستقلالية على هواه في حين لا يزال يعيش مع ولي أمره “.

“ابنتي صعبة المراس ولكن يجب أن لا يكون من السهل تركها لتهمل التعامل مع ضغوط المدرسة والواجبات المطلوبة منها وكذلك مع زملائها “.

“من المؤكد أنه إذا تكلم المراهق بحنان فهذا لا يبرر السلوك غير المقبول منه وفي هذه النقطة يجب أن تذكر نفسك أن العديد من المراهقين قد يكون لديهم صراعات نفسية داخلية فيجب الانتباه واستعمال الحكمة والخبرة كي تتمكن من التواصل معهم وحل مشاكلهم دون التوتر والغضب اللذان يؤديان إلى الابتعاد وعدم التفاهم.

 6 – امنحهم الفرصة للمساعدة في حل المشاكل

الكثير من المراهقين يتصرفون كما يفعلون لأنهم لا يؤمنون بأن البالغين يرغبون بالاستماع إليهم حقًا. فعندما ترى أن المراهق يشعر بالضيق أو يقع تحت بعض الضغوطات قدم للمراهق خيار التحدث معك فتقول على سبيل المثال “أنا هنا للاستماع إذا كنت تريد التحدث” كن متميزًا وتحدث إلى المراهق بهذا من وقت لآخر ولكن لا تصر على ذلك بل استخدام استراتيجية “السحب” والسماح للشاب بأن يأتي إليك عندما يكون جاهزًا للتحدث.

اجعله يشعر بسهولة الحديث والبوح لك وقبل تقديم أي مشورة اسأل المراهق هل تريد مشورتي فعلى سبيل المثال استعمل قول “هل تريد أن تسمع ما رأيي في هذا؟ “إذا لم يكن كذلك قل له ما زلت هنا للاستماع مرة أخرى ولا تنسى استخدام استراتيجية الانسحاب والسماح للمراهق بقبول سماع مشورتك عندما يكون على استعداد لذلك.

عندما تتحدث حول قضية ما وتكون المناقشات حول المشاكل والحلول التمس رأيه فيمكن أن تسأله على سبيل المثال “بالنظر إلى النتيجة المرجوة كيف يمكنك التعامل مع هذه القضية؟”  ومعرفة ما إذا كان يمكن الخروج بأي أفكار بناءة منه كلما كان ذلك ممكنًا وتجنب الإصرار على مسار واحد للعمل والأفضل دراسة عدة خيارات معقولة والتوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين.

من ناحية أخرى قد تسمع في الغالب من المراهق اللوم والشكاوى والانتقادات وببساطة يجب أقول لك أخذ ما قاله في الاعتبار للحصول على ما تحتاجه من أجل حل القضية والوصول لحلٍ مقبول.

7 – إيضاح العواقب والإلزام بالاحترام والتعاون

عندما يصر المراهق على انتهاك القواعد والحدود المعقولة ولم تجد منه سوى جواب “لا” أوضح له نتائج وعواقب فعلته ومساوئها.

فالقدرة على تحديد وتأكيد النتيجة المترتبة عن خرق القواعد والحدود المعقولة الموضوعة للجميع هي واحدة من أقوى المهارات التي يمكننا استخدامها لتنحية شخص متحدي وهي فعالة ومفصلية ولها نتيجة توقف الفرد الصعب وتجبره للتحول من المقاومة إلى التعاون وإحداث تغيير إيجابي.

وأخيرًا، وعلى الرغم من أن فترة المراهقة الصعبة فترة ليس من السهل التعامل معها ولكن تأتي العديد من المهارات والاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تستخدم لتقليل تحدي المراهقين وزيادة التعاون بينهم وهي أحد الجوانب الهامة للنجاح في رعاية هذه الفترة لدى المراهقين من حولك والوصول بهم لأفضل النتائج التي تتناسب مع حياتهم ومستقبلهم، فالوعي لذلك مطلوب منا جميعًا كمجتمع وأسرة وأفراد ونحن معرضون له في كل وقت من أوقات حياتنا فالمراهقين أبناؤنا أو طلابنا أو جيراننا … وهم أمانة في أعناقنا.

أقرأ أيضًا: لماذا يؤذي المراهقون أنفسهم عن قصد؟

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله