كل ما تود معرفته عن عمليات زراعة الشعر وتكاليفها

الشعر سواء للذكور أو الإناث من مظاهر اكتمال خلق الإنسان ليكون بالشكل الكامل والملائم، ولكن هذا الجزء من مظهر الإنسان معرض للكثير من المشاكل والاضطرابات التي تؤدي به لإحداث تأثير سلبي على مظهر الشخص. وهذا ما يدفع البعض للتفكير والتساؤل حول عمليات زراعة الشعر على الرأس.

لحسن حظ الإناث فأن المشاكل والاضطرابات تصيب الذكور بنسبة أكثر واحتمالية ضرر أكبر من النساء، فالرجال كثيرًا ما يكونون معرضين للصلع الكلي وفقدان الشعر بشكل كامل في حين الأمر يختلف بالنسبة للنساء اللاتي قد يعانين من تساقط الشعر ولكن لا توجد أي احتمالية للصلع لديهن، ومع ذلك قد يحتجن أحيانًا لهذا النوع من العمليات.

كل ما تود معرفته عن عمليات زراعة الشعر وتكاليفه

في هذا التقرير سنتعرف إلى كل الأمور المتعلقة بهذا الموضوع، والتي من الضروري معرفتها لكل من يتساءل عن أمور زراعة الشعر.

لماذا عمليات زراعة الشعر؟

الصلع الكلي أو الجزئي وفقدان الشعر الكثيف هو الدافع للأشخاص لعمليات زراعة الشعر، والرجال في غالب الأحوال هم الفئة الأكثر إقبالًا على هذه الأنواع من العمليات كونهم المعرضين أكثر من الجنس الآخر للصلع وفقدان الشعر.

ولكن هذا لا يعني إنه ليس هناك من الجنس اللطيف من يقمن بعمليات زراعة الشعر، ولكن لأن النساء مهما عانين من تساقط الشعر فمن المستبعد أن يصل الأمر إليهن حد الصلع كما الرجال، وبالتالي هذا ما يفسر محدودية الأعداد من النساء من يلجئن لعمليات زراعة الشعر.

وعلى من الرغم من إن الكثير من الرجال يتقبلون وضعهم مع الصلع وفقدان الشعر سواء الكلي أو الجزئي، إلا هناك أخرين لا يحبذون شكلهم دون شعر، وبالتالي يلجؤون لعمليات زراعة الشعر، فضلًا عن الحاجة لزراعة شعر الذقن مثلًا أو الحاجبين في بعض الأحيان.

ومن المعروف إنه يتساقط يوميًا بين 50 إلى 100 شعرة في الحالات الطبيعية، ولكن إن زاد معدل سقوط الشعر أكثر من ذلك فان هذا ينذر باحتمالية فقدان الشعر والوصول إلى الصلع في حال لم يتم معالجة الأمر.

أقرأ أيضًا: أهم 5 فيتامينات لوقف تساقط الشعر

كيف تتم عمليات زراعة الشعر؟

تشمل عملية زراعة الشعر عدة مراحل

  • مرحلة التحضير للعملية.
  • مرحلة تخدير الشخص.
  • مرحلة استخراج بصيلات الشعر.
  • مرحلة فصل البصيلات.
  • زراعة وغرس البصيلات.
  • وأخيرًا مرحلة ما بعد العملية.

مرحلة التحضير للعملية

وعادةً ما تأخذ هذه المرحلة فترة من الزمن قبل العملية تستمر لعدة أيام، ويتم فيها تحضير الشخص وتهيئته للعملية، بالإضافة إلى دراسة التاريخ المرضي للشخص، ومعرفة أسباب فقدانه للشعر أو الصلع وتحديد الأماكن التي يريد فيها زراعة الشعر، حيث إن البعض يقوم بزراعة كامل فروة الرأس بالشعر، وأخرين يقومون بزراعة مقدمة الرأس مثلًا أو الأطراف حسب الرغبة وحالة فقدان الشعر لديهم.

بالإضافة إلى إن هذه المرحلة تشمل جلسة أو عدة جلسات بين الشخص الذي يريد زراعة الشعر والطبيب المختص، يتم فيها التشاور حول العملية وكيف ستكون والمدة المفترضة لها ولفترة الإنعاش بعد العملية، بالإضافة إلى معرفة إن كان هناك أي حالات وراثية في العائلة، بحيث سبق وعانى أحد الأشخاص في العائلة من الصلع وما إلى ذلك.

حيث تساعد هذه الأمور الطبيب بتشخيص أكثر دقة للحالة ومعرفة الأمور الواجب أخذها بالاعتبار اثناء العملية، فضلًا عن إمكانية تحسس الشخص من أي من المواد أو المستحضرات التي تستخدم خلال العملية وبعدها على الشعر.

كل ما تود معرفته عن عمليات زراعة الشعر وتكاليفه

مرحلة التخدير

وفيها تكون قد بدأت العملية بالفعل بعد مرحلة الإعداد والتحضير التي جرت بين الطبيب والمريض، ويتم تخدير فروة الرأس فقط التي سيتم فيها زراعة بصيلات الشعر، ويكون الهدف منها تجنيب الشخص أي شعور بالألم ومنحه الراحة الكاملة خلال العملية الجراحية في الرأس. وفي بعض الأحيان بالإضافة إلى التخدير الموضعي يتم استخدام جهاز ذو ترددات اهتزاز، وذلك بهدف الحد من إحساس الشخص بالآلام الناتجة عن الحقن في فروة الرأس.

مرحلة استخراج البصيلات وفصلها

عملية زراعة الشعر تتم عن طريق أخذ بصيلات من منطقة يظهر فيها الشعر وزرعها في المنطقة الأخرى التي لا يظهر فيها الشعر، إذًا في هذه المرحلة يتم استخراج البصيلات مما يسمى بالمناطق المانحة أو المناطق المتبرعة وهي المنطقة التي تحتوي على الشعر، وهناك طريقتين يتم عبر إحداهما استخراج البصيلات ويسميها البعض اقتطاف البصيلات

  • الطريقة الأولى هي المستخدمة حاليًا في معظم عمليات زراعة الشعر وهي الأحدث من الطريقة الثانية، ويتم فيها أخذ أو اقتطاف البصيلات من منطقة الشعر باستخدام أجهزة غاية في الدقة دون التسبب بأي شكل من الجروح أو الآلام ولا تترك أية آثار على الرأس.
  • الطريقة الثانية لم تعد تستخدم كونها تعتمد على الجراحة وتسبب الكثير من الآلام وتحتاج لفترة بعد العملية لتلتئم الجروح التي تسببت بها على الرأس.

بعد الحصول على البصيلات من المنطقة المتبرعة يتم تنظيفها باستخدام بعض المحاليل المخصصة لذلك، ثم يتم حفظها ضمن مواد أخرى تحافظ عليها لحين زراعتها في فروة الرأس.

مرحلة الزراعة

وهي المرحلة الأصعب والتي تحتاج الوقت الأطول بين كل المراحل لهذه العملية، ويختلف الوقت الذي قد تستغرقه هذه العملية بحسب كمية البصيلات والشعر المراد زرعه. تتم هذه المرحلة عبر فتح ثقوب صغيرة في الجزء من فروة الرأس المراد زراعة الشعر فيه، ثم يتم زراعة البصيلات في كل ثقب من هذه الثقوب.

وسطيًا يمكن أن تستغرق هذه المرحلة من العملية بين أربعة إلى ستة ساعات، تزيد وتنقص هذه الفترة بحسب حجم المنطقة المراد الزراعة فيها، حيث يتم زراعة البصيلات واحدة تلو الأخرى، ويمكن أن يصل عدد البصيلات المزروعة حتى عدة آلاف، بحسب حجم المنطقة المراد زرعها كما ذكرنا.

وتحتاج هذه المرحلة الكثير من الدقة والعناية من قبل الطبيب ليتم زراعة البصيلات في المناطق المحددة الصحيحة التي سبق وحددت بين الطبيب والشخص صاحب العلاقة، بالإضافة إلى بذل الجهد لغرس البصيلات في العمق المناسب لضمان ظهور الشعر ونموه فيها وبالتالي تحقيق الهدف من العملية.

مرحلة ما بعد العملية

من الضروري بالنسبة للشخص الذي خضع للعملية التزامه بكافة تعاليم الطبيب والجرعات العلاجية التي تحدد، والتي قد تشمل مضادات حيوية لمنع أي مضاعفات تكون على شكل التهاب بعد العملية، بالإضافة لبعض المستحضرات التي تستخدم على الرأس.

أحيانًا يوصي الطبيب الشخص باتباع حمية غذائية معينة أو تناول مأكولات وأطعمة معينة من شأنها المساعد على تثبيت البصيلات الجديدة في فروة الرأس وامدادها بالعناصر اللازمة من فيتامينات وبروتينات.

قد يستمر هذه الشكل من العناية بعد العملية لفترة تصل حتى ثلاثة أو أربعة أشهر. أما الوقت المتوقع لبدء ظهور الشعر على فروة الرأس فيختلف بين حالة وأخرى ولكن بشكل عام يحتاج الشخص إلى عدة أشهر ليلاحظ النتائج.

بالإضافة إلى عوامل أخرى تؤثر في طول الفترة حتى تظهر نتائج العملية، مثل مهارة الطبيب وكفاءته في زراعة بصيلات الشعر وغرسها في فروة الرأس إلى جانب العناية التي يوليها الشخص والطبيب معًا لفترة العناية بعد العملية.

ولكن على العموم يحتاج إلى ثلاثة أشهر كحد أدنى حتى تظهر النتائج وعندها يمكن تحديد مدى نجاح العملية، إذا كانت العملية تمت بنجاح ولم تظهر أي عوائق بعد العملية، فأن الشخص يحتاج إلى ستة أشهر وعندها يمكن ملاحظة الشعر على رأسه بشكل واضح ويمكن حتى تسريح الشعر المزروع والذي سيبدو كما الشعر الطبيعي تمامًا.

ما مدى ثبات بصيلات الشعر المزروع؟

يتساءل العديد من الناس بما فيهم أولئك الذي لم يخضعوا بعد لعمليات زراعة الشعر عن مدى ثبات بصيلات الشعر تلك، وهل من الممكن أن يعود الشعر للتساقط كما قبل العملية بعد فترة من زراعته؟

كل ما تود معرفته عن عمليات زراعة الشعر وتكاليفه

يقول الخبراء في المجال إن هذا الأمر يتوقف على الأسباب التي أدت بالشخص إلى فقدان شعره بدايةً، عندما تكون أسباب الصلع وراثية من الممكن عندها عودة تساقط الشعر وانتشار الصلع في الرأس، ولكن في حال تم أخذ بصيلات الشعر من منطقة غير مصابة بالصلع ولا يوجد أي احتمالية لإصابتها لاحقًا عندها لا يعود الشعر المزروع للتساقط.

لذلك ينصح الأطباء الأشخاص بعدم التسرع في عمليات زراعة الشعر في وقت مبكر من العمر، وإنما يجب الانتظار حتى تتحدد الأماكن من الرأس التي يظهر فيها الصلع بوضوح، وبالتالي يتم وقتها أخذ بصيلات الشعر من أماكن في الرأس لا يظهر فيها الصلع لضمان عدم تساقط الشعر المزروع في وقت لاحق.

تكاليف عملية زراعة الشعر

من الصعب هنا تحديد التكاليف التي قد تضطر لدفعها مقابل هذه العملية، لأن الأمور تختلف من حالة لأخرى ومن بلد لأخر وتبعًا للكثير من العوامل، ولكن بشكل عام فأنه لا يمكن القول إن هذه العمليات رخيصة التكلفة، على الرغم من انخفاض تكاليفها في السنوات الماضية نتيجة للتقنيات المستحدثة والمستخدمة فيها ولكن ما زالت تعتبر مرتفعة التكاليف وليست في متناول الجميع.

نوعية الأجهزة المستخدمة في العملية، طريقة الحصول على بصيلات الشعر من المناطق المانحة، التخدير، عدد البصيلات المزروعة، المنطقة من الرأس التي ستتم فيها العملية، المركز التي ستتم فيه العملية ومدى خبرة الأطباء هناك ومكان تواجده من حيث البلد كل هذه الأمور تؤثر في تكاليف عملية زراعة الشعر.

فمثلًا في تركيا متوسط زراعة شعر الرأس تتراوح بين 800 إلى 3000 دولار أمريكي، وطبعًا قد تختلف التكاليف بين حالة الصلع الكلي والصلع الجزئي. في حين زراعة شعر اللحية في الغالب تكون التكلفة أكثر من تكلفة شعر الرأس وقد تصل التكلفة وسطيًا لنحو 3000 دولار. في حين زراعة شعر الحواجب على الرغم من قلة عدد البصيلات التي تزرع فيها فلا تقل تكلفتها عن تكلفة زراعة اللحية.

كما ذكرنا فأن هذه الأسعار وسطية ولا يمكن الاعتماد عليها فالأمور تختلف بين حالة وأخرى وبلد وأخر تبعًا لعدة عوامل كما بينا.

وبذلك نكون تعرفنا إلى كل المعلومات الأساسية والضرورية لمن يتسألون عن عمليات زراعة الشعر أو يتبادر لأذهانهم أي من الأسئلة حول هذا الموضوع، في حال لديك أي استفسارات أخرى يمكنك إخبارنا عنها في التعليقات وسنحاول الإجابة قدر الإمكان.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله