صرير الأسنان أثناء النوم – نصائح للتوقف عن إتلاف أسنانك بشكلٍ نهائي

الكثير من الناس يعانون من صرير الأسنان أثناء النوم، وللأسف، لا يدرك الجميع ما هي مضاعفات هذا الاضطراب. صرير الأسنان يعني حرفيًا “طحن الأسنان”، وهي حركة لا إرادية تمامًا يمكن أن تؤثر على صحة الفم وتؤدي لتلف الأسنان.

صرير الأسنان أثناء النوم ظاهرة منتشرة على نطاق واسع، حيث تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أفراد يعاني منها، وغالبًا دون أن يدرك ذلك حتى يتم تشخيص المشكلة من قبل طبيب الأسنان، أو حين يدرك أفراد العائلة ذلك.

صرير الأسنان يحدث بشكل رئيسي أثناء النوم، من خلال الضغط اللاإرادي والعنيف على الأسنان لدرجة أنه قد يسبب ألمًا حقيقيًا في الفم عند الاستيقاظ.

على الرغم من كونها مشكلة منتشرة على نطاق واسع، إلا أن صرير الأسنان أثناء النوم لا يتم علاجه دائمًا، ويميل كثير من الناس إلى التقليل من المشكلة وإهمالها، وإحالتها إلى أسباب بسيطة مثل التوتر المؤقت.

كيف تعرف أنك تعاني من صرير الأسنان

صرير الأسنان ظاهرة شاذة تدفع الشخص إلى إطباق فكه وطحن أسنانه، دون وجود دافع وظيفي لهذه الحركة، ويؤدي ذلك إلى صدور صوت صرير ناجم عن احتكاك الأسنان.

لا يدرك الشخص النائم أنه يطحن أسنانه، لهذا فإن أفضل طريقة لتشخيص الحالة والتعرف عليها هي من خلال مراقبة أحد أفراد العائلة للشخص النائم.

إذا كنت تعيش لوحدك ولا يوجد شخص يمكن أن يراقبك خلال النوم، فإن الاستيقاظ مع ألم في الفك أو صداع طفيف هو علامة تدعو للقلق، إن كنت تشك في أنك تعاني من مشكلة صرير الأسنان أثناء النوم، فمن الضروري استشارة طبيب الأسنان، لأن الصرير المستمر يمكن أن يؤدي إلى ما يلي:

  • تلف مينا الأسنان أو تكسر الأسنان أو ارتخاءها.
  • الحاجة إلى علاج تلف أسنانك أو تركيب التيجان والجسور مع ما يترتب على ذلك من تكلفة مادية.
  • وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تحتاج لزراعة الأسنان أو تركيب أطقم الأسنان، وقد تعاني من آلام الفك المزمنة أو يؤثر ذلك على حاسة السمع. بالإضافة إلى مشاكل العضلات والمضغ.

تحديد سبب المشكلة

أسباب صرير الأسنان يمكن أن تكون مختلفة، نستطيع التعرف عليها من خلال الفحص الدقيق للأسنان وتقييم حالة المريض.

عادة ما تكون الأسباب الرئيسية لصرير الأسنان أثناء النوم هي:

العوامل الوراثية: هذا ليس سببًا مؤكدًا، لكن من الشائع إذا كان هناك أحد أفراد العائلة يعاني من صرير الأسنان أن يعاني أفراد آخرون في العائلة من نفس المشكلة.

تشوهات الفك أو سوء إطباق الأسنان: إذا كان الشخص يعاني من مشكلة في الفك أو الأسنان، فقد يعاني من صرير الأسنان أثناء النوم.

أسباب عصبية أو نفسية: في معظم الحالات، يكون صرير الأسنان مرتبطًا بالتوتر والعصبية والقلق، وتكون الحالة متنفسًا لتفريغ هذا التوتر أثناء الليل.

بغض النظر عن السبب الكامن وراء المشكلة، النتيجة تكون دائمًا هي نفسها، فأولئك الذين يعانون من صرير الأسنان مهما كان السبب سيواجهون مشاكل تشمل تآكل مينا الأسنان بسبب الاحتكاك المستمر بين الأسنان، كما أنهم سيكونون أكثر عرضة للمعاناة من تسوس الأسنان والتهاب اللثة، ويمكن في الحالات الشديدة والأكثر خطورة أن يؤثر ذلك على ارتباط الأسنان ويؤدي لفقدانها مع الزمن.

لهذه الأسباب، من الواضح أن صرير الأسنان أثناء النوم هي مشكلة لا يجب أبدًا التقليل من شأنها.

أنواع صرير الأسنان أثناء النوم

بناءً على الأسباب التي يمكن أن تسبب ظاهرة صرير الأسنان، يتم تصنيف الصرير إما أوليًا أو ثانويًا.

صرير الأسنان الأولي: بحدث عند الأشخاص الأصحاء، وعادةً ما يكون السبب هو الحاجة إلى التخلص من الإجهاد المتراكم أثناء النهار أو لأسباب مثل سوء إطباق الأسنان أو الاضطرابات المتعلقة بشكل الفك السفلي والفك العلوي. على سبيل المثال، إنه شائع عند أولئك الذين لا يكون فكم منغلق جيدًا أو لديهم أسنان كبيرة مع ما يترتب على ذلك من اختلال في الأسنان والإطباق غير الطبيعي.

صرير الأسنان الثانوي: عندما يكون صرير الأسنان أثناء النوم ناتجًا عن أدوية أو مواد كيميائية تؤدي لمشاكل في الجهاز العصبي وتسبب طحن الأسنان، هذا قد يحدث في حال أخذ مضادات الاكتئاب أو الذهان.

سيقوم طبيب الأسنان بتقييم مدى خطورة وتأثير صرير الأسنان ونوعه سواء كان أوليًا أو ثانويًا، ويقترح أفضل علاج يتم تنفيذه لوقف عملية الطحن وتأثيرها.

كيف تتجنب إتلاف أسنانك

أصبح من الواضح كيف تحدث ظاهرة صرير الأسنان أثناء النوم وكيف أنها تؤدي إلى إتلاف الأسنان خاصة إذا لم يتم علاجها واستمرت لفترة طويلة.

فالاحتكاك المستمر بين الأسنان والطحن اللاإرادي والضغط العضلي المستمر قد يؤدي لاضطرابات يمكن أن تصبح خطيرة جدًا ومن المحتمل أن تسبب تلف أو سقوط الأسنان.

لحسن الحظ، ليس من الصعب علاج المشكلة أو التعامل معها بشكلٍ صحيح. يعتمد العلاج عادةً على الأسباب التي أدت إلى ظهورها. على سبيل المثال، إذا كان الطحن ناتجًا عن أسباب تشريحية مثل سوء إطباق الأسنان، سيكون طبيب الأسنان قادرًا على تقييم إمكانية استخدام “عضة الأسنان الليلية” أو “جهاز تقويم الأسنان” لتصحيح الخلل التشريحي.

من ناحية أخرى، إن كانت مشكلة الصرير مرتبطة بالأدوية التي تتناولها، سيكون من الضروري تقييم العلاج من قبل طبيب الأسنان والطبيب المعالج لفهم ما إذا كان هناك مجال لتغيير العلاج واستبداله بعلاج أخر أو تعديل الجرعة. في حالة عدم إمكانية التدخل في العلاج، قد يقترح طبيب الأسنان استخدام العضة لاحتواء مشكلة صرير الأسنان والحد من تلف الأسنان الذي قد ينجم عنها.

إذا كانت المشكلة متعلقة بحالات التوتر أو العصبية أو القلق، قد يحيلك طبيب الأسنان إلى استشاري نفسي متخصص من أجل التخفيف من المشكلة وعلاجها.

في الحالات التي يكون فيها صرير الأسنان بسبب المواقف العصيبة المؤقتة، يوصى غالبًا بتجربة تقنيات الاسترخاء أو ممارسة رياضة اليوغا التي تساعد على التخلص من التوتر واستعادة التوازن الجسدي والعاطفي. يمكن لساعة من المشي يوميًا أو التأمل أن يساعد في السيطرة على التوتر وبالتالي الحد من مشكلة صرير الأسنان أثناء النوم.

العضة لعلاج مشكلة صرير الأسنان

العضة لعلاج صرير الأسنان أثناء النوم

العضة أو واقي العض عبارة عن أداة يتم ارتداؤه ليلًا لمنع الأسنان من الاحتكاك. تصنع العضة عادةً من الأكريليك، وهي مادة ناعمة غير ضارة بالأسنان.

قد يكون ارتداؤها في البداية مزعجًا، لكن سيعتاد الدماغ عليها وسيتوقف صرير الأسنان، لكنها قد تتعرض للتلف مع الوقت، لذا يجب استبدالها.

يمكن في كثير من الحالات السيطرة على الأعراض المتعلقة بصرير الأسنان من خلال العضة التي يصفها الطبيب.

العضة لا تمنع صرير الأسنان أثناء النوم واحتكاكها ببعضها فقط، بل تساعد أيضًا في إرخاء العضلات المشاركة في عملية صرير الأسنان مما يقلل الأعراض النموذجية مثل الألم في العضلات والوجه والرقبة وحتى الكتفين.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله