ما يجب وما لا يجب عليك فعله لتتقن فن الحوار بكفاءة

خوض حوار متقن وتبادل أطراف الحديث مع شخص أخر ليس من المواهب التي يتمتع فيها الجميع بالفطرة، ولكنها بنفس الوقت هي ليست حكر على أولئك اللذين ولدوا وهم قادرين على خوض حوارات جيدة، وبالتالي يتقنون فن الحوار بالفطرة.

بل هو مهارة يمكن تعلمها وإتقانها بالممارسة والتدرب تدريجيًا. لذا هنا سنتعرف على الأمور التي يجب عليك والأمور التي لا يجب عليك فعلها أثناء خوض أي مناقشة أو حوار لتتعرف كيفية خوض حوارات جيدة في أي موقف أو مناسبة.

ما يجب فعله لتتقن فن الحوار

ما يجب وما لا يجب عليك فعله لتتقن فن الحوار بكفاءة

1 – استهل الحوار بإطراء

في كل الأحوال والمواقف أفضل طريقة لبدء محادثة أو حوار مع أحدهم هو البدء بمجاملة خفيفة أو إطراء ما حول الطرف الثاني، وهذا ليس من شأنه أن يساعدك على بدء الحوار بطريقة إيجابية ويمهد الطريق أمامك لحوار أفضل فقط.

بل كذلك فأن الإطراء في بداية الحوار يجعل الطرف الثاني يشعر بشعور جيد تجاه نفسه، وبالتالي يجعله يتقبل ما ستقوله أيً كان بطريقة أكثر إيجابية وانفتاح تجاهك.

عند تقديم إطراء ما من الضروري أن يكون مناسب حقيقي وواقعي وبعيد عن المبالغة والتكلف، ويمكن أن يكون حول أي تفصيل في الطرف أو الشخص الأخر، حول ملابسه مثلًا وتناسق ألوانه، خاتم أو إكسسوار يرتديه، أو حول أو موقف كان قد حصل مؤخرًا سيكون إطراء جيد لبدء الحوار بطريقة إيجابية.

2 – الأحاديث الجانبية

الأحاديث الجانبية أو الـ Small Talk ضرورية كذلك في فن الحوار والمحادثة، وعلى الرغم من إن البعض لا يفضل الخوض في هذه النقاشات البسيطة ويدعي بإنها بلا أدنى فائدة، ولكن في الحقيقة هي ضرورية وهي التي تمهد الطريق لأحاديث أعمق وأكثر أهمية وفائدة.

بالإضافة إلى ذلك، فأن الأحاديث الجانبية بسيطة لا تأخذ الكثير من الوقت ويمكن أن تكون حول أي موضوع، حول المكان المتواجدين فيه مثلًا أو الطعام أو الشراب الذي تتناوله أنت وشريكك في الحديث، يمكن أن يكون حول الطقس أو حتى حرارة الغرفة.

هذه الأحاديث يمكن الانتقال منها لمواضيع أكثر أهمية وفائدة وبسهولة، وتساعد على تأسيس علاقة مع الطرف الأخر لبدء أي نقاش جدي.

3 – اطرح أسئلة

الأسئلة ضرورية لأي محاورة أو مناقشة، ولا يمكن أن تتقن فن الحوار دون أن تتقن فن طرح الأسئلة وتعرف الوقت المناسب للسؤال المناسب.

بالإضافة إلى ذلك، فأن الأسئلة تساعد على الانتقال من الأحاديث الجانبية البسيطة إلى نقاشات أكثر أهمية وعمق، فهي تعزز من الحوار وتنتقل به شيئًا فشيء إلى مستوى متقدم.

ولكن من الضروري أن تولي أهمية لهذه التقنية عند محاورتك لأحدهم، يجب أن تتحلى بالصبر وتعرف جيدًا متى تطرح سؤالك، لا تقاطع الطرف الأخر ولا تتسرع بطرح الأسئلة، انتظر الفرصة المناسبة واطرح السؤال المناسب تمامًا لسياق الحديث حتى لا تبدو بأنك شخص متسرع أو فوضوي تنتقل من موضوع لأخر دون أي هدف أو مغزى.

4 – كن على طبيعتك

ربما هذا أصعب ما في الأمر، وهو أن تظهر على طبيعتك دون تكلف وتصنع أمام الأخرين. ولأحاول تبسيط الأمر لك، حافظ على ابتسامتك، استخدم لغة الجسد، فسر لغة الجسد عند الأخرين وافهم ما يريدون حتى لو لم يتكلموا بطريقة مباشرة، انتبه لنبرة صوتك.

ولكن على الرغم من كل ذلك لا بد أن تنفذ كل هذه الأمور وأنت على طبيعتك بكامل شخصيتك التي عادةً ما تكون عليها دون أن يبدو عليك أن من مظاهر التصنع أو التكلف، وإلا ستفسد كل الأمر من حوارك مع الأخرين.

5 – اعطي مجال للأخر

من الأمور المهمة التي يجب أن تنتبه لها عند حديثك مع أحدهم هو تجنب أن تسيطر أنت على كامل النقاش ولا تعطي مجال للطرف الأخر في المشاركة، إذ من شأن هذا الأمر أن يجعل الشخص الأخر غير مهتم بمتابعة النقاش أو حتى مجرد الاستماع لك.

المشكلة في هذا الأمر إن الكثيرين لا ينتبهون لأنفسهم عند بدء الحوار وتجدهم يتكلمون كثيرًا لدرجة عدم إتاحة المجال للطرف الأخر وبدون وعي منهم لذلك.

لذا في المرة القادمة عندما تخوض حوار مع أحدهم انتبه لهذا الأمر، إذا لاحظت إن الطرف الثاني لا يتفاعل معك بشكل جيد في الحوار أو لا يجيب على الأسئلة التي تطرحها ولا إجابات كافية فمن الضروري أن تعيد النظر فيما تقول وكيف تقوله، وإذا ما كنت أنت السبب في ذلك.

هذه التقنيات الخمسة من شأنها تساعدك في إتقان فن الحوار وخوض مناقشات عملية مثمرة ومفيدة مع الأخرين. الآن سننتقل لنتعرف إلى خمسة أمور أخرى يجب إلا تفعلها عند مناقشة أحدهم حتى تخوض مناقشة وحوار مثالي بكل معنى الكلمة.

ما لا يجب عليك فعله لتتقن فن الحوار

ما يجب وما لا يجب عليك فعله لتتقن فن الحوار بكفاءة

1 – لا توجه حديثك لشخص واحد ضمن المجموعة

هذا من شأنه أن يجعل الأشخاص الأخرين ضمن المجموعة يشعرون بعدم أهميتهم، فضلًا عن إنه سوء تصرف منك يقلل من احترامك للأخرين، الأمر الذي قد يجعلهم يعاملونك بذات الطريقة.

لذلك عند التواجد ضمن مجموعة وجه كلامك لكامل المجموعة وتجنب تبادل أطراف الحديث مع شخص واحد من المجموعة، كذلك تجنب الخوض في حديث لا يهم إلا شخص واحد من المجموعة، بل انتقي المواضيع التي يستطيع كامل أفراد المجموعة التحدث فيها.

2 – لا تتحدث بفوقية واستعلاء

التحدث بفوقية أو استعلاء هو أسوء ما يمكن أن تفعله عند الحديث وتبادل الحوار مع شخص أخر، أنت قد تتحدث عن ممتلكاتك أو راتبك العالي أو وظيفتك المرموقة في حين هو ليس لديه أدنى اهتمام بكل ذلك.

وعلى الرغم من إن هذا النوع من الأحاديث قد يصنع بعد الصداقات والعلاقات ولكنها في الغالب مزيفة ومبنية على مصالح وماديات ليس إلا.

3 – لا تشارك أكثر من اللازم

لا تتحدث بأكثر من اللازم عن نفسك أو أي من الأمور التي تخصك، بعض الأنواع من الأشخاص سرعان ما يبدؤون بالتحدث عن كل جوانب حياتهم بمجرد بدء حوار مع شخص ما، غير أخذين في الاعتبار عدم اهتمام الشخص ربما بذلك، أو هي أمور خاصة فيك ولا يجب أن يطلع عليها الكل أو غير ذلك من الأمور.

وبالمقابل أيضًا أنت يجب إلا تحاول الخوض في الكثير من التفاصيل الخاصة بالشخص الأخر، تجنب طرح أسئلة غير ضرورية أو تتعلق بتفاصيل شخصية قد لا يرغب الطرف الأرخ بالتعبير عنها.

4 – لا تنشر الطاقة السلبية

في حال كنت تمر بظروف صعبة، أيام سيئة لا قدر الله لسبب أو أخر، تعاني من بعض الضغوط في العمل، بعض المشاكل العائلية، أو ضيق مادي ما، لا داعي لذكر هذه الأمور والتعبير عن مشاعرك السلبية لكل من تقابله.

لا يرغب غالبية الناس سماع القصص السلبية عن حياة الأخرين خاصة إن لم يكونوا على معرفة كبيرة بالشخص، لذلك اعرف متى تتحدث ولمن وبما تتحدث أو المواضيع التي تتناولها.

5 – الجدال

البعض في النقاشات والحوارات يجادل في كل وأي موضوع، ويسعى في أي نقاش أن يكون دائمًا على حق وهو صاحب وجهة النظر الصحيحة. وهذا أمر لا داعي منها البتة خاصة في النقاشات والمواضيع الجانبية التي قد لا تكون بتلك الأهمية لإثبات وجهة نظرك.

لذلك من الضروري أن تقدر إنه لكل شخص وجهة نظره الخاصة ومن غير الضروري أن يتفق الجميع مع ما تعتقده من وجهة نظرك الخاصة.

هذا كانت خمسة أمور يجب ألا تفعلها في أي نقاش أو محادثة أو حوار تخوضه مع أحدهم، لنكون بذلك تعرفنا إلى ما يجب عليك وما لا يجب عليك فعله لتتقن فن الحوار وتخوض مناقشات مثمرة مع مختلف الأشخاص وفي مختلف المواقف والظروف.

للمزيد حول هذا الموضوع أو مواضيع مشابهة:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله