هل الفواكه تزيد الوزن وتسبب تراكم الدهون في الجسم؟

هل أخبرك أحد ما بأنه من أجل الحصول على وزنٍ مثالي، فإن عليك الابتعاد عن تناول الفاكهة؟ والأن، هناك العديد من ممارسي رياضات اللياقة البدنية يقومون بقطع الفاكهة تمامًا من خططهم الغذائية، حتى بعد أشهر من التمرين، خوفًا من أن تزيد الفاكهة من كمية الدهون التي يمكن أن يخسروها أو خوفًا من أن تسبب لهم في زيادة الوزن.

هل الفواكه تزيد الوزن

من أين يأتي هذا المنطق، والأهم من ذلك، هل هذا صحيح؟

وفقا لعلم النبات (العلم الذي يدرس النباتات)، فإن الفاكهة عبارة عن بنية تحمل البذور وتتطور من مبيض النبات المزهر. إنها عادة ما تكون حلوة المذاق. أما الخضروات، من ناحية أخرى فهي جميع الأجزاء النباتية الأخرى مثل الجذور والأوراق والسيقان.

في موضوع الغذاء، بعض “الخضروات”، مثل الباذنجان والفليفلة هي في الواقع ثمار، وبعض الأطعمة، مثل الطماطم (البندورة)، لها خصائص كل من الفواكه والخضروات. وفي هذا المقال، استخدم مصطلح “الفاكهة” لوصف ما قد تفكر به عندما يقول شخص ما كلمة الفاكهة (كالتوت والتفاح والبابايا إلخ)، على الرغم من أن الأفوكادو والخيار والزيتون من الناحية الفنية كلها ثمار أيضًا.

من أين تأتي فكرة “الفاكهة تجعلك بدينًا”؟

كثيرٌ من الناس الذين يؤمنون بأن الفاكهة تجعلهم يكتسبون المزيد من الدهون، ويعتقد آخرون أن الفركتوز (وهو نوع من السكر الموجود في الفاكهة) يسبب زيادة في الدهون. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول الفركتوز يؤدي إلى حدوث مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة الدهون، خاصة في منطقة البطن.

بالإضافة إلى ذلك، يخفض الفركتوز كمية الأنسولين الصادرة والاستجابة له بعد تناول الوجبات. وهذا بدوره يخفض المستويات الموجودة من هرمون اللبتين المسؤول عن زيادة الشعور بالامتلاء والشبع ويزيد هرمون الجريلين المشجع على الجوع. هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية، والتي يمكن أن تسبب في زيادة الدهون وبالتالي زيادة الوزن.

وتظهر العديد من الدراسات وجود ارتباط بين المشروبات المحتوية على الفركتوز (أو شراب الذرة عالي الفركتوز) مع زيادة الوزن. ومع ذلك، هناك أبحاث جيدة تشير إلى أن السعرات الحرارية من السكر وليست هي المسؤولة عن زيادة الوزن.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الفاكهة على مستويات منخفضة نسبيًا من الفركتوز مقارنة بالمشروبات المحلاة. على سبيل المثال، تحتوي تفاحة متوسطة الحجم على حوالي 13 غرام من الفركتوز و90 سعرة حرارية فقط.

إذا كانت الفاكهة لا تجعلك بدينًا، فماذا يجب أن أفعل؟

السعرات الحرارية الزائدة دائمًا تسبب زيادة الوزن. وإذا كنت تأكل سعرات حرارية أكثر مما يحرقه جسمك، فسوف يزيد وزنك بغض النظر عن مصدر هذه السعرات الحرارية. إذا كنت تأكل ثمارًا ذات سعراتٍ حراريةٍ عاليةٍ مثل الموز، فستكون أكثر عرضة لزيادة الوزن مما لو كنت تأكل ثمارًا منخفضة السعرات الحرارية مثل الفراولة.

ولكن يجب أن تعلم، الفاكهة مليئة بالمغذيات، وتحتوي على نسبةٍ عالية من الماء مما يجعلها مليئة بالألياف. وعند تناولها باعتدال، تعتبر الفاكهة خيارًا ممتازًا كمصدرٍ صحي للكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.

وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة التي تخطر على بال الكثيرين حول هذا الموضوع:

أسئلة هامة

باختصار، هل الفواكه تزيد الوزن؟

جميع الفواكه مليئة بالفيتامينات والماء والألياف ومضادات الأكسدة، ولكن بعضها يحتوي بشكلٍ طبيعي على مزيد من السكر (وبالتالي السعرات الحرارية) أكثر من غيرها. مثل التين والمانجو والعنب والموز والكرز التي تعتبر من بين الفواكه السكرية. لكن تناول أي نوع من الفواكه باعتدال لا يجعلك تكسب الوزن.

ما هي الفواكه التي تساعد على حرق الدهون في منطقة البطن؟

هنا ستة أنواع يمكنك الاختيار من بينها:

  • الجريب فروت: وجدت دراسة مطبوعة في مجلة Metabolism أن تناول الجريب فروت قبل الوجبات قد يساعد على تقليل الدهون الحشوية (في البطن) وانخفاض مستويات الكوليسترول.
  • الكرز.
  • التوت.
  • التفاح.
  • البطيخ.
  • الخوخ.

هل تناول الموز يجعلني أعاني من زيادة الوزن؟

السعرات الحرارية توجد في الموز بكمية معتدلة بما فيه الكفاية لتشملها في نظامك الغذائي دون التسبب في زيادة الوزن. تحتوي الموزة الصغيرة على 90 سعرة حرارية، وحتى الموزة الكبيرة الحجم لا تحتوي إلا على 135 سعرة حرارية، ووفقًا لتقارير وزارة الزراعة الأمريكية. فإن الجمع بين هذه المجموعة من السعرات الحرارية المنخفضة والقيمة الغذائية يعني أن الموز هو وجبة خفيفة صحية، كما يقترح موقع MedlinePlus. أكل موزة كبيرة واحدة يوميًا.

لن يجعلك الموز وحده تكسب الوزن، ولكن إذا كان جزءًا من نظامٍ غذائي عالي السعرات الحرارية، فسيكون أحد الأطعمة المتعددة التي تساهم في زيادة الوزن. فعندما تستهلك سعرات حرارية أكثر مما تحتاج، فإن السعرات الحرارية الزائدة سوف يتم تخزينها في مكان ما في جسمك. سيتم تخزين بعض منها بشكل جليكوجين، والذي يتم إعادة استخدامها كطاقة عند زيادة نشاط العضلات. لكن الجسم يحتوي على مساحة محدودة لتخزين الجليكوجين، وبالتالي يتم تحويل السعرات الحرارية المتبقية إلى ثلاثي الجليسريد وتخزينها كدهون.

يستغرق الأمر 3،500 سعرة حرارية إضافية لإضافة رطل واحد من الدهون إلى جسمك، لذلك فإن زيادة الوزن تحدث خلال أسابيع من استهلاك الكثير من السعرات الحرارية. إذا كنت تتناول موزة كبيرة يوميًا فقط وتتجاوز عدد السعرات الحرارية المطلوبة لجسمك يوميًا، فقد يستغرق الأمر 30 يومًا تقريبًا حتى تتسبب هذه السعرات الحرارية الزائدة في زيادة الوزن.

هل صحيح أن الأناناس يساعد على فقدان الدهون في البطن؟

يمكن أن يمنع الأناناس انتفاخ المعدة ويساعد جسمك على حرق عددٍ قليلٍ من السعرات الحرارية الإضافية. الأناناس هو فاكهة غنية بالمغذيات ويحتوي على فيتامين C والمنغنيز والثيامين والنحاس والألياف وفيتامين B6. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الأناناس على إنزيم مهم جدًا: وهو البروميلين، الموجود في ثمار وعصير الأناناس. هذا الإنزيم يستقلب البروتين، مما يسهم في عدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تخفيف دهون البطن.

ووفقًا لكلية كالتون للصحة الطبيعية، فإن الأناناس الطازج قد يساعد على حرق الدهون. ويمكن أن يعمل البروميلين بالتزامن مع الإنزيمات الأخرى، مثل الليباز، وهو إنزيم يساعد على هضم الدهون.

ووفقًا لجامعة بوردو، يعتقد أن البروميلين يساعد في تثبيط الشهية ويعزز إفراز الدهون. بالإضافة إلى ذلك، الأناناس هو غذاء تقويضي، مما يعني أن جسمك ينفق المزيد من السعرات الحرارية خلال هضم هذه الفاكهة أكثر من عدد السعرات الحرارية التي تحتوي عليها الفاكهة نفسها.

كلمة أخيرة …

لا أحد ينكر أهمية تناول الفواكه في أي نظامٍ غذائي للحصول على فوائدها العديدة، لكننا ننصح دائمًا بالاعتدال في تناول أي شيء، وآمل أن أكون في هذا المقال قد أجبت على بعضٍ من أهم الأسئلة المتعلقة بعلاقة الفاكهة بزيادة الوزن، وإذا كانت لديك أية أسئلةٍ أخرى لم نوردها في هذا المقال، فلا تتردد أبدًا في الكتابة لنا في قسم التعليقات أسفل هذا المقال وسوف نجيب عن أسئلتك هذه في أقرب وقتٍ ممكن.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله