تعرف على الماسونية التنظيم الغامض والأكثر سرية في العالم

تعد الماسونية المنظمة الأشهر والأكثر سرية وغموض في العالم في كل ما يخصها من حيث الطقوس والأهداف وغايتها والأعضاء وكل تفاصيلها، وحتى السبب وراء كل هذه السرية غامض وغير معروف ما الغاية منه.

ومن الكثير من المعلومات غير المؤكدة المنتشرة عنها تعرف الماسونية بأنها أخوية عالمية يعتنق أفرادها سويةً عقائد وأفكار على صلة بالحياة والموت والكون والخالق والأخلاق وما وراء الطبيعة.

تعرف إلى الماسونية التنظيم الغامض والأكثر سرية

النشأة والتأسيس

لا يوجد معلومات مؤكدة ودقيقة حول نشأة هذه المنظمة وبداياتها، البعض يرجعها إلى عام 43 ميلادي على أيدي الملك هيردوس أكريبا الحاكم اليهودي في تلك الفترة، أخرين يرجعونها إلى محاولة المؤسسين لأحياء الديانة الفرعونية القديمة.

والبعض يقول إنها تأسست على أيدي فرسان الهيكل إبان الحروب الصليبية. أما التسمية فالماسونية تشير إلى المهندس في اللغة الإنكليزية، ويعتقد إن المقصود هنا بالمهندس هو مهندس الكون أي الخالق.

أماكن التواجد

تتوزع ما يسمى بالمحافل الماسونية حول العالم وفي كثير من الدول، وفي الغالب تكون في الظاهر على شكل نوادٍ اجتماعية. ومن أشهر المحافل وأكبرها في العالم محفل The Lions الذي يتخذ الأسد شعارًا له، ويقع في ولاية إلينوي الأمريكية، وكلمة ليونز تعني حراس الهيكل ويعتقد إنها إشارة إلى هيكل سليمان الذي يسعى له الماسونيون.

محفل أخر لهم هو نادي الروتاري أسس في ولاية شيكاغو عام 1905 ثم تمددت فروعه لكثير من دول العالم منها بعض الدول العربية، وتتم الاجتماعات فيه في منازل الأعضاء ومكاتبهم بالتناوب لذلك سمي بالروتاري.

أما في الوطن العربي فأن أكبر المحافل المعروفة يقع في مصر ويدعى “المحفل الوطني المصري الأكبر للبنائين الأحرار القدماء المقبولين”، وتعود أصول هذا المحفل إلى عهد الحملة الفرنسية على مصر.

وللماسونية الكثير من المحافل والفروع الموزعة في دول العالم المختلفة منها ما هو معروف ومنها غير المعروف، ولا يعرف على وجه الدقة ما هو شكل التواصل الموجود بين هذه الفروع والمحافل ولا يعرف حتى إن كان هناك تواصل بينها من الأساس.

الشعار

الماسونية التنظيم الغامض والأكثر سرية

للماسونية الكثير من الشعارات من أهمها صورة تعامد الفرجار ومسطرة الهندسة التي تشير لصنعة البناء، وتفسير آخر لهذا الشعار يشير لعلاقة الخالق بالمخلوق والسماء بالأرض حيث الخالق في السماء يتمثل في الفرجار وعلاقته بالأرض والمخلوق المتمثل في المسطرة ذات الزاوية القائمة.

أما حرف G الظاهر بين الفرجار والمسطرة فتختلف التفسيرات لوجوده فالبعض يقول إنه الحرف الأول من كلمة God والتي تعني الخالق. وتفسيرات أخرى تقول إنها الحرف الأول من كلمة هندسة Geometry، وأخرين يقولون إنها تشير لاسم مجموعة من القوانين وضعها اليهود قديمًا كتفسير لكتابهم المقدس.

قوانين الماسونية

تشير بعض الدراسات التاريخية حول الماسونية إن أول كتابة لدستور الماسونية كان عام 1723 ويتضمن هذا الدستور تاريخ الماسونية منذ العهد القديم حتى عهد جيمس الأول ملك إنكلترا. إضافة لوصف لعجائب الدنيا السبع التي يعتبرونها إنجازات لعلم الهندسة والمهندس الأعظم للكون “الخالق”.

إضافة لاحتواء الدستور على القوانين والتعاليم والطقوس والشعائر والمراتب التي تمنح للأعضاء وغير ذلك من القوانين التي تحكم ألية العمل داخل المنظمة والمحافل التابعة لها.

الانتساب والأعضاء

الشرط الأساسي الذي ينص عليه الدستور الماسوني للذين يرغبون بالانتساب للمنظمة هو أن يؤمن الشخص الراغب بالانتساب بوجود خالق للكون.

إضافة لذلك هناك بعض الشروط التي لا يتم بدونها قبول طلب انتساب الشخص؛ منها العمر الذي يجب أن يتجاوز 18 عام، أن يكون الشخص سليم البدن والعقل والأخلاق وحسن السمعة، أن يكون حاصل على شهادة جامعية، وأن يؤمن بوجود خالق للكون بغض النظر عن ديانته.

المراتب الماسونية

يوجد في الدستور الماسوني ثلاث مراتب يتقلدها الأعضاء

المبتدئ

وهي أولى المراتب التي يحصل عليها المنتسب الجديد للمنظمة والمرحلة التي يؤدي فيها العضو الجديد القسم، وتتضمن عملية أداء القسم طقوس وشعائر خاصة مثل عصب العينين للمنتسب بينما يؤدي القسم وهذا بحسب اعتقادهم يمثل الظلام الذي كان يعيشه الفرد قبل انتسابه للمنظمة، وعند أدائه القسم يزاح الغطاء عن عينيه كدليل على النور الذي حل به بانتسابه للمنظمة.

أهل الصنعة

وهي المرتبة الثانية في الفكر الماسوني وتمثل مرحلة البناء والتحسين والتطوير التي يجب على العضو أن ينتهجها في مجتمعه. وأيضًا فيها الطقوس الخاصة والشعائر التي تتم أثناء عملية تنصيب العضو بهذه المرحلة.

الخبير

المرحلة الثالثة والأخيرة من مراتب الأعضاء الماسونيين وهي المرتبة الأهم والأعلى، ولهذا مقرات خاصة يتم فيها تنسيب الأعضاء بهذه الصفة. وحسب اعتقادهم فأن الإنسان كي يصل لهذه المرحلة يحب أن يصل لمرحلة من التوازن بين مكنون نفسه ودواخله والحالة الروحية التي تربطه بخالقه.

الماسونية والدين

الماسونيين في اعتقاداتهم وحسب القليل من المعلومات المنشورة عنهم بسبب السرية والتكتم الذي يحيطون نفسهم فيه فأنهم لا يعتبرون نفسهم ديانة ولا حتى منظمة دينية، ويعدون جوهر فكرتهم الرئيسية مطابقة لفكرة الأديان الموحدة للخالق.

وكذلك يزعمون بأنهم لا يقبلون طلبات انتساب الأشخاص الملحدين الذين ارتدوا عن دين ما، ولا يشجعون على اتباع ديانة معينة وإنما يتركون لأعضائهم حرية اعتناق الدين الذي يشاؤون.

موقف الإسلام من الماسونية

المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي يعد الماسونية منظمة سرية يهودية المنشأ والإدارة وصهيونية النشاط، وهي تعمل ضد الأديان وتسيء لها وللذات الإلهية وتسعى للسيطرة على العالم.

وكذلك عد البيان الذي أصدره المجمع الفقهي بأن النشاطات والطقوس الماسونية بمجملها تتعارض مع الشريعة الإسلامية وتنافيها وتسعى لهدم الأديان وتخريبها عقول معتنقيها.

وفي عام 1984 أصدر الأزهر فتوى حرم فيها الانتساب للماسونية لأن هذا يودي بالشخص إلى الانسلاخ عن دينه بالتالي الارتداد الكلي عن الإسلام.

موقف المسيحية من الماسونية

المجمع المعمداني المسيحي اعتمد تقريرًا حول الماسونية عام 1993 ثمّن فيه قيمة الكثير من الأعمال الخيرية التي تقوم بها المنظمة الماسونية، إلا إنه صرح التقرير عن عدة اختلافات بين المسيحية والماسونية تصل لحد التناقض الكلي.

حيث عد التقرير إن الماسونية تستخدم ألفاظ ومصطلحات مسيئة للخالق، وتستخدم عهود ومواثيق عنيفة ودموية يحظرها الكتاب المقدس، وكذلك وصف التقرير الماسونية بانها تستخدم معتقدات وثنية وتمارس تمييز عنصري في بعض محافلها.

الماسونية ونظرية المؤامرة

بسبب السرية التامة والغموض الذي يحيط بالماسونية لا يوجد شيء يؤكد ولا حتى ينفي علاقة الماسونية بما يحصل في العالم من أحداث سياسية كبرى وسياسات عالمية، رغم إن معظم المنظرين المناهضين للماسونية يؤكدون على سعي المنظمة للسيطرة على العالم من خلال سعيها لجذب الشخصيات الهامة في العالم للانتساب لها.

ويدعم أصحاب هذا الرأي كلامهم بأن الدولة الأقوى والأهم في العالم اليوم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا مبنية على أساس ماسوني، حيث إن نحو 16 رئيس من قادة الولايات المتحدة كانوا ماسونيين، إضافة إلى 13 شخصية كتبت الدستور الأمريكي كانت ماسونية.

وفي عام 1979 تبنت الجامعة العربية قرار ينص على إن الحركة الماسونية صهيونية بمجملها كونها تتبنى الفكر الصهيوني وتقدم الدعم لليهود في إسرائيل التي تحيك المؤامرات ضد الدول العربية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله