لماذا العمل في سوق العملات .. الفوركس

كما تعلمون أنه يوجد الكثير جدًا من البضائع والسلع التي يمكن المتاجرة بها في الأسواق، كالسندات والأسهم والمواد الأساسية كالسكر والأرز والشاي والنفط وغيرها الكثير، ولكل شخص أسبابه لاختيار السلعة التي سيتاجر بها، ولكن يوجد من الأسباب الكثير التي تجعل من العمل في سوق العملات والتجارة بها (الفوركس) أفضل من غيرها.

العمل في سوق العملات

إن الأسباب التي تجعل العمل في سوق العملات (الفوركس)، سوق تبادل العملات الأجنبية أفضل من غيرها كثيرة وأهمها:

1 – إن العمل فيها يتم على مدار اليوم بالكامل

ان العمل يتم فيها على مدار اليوم بالكامل

إن العمل في البورصات التي يتم فيها تبادل مباشر (Exchange) تكون مدة العمل فيها لفترة محددة فهي تفتح أبوابها في الصباح وتتوقف عن العمل في المساء، فلو رغبنا في تجارة أسهم شركات أمريكية، فعملها يبدأ في التاسعة صباحًا طبعًا بتوقيت أمريكا (EST) لغاية الساعة الرابعة من بعد الظهر، وهذا يعني أنك مضطر للتفرغ ومراقبة أحوال السوق بشكل دائم، وهذا الأمر مشابه لكل البورصات في العالم، فلو كنت تعمل في إحدى الدول العربية فعملك سيبدأ في الرابعة بعد الظهر ويمتد إلى الحادية عشرة ليلًا، الوقت الموافق لافتتاح البورصة الأمريكية، وذلك بسبب فارق التوقيت المحلي عن التوقيت الأمريكي.

أمّا في سوق العملات وبسبب عدم وجود مكان محدد له وذلك لأن العمل يتم بواسطة الكومبيوتر فإنه لا يتوقف أبدًا ويستمر لأربعة وعشرين ساعة وعلى مدار اليوم بالكامل، وذلك لأن المصارف والبنوك في اليابان تبدأ عملها في الثامنة صباحًا حسب توقيت اليابان أي في الساعة الثانية عشرة ليلًا بتوقيت غرينتش، والمؤسسات في اليابان تغلق أبوابها في الخامسة مساءً بتوقيت اليابان التاسعة صباحًا بتوقيت غرينتش، ويعني ذلك أنه عندما تغلق أسواق اليابان وسنغافورة وهونغ كونغ تبدأ أسواق فرانكفورت الألمانية وباريس ولندن عملها، وما أن تغلق هذه أبوابها حتى تكون المؤسسات الأمريكية في شيكاغو ونيويورك حتى قد بدأت تعمل، وعندما تغلق المؤسسات الأمريكية أبوابها تبدأ الأسواق النيوزيلندية والأسترالية بالعمل والتداول، وقبل أن تغلق هذه الأسواق أبوابها حتى يكون قد بدأ يوم جديد في اليابان وبدأت أسوقها بالتداول.

وبالتالي فالعمل بسوق العملات مستمر على مدى أربعة وعشرين ساعة وذلك بسبب فروقات التوقيت المحلي لكل سوق، ويتوقف العمل في سوق العملات فقط في أيام السبت والأحد من كل أسبوع.

2 – السيولة المرتفعة (High Liquidity)

السيولة المرتفعة

في هذه الأسواق إذا أردت أن تبيع سلعة فأنت لا بد وأن تجد مشتريًا، وإذا رغبت ببيع سهمًا ما فسوف تجد بالتأكيد من يشتري منك ذلك السهم، وفي بعض الأحيان يحدث انخفاض كبير وحاد في أسعار الأسهم بسبب خبر ما، وبالتالي فجميع من يملك هذه الأسهم يرغبون في بيعها، وبالتالي يصبح العرض أكبر من الطلب مما يسبب انخفاض في سعر الأسهم، لذك تجد في كثير من الأحيان عدم قدرتك على بيع الأسهم التي تمتلكها بالسعر المناسب، ليس هذا فقط ولكنك تضطر في بعض الأحيان الأخرى وعندما لا تجد مشتريًا بسعر مناسب  فإنك مضطر لبيعها وبخسارة ثقيلة، والذي جرى معك يسمى بالسيولة Liquidity)) أي قدرتك على أن تحول ما تملكه من سندات وأسهم إلى نقود، وينطبق هذا على بعض المواد الأساسية (Commodities) عند حدوث ظروف طارئة تسبب تغيرات هامة في السياسة والاقتصاد.

بينما في أسواق العملات ولضخامة السوق على مستوى العالم، لذلك تستطيع بيع ما تملكه من العملات في الوقت والزمان المناسبين لك، وبشكل دائم ستجد من يشتري منك قبل أن تدخل في مخاطر من ذلك النوع في البورصات الأخرى

3 – العدالة والشفافية في سوق العملات (Fair And Transparency)

إن سوق العملات (الفوركس) لا يمكن لفئة صغيرة ومحدودة من أن تؤثر فيه بسهولة، إذا ما تمت مقارنته بأسواق أخرى، فخبر بسيط من مسؤول في إحدى الشركات التي تملك أسهمًا فيها، فهذا الخبر كفيل بتغيير أسعار السهم صعودًا أو نزولًا.

أما في سوق العملات فلا يتأثر إلّا بتغيرات اقتصادية ضخمة تتجاوز في قيمتها المليارات، ولا تتأثر إلّا بالبيانات الصادرة عن الحكومات وليس الأفراد، وليست أي دولة بل من الدول الكبيرة والقوية اقتصاديًا كالولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك تعتبر هذه الأسواق الأكثر شفافية وعدالة لأنها لا تتأثر إلّا بالبيانات الصادرة عن الدول الكبرى، فيحمي المستثمرين الصغار من تلاعب الكبار كما يحدث في أسواق البورصات الأخرى.

4 – الفائدة تتحقق بصعود السوق أو هبوطه

الفائدة تتحقق بصعود السوق او هبوطه

إن الفائدة والربح تتحقق في سوق العملات سواء كان السوق هبطًا أو صاعدًا، وبالرغم من ذلك فإن المستثمرين بالأسهم لا يتاجرون إلّا في حالة كون السوق في صاعدًا، وذلك لأنهم يفتشون عن الأسهم التي يعتقدون أن أسعارها سترتفع، ولا يبيعونها عندما تنخفض أسعارها ليشتروها من جديد وبأسعار منخفضة ليحتفظوا من فارق السعر كربح.

لأن المتاجرة بالأسهم ينطوي على تعقيد كبير مما يجعل التعامل به ينطوي على مخاطر كبيرة، وبالتالي فالمتاجرة بالأسهم وحالة السوق هابطة لا يتعامل بها إلّا المحترفون لأنها كما قلنا تنطوي على مخاطر كبيرة.

أمّا في سوق العملات فالأمر مختلف لأن حالة السوق الهابط والصاعد كلا الأمرين نفس الشيء، والكل يمكن أن يتاجر فيه بأية حالة كانت! فالمخاطرة واحدة في كلا الحالتين، وكيف ذلك؟

يتم ذلك لأن المتاجرة تقوم على أزواج من العملة (Pairs) فعندما تشتري الين الياباني مثلًا فإنك تدفع الدولار ثمنًا له، أي أنك قمنت بشراء الين وبيع الدولار، وحين تدفع الين لتشتري الدولار فإنك تقوم ببيع الين وشراء الدولار بنفس الوقت، وهذا يعني أنه بإمكاننا المتاجرة إذا كان السوق في حالة هابطة تمامًا كما لو كان السوق في حالة صاعدة والربح يتحقق في الحالتين على حد سواء.

5 – البساطة النسبية ووضوح سوق العملات

البساطة النسبية ووضوح سوق العملات

إن هذا ناتج عن الضخامة الكبيرة لهذا السوق الذي لا يتأثر إلّا بتغيرات الاقتصاد الكبرى للأسواق الدولية، وعند المتاجرة بالأسهم فالمهمة واضحة وهي التفتيش عن الشركات التي تتوقع أن ترتفع أسعار أسهمها في القريب العاجل، إلّا أن عملية التفتيش والبحث هذه ليست بهذه السهولة لوجود مئات الشركات أو الآلاف منها.

ويوجد العشرات من العملات في أسواق العملات التي يمكن المتاجرة بها إلّا أنها أقل من شركات الأسهم، لأن 80% من المتاجرة بالعملات تتم على أربعة عملات أساسية مقابل الدولار وهي (الين الياباني واليورو والفرنك السويسري والجنيه الإسترليني).

مع العلم أن العمل في سوق العملات ليس بهذه السهولة المفرطة، ولكن الجميع مع القليل من الخبرة حتى لو لم تكن لدى الشخص الذي يريد الاستثمار في هذا السوق خلفية دراسية اقتصادية كبرى فإنه يستطيع ذلك، فالممارسة سوف تؤدي للخبرة في المتاجرة بالعملات.

6 – المضاعفة العالية (الرافعة المالية (High Leverage

المضاعفة العالية

المضاعفة المالية أو الرافعة المالية كما عرفنا من مقال سابق هي نسبة قيمة العربون المطلوب دفعه مقابل أي سلعة إلى قيمتها الحقيقية في السوق، وذلك هو اساس المتاجرة بالهامش، أي أنك تستطيع أن تتاجر بسلع قيمتها الحقيقية أكبر بعشرات الأضعاف من المبلغ الذي تدفعه فعليًا مع حقك بالحصول على الربح كاملًا.

وهذه النسبة من المضاعفة التي تمنحها الشركات مختلفة وذلك حسب السوق الذي تعمل فيه، وسوق العملات هو المكان الذي تتوفر فيه أعلى نسبة مضاعفة على الإطلاق، فقد تحصل على نسبة قد تصل إلى 200% من المبلغ المدفوع كعربون مسترد القيمة، وهي النسبة المعمول بها حاليًا في أسواق العملات (الفوركس).

هكذا نكون قد بينا في هذا المقال لماذا العمل في سوق العملات أفضل من غيره من البورصات الأخرى، فالعمل الذي يتم داخل هذا السوق بنظام المتاجرة بالهامش، هو الأفضل والأكثر أمانًا للمتاجرين والمستثمرين الجدد والذين لا خبرة لديهم في البورصات الأخرى.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله