ماذا تعني الرافعة المالية الكلية في تداول الفوركس؟

الرافعة المالية Levrage هي من أساسيات العمل في سوق تجارة العملات (سوق تداول الفوركس)، وهي بالتعريف وسيلة لاقتراض رأس مال وذلك بهدف رفع العائدات المالية من الاستثمار الذي يتم في سوق الفوركس، وتسمح الرافعة المالية للمتداول بعقد الصفقات التي تحتاج إلى رأسمال أكبر بكثير من الحساب الذي يملكه لدى شركات الوساطة، أي يمكنه أن يتداول بأضعاف مضاعفة من قيمة رأسماله الحقيقي، ويحقق الربح كما لو كان يمتلك الرأسمال الكلي المتداول به.

ومن المهم العلم أن التاجر يمكنه الربح الوفير ويمكن أيضًا أن يخسر كثيرًا إذا استخدم رافعة كبيرة جدًا، وتقوم شركات الوساطة بتجنب الخسارة الكبيرة وحصرها فقط برصيد المتداول، وتقوم من أجل ذلك بإغلاق الصفقة المفتوحة وذلك كي تتجنب إقراض المتداول أكثر من قيمة حسابه مما يجعله مدينًا للشركة الوساطة المالية.

آلية عمل الرافعة في سوق تداول الفوركس (Forex)

عندما يبدأ سوق تداول الفوركس عمله، تبدأ الحركة المالية إما باتجاه رغبة المتداول أو على العكس، وكل نقطة(PIP)  في حركة السوق تمتلك قدر من المال يكون ثابتًا وهو يشكل جزءًا من رأس المال يضاف إليه عندما يكون اتجاه الحركة في السوق لصالح المتداول، أي أنه يحقق ربحًا، أو يخصم من رأس المال إذا كان اتجاه الحركة بشكل معكوس، أي يخسر مالًا نتيجة إحدى الصفقات المعقودة.

مثال عملي

إذا قررت أن نفتح صفقة (عقد) يتضمن العناصر التالية: زوج عملة المتاجرة يورو / دولار أمريكي (USD / EUR)  وأنك تريد شراء اليورو وأن تبيع الدولار الأمريكي، وكان السعر 1.3500 وكان العقد بقيمة 100.000 يورو، أي أننا نشتري هذا العقد (الصفقة) كي نحصل على الربح عندما نقفل العقد أي (نهاية الصفقة)، فلو كان تقديرنا صائبًا أي حقق السعر ارتفاعًا وأصبح 1.3600 هنا سنحقق ربحًا مقداره في هذه الصفقة مقداره واحد سنت من الدولار الأمريكي والربح الكامل سيكون :

  1 x 100.000 =100.000) سنت) وهذا يساوي 1000 $ مقدار الربح عن هذه الصفقة (العقد) التي أجريناها، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يجب أن يكون بحسابنا لدى شركة الوساطة كل المبلغ 100.000 يورو لكي نقوم بتلك المتاجرة في سوق تداول الفوركس؟ الجواب طبعًا لا! وهنا يأتي دور الرافعة المالية (Levrage).

آلية عمل الرافعة المالية (Levrage)

إذا كانت شركة الوساطة قد قدمت رافعة 1/100 فالمتاجر يمكن أن يغامر في مثالنا السابق أي من أجل تمرير عقد قيمته 100.000 يورو نحتاج فقط إلى 1000 يورو، والشق الآخر من عملية تداول الفوركس أي إذا كانت حركة السعر قد اتجهت نحو الهبوط أي أصبح السعر لكامل العقد هو 99.000 عند هذا الحد نقفل الصفقة وبشل آلي لأن الضمان المقدم من الشخص المتداول هو فقط 1000$ الخسارة المسموح بها فقط.

وبهذا نكون وبواسطة الرافعة المالية نستطيع المتاجرة بمبالغ أكثر من المبلغ الذي يوجد في الرصيد وبالتالي يمكن رفعه، أي نستطيع المتاجرة بمبلغ أكبر يعادل النسبة للرافعة المقدمة من قبل شركة الوساطة المالية وبالتالي نستطيع تحقيق ربح أعلى، في حالة أن حركة الأسعار ارتفعت في الاتجاه المطلوب، أي إلى ارتفاع سعر زوج العملات المطلوب، أما في الاتجار الهبوط بالسعر فإن الخسارة تزداد كلما كانت الرافعة المالية أكبر.

كيفية العمل للمتاجرة بفوة الرافعة المالية

يكون تنفيذ العمل بقوة الرافعة المالية ويتم ذلك بتحديد معدل عن لكل دولار من رصيك في الحساب لدى شركة الوساطة المالية، أي أن المبلغ من المال الذي نضعه لتنفيذ عقد ما هو المبلغ الذي نغامر به بشكل فعلي فقط، وتدعى هذه العملية (المتاجرة بالهامش) وهو البلغ الذي نخاطر به، فلو قمنا باستثمار (100$ USD) واستخدمنا رافعة بقوة 100/1 فإننا نستطيع المتاجرة بمبلغ يعادل (100$ USD) في مقابل كل 1$ في الرصيد المدفوع فعلًا للاستثمار (الهامش) فعندما تبدأ بالمتاجرة بمبلغ للاستثمار يساوي 100$ USD)) مثلًا فإنه يمكننا شراء ما قيمته 10.000$ USD)) وذلك حسب قوة الرافعة أي (100 x 100 = 10.000 $).

لماذا المتاجرة بقوة الرافعة المالية في سوق تداول الفوركس

يتم العمل بنظام المتاجرة باستخدام نسبة الرافعة المالية في سورق تداول الفوركس وذلك من أجل أن نزيد من احتمال تحقيق مرابح اعلى وذلك لأن عمليات التداول بالعملات الأجنبية في السوق تكون نسبة الفروقات في السعر بين البيع والشراء قد لا تتجاوز السنت الواحد وبالتالي يجب زيادة حجم العقود (الصفقات) كي يتحقق ربح معقول، بينما بواسطة المبلغ الصغير للمتاجرة به نحتاج وقتًا أطول بكثير لتحقيق ذلك الربح المجدي من عمليات التداول في سوق تبادل العملات الأجنبية الفوركس.

لا للمجازفة

من الأهمية بمكان أن يكون الشخص الذي يقوم بالتداول على معرفة جيدة بأصول التداول وبالتالي فإن التجارة بشكل عام لها وجهان أحدهما الربح وهو الغاية من التجارة بالأساس أمّا الوجه الآخر فهو الخسارة التي لا يرغب أحد بها على الإطلاق وبالتالي يجب التبصر أثناء التداول وعدم المجازفة بالمتاجرة بمبالغ أكبر مما يمكننا القبول بفقدانه أو خسارته نتيجة حركة الأسعار باتجاه الهبوط. وهو ما يسمى (الهامش) أو المتاجرة بالهامش، وبالتالي يضمن الوسطاء وجود رصيد عند التداول يمكن استخدامه لتغطية الخسائر إذا حصلت.

إن نظام المتاجرة بالهامش يتيح أن تكون المتاجرة في أسواق تداول الفوركس المتاجرة الصغيرة يمكن تحويلها إلى متاجرة كبيرة تؤدي للزيادة في الأرباح كما أنها تزيد من حجم الخسائر أيضًا.

ما هي معدلات الربح والخسائر عند المتاجرة بواسطة قوة الرافعة المالية

بالتعريف إن الهامش هو يعادل قيمة الاستثمار لدينا، وهذا يعني أننا لو استثمرنا بالهامش الذي يساو 1000$ لتنفيذ عقد قيمته تساوي 100.000$ هذا يعني أن قوة الرافعة المالية هي 100/1 فلو تحرك السعر بمقدار 0.5% فالتغير على الهامش سيكون بنسبة 50% والعقد أكبر بمائة ضعف فإن التغير سيصبح أكبر بمائة مرة أي يساوي 50%.

هل بالإمكان أن نحدد المخاطرة

إذا طرح هذا السؤال ستكون الإجابة على الشكل التالي:

يمكن تحديد المخاطر باستخدام ما يسمى أسعار (إيقاف الخسارة)، أي أن المتاجر يقرر هذه الأسعار وسيختار أقل سعر يمكن أن يود الوصول غليه، فلو أن السعر وصل إلى الحد المذكور فإن العقد سيتوقف بشكل آلي لكي نحد من الخسائر، وبالتالي فإن المتداول هو الذي يتحكم باستثماره فبإمكانه أن يحدد حجم الخسارة التي يمكن أن يتحملها، وعلى نفس المنوال يتم تحديد ما يسمى السعر (جني الأرباح) فالعملية ستتوقف وتغلق عند الوصول إلى سعر جني الأرباح الذي حددته بنفسك كمستثمر، وبالإمكان تعديل هذه الأسعار في أية لحظة تريدها طالما أن العملية مازالت مفتوحة.

ويجب أن ندرك تمامًا بأن ضمان الأسعار بشكل تام وبنسبة 100% من رابع المستحيلات وذلك بسبب الظروف التي يمر بها السوق، فسوف تؤثر بشكل مباشر على المتاجرة وبشكل مفاجئ، وبحيث أنه لا يمكن للبعض تحقيق الأسعار المحددة بشكل مسبق، وذلك لأنهم فقدوا السيطرة على المتاجرة.

الخاتمة

نحن هنا وفي هذا المقال بينا ماهي الرفعة المالية في سوق تداول الفوركس ويمكن أن نلخص كما يلي: إن الرافعة تشابه عملية اقتراض الأموال وذلك لزيادة حجم رأس المال اللازم للمتاجرة وتحقيق الربح والمردود المجدي لعمليات تبادل العملات الجنبية، ومن شروط استخدام الرافعة وجود شركة وساطة تقدم هذه الرافقة، كما تتطلب وجود رصيد كحد أدنى هو الهامش.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله