كيف تخفف ألم كعب القدم؟ ومتى يجب زيارة الطبيب؟

ألم كعب القدم مشكلة شائعة الحدوث عند الكثير من الأشخاص، يحدث الألم عادة بأسفل الكعب أو خلف الكعب مباشرة، وذلك في مكان اتصال وتر العرقوب بعظم الكعب، وببعض الأحيان يمكن أن يؤثر أيضا على جانب القدم.

يعرف الألم تحت الكعب باسم التهاب اللفافة الأخمصية، وهو السبب الأكثر شيوعا لهذا النوع من الألآم، أما الألم الذي يكون خلف الكعب هو عبارة عن التهاب بوتر العرقوب، حيث يمكن أن يؤثر أيضا على القدم والكعب من الخارج والداخل.

وفي معظم الحالات، لا يكون الألم ناتج عن إصابة في بداية الأمر، وعادة ما تكون خفيفة لكنها يمكن أن تصبح شديدة ومعيقة في بعض الأحيان، وغالبا ما يزول الألم دون علاج، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يستمر ويصبح الألم مزمن ودائم.

وبمقالنا هذا سوف نتحدث بشكل مفصل ودقيق عن كل ما يخص ألم كعب القدم واطرق العلاج المختلفة والمتنوعة.

بعض الحقائق السريعة عن ألم كعب القدم

  • عادة ما يتم الشعور بألم الكعب تحت الكعب أو خلفه مباشرة.
  • يبدأ بشكل تدريجي دون الإضرار بمكان الإصابة، وغالبًا ما يتم الشعور بهذا الألم عند ارتداء حذاء دون كعب.
  • في معظم الحالات يكون الألم تحت القدم بجهة مقدمة الكعب.
  • غالبا ما تستطيع الرعاية المنزلية، كالراحة أو الثلج أو ارتداء الأحذية المناسبة وبعض الدعامات الخاصة بالقدم للتخفيف من ألم كعب القدم.

الأسباب المؤدية لحدوث ألم كعب القدم

لا ينجم ألم الكعب عمومًا عن إصابة واحدة مثل الالتواء أو السقوط، بل ينتج عن الإجهاد المتكرر والضغط الكبير على الكعب.

تشمل الأسباب المؤدية لحدوث ألم كعب القدم ما يلي:

التهاب اللفافة الأخمصية:

اللفافة الأخمصية عبارة عن رباط قوي على شكل وتر يمتد من العقدة (عظم الكعب) إلى طرف القدم، غالبًا ما يحدث هذا النوع من الألم بسبب شكل القدم، على سبيل المثال إذا كانت الأقواس منخفضة أو مرتفعة بشكل خاص.

عندما يتم شد اللفافة الأخمصية بشكل كبير تصبح ألياف الأنسجة الرخوة ملتهبة، وعادة ما تكون عندما تنضم إلى عظم الكعب، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تحدث المشكلة في منتصف القدم، ويشعر بالألم تحت القدم خاصة بعد فترات طويلة من الراحة، وقد تشعر بالتشنج في عضلات الربلة إذا كان وتر العرقوب مشدودًا أيضًا.

التهاب كيسي الكعب:

التهاب يحدث في الجزء الخلفي من الكعب يسمى الجراب لأنه كيس ليفي مملوء بالسوائل، يمكن أن يحدث ذلك عندما تخطو بشكل غير طبيعي أو تسقط بقوة على كعبيك أو من ضغط الأحذية.

 يمكن الشعور بالألم في الجزء الداخلي أو الخلفي من الكعب، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتورم وتر العرقوب ويزداد الألم سوءا مع مرور الوقت.

تكوين العظام في الكعب:

يعرف أيضا باسم نتوءات المضخة أو تشوه هاغلوند، وهو شائع عند المراهقين، حيث يكون عظم الكعب لم يتطور بشكل كامل حتى الآن، ويؤدي الاحتكاك المفرط إلى تكون الكثير من العظام، وغالبًا ما تكون القدم المسطحة هي سبب هذا التشوه، يمكن أن يحدث هذا من البدء في ارتداء الكعب العالي قبل أن تنضج العظام تمامًا.

متلازمة نفق رسغي:

هو عبارة عن انحباس أو ضغط عصب كبير في مؤخرة القدم، وهذا نوع من الاعتلال العصبي الانضغاطي الذي يمكن أن يحدث في الكاحل أو القدم.

تورم الكعب المزمن:

يحدث هذا بسبب أن وسادة الكعب تصبح رفيعة للغاية، أو بسبب ضغط الوزن الزائد.

كسر الإجهاد:

إصابة مرتبطة بالإجهاد المتكرر أو التمارين الشاقة أو الرياضة أو العمل اليدوي الشاق، العداؤون معرضون بشكل خاص لكسر إجهاد عظام مشط القدم، كما يمكن أن يكون سببه هشاشة العظام.

مرض سيفر:

وهو سبب الأكثر شيوعا وانتشارا للإصابة بألم الكعب عند الأشخاص الرياضيين من الأطفال والمراهقين، وهو ينتج عن إفراط تعرض الشخص للصدمات المتكررة والدقيقة على ألواح النمو المتواجدة في عظم الكعب، وخاصة الأطفال الذين يبلغون من العمر ما بين 7 و15 عامًا هم الأكثر تعرضا لهذه الإصابة.

داء وتر العرقوب:

يعرف باسم اعتلال الأوتار التنكسي أو التهاب الأوتار، هي حالة مرضية مزمنة ترتبط بالتنكس المتدرج لوتر العرقوب.

ببعض الأحيان لا يعمل وتر العرقوب بشكل كامل وصحيح بسبب التعرض للتمزقات المتعددة الصغيرة والمجهرية، التي لا يمكن أن تقوم بشفاء نفسها وإصلاح الضرر بشكل صحيح، ومن الممكن أن تتطور هذه التمزقات عندما يتعرض الوتر لضغط أكبر مما يمكنه تحمله، وفي النهاية يثخن الوتر ويصبح ضعيفًا ويؤلم.

بعض الأسباب الأخرى التي تسبب ألم كعب القدم:

  • حدوق تمزق بوتر العرقوب.
  • تمزق باللفافة الأخمصية.
  • انحباس بالعصب باكستر.
  • الإصابة بكسر الإجهاد العقبي.
  • حدوث الخراجات على عقدة.
  • الإصابة بالتهاب المفاصل (كالتهاب المفاصل الروماتويدي، أو التهاب المفاصل صدفي)
  • إصابة العظام ببعض الكدمات.
  • حدوث اضطرابات بالدورة الدموية.
  • الوقوف الغير صحيح أو المشي بطريقة خاطئة او الجري.
  • تكيس عظمي، وهو عبارة عن كيس انفرادي مملوء بسائل متوضع على العظم.
  • الإصابة بمرض النقرس، عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك بالدم إلى درجة يحدث بها تراكم بلورات البوليك حول مفاصل الجسم، هذا يسبب التهابا وألما شديد.
  • حدوث الورم العصبي، أو ما يعرف بورم مورتون العصبي، هو عبارة عن التهاب يصيب العصب الموجود في باطن القدم، ويحدث الألم عادة بين الأصبيعين الثاني والثالث.
  • التهاب بالعظم والنقي، التهاب العظم الذي ينتج عن عدوى في العظام أو بنخاع العظم، من الممكن أن ينتج التهاب العظم والنقي عن إصابة أو جراحة أو عدوى تدخل بأنسجة العظام من مجرى الدم، ويرافق هذه الإصابة بعض الأعراض مثل ألم عميق وتشنجات عضلية بمنطقة الالتهاب وكذلك ارتفاع بدرجات الحرارة.
  • يمكن أن ينتج عن الالتهابات والإصابات واضطرابات التمثيل الغذائي وتعرض الشخص للسموم، ومرض داء السكري هو من الأسباب الشائعة.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي هو عبارة عن حالة من أمراض المناعة الذاتية تسبب الالتهاب والألم في المفاصل والأنسجة التي تكون محيطة بالكعب والأعضاء الأخرى في الجسمـ التهاب المفاصل الروماتويدي عادة ما يصيب مفاصل اليدين والقدمين أولاً، لكنه قد يؤثر في الواقع على أي مفصل في الجسم.

الأعراض المرافقة للإصابة بألم في كعب القدم

يبدأ ألم الكعب بشكل تدريجي ويشتد حدة، ومع ذلك يمكن أن يكون الألم شديد إذا كان هناك تمزق، وقد تلاحظ صوت فرقعة في وقت الإصابة وسيكون الألم فوري.

عادة ما يتم الشعور بألم الكعب تحت القدم باتجاه مقدمة الكعب.

يمكن أن تزداد الأعراض سوءا بعد النهوض من الفراش في الصباح وبعد فترة من الراحة وأثناء النهار، ثم تتحسن بعد القيام ببعض الأنشطة، وقد تسوء مرة أخرى بنهاية اليوم.

طرق علاج ألم كعب القدم

يتم التعافي بشكل كامل من ألم كعب القدم بغضون عدة أشهر من خلال استخدام العلاجات الطبية والطبيعية المختلفة، والتي هي:

خيارات علاج ألم كعب القدم:

  • التقليل من العقاقير الغير الستيرويدية التي تكون مضادة للالتهابات، حيث لأت تقليلها يساهم في تخفيف الألم والتورم.
  • في حال لم تكن تقليل هذه الأدوية فعال، فقد تساعد حقن الكورتيكوستيرويد على العلاج، لكن يجب استخدام هذه الحقن بحذر، لأن الاستخدام الطويل لهذه الحقن يمكن أن يكون له بعض الآثار الضارة.
  • يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي مثل التمارين الخاصة بشد اللفافة الأخمصية ووتر العرقوب وتمارين تقوية عضلات أسفل القدم، حيث ان هذه التمارين تساعد على استقرار الكاحل وكعب القدم بشكل جيد.
  • استخدام الضمادات اللاصقة الغير مرنة التي يقوم باستخدامها الرياضيون توفر دعم جيد وأفضل لمنطقة أسفل القدم.
  • تساعد النعال والأجهزة التقويمية أو المساعدة بتصحيح عيوب القدم وتوسيع القوس ودعمه خلال فترة الشفاء.
  • تساعد العلاجات بالموجات الصوتية للمنطقة المصابة على تحفيز وتعزيز عملية الشفاء، وينصح بهذه الخطوة فقط للحالة التي تم تستجيب لأي خطوة من الخطوات التي قمنا بذكرها في الأعلى وحالتها طويلة الأمد.

العلاج باستخدام الجراحة

إذا لم ينجح العلاج باستخدام الخطوات السابقة، يمكن للطبيب المختص والجراح على فصل اللفافة الأخمصية عن عظم الكعب، ولكن هناك خطر من أن هذه الجراحة قد تسبب ضعف بقوس القدم.

التجبير:

يمكن استخدام جبيرة على الساق والقدم وتركها خلال فترة النوم، حيث يحافظ هذا على وتر العرقوب واللفافة الأخمصية في وضع ممتد خلال الليل مما يساعد إلى تمددهما.

يمكن شراء هذه الجبيرة عبر الإنترنت، ولكن يفضل استشارة الأخصائي الطبي قبل البدء باستخدامها.

معالجة التهاب كيسي الكعب:

إذا كان من الممكن أن يتم التمييز ما بين التهاب كيسي الكعب على أنه حالة مختلفة تماما عن التهاب اللفافة الأخمصية، فقد يكون معالجة هذه الحالة بطريقة فعالة من خلال استخدام النعل المبطن أو عداد كعب وذلك للحد من الحركات التي تسبب هذه المشكلة، وبالإضافة إلى الراحة قد يكون حاجة لحقن الستيرويد.

معالجة تكوين العظام بمنطقة الكعب:

  • يمكن التخفيف من التورم الحاصل خلف الكعب بالثلج والضغط وتغيير الحذاء الخاص بك.
  • يمكن أن توفر وسادات وتر العرقوب ومنصات الكعب بعض الراحة المؤقتة.
  • قد يساعد حقن الكورتيزون في تخفيف الألم.

بالنسبة للكثر من الأشخاص سيتم القضاء على ألم كعب القدم بغضون 6 أسابيع، ومع ذلك في بعض الحالات الشديدة إذا استمر الألم فقد تحتاج إلى الخضوع للجراحة.

العلاجات المنزلية:

يمكن أن تساعد وتساهم الرعاية المنزلية في التخلص من آلم كعب القدم الغير شديدة.

وهذا يشمل:

  • الراحة: تجنب الوقوف والركض لفترات زمنية طويلة، أو المشي على أسطح صلبة، وأي نشاط يمكن أن يجهد الكعب.
  • كمادات الثلج: يتم وضع كيس ثلج ملفوف بقطعة من القماش على منطقة الكعب المصابة لمدة 15 دقيقة بشكل تقريبي، ولكن يجب تجنب وضع الثلج بشكل مباشر على الجلد.
  • الأحذية: استخدام الأحذية المناسبة والتي توفر دعم جيد أمر بالغ الأهمية، وبشكل خاص للرياضيين.
  • دعامة القدم: يمكن أن تساعد دعامات القدم على التخفيف من الأعراض.

دراسات وأبحاث في علاج ألم كعب القدم

وجدت بعض الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن تطبيق مادة البوتوكس يمكن أن تساهم في علاج ما يعرف بالتهاب اللفافة الأخمصية.

كما اقترحت دراسة أخرى أنه قد يساعد الحصول على جرعة قياسية من العلاج الإشعاعي الخارجي على غرار تلك المستخدمة في الأشعة السينية أو في علاج السرطان في التخفيف من الألم.

طرق الوقاية

تتضمن الوقاية من ألم كعب القدم من خلال تقليل الضغط الواقع على هذا الجزء من الجسم، ولذلك سوف نقدم لكم بعض النصائح التي تساهم في الوقاية من الإصابة بهذا الألم:

  • القيام بارتداء الأحذية عند المشي على أرض صلبة وتجنب المشي حافي القدمين.
  • المحافظة على وزن الجسم بشكل مثالي وصحي، وذلك للتقليل من الضغط على الكعب.
  • اختيار الأحذية المصنوعة من مادة تمتص الضغط، أو استخدم وسائد الكعب الخاصة في الحذاء.
  • التأكد من أن الأحذية مناسبة بشكل جيد وتجنب الأحذية المزعجة وذات الكعب العالي.
  • تجنب ارتداء الأحذية التي يبدو أنها تسبب الألم.
  • إراحة القدمين بشكل جيد بعد الوقوف، وخاصة إذا شعرت بألم في الكعب.
  • ممارسة تمارين الإحماء قبل البدء بالرياضة والأنشطة التي يمكن أن تسبب ضغط كبير على منطقة الكعب.
  • ارتداء الأحذية الرياضية المناسبة لكل رياضة.

استشارة الطبيب

قم بشكل فوري بزيارة الطبيب إذا واجهت هذه الأعراض:

  • وجود ألم شديد مع انتفاخ بقرب كعب القد.
  • حدوث ألم بالكعب أو تنميل أو وخز وارتفاع بدرجات حرارة الجسم.
  • فقدان القدرة على المشي بشكل طبيعي.
  • وجود صعوبة بثني القدم والوقوف على أصابع القدمين.
  • استمرار الألم لفترة أسبوع كامل أو أكثر.
  • استمرار الألم عند المشي أو الجلوس.

التشخيص

سوف يقوم الطبيب المختص بفحص القدمين والسؤال عن الألم وموقعه، وكم هي فترة المشي التي تقوم بها، ومدة الوقوف، ونوع الأحذية التي تقوم بارتدائها، والتاريخ الطبي الخاص بك.

كما سيقوم أيضا بفحص عضلات الساقين ابتداء من الركبة، والبحث عن وجود أي حالة غريبة في القدم أو تغيرات جلدية، وذلك للتفريق ما بين ألم الكعب أو أي حالة أخرى.

يمكن أن يساعد شد الكعب في اكتشاف مشاكل الأعصاب، إذا كان هناك كيس أو كسر إجهاد، قد يكون هذا كافيا لإجراء التشخيص، ولكن ببعض الأحيان يلزم إجراء اختبارات الدم أو التصوير.

التهاب اللفافة الأخمصية هو أكثر أنواع آلام الكعب شيوعًا، ولكن يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب الأخرى. من خلال التشخيص الطبي الدقيق، حيث من المرجح أن يجد الطبيب العلاج الفعال.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله