علاج التسمم الغذائي من مكونات بين يديك

قبل بضع ساعات تناولت شطيرة لذيذة ولكنك الآن لا تشعر أنك على ما يرام، إن معدتك ممتلئة ولديك شعور وكأنها لا تضم شيء مع أن الشطيرة ليست بالحجم الكبير، وتشعر أيضًا ببعض الانزعاج في المعدة وكأنك تريد أن تُرجع كل ما أكلته عن طريق القيء ولكنك لا تستطيع كما أن لديك دوخة وما إلى ذلك فتتساءل هل أنا مصاب بالتسمم الغذائي؟ تخمينك صحيح لقد أصبت بالتسمم الغذائي.

وعادة ما يتم حل الحالات الخفيفة في غضون بضعة أيام دون أي إجراء محدد ولكن قد تكون هناك حاجة لدواء إذا حدث تسمم غذائي خاصة للأشخاص المستضعفين مثل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن أو أن أعراضه كانت شديدة، ومعنا سنلقي الضوء فيما يلي على الأعراض والأسباب وطرق الوقاية من التسمم الغذائي وكيفية علاجه.

ما هو التسمم الغذائي؟

الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية والمعروفة باسم التسمم الغذائي تحدث نتيجة تناول الطعام الملوث أو المتعفن أو السام وتعتبر أكثر أعراض التسمم الغذائي شيوعًا هي الغثيان والقيء والإسهال.

يمكن أن تختلف أعراض التسمم الغذائي تبعًا لمصدر العدوى، ويعتمد طول الوقت الذي يستغرقه ظهور الأعراض على مصدر العدوى ويمكن أن يتراوح ما بين ساعات بعد تناول الوجبة إلى يوم واحد وحتى 4 أيام.

بعض الناس في خطر أكبر من الآخرين، فالأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وآثار التسمم الغذائي.

كما أن النساء الحوامل أكثر عرضة للخطر لأن أجسادهن تتكيف مع التغيرات في عملية الأيض (التمثيل الغذائي) والجهاز الدوري أثناء الحمل.

ويتعرض كبار السن أيضًا لخطر متزايد للتسمم الغذائي لأن أجهزة المناعة لديهم قد لا تستجيب بسرعة للكائنات المعدية.

يُعتبر الأطفال أيضًا ضعفاء لأن نظام المناعة لديهم أضعف من الجهاز المناعي للبالغين، وتصبح أجسام الأطفال الصغار أكثر جفافًا بسبب الإسهال والقيء الذي يسببه التسمم الغذائي.

أعراض التسمم الغذائي

تتضمن الحالات الشائعة للتسمم الغذائي الشعور على الأقل بواحد من الأعراض التالية:

  • الغثيان.
  • تشنجات البطن.
  • الإسهال.
  • القيء.
  • فقدان الشهية.
  • حمى خفيفة.
  • ضعف.
  • صداع.

أما أعراض التسمم الغذائي الخطير فتشمل ما يلي:

  • الإسهال الذي يستمر أكثر من 5 أيام.
  • حمى فوق شديدة.
  • صعوبة في الرؤية أو التحدث.
  • الجفاف الشديد والتي قد تشمل جفاف الفم وسوء التبول (أو نقص التبول).
  • صعوبة في ابتلاع السوائل.
  • بول في الدم.

فإذا كان لديك أي من الأعراض المذكورة أعلاه اتصل بطبيب مختص على الفور.

علاج التسمم الغذائي

عادة ما يتم علاج التسمم الغذائي في المنزل حيث يتم حل معظم الحالات في غضون يوم إلى يومين، وفيما يلي بعض طرق العلاجات المنزلية للتسمم الغذائي:

الزنجبيل يساعد في علاج التسمم الغذائي:

يعتبر الزنجبيل علاجًا منزليًا رائعًا لعلاج جميع أنواع مشاكل الجهاز الهضمي تقريبًا بما في ذلك التسمم الغذائي بسبب خصائصه المضادة للميكروبات فهو يساعد في القضاء على مسببات التسمم الغذائي ويساعد في امتصاص العناصر الغذائية الأساسية من الغذاء وبالتالي تعزيز الهضم الصحي.

إن شرب كوب من شاي الزنجبيل بعد الغداء أو العشاء مفيد في تقليل خفقان القلب والغثيان وأعراض التسمم الغذائي الأخرى.

ولتحضير شاي الزنجبيل يجب وضع ملعقة صغيرة من الزنجبيل المفروم في كوب من الماء وتركه يغلي لبضع دقائق ثم شربه وهو دافئ.

يمكن إضافة القليل من السكر أو العسل حسب الرغبة.

زيت الأوريجانو يساعد في القضاء على بكتيريا التسمم الغذائي:

يحتوي المركبان النشطان الموجودان في زيت الأوريجانو (كارفاكرول والثيمول) على خصائص مضادة للميكروبات قوية تساعد في القضاء على مسببات الأمراض، بالإضافة إلى ذلك يعمل كحافظة غذائية.

يمكنك أيضًا استخدام زيوت أخرى مثل زيت الزعتر أو زيت الليمون والتي يمكن أن تساعد أيضًا في منع الانزعاج في البطني.

أضف قطرة واحدة من زيت الأوريجانو إلى بضع قطرات من زيت الزيتون وتناول هذا ثلاث مرات يوميًا ولمدة يومين، واحرص على عدم الإفراط في تناوله.

خل التفاح:

يساعد على تحسين حالة الشخص المصاب بالتسمم الغذائي ووظيفة الجهاز الهضمي لديه.

على الرغم من أن خل التفاح ذو طبيعة حمضية إلا أن له تأثير قلوي على الجسم وهذا هو بالتحديد الآلية التي تساعد على تخفيف التهاب الغشاء المعدي المعوي والذي يرتبط غالبًا بالتسمم الغذائي.

ضع ملعقة كبيرة من خل التفاح مع كوب من الماء الدافئ واشرب من هذا المزيج قبل الأكل.

ملاحظة: دائمًا عليك أن تخفف تركيز خل التفاح لأن الحمضية التي يحتويها عندما تدخل إلى المعدة والأمعاء قد تسبب الانزعاج في البطن.

بذور الحلبة واللبن لعلاج التسمم الغذائي:

يحتوي الزبادي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للميكروبات تساعد في محاربة البكتيريا التي دخلت الجسم بسبب التسمم الغذائي.

بالإضافة إلى ذلك فإن بذور الحلبة مفيدة للتخفيف من الانزعاج البطني.

الكمية الموصى بها هي ملعقة صغيرة من بذور الحلبة مع ملعقة كبيرة من اللبن تترك لمدة 30 دقيقة، وعليك أن تبتلع البذور ولا تحتاج إلى مضغها.

إن تأثير مزيج بذور الحلبة واللبن الزبادي سوف يخفف فورًا من آلام المعدة والقيء.

ملاحظة: يمكن استخدام هذا العلاج المنزلي بالتزامن مع العلاج الطبي الموصوف لتخفيف الانزعاج الناجم عن التسمم الغذائي.

عصير الليمون هو دواء مضاد للسمية في التسمم الغذائي:

يمكن أن تساعدك الخصائص المضادة للالتهابات والمضادة للفيروسات والبكتيريا الموجودة في الليمون على التعافي بسرعة من التسمم الغذائي حيث يساعد حمض الليمون في قتل البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي ويُهدأ من آلام الجهاز الهضمي.

أضف القليل من السكر إلى ملعقة صغيرة من عصير الليمون واشرب هذا المستخلص مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.

كما يمكنك تسخين كأس من الماء وإضافة ملعقة كبيرة من عصير الليمون وشربها لتنظيف جهازك الهضمي.

الريحان يمكن أن يساعد في تخفيف آلام البطن نتيجة التسمم الغذائي:

الريحان هو نبات عظيم لتخفيف الانزعاج البطني الناجم عن التسمم الغذائي.

كما أن لديه خصائص مضادة للميكروبات التي تساعد في محاربة الكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن هذه المشكلة.

يمكنك استخدام الريحان بطرق مختلفة:

  • امزج مستخلص الريحان مع ملعقة كبيرة من العسل وتناول منه عدة مرات في اليوم.
  • يمكنك أيضًا إضافة بعض عصير الكزبرة الطازجة إلى القليل من الريحان والعسل وتناوله.
  • ضع قطرات من زيت الريحان في 4 أكواب من الماء واشربهم بلطف طوال اليوم للقضاء على البكتيريا التي تسبب آلام في المعدة وغيرها من المشاكل.
  • تضاف أوراق الريحان ورشة من ملح البحر والفلفل الأسود إلى 3 ملاعق كبيرة من اللبن العادي وأكل هذا الخليط من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم لتخفيف الأعراض.

الثوم لعلاج التسمم الغذائي:

الثوم أيضًا فعال جدًا في مكافحة التسمم الغذائي بسبب خصائصه المضادة للفيروسات والبكتيريا والفطريات.

كما أنه يخفف من حدة أعراض التسمم الغذائي مثل الإسهال وآلام البطن.

امضغ فصين من الثوم بشكل جيد.

ملاحظة: تناول الكثير من الثوم يمكن أن يسبب خفقان القلب أو خطر حدوث مشاكل كالنزيف، لذلك أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي أو أجريت لك عملية جراحية من وقت قريب.

الموز لعلاج التسمم الغذائي:

يسهل هضم الموز في المعدة بالإضافة إلى أنه غني بالبوتاسيوم مما يساعد على تجديد استفادة الجسم من البوتاسيوم المخزن والتي نقصت عن طريق القيء والإسهال بعد التسمم الغذائي.

كما أن محتواه العالي من الألياف يساعد الجهاز الهضمي ليعود إلى وظائفه بشكل طبيعي بعد الإصابة بالتسمم ويساعد في استعادة مستوى الطاقة في الجسم.

الموز مفيد جدًا للقناة الهضمية.

بذور الكمون لعلاج التسمم الغذائي:

بذور الكمون علاج فعال للحد من ألم البطن والتهاب المعدة الناجمة عن التسمم الغذائي.

ملعقة واحدة من بذور الكمون في كوب من الماء وشربه بمعدل مرتين في اليوم ولعدة أيام يمكن أن يُساعد على تنقية الجهاز الهضمي وتخفيف الأعراض.

ماء جوز الهند:

إذا كنت تعاني من التسمم الغذائي فمن المهم أن تستهلك ما يكفي من السوائل للحفاظ على جسمك رطب بالكامل.

المشروبات الرياضية الغنية مفيدة في ترطيب الجسم، ويمكن للعصير وعصير جوز الهند استعادة الكربوهيدرات المفقودة من جسمك والمساعدة في تخفيف التعب.

تجنب الكافيين:

لأنها قد تساعد على تحفيز المعدة المتعبة.

يمكن تناول شاي منزوع الكافيين مع أعشاب مهدئة مثل البابونج والنعناع والهندباء بحيث تساعد على تهدئة المعدة المتعبة.

تناول الأدوية:

تساعد بعض الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص في السيطرة على الإسهال وتقليل الغثيان.

ومع ذلك يجب عليك استشارة طبيبك قبل استخدام هذه الأدوية لأن الجسم يقوم بعملية الإسهال والقيء للتخلص من السموم، وقد يؤدي استخدام هذه الأدوية أيضًا بدون استشارة طبيب مختص إلى إخفاء شدة المرض وتأخير العلاج.

الراحة:

يجب أن يأخذ الأشخاص الذين يعانون من التسمم الغذائي قسطًا من الراحة الكافية.

وفي الحالات الشديدة من التسمم الغذائي قد يكون من الضروري حقن المريض بالأمصال في المستشفى لتخفيف الجفاف.

وفي الحالات الشديدة للغاية قد يتطلب التسمم الغذائي إقامة أطول في المستشفى للتعافي الكامل.

الأطعمة التي من الأفضل تناولها أثناء التسمم الغذائي

مرق الدجاج:

من الأفضل أن تتوقف عن تناول الأطعمة الصلبة إلى أن يتم تخفيف الإسهال والقيء والعودة إلى نظامك الغذائي المعتاد بدلاً من تناول الأطعمة الخفيفة قليلة الدسم التي يسهل هضمها كمرق الدجاج.

الأطعمة التي تضر بالتسمم الغذائي:

لترتاح معدتك حاول تجنب الأطعمة التالية التي يصعب هضمها حتى لو كنت تشعر بتحسن:

  • منتجات الألبان وخاصة الحليب والجبن.
  • الأطعمة الدهنية.
  • الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • الأطعمة الحارة.
  • الأطعمة المقلية.
  • الكافيين (مشروبات الطاقة، القهوة).
  • الكحول.
  • النيكوتين.

كيف يتم تشخيص التسمم الغذائي؟

يقوم الطبيب بتشخيص نوع التسمم الغذائي بناءً على الأعراض.

وفي الحالات الشديدة قد تكون هناك حاجة إلى اختبارات الدم واختبارات البراز وحتى اختبارات الطعام لتحديد أسباب التسمم الغذائي.

وقد يستخدم الطبيب أيضًا اختبار البول لمعرفة ما إذا كان الشخص يُعاني من الجفاف بسبب التسمم الغذائي.

ما الذي يسبب التسمم الغذائي

يحدث معظم حالات التسمم الغذائي لأحد الأسباب الرئيسية الأربعة التالية:

البكتيريا

البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي، ومن هذه البكتريا السالمونيلا الذي يعتبر السبب الأكثر أهمية للتسمم الغذائي الخطير.

الطفيليات

التسمم الغذائي الطفيلي ليس شائعًا مثل التسمم الغذائي الجرثومي، لكن الطفيليات التي تنتشر عن طريق الطعام لا تزال خطيرة للغاية، مثل التوكسوبلازما فهو طفيل شائع في حالات التسمم الغذائي حيث يوجد هذا الطفيل عادة في بول القطط، كما يمكن لهذه الطفيليات أن تعيش في الجهاز الهضمي لسنوات عديدة دون أن تدرك ذلك.

ولكن إذا كانت الطفيليات موجودة في أمعاء الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كالنساء الحوامل والأطفال فقد يتعرضون لخطر الآثار الجانبية الخطيرة.

الفيروسات

التسمم الغذائي يمكن أيضًا أن يكون بسبب فيروس مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي فهو مرض خطير يمكن أن ينتقل عن طريق الطعام.

أخيرًا……

  • إن ما ننقله إليك من معلومات مفيدة لا يُغنيك عن استشارة الطبيب الخاص بك قبل أن تتناول أي من هذه العلاجات.
  • كما أن هذه الطرق العلاجية لا تغني عن تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص ولا تحل محلها.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله