هل الحواس الخمس عند البشر فقط حواس خمس

هل الحواس الخمس عند البشر فقط خمس حواس، مقال علمي بإمكانه تنشيط الذهن وتوسيع مداركه الحياتية بما يقدم له من معلومات قد لا تكون خافية لديه ولكنها مبهمة.

الحواس الخمس ما هي؟ الحواس (Senses) هي جمع حاسة وهي وسيلة التعرف على الأشياء وإدراكها وتصنيفها، أمّا عدد الحواس فمختلف عليها عند البشر، وسبب ذلك متعلق بتصنيف أنواع الخلايا الحسية، وهناك ست حواس إضافية فتصبح أحد عشر حاسة لدى البشر.

والاختلاف حولها ناشئ عن تصنيف أنواع الخلايا الحسية، ورسم الخريطة الدماغية.

ما هي الحواس الخمس عند البشر

ما هي الحواس الخمس عند البشر

هي عبارة عن نظام يتألف من مجموعة من الخلايا العصبية الحسية (Sensory Neurons)، التي بإمكانها الاستجابة لظواهر مادية محددة، وذلك يتوافق مع مناطق محددة من الدماغ البشري القادر على التعامل مع تلك المؤثرات والاستجابة لها لإدراك شيء معين وتفسيره، أمّا الحواس الخمس (Five Senses) العروفة فهي:

أولًا حاسة البصر (Sight)

حاسة البصر

إن حاسة البصر أو الرؤية هي عبارة القدرة التي تمتلكها العين والدماغ على الكشاف أمواج الضوء الكهرطيسية (Electromagnetic Waves of Light) وتفسير الصور التي يراها الشخص، فالعين تستطيع التمييز بين الألوان واكتشاف النور والظلام وذلك عند مرور الأشعة الضوئية من خلال العين وارتسام الصور على الشبكية وانتقال تلك الصور إلى الدماغ لتفسيرها والتعرف إليها.

وبالتالي فإن حاسة الرؤية أو البصر هي المعيار الحقيقي للتميز بين العمى والإبصار.

ثانيًا حاسة السمع (Hearing)

حاسة السمع

حاسة السمع هي القدرة التي تمتلكها الأذن على التقاط ذبذبات وترددات الأمواج الصوتية (Acoustic Waves) التي تنتقل خلال الهواء، وتعي ماهي هذه الأصوات لتمييزها أهي صوت صديق أو من أصوات الطبيعة (كصوت حفيف أوراق الأشجار وخرير الماء أو صهيل الخيل أو هديل الحمام أو فحيح الأفاعي أو زقزقة البلبل…).

أو تمييز أصوات الآلات أو أصوات طلقات الرصاص، وبالتالي فإن حاسة السمع (Hearing) عي معيار القدرة على التمييز بين الصمم (Deafness) وسماع الأصوات (Hear The Voices).

ثالثًا حاسة الشم (Smell)

حاسة الشم

إن حاسة الشم (Smell) هي بالتعريف هي القدرة التي يمتلكها الأنف على التمييز بين مختلف الروائح التي يلتقطها الأنف خلال الاستنشاق، حيث يقوم الأنف بتوصيل الدقائق المكونة لتلك الروائح إلى الخلايا العصبية الحسية المستقبلات الشمية، ليتم بعجها عدد من التفاعلات الكيميائية تصل إلى الدماغ ليحل التمييز بين الروائح على مستوى الدماغ فيتحدد نوعها فتتميز العطور الجميلة عن تلك الكريهة، وتتميز العطور الحميلة بدرجة تركيزها ودرجاتها على حد سواء.

وتعتبر حاسة الشم (Smell) من أهم الحواس الخمس التي يمتلكها البشر، وهي من الحواس الكيميائية، كما يوجد في الأنف النهايات العصبية والشرايين والأوردة الدموية التي يقع على عاتقها مهمة تدفئة الهواء الداخل، ويحتوي الأنف على أشعار مهمتها إعاقة دخول الغبار والأتربة، كما يحتوي على السائل المخاطي (Mucous Fluid) لترطيب الأنف.

رابعًا حاسة التذوق (Taste)

حاسة التذوق

حاسة التذوق بالتعريف هي القدرة التي يمتلكها اللسان (The Tongue) على التمييز بين الطعم المختلف للمواد التي يتذوقها  الإنسان، والتفريق طعمة وأخرى، حيث ينتشر على سطح اللسان عدد هائل من حليمات التذوق (Taste Palms) المختلفة بالحجم والشكل وتحتوي الحليمات على الخلايا العصبية والحسية لاتي لديها القدرة على التمييز بين الطعمات المختلفة (الحلو Sweet والمر Bitter والحامض SOUR والمالح  Salt).

 حيث ينتقل إحساس التذوق إلى الدماغ بشكل نبضات عصبية إلى قشرة الدماغ حيث توجد الخلايا المخية المسؤولة عن تفسير الطعمات تلك، واكتشافها، وحاسة التذوق عبارة عن معيار بين الإحساس بالتذوق أو فقدانه.

خامسًا حاسة اللمس (Touch)

حاسة اللمس

حاسة اللمس (Touch) هي إحدى الحواس الخمس وهي بالتعريف القدرة التي تمتلكها الأطراف على التمييز بين صفات وسمات الأشياء المحسوسة باللمس وتوصيل ذلك الإحساس إلى الدماغ بواسطة الجلد (Skin) الذي يصل للنهايات العصبية التي تقوم بالاستجابة للمؤثرات اللمسية وتوصيلها إلى الدماغ ليقوم بعد ذلك بتفسيرها والتعرف عليها وتحديد هويتها.

أي يتم التمييز بين الملمس الناعم والخشن، وبين الأسطح الباردة والحارّة، وبالتالي فإن حاسة اللمس (Touch) هي المعيار بين الإحساس باللمس أو عدمه (الخدر Numbness ).

الحواس الخمس(Five Senses)  هل هي خمس حواس فقط

أدركنا عند دراستنا للحواس الخمس التقليدية التي يمتلكها الإنسان أن لهذه الحواس مدى لا يمكنها أن تتخطاه، بمعنى أننا لا نستطيع أن نرى ما يحدث الآن في أي من شوارع نيويورك على سبيل المثال، ذلك أن قدرة أعيننا قاصرة عن ذلك بحيث لا يمكننا أن نرى حتي ما يحدث في الذي خلفنا لأن الجدران تحجب الرؤية لنا، وهذا شيء يمكن تعميمه على الحواس الخمس التقليدية جميعها، فهل الحواس الخمس عند البشر حواس هي حواس خمس فقط وهذا ما يخالفه الواقع.

ولتبيان ذلك نجد أن العلم يقول بأننا لا نستخدم من سوى 10% من مجموع الخلايا الدماغية، أي ما يعرف بالمادة السنجابية في الدماغ (Gray Matter) حيث أنه يقال بأننا لا ندرك ما حولنا فقط عبر الحواس الحمس التقليدية القاصرة تلك، وهذا من المفاهيم الخاطئة التي نتعامل معها على أنها من البديهيات المسلم بها.

ويعود هذا الاعتقاد بسبب الكتاب الذي ألفه الفيلسوف الشهير أرسطو (Aristotle) وهو بعنوان (دي انيما أو عن الروح DE Anima)، وكان قد تحدث في فصول مستقلة عن حواس اللمس والشم والرؤية والسمع والتذوق.

إذا تساءلنا مع مجلة نيوساينست (New Scientist Magazine) العلمية “ماذا نعني حقًا بلفظة الوقع أو الحقيقة؟” ويجيب أحدنا مباشرة فيقول وبكل بساطة: الحقيقة والواقع يتمثلان في كل شيء يمكن أن ندركه بالحواي الخمس التي نمتلكها.

إلّا أن الإجابة عن هذا التساؤل ليست بهذه الدرجة من البساطة، وأن هذه الإجابة ساذجة إلى حد بعيد، إن الإجابة عن هذا التساؤل ستقود إلى تعريف معقد وفلسفي، وأن واحدّا من التعريفات يقول بأن الدماغ يتلقى المعلومات من الجسد وما يحيط به من عالم خارجي، وبالتالي نستطيع القول بأننا نمتلك نحن البشر أكثر من الحواس الخمس التقليدية تلك!

الحواس الأخرى التي يمتلكها الإنسان

الحواس الاخرى التي يمتلكها الانسان

في الواقع نرى بأن الحواس التي يمتلكها الإنسان أكثر من الحواس الخمس التقليدية كما يقول العلماء أنها تبلغ 44 حاسة، وقد تكون أكثر من ذلك، حيث حدثنا أرسطو عن الحواس وقال أنها خمسة فقط إلّا أنه وفي العصر الحديث قسم العلماء الحواس إلى:

أولًا حواس الإدراك الخارجي

وهي الحواس الخمس التقليدية المعروفة والتي تحدثنا بشكل مسهب عنها سابقًا.

ثانيًا الحواس الخاصة بالإدراك الداخلي

مثل حاسة التوازن تحت تأثير قوى الجاذبية الأرضية، وتأثير القوى الطاردة المركزية عند الدوران، والإحساس بانقباض العضلات وحركة المفاصل وضغط الدم والإحساس بالجوع واظمأ والغثيان.

ثالثًا الحواس الخاصة بالإدراك العاطفي

الإحساس بالخوف والحزن والمرح والملل والمشاركة بأحزان وأفراح الآخرين، والابتسام والضحك والآلام النفسية والجسدية.

الخاتمة

الخاتمة

يفسر العلماء بأن الإحساس والأحاسيس التي يشعر بها البشر ما هي إلّا مجموعة من التأثيرات التي يلتقطها المخ بواسطة الحواس التي نمتلكها نحن بني البشر، حيث ينظمها ويرتبه ويفسرها المخ والدماغ، فيختار منها ما يريد ويفيد ويترك ما لا يستحق التركيز عليه، أو لا تهم مواجهته.

وبمجرد التفكير في أنماط المعلومات التي يلتقطها الدماغ بواسطة الحواس المختلفة، تبدأ مرحلة التفكير فيها، وسيجد الخ والدماغ نفسه مجبرًا على تطوير أنواع مختلفة من الحواس تشبه الرادار في عملها بالتقاط الإشارات من المحيط بنا نحن البشر، بحيث يدرك الإنسان المفاهيم الخاطئة والصحيحة بما يمتلكه الدماغ من قدرة على التفكير والتفريق بين الجيد الذي يفيد الإنسان، والطالح الذي يضره، يعنى أن الحواس الخمس التي يمتلكها الإنسان ليست خمسة فقط.

قد يهمك أيضًا:

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله