البحث عن الكنوز المدفونة بين السحر والعلم

من منّا لم يتوكأ على وسادته ويطلق لأحلامه العنان، باتجاه البحث عن الكنوز المدفونة، في الجزر التي تقبع وراء اللامكان واللازمان، التي تضم بين جنباتها أغلى الكنوز، باحثًا عن المصباح السحري وخادمه الذي يحقق الأمنيات، أو العثور على مغارة الأربعين حرامي وعلي بابا،و البحث عن الكنوز المدفونة في مكان ما.

البحث عن الكنوز المدفونة

البحث عن الكنوز المدفونة

في مكان ما في هذا العالم يوجد أناس قد كرسوا حياتهم في البحث عن الكنوز المدفونة والوصول إليها، لا يكترثون بالمهالك التي تحول بينهم وبينها، يطلق على هؤلاء لقب (الباحثون عن الكنوز والدفائن).

من هم الباحثون عن الكنوز والدفائن

هم أشخاص مغامرون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهم لا يتورعون عن المغامرة بأي شيء، بالغالي والنفيس في سبيل البحث عن الكنوز المدفونة في الأرض، وبالتالي يوجد هناك مجموعات تخصصت في البحث عن الكنوز والدفائن، واقتفاء أثرها، فهم يفتشون عن العلامات الغريبة التي يمكن أن تدل على أماكن الكنوز الدفينة.

 وقد اعتادت أمم الحضارات البائدة القديمة كالفراعنة في مصر وسكان الأنكا في القارة الأمريكية الجنوبية واليهود والبابليون في العراق لحماية كنوزهم وممتلكاتهم على السحر والمشعوذين.

حيث أنه من المؤكد لم يكن يوجد عندهم مصارف ولا بنوك لإيداع ممتلكاتهم الثمينة فيها برسم الأمانة، لذا كان لا بد من إيجاد مكان لحفظ ثرواتهم من الضياع والسرقة، فلم يجدوا سوى ان يدفنوها في باطن الأرض، مع استخدام الرصد عليها، لحمايتها من الضياع، ومن الممكن أن يحدث ويموت الإنسان وتدفن معه الأمكنة التي دفن فيها ممتلكاته وأمواله ومقتنياته الذهبية، أو بسبب الكوارث الطبيعية مثل البراكين أو الزلازل الأمر الذي يؤدي لعدم القدرة على معرفة أماكن دفنها فيما بعد.

لذا لم يكن أمامهم سوى استخدام وسائل السحر والشعوذة لاسترجاع الثروات الدفينة في المجهول.

الطرق المتبعة لاستخراج الكنوز الدفينة

إن البحث عن الكنوز المدفونة له طرقًا خاصة وعلمًا له أسسن وأساليب وقواعد لضبطها، ولا بد للباحث عن الكنوز من معرفة بكتب السحر القديم، وعلم الجداول، وأن الخطأ الذي قد يقع به الباحث عن الكنز أن يودي بحياته، فعواقب الأخطاء تكون عادة وخيمة فقد تقود إلى الموت أو الجنون، وحوادث اختفاء الباحثين عن الكنوز كثيرة.

لنرى ما يقوم به الباحث أولًا بأول في البحث عن الكنوز المدفونة، يكتب الباحث على أربعة من الحجارة أسماء أربعة من الجن وهم (مازر، قسورة، طيكل، كمطم) وبنفس الوقت يكون لديه جدولًا قد كتب فيه الأسماء الأربعة نفسها، إن الأحجار الأربعة تلك هي صلة الوصل بين الباحث عن الكنز والجن الأربعة أولئك، إضافة للحراس الأصليين للكنز من الجان الآخرين، وعقب ليلة كاملة من تكرار قراءة بعض الطلاسم، لكي تخرج الأرض ما تحتويه من كنوز، مع تلبية كل طلبات الجن من قبل الباحث عن الكنوز، وما يطلبه أولئك الحراس غالبًا ما يكون دم الشخص الذي باستطاعته أن يعرف إشارات أو أماكن وجود الكنوز المدفونة، ويدعى هذا الشخص باسم (الزهوري).

من هو الشخص (الزهوري)

من هو الشخص الزهوري

الشخص الزهوري هو أحد أولاد الجن كان قد استبدل لحظة ولادته، بواحد من أولاد البشر، ويتمتع بصفات ومواهب تجعله طريدًا وهدفًا للباحثين عن الكنوز الدفينة، ومن أبرز هذه الصفات أن عيني هذا الزهوري تلمعان لمعانًا خاصًا، كما يوجد في نهاية جفنيه أثر جرح صغير، ويوجد على لسانه خط طولاني من بداية اللسان إلى آخره، وخط عرضاني يقطع كفه بالكامل.

 ولا يرهب الجن مطلقًا، وبإمكانه أن يرى أشياء لا يمكن لأحد من البشر أن يراها، ولا يتأثر بالسحر أبدًا، ويخطف هؤلاء الأطفال الزهوريون ويقدموا كقرابين لحراس الكنوز (الرصد) لفك طلاسمها والإفراج عن تلك الكنوز المدفونة والمرصودة.

ما هو الرصد

ما هو الرصد

إن من أهم عوامل نجاح البحث عن الكنوز المدفونة معرفة كل شيء عن الكنوز، ومن هذه المعلومات التي يجب أن يعرفها هي كينونة (الرصد) وما هو؟

فالرصد هو الجنّي المعني بحراسة الكنز، وهو الذي يمنع اقتراب أحد من الكنز، ولكي يسمح (الرصد) من الاقتراب من الكنز يجب تحقيق مطالبه التي لا يتخلى عنها، وتكون مدة الرصد من ألف سنة إلى ثلاثة آلاف سنة، هذا وقد عرف (الرصد) منذ أيام الفراعنة في مصر حيث اعتادوا أن يدفنوا كنوزهم والأشياء القيّمة عندهم إلى جانب جثث موتاهم، لاعتقادهم أن تأثير (الرصد) لا يستطيع أن يصل إلى المقابر، وهذا سبب اكتشاف كنوز الفراعنة بسهولة لأنها كانت غير مرصودة.

ويعتقد بأنه بعد دفن خاتم من الذهب مثلًا ورصده، في مكان ما، وبعد مدة فتح مكان دفن الخاتم فلن يوجد بهذا المكان لأن الراصد يقوم بنقل الكنز من مكانه، وكلما قدم الرصد كلما تغير المكان وأصبح الدفن أعمق في باطن الأرض.

مع ذلك فقد استطاع العلماء اكتشاف الكثير من الكنوز المدفونة والآثار الدفينة، بمساعدة الأجهزة الحديثة التي بإمكانها مسح مساحات شاسعة من الأرض وبواسطة الأقمار الصناعية، لكن كثير من الكنوز بقي دفينًا وغير مكتشف بعد حتى الآن.

أكثر الكنوز التي يتم البحث عنها

اكثر الكنوز التي يتم البحث عنها

نشر في أحد المواقع التي يهمها البحث عن الكنوز المدفونة، خريطة تكشف عن بعض الكنوز الموجودة في بقاع الدنيا المختلفة ومنها:

كنز فورست فين (Fenn Treasure)

قصة هذا الكنز تصلح كقصة من قصص القرصنة وإحدى مهمات البحث عن الكنوز المدفونة تحت الأرض، لكن هذا الكنز هو كنز حقيقي بالفعل، فقد عمل مؤلف القصص الأمريكي (Forrest Fenn) على إخفاء كنز بقيمة ثلاثة ملايين من الدولارات الذهبية وذلك في العام 2009، ونشر كتابًا خاصًا به بعض الرموز التي تدل على مكان وجود هذا الكنز، حيث كانت هذه الرموز كألغاز، وما زالت حتى يومنا هذا عصية على الحل.

القصة التي وراء اللغز

بعد مرض الكاتب (Forrest Fenn) بمرض السرطان، بدأ بجمع المجوهرات والعملات والأحجار النادرة وقام بإخفائها، لتكون إرثًا لمن يجدها من بعده، لكنه شفي من مرضه اللعين ذاك، فقرر إخفاء ذلك الكنز الذي جمعه في العام 2009 فعلًا، والآن وأكثر من أربعين ألف شخص من الذين قرؤا القصة في كل بقاع الأرض، حاولوا جاهدين حل تلك الألغاز، والحصول على الكنز الدفين لكن كل محاولاتهم إلى الآن قد باءت بالفشل.

ما هو اللغز

ما هو اللغز

عزيزي القارئ إذا أردت البدء في البحث عن ذلك الكنز، كنز فين (Fenn Treasure)، ما عليك سوى الاضطلاع على الكتاب ذو العنوان التالي (The Trill Of Chase) فهو يحتوي على الألغاز المطلوب حلها للوصول إلى مكان الكنز المدفون، والحصول عليه.

كنز غرفة العنبر (Treasure Amber Room)

كنز غرفة العنبر

من بين الكنوز التي لا يعرف عنها شيئًا هو كنز غرفة العنبر، وهي غرفة أنشأت خصيصًا للأمبراطور بطرس الأكبر (Emperor Peter The Great)  وهي كنز لا يقدر بثمن، ولكن وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية اختفت.

لكن البعض من كبار السن البولنديين أبلغوا بأنهم شاهدوا بعضًا من العربات تجرها الخيول تفرغ حمولتها في حفر في باطن الأرض، وذلك قريبًا من حدود روسيا، وذلك في عام 1945، الأمر الذي دعا مدير متحف (ما ميركي) بمسح جوي للمنطقة بواسطة الأقمار الصناعية بيّن أن الغرفة قد تكون مدفونة هناك.

أخبار متفرقة من الغرفة

لقد أعلن الاتحاد السوفياتي عن تدمير هذه الغرفة عام 1945 كي لا يستولي عليها الجيش الأحمر، وفي العام 1970 تم إنشاء نسخة مطابقة لها تمامًا، وفي أغلب المناطق التي كانت ساحات للمعارك في الحرب العالمية الثانية نجد أن روايات مختلفة رويت عن تلك الغرفة، وروي أن شخصان قد وجدا عربة قطار مدفونة يحتوي على كميات كبيرة من الذهب الخال والخاص بالنازيين، إلا أن هذا الخبر تبين أنه بعيد عن الحقيقة، لقد كانت غرفة العنبر من أكثر الكنوز التي جرى البحث عنها، إلّا انه لم يتم العثور عليها إلى الآن، وما يزال البحث عن الكنوز المدفونة جاريًا حتى يزمنا هذا فالباحثون عن الكنوز لا يملون أو يكلون، فحمى البحث عن الذهب والكنوز مرض مزمن لا سبيل للشفاء منه.

كنز ملايين كروجر المدفونة (Treasure Of Millions Kruger)

كنز ملايين كورجر المدفونة

أثناء الحرب العالمي الثانية جرت معارك عنيفة بين الهولنديين والإنكليز، في جمهورية جنوب إفريقيا، واعتقد الهولنديون أن الإنكليز سيدخلون العاصمة بريتوريا، فعملوا على تجميع كل ما استطاعوا حمله أي ما خف وزن وغلا ثمنه، والذي استطاعوا حمله من احتياطي البنوك والمناجم من الذهب وفروا باتجاه الشرق إلى منطقة (ترانسفال (Transvaal  وفي عام 1950 غادر (بول كروجر (Paul Kruger الرئيس الهولندي في جنوب إفريقيا إلى فرنسا تاركًا وراءه تلك الكنوز المدفونة في منطقة (ترانسفال (Transvaal، ولم يتم العثور عليها إلى اليوم مع العلم أنه تمت محاولات كثيرة جدًا للبحث عنها.

كنز بيض فابرجيه المدفون (The Treasure Of The Buried Faberge Egge)

بيوض فابرجيه

هي مجوهرات من صنع كارل فابرجيه(Carl Faberge) الصانع الأشهر في العالم للمجوهرات، لا تقدر قيمتها بثمن، وقد صنعت بطلب من الإمبراطور (ألكسندر الثالث Emperor alexander III)، لإهدائها لزوجته في عيد الفصح، وصار كل عام يأمر بصنع واحدة لزوجته وأخرى لوالدته، وتمتاز هذه المجوهرات (بيوض لابورجيه) بدقة لا متناهية في الصنع، ولم يبق منها سوى خمسون بيضة مفقودة لا تقدر بثمن، يتم البحث عنها بكل ما أوتي الباحثون عن الكنوز من قوة، وإلى الآن لم يتم العثور عليها، إلّا أن واحدة تم العثور عليها عند تاجر أنتيكة، وقد اشتراها أحد المهتمين فيها بمبلغ لا يتجاوز الأربعة عشر ألف دولار علمًا أن قيمتها لا تقدر بثمن.

تلك كانت مقالة عن البحث عن الكنوز المدفونة وطرق إيجادها، بطرق السحر والشعوذة أو بالطرق العلمية بأدوات المسح الألكترونية وبواسطة الأقمار الصناعية، مع ذلك بقي الكثير من الكنوز المدفونة تحت الأرض لم يستطع أحد من العثور عليها حتى الآن.

قد يهمك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله