مراحل وخطوات صناعة الأفلام قبل عرضها على الشاشة

هل خطر لك مرة بعد استمعت بمشاهدة فلم ما التساؤل عن كيفية صناعة الأفلام وإنتاجها؟ قلة من الناس يفكرون بذلك، وأقل منهم من يفكر في المراحل التي يمر بها الفلم قبل عرضه على الشاشة.

إن كنت من هذه القلة وخطر لك هذا التساؤل، أو تفكر في إنتاج فلم ما، حتى لو كان فلم قصير أو قصة مصورة أو فلم توثق فيه موضوع ما، فأنت في الصفحة الصحيحة، هنا ستتعرف إلى كل مراحل صناعة الأفلام والخطوات التي يمر بها أي فلم قبل أن يكون جاهز لعرضه على الشاشة.

مراحل صناعة الأفلام

أي فلم ومهما كان نوعه يمر بمراحل عدة قبل أن يكون جاهزًا لعرضه على المشاهدين، هذه هي المراحل الرئيسية التي يمر بها الفلم بدءًا من اللحظة الأولى لإنتاجه وحتى إتمامه بشكل كامل

الفكرة

كل فلم سبق ورأيته واستمتعت بمشاهدته في إحدى الأمسيات كانت بدايته بفكرة وحيدة يتيمة خطرت لأحدهم، ربما لم يلقي لها بال بدايةً، أو ربما هو كاتب متمرس ويعرف أن أية فكرة بسيطة عادية يمكن منها بناء فلم عظيم إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح، لذلك قام هذا الشخص بتسجيل فكرة فلمه فورًا وبمجرد أن لمعت في ذهنه.

في كل الأحوال فأن الفكرة هي المرحلة الأولى من عملية صناعة الأفلام وعليها تعتمد كل المراحل التالية، في هذه المرحلة يمكن التعرف إلى جوهر الفكرة الأساسية أي كانت، قد تكون قصة قتل، جريمة سرقة، قصة حب، أو أية فكرة بسيطة عادية قد لا تبدو للوهلة الأولى ذات معنى.

ومن الفكرة البسيطة تلك يبدأ الكاتب بالعمل على الفكرة من حيث تطويرها وصياغتها وتحديد الحبكة والخط العام الذي ستكون عليه القصة. بالإضافة إلى الشخصيات وذروة القصة أو الصراع وباقي عناصر القصة.

وفي الغالب بهذه المرحلة يقتصر العمل على الكاتب فقط، ولكن في حالات أخرى قد يكون مع الكاتب بعض المساعدين من محررين ورواة قصص، أو قد تكون القصة من تأليف كاتبين اثنين.

وقد تكون القصة من تأليف الكاتب وإبداعاته الخيالية بشكل كامل، أو قد يعتمد الكاتب على مصادر عدة في تأليفها، فهناك بعض القصص المستمدة من سياق تاريخي والمأخوذة عن مواقف حصلت في حقب تاريخية معينة، مثل فلم Troy الذي يحكي قصة حصان طروادة الشهيرة، حيث أخذت القصة هنا من سياق تاريخي.

أو قد تكون القصة من التاريخ مع إضافة بعض التعديلات الأخرى، مثل قصة المسلسل الشهير Game Of Thrones أو صراع العروش، حيث أخذت القصة عن صراع الممالك الأوروبية في العصور القديمة وتم التعديل عليها والإضافة والحذف منها.

أو قد تكون فكرة الفلم تنبؤية، مثل قصص الخيال العلمي، مسلسل Black Mirror خير مثال على ذلك، حيث يقرأ الكاتب الواقع ويتنبأ بأحدث المستقبل ويبني قصة بناء على ما توصل إليه.

هناك العديد من المصادر التي يمكن أن يعتمد عليها الكاتب لإنتاج فكرة للفلم، التاريخ والواقع والمستقبل والخيال من أبرز ما يعتمد عليه الكتاب لاستلهام أفكارهم وبناء قصصهم.

وبعد التوصل إلى الفكرة الأساسية للفلم وصياغتها بالشكل السليم المحكم الذي ستكون عليه وتحديد كافة عناصرها تنتقل عملية صناعة الأفلام إلى المرحلة الثانية وهي كتابة السيناريو.

السيناريو

وهي المرحلة التي سيعمل عليها الكاتب مع باقي فريق العمل ككل، أو ربما يعمل عليها جزء متخصص من فريق العمل بعد أن يقوم الكاتب بإنهاء مرحلة الفكرة. السيناريو يتضمن كتابة الحوار وبناء الشخصيات وربطها ببعضها واللغة وتطور تفاصيل الحبكة.

هل سبق وشاهدت فلم ومن ثم توقعت الحركة التي ستفعلها شخصية في المشهد القادم، حتمًا مررت بهذه الحالة، يعود الفضل بذلك إلى السيناريو الذي يجعلنا قادرين على فهم الشخصيات وتوقع أفعالها بين الحين والآخر، والأهم من ذلك بفضل السيناريو الجيد تظهر الشخصيات منسجمة مع الدور الذي تلعبه تمامًا.

في هذه المرحلة يتم تحديد خطة عامة للسيناريو، ما يتضمنه الفلم من مشاهد ومراحل، والشخصيات الرئيسية والثانوية.

الحبكة التصويرية

في هذه المرحلة من صناعة الأفلام يتم العمل على رسم الملامح الأولى للحبكة من حيث الصور المرئية، هنا وبعد صياغة الفكرة ومن ثم السيناريو يتم العمل على أمور مثل العمليات التصويرية وزوايا التصوير واللقطات المهمة التي تتدخل بشكل رئيسي في الحبكة وتسهم في تطورها وفي أحداث الفلم.

أهمية هذه المرحلة مهمة وجزء من التحضير الجيد لصناعة فلم جيد، حيث تمكنك هذه المرحلة من فهم الأبعاد التصويرية التي يمكنك العمل عليها، معرفة ما هو ممكن وما هو غير ممكن، وأي المشاهد التي ستضيف قيمة فعلية لحبكة الفلم وأيها الأقل أهمية وبالتالي يمكن التلاعب بها بحسب السياق وظروف التصوير.

طاقم العمل

مراحل وخطوات صناعة الأفلام قبل عرضها على الشاشة

في هذه المرحلة يتم اختيار الشخصيات التي ستقوم بالأدوار الرئيسية والثانوية، هنا يتم اختيار الممثلين من الشخصيات الرئيسية (الأبطال) والشخصيات الثانوية، المغنين والراقصين والكومبارس وذلك بحسب احتياجات العمل والحبكة فيه.

هذه الخطوة يقوم فيها طاقم العمل القائم على صناعة الفلم وعلى رأسه المخرج، إذ يتوجب عليهم اختيار الشخصيات التي تتلاءم مع الأدوار تمامًا من حيث شكل وطبيعة الشخصية وكل الصفات الأخرى التي يمكن أن تلعب دور في كيف ستكون عليه هذه الشخصية في الفلم.

الاختيار الموفق للشخصيات يساعد في إنتاج فلم جيد ذو حبكة متقنة وأدوار تمثيلية على درجة عالية من الكفاءة والإتقان.

أيضًا، لا تقتصر هذه المرحلة على اختيار طاقم التمثيل، بل كذلك يجب على منتجي الفلم أو القائمين عليه اختيار المصورين وفنيي الإضاءة ومهندسي الصوت ومنتجين التصوير وخبراء الرسوم المتحركة وكل الأدوار الأخرى التي تتطلبها صناعة الأفلام.

اقرأ أيضًا: تعليم التصوير الفوتوغرافي .. 8 طرق لتتعلم فن التصوير كما يجب

المكان

المكان واحد من العناصر الرئيسية في عملية إنتاج وتأليف القصص والحكايا سواء القصص السينمائية والتلفزيونية أو القصص المكتوبة أو الروايات، حيث تتألف أي قصة من ثلاث عناصر رئيسية هي الزمان والمكان والحدث.

فيما يخص صناعة الأفلام فأن اختيار المكان دائمًا ما يكون عقدة بالنسبة للمنتجين أو القائمين على صناعة الفلم، يجب أن تعثر على مكان تصوير مناسب يسمح لك بتصوير المشاهد كما تم رسمها بالحبكة التصويرية التي ذكرناها قبل قليل، حتى لا تضطر إلى إعادة رسم الحبكة التصويرية من جديد في حال لم يسمح المكان بتصوير المشاهد كما تم رسمها.

قد تضطر في هذه المرحلة للاطلاع على العديد من الأماكن المحتملة لتكون مسرح لأحداث الفلم الذي تعمل عليه، قد تضطر أحيانًا للسفر إلى مدن أو حتى بلدان ثانية للعثور على الأمكنة المناسبة والتي تصلح لتكون مسرحًا لأحداث قصتك.

التصوير

في هذه المرحلة تبدأ عملية التصوير الفعلي للفلم، بعد أن تكون أنجزت كل المهام السابقة من إعداد الفكرة وكتابة السناريو ورسم الحبكة التصويرية وطاقم العمل واختيار المكان كمسرحًا للأحداث.

مراحل وخطوات صناعة الأفلام

في هذه المرحلة فأن التنظيم هو أهم خطوة، يجب أن يكون لديك جدول كامل عن المشاهد ومواعيد وأيام تصوير كل منها، خاصة في حال كان لديك موعد نهائي لإنجاز الفلم، فمن الضروري الالتزام بالجدول الذي تضعه لهذا الغرض حتى يتم إنهاء التصوير كما هو محدد وبالتالي تتجنب احتمالية التأخر عن الموعد.

أخبر كل القائمين على صناعة الفلم بالجدول ووضح لهم المواعيد ومواعيد التصوير لكل من الممثلين وما هي المواعيد والأوقات التي يجب عليهم التواجد فيها.

لا تجعل الوقت يؤثر على جودة العمل أو عملية التصوير وإتقان المشاهد، صحيح أن الوقت مهم ومن الضروري الالتزام بالمواعيد المحددة ولكن الجودة أيضًا مهمة ومن الضروري إنجاز العمل على الشكل الأمثل حتى لو أخذ بعض الوقت.

ما بعد التصوير

أو مرحلة الـ Post-Production، وهي المرحلة التي يتم فيها العمل على العمليات الفنية والإنتاجية للمشاهد التصويرية مثل إضافة التأثيرات الصوتية والنصية والمرئية والمسموعة مثل الموسيقى والأصوات الخارجية، قص المشاهد ودمجها وإعادة توزيعها، وكل العمليات الأخرى التي تكون على صلة بالشكل الأخير للفلم وكيف سيبدو للمشاهدين.

هذه العملية قد تأخذ بعض الوقت، وربما هي العملية الأطول من حيث الوقت الذي تتطلبه، ولكن الجيد في الموضوع أنها تتم عبر الكمبيوتر والمعدات التقنية فقط من قبل المنتجين ومصممي الغرافيك وباقي المختصين في مثل هذه التفاصيل.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل فينا أفلام السينما .. التأثيرات النفسية والتربوية

لتكون بذلك هذه هي المرحلة الأخيرة من صناعة الأفلام وهذه هي المراحل الرئيسية لإنتاج أي فلم، سواء عمل سينمائي أو فلم وثائقي أو مجرد قصة مصورة فأن هذه المراحل يجب أن يمر فيها أي من هذه الأعمال.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله