موت الجنين في بطن الأم وموت الأطفال حديثي الولادة

من غير المألوف أن يموت الطفل في أواخر الحمل في هذه الأيام لأن النساء قد أصبحن أكثر صحة والرعاية الجيدة قبل الولادة متوفرة، ومع ذلك للأسف بعض الأطفال يموتون، وأحيانًا دون سابق إنذار على الرغم من النساء تفعل كل الأشياء الصحيحة.

يموت بعض الأطفال في الرحم قبل ولادتهم (تسمى هذه الحالة الموت الجنيني داخل الرحم). ويمكن أن يحدث خلال النصف الأخير من الحمل، أو نادرًا أثناء الولادة فيما يسمى الموت أثناء الولادة. عندما يولد الطفل ميتًا أثناء المخاض والولادة هذا ما يسمى الإملاص الذي يعرف بأنه ولادة الطفل دون أي علامات تدل على الحياة في أو بعد 24 أسبوعًا من الحمل. أما إذا ولد الطفل حيًا ولكن مات في الأسابيع الأربعة الأولى من الحياة فهذا ما يسمى موت حديثي الولادة.

في أستراليا، تحدث هذه الوفيات في أقل من 1% من الأطفال، وفي المملكة المتحدة، حوالي طفل واحد من بين كل 200 مولود.

موت الجنين

ما هي أسباب موت الجنين في الرحم؟

هناك أسباب واسعة النطاق تؤدي إلى موت الطفل في الرحم. وتشمل هذه الأسباب كيفية عمل المشيمة، ضعف نمو الطفل، والعوامل الوراثية، صحة الأم والعمر ونمط الحياة، العدوى، وحوادث الحبل السري.

الموت بسبب قصور المشيمة

يُعتقد أن المشاكل في المشيمة هي السبب الأكثر شيوعًا لموت الطفل في الرحم. المصطلح الطبي لهذا هو قصور المشيمة. ويعتقد أن حوالي ثلثي الأطفال الذين يموتون في الرحم قد فقدوا بسبب قصور المشيمة.

الأسباب الدقيقة التي تجعل المشيمة لا تعمل بشكل صحيح ليست مفهومة تمامًا. ولكن الأطباء يعرفون أنه إذا كانت المشيمة لا تعمل بشكل جيد، الأوعية الدموية التي تربط الأم بطفلها تصبح مقيدة وهذا يؤدي إلى انخفاض في المغذيات والأكسجين للطفل، مما يسبب مشاكل في النمو وعندما يكون لدى الطفل مشاكل في النمو داخل الرحم فإنه يسمى الجنين مقيد النمو (IUGR).

وتوجد حالات كثيرة لولادة أطفال سابقين لأوانهم وأصغر مما ينبغي أن يكونوا.

العوامل الوراثية

يمكن لمرض تسمم الحمل أن يقلل أيضًا من تدفق الدم إلى الطفل عن طريق المشيمة وفي بعض الأحيان، قد يسبب خلل وراثي أو كروموسومي بموت الطفل وهذا قد يعني أن دماغ الطفل أو قلبه أو جهاز حيوي آخر لم يتطور بشكل صحيح.

النزيف

إن النزيف الشديد في أواخر الحمل أو أثناء المخاض هو سبب آخر محتمل لموت الجنين. يمكن أن يحدث هذا عندما تبدأ المشيمة في الانفصال عن الرحم.

الحالة الصحية للأم

إن الظروف الصحية للأم مثل السكري، ونادرًا ما تكون الالتهابات مثل الإنفلونزا أو العقدية B أو داء المقوسات هي أسباب لفقدان الطفل في الرحم.

الحمل في سن متأخرة

مع تقدم النساء في السن، يزداد خطر الحمل ويبدو أن الخطر نسبته عالية بالنسبة للأمهات الأكبر سنًا.

العادات غير الصحية

بالإضافة لما سبق تلعب عوامل وعادات في نمط الحياة، مثل السمنة وشرب الخمر والتدخين أثناء الحمل دورًا في زيادة خطر موت الطفل.

فعادة التدخين يمكن أن تقيد نمو الطفل في الرحم، لأنه يقلل من إمدادات الأكسجين للطفل عن طريق المشيمة.

وهناك سبب نادر آخر للخسارة هو مشاكل مع الحبل السري والخسارة الناتجة عن نقص الأكسجين للطفل. فمن الممكن أن ينزلق الحبل عبر عنق الرحم قبل الطفل أو يصبح ملفوفًا حول عنق الطفل.

ماذا يحدث عندما يموت الطفل في الرحم؟

الحقيقة المحزنة هي أنه عندما يموت الطفل في الرحم لايزال مترتبًا على الأم الذهاب لإجراء الولادة وتحمل معاناتها وما بعد الولادة.

سوف يكون فقدان الطفل صدمة كبيرة وقد لا يكون هنالك مجال للام للتفكير بنفسها على الإطلاق، ولكن الأطباء موجودون لتقديم المشورة حول ما هو أفضل وسيقدون الرعاية المناسبة.

ماذا يحدث بعد ولادة الطفل الميت؟ ماذا يحدث للام بعد الولادة؟

بعد ولادة جنين ميت أو موت المواليد حديثي الولادة، سوف لا تزال الأم بحاجة إلى التعافي من الولادة.

  • سوف تفقد الدم (مثل فترة الحيض الثقيلة).
  • سوف يظل الثديين ينتجان الحليب، والتي يمكن أن تكون حالة غير مريحة. يمكن استعمال أدوية تخفيف الألم مثل الباراسيتامول، حمالة الصدر المناسبة والكمادات الباردة قد تساعد. بعد بضعة أيام سوف يصبح إدرار الحليب أقل، ولكن قد يظل بعض الحليب في الثديين لفترة طويلة. قد تكون هناك بعض العلاجات الأخرى المتاحة للمساعدة. يجب التحدث مع طبيب التوليد أو القابلة.

هل من الممكن معرفة ما حدث من خطأ؟

في كثير من الأحيان لا يمكن معرفة ما أدى إلى وفاة الطفل. إنها مسألة واحدة أن جميع الآباء والأمهات يريدون الإجابة: لماذا مات طفلهما. لسوء الحظ، في أكثر من نصف الحالات، لا يمكن للأطباء العثور على سبب واضح للخسارة.

إذا كان الأطباء غير متأكدين مما تسبب في وفاة الطفل فإنه يمكن في بعض الأحيان اكتشافها عن طريق اختباراتٍ مختلفة. وقد تشمل هذه الاختبارات فحص دم الأم، وفحص المشيمة، أو إجراء فحص ما بعد الوفاة (تشريح الجثة) للطفل.

 ويمكن إجراء فحص ما بعد الوفاة لمعرفة ما يلي:

  • تحديد سبب أو أسباب الوفاة.
  • تقديم معلومات عن نمو طفلك.
  • تقديم معلومات حول المشاكل الصحية التي سوف تساعد الطبيب لرعاية الأم في الحمل في المستقبل.
  • تأكيد جنس الطفل رسميًا.

لا يوافق جميع الآباء والأمهات على إجراء الاختبارات في فترة ما بعد الوفاة لاعتبارات الحالة النفيسة التي يمرون بها وغيرها.

إذا لم يتم العثور على تفسير لفقدان الطفل، قد يكون من المريح أن نعرف أنه ليس هناك سبب معين لحدوثه مرة أخرى. إذا كان الطفل يعاني من شذوذ وراثي قد يتم إحالة الموضوع للحصول على المشورة الوراثية. هذه العملية سوف تمكنك من مناقشة الخيارات الخاصة بك للحمل في المستقبل.

إذا تم العثور على سببٍ لموت الطفل، يجب أن تكوني أنتِ وطبيبك قادرين على العمل معًا للحد من خطر حدوثه مرةً أخرى. هذا هو الحال خاصة إذا كان هناك مشكلة في المشيمة أو نمو طفلك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله