آلام الحوض وأسفل البطن والظهر التي تعاني منها غالبية النساء

معظم الأشخاص تقريبًا يشتكون في مرحلة ما من حياتهم من آلام الحوض وأسفل البطن والظهر هذه الآلام يمكن أن تكون نتيجة للكثير من الأسباب والعوامل والتي تعتمد على منطقة ظهورها وتوقيتها في الدرجة الأولى، وبالتالي ظهور الآلام في أي من هذه الأماكن قد يشير بشكل ما إلى مشاكل صحية يعاني منها الشخص.

يقول الأطباء في العيادات النسائية إن السيدات هن أكثر عرضة لظهور آلام الحوض وأسفل البطن والظهر من الرجال، وإن جميع النساء بلا استثناء يعانين من هكذا آلام بين فترة وأخرى والسبب الأكثر شيوعًا لذلك هي الدورة الشهرية أو الحيض. ولكن هذا لا يعني عدم وجود أسباب أخرى من الممكن أن تكون هي المسؤولة عن ذلك.

الأسباب التي تؤدي إلى آلام الحوض وأسفل البطن والظهر

بحسب الأطباء الذين تتم زيارتهم من قبل النساء للتشخيص عن هذه الحالات فأن تشخيصها ليس سهلًا، ومن الصعب في كثير من الأحيان تحديد الأسباب الفعلية لهذه الآلام، ولكنهم يؤكدون إن ملاحظة بعض الأمور على المريضة من الممكن أن تساعد إلى حد كبير في تشخيص الحالة وتحديد أسبابها والتي من الممكن أن تكون أحد الأسباب التالية:

آلام الحيض

وهو السبب الأكثر شيوعًا إلى آلام الحوض وأسفل البطن والظهر عند النساء، وتحدث الآلام من هذا النوع في ذروة الدورة الشهرية عند موعد التبويض، ويكون نتيجة تمدد الجريب الذي تخرج منه البويضة إلى قناة فالوب، فتشعر المرأة بآلام وتشنجات تختلف شدتها بين حالة وأخرى وهي غير دائمة وإنما خلال فترة التبويض فقط.

الحمل خارج الرحم

يحدث عندما يتم تلقيح البويضة عند المرأة خارج المكان المخصص للتلقيح وهو الرحم، ويكون في الغالب في قناة فالوب أو في المبيض مسببًا آلام حادة في منطقة الحوض مع أعراض أخرى منها النزيف المهبلي. هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى الحمل خارج الرحم المعروف بـ “الحمل الهاجر” منها وجود ورم ما في قناة فالوب يمنع البويضة من الوصول إلى الرحم أو بسبب التهابات في المسالك البولية والتناسلية عند المرأة.

مشاكل في الجهاز البولي

وأهمها الالتهابات في المسالك البولية أو التناسلية والتي تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بها من الرجال بسبب قصر المجاري البولية لديهن، وبالتالي سهولة وصول البكتيريا حول فتحة المهبل إلى الإحليل ومنه إلى باقي أجزاء الجهاز البولي مسببةً الالتهابات. هذه الالتهابات كثيرًا ما تسبب آلام حادة في أسفل البطن والظهر أو منطقة الحوض.

متلازمة القولون العصبي

الأمراض التي تكون عادةً على صلة بالجهاز الهضمي والأمعاء تتفاقم وتزيد من وضع المريض سوءًا على فترات متقطعة مما يجعله يشعر بالآلام بين فترة وأخرى دون معرفة الأسباب الواضحة لذلك، وخاصة إن متلازمة القولون العصبي تحديدًا ليس من السهل على الأطباء تشخيصها، مما يجعل المريض وحتى الطبيب أحيانًا محتارًا في أسباب الآلام التي تحدث معه في منطقة الحوض.

التهابات الحوض

وتكون في الغالب نتيجة عدوى بمرض من الأمراض المنقولة جنسيًا، تصيب هذه العدوى المسالك التناسلية وعنق الرحم والمبيض وقناة فالوب، وتكون من أعراض هذه الالتهابات تغير موعد الدورة الشهرية وإفرازات مهبلية غير طبيعية وقد تؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب إضافة إلى الآلام التي تشعر بها في منطقة الحوض عمومًا بين الحين والآخر وخاصة عند الجماع.

أورام جدار الرحم

تصيب الأكثرية من النساء بين 30 – 40 عام وهي ليست من الأورام الخطيرة فلا داعي للقلق منها، تكون هذه الأورام على شكل أورام ليفية تظهر على جدار الرحم من الخارج، في الغالب تقتصر مضاعفات هذه الأورام على آلام أسفل البطن والظهر بين الحين والآخر وقد تؤثر على الخصوبة والممارسة الجنسية بالنسبة للمرأة، يمكن معالجة الأمر عبر إزالة الورم بعمل جراحي أو تقليل حجمه بأنواع من العقاقير الطبية.

آلام الحوض وأسفل البطن والظهر التي تعاني منها غالبية النساء

أمراض الكلى

عند وجود حصى في الكلى من الممكن أن تسبب للمريض آلام الحوض وأسفل البطن والظهر إضافة إلى خروج دم مع البول بسبب وصول الحصى إلى المثانة واحتكاكها بالأنسجة مما يؤدي إلى تجرح هذه الأنسجة وظهور البول مع الدم. من الممكن أن تخرج الحصى مع البول في بعض الحالات ولكن ليس بالضرورة.

هبوط أعضاء الحوض

يحدث هذا عند عينة من النساء عند انقطاع الطمث، حيث تهبط الأعضاء المتواجدة في منطقة الحوض إلى ما دون الحد الطبيعي، ولا يسبب هذا الكثير من الآلام ولكن قد تشعر المرأة بعدم الراحة وبعض الآلام وخاصة عند ممارسة الجنس. لا يعد هذا مشكلة صحية ولا تستلزم تدخل طبي.

الدوالي في الحوض

من النادر أن تظهر الدوالي في منطقة الحوض ولكنها ممكنة، حيث تنتفخ الأوعية الدموية في الحوض مسببة آلام للمريض أو المريضة، في الغالب يتطلب العلاج تدخل جراحي.

التهاب الزائدة الدودية

أفضل ما في الأمر هنا إنه يمكن استئصال هذه الزائدة في أي وقت كونها تعد من الأعضاء الزائدة في أجسامنا ولا وظيفة ضرورية لها في الجسم، التهابها يؤدي إلى آلام حادة في الحوض وخاصة في أسفل البطن. تتم معالجة الالتهاب باستئصال الزائدة الدودية بعمل جراحي، وعدم استئصالها عند الالتهاب قد يؤدي إلى تمدد الالتهاب إلى أعضاء أخرى في التجويف البطني.

هذه هي أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى آلام الحوض وأسفل البطن والظهر عند النساء، بعض من هذه الأسباب قد تحدث للرجال كما النساء وتؤدي إلى ذات الأعراض التي تظهر على النساء.

طرق العلاج

كما ذكرنا فأن العلاج يعتمد على الأسباب التي أدت لظهور الآلام في تلك المنطقة، يتم تحديد الأسباب بعد التشخيص والفحص السريري من قبل الطبيب المختص والذي يكون أما طبيب أمراض نسائية أو اختصاصي داخلية وباطنية، يتم تحديد الأسباب عبر تحديد مناطق الألم وبدقة والفترات التي تظهر فيها الآلام، فالآلام التي تشعر فيها السيدة في فترة الدورة الشهرية في الغالب تكون من آلام الحيض وتقتصر معالجتها على أخذ بعض مسكنات الآلام عند الشعور به.

آلام الحوض وأسفل البطن والظهر التي تعاني منها غالبية النساء

في حال قام الطبيب بتحديد أسباب أخرى للألآم مثل التهاب الزائدة الدودية ففي هذه الحالة يجب استئصال الزائدة والتخلص منها للتخلص من هذه الالتهابات وآلامها، وضمان عدم تمدد الالتهابات إلى أعضاء أخرى في التجويف البطني.

بعض الحالات الأخرى التي يصعب على الطبيب تشخيصها بوضوح قد يطلب من المريضة بعض التحاليل الطبية مثل تحاليل الدم أو البول والصور الإشعاعية لمنطقة الحوض لإلقاء نظرة عن كثب في هذه المنطقة ليتأكد من الحالة التي تعاني منها المريضة. كذلك من الإجراءات التي قد يلجأ لها الطبيب بداعي تشخيص الحالة إجراء تنظير للتجويف البطني عن طريق أنبوب منظار يتم إدخاله إلى داخل البطن حيث يساعد ذلك على تشخيص الحالة بدقة أكثر.

إذًا بشكل عام فأن الطبيب أمامه الكثير من الخيارات لتشخيص الحالة ومعرفة الأسباب الكامنة خلف آلام الحوض وأسفل البطن والظهر وبالتالي معالجة هذه الأسباب بالطريقة الأنسب التي يراها ملائمة.

هذا كان كل ما يتعلق في آلام الحوض وأسفل البطن والظهر عند النساء. يذكر إن هذه الآلام ليست حكرًا على النساء فقط وإنما من الممكن أن تحصل للرجال كذلك ولكن النساء هن أكثر عرضة لهذا كما أشرنا في بداية المقال لذلك ركزنا على ظهور هذه الألآم عند النساء بشكل خاص.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله