الفشل في الحياة تجربة طريقها النجاح

يعاني الكثير من الناس من الفشل في الحياة مرة واحدة على الأقل حيث يمكن أن تبقى آثار الفشل في أذهاننا أحيانًا لفترات طويلة من الزمن وتخلق حاجزًا عقليًا لسنوات قادمة مما يجعل من الصعب علينا التغلب عليها وإجبارنا على إحراز تقدم في المستقبل.

التقدم بنفس الطريقة يسبب الفشل في التأثير على جميع مراحل حياتك وقد لا تتمكن من التقدم في المستقبل لذلك من الأفضل تعلم طرق التغلب على الفشل في الحياة من خلال قراءة هذا المقال الذي سنبين فيه تعريف الفشل في الحياة وأهم أسبابه والطرق التي تُساعد في تخطيه دون أي آثار سيئة علينا فتعالوا معنا:

الفشل في الحياة

إنها حقيقة أن النجاح يبدأ دائمًا بالفشل أو أنه لا بد أن يطرأ الفشل قبل الوصول إلى الغاية.

إذا ألقيت نظرة فاحصة على بعض من أنجح الأشخاص الذين عاشوا على الإطلاق ستجد أنهم جميعًا قد فشلوا عدة مرات حيث تعرض بعض هؤلاء الأشخاص لإخفاقات كثيرة في حياتهم لكنهم جميعًا تمكنوا من تغيير كل شيء.

مثل الكيميائيين الذين حولوا الهزيمة إلى نجاح ولكن كيف فعلوا ذلك؟ إنهم اكتشفوا أسباب الفشل وتعلموا منه دروسًا مهمة وغيروا طريقة تفكيرهم بالفشل.

كلنا نفشل هذا لا يمكن منعه ولكن لدينا دائمًا خيار استخدام هذه التجارب (المؤلمة غالبًا) لتحقيق نمو أقوى في المستقبل.

يحاول كل شخص في حياته تجنب الفشل، فقد يؤدي اتباع بعض العادات في الحياة إلى الفشل ويعيق النجاح، انظر إلى هذه العادات السيئة وحاول تجنبها في المرات السابقة.

عندما نفشل نرى أولاً جميع الجوانب السلبية التي نواجهها ولكن يجب أن تعلم أن كل فشل يوفر فرصة لتصبح أقوى حيث يخلق الفشل فرصة لعودتك أقوى وأكثر حكمة وذكاءً بشرط استغلال هذه الفرصة بنشاط وإذا لم نفعل ذلك فإن الفشل سيدمرنا.

مرحلة الفشل في الحياة

افهم أهمية الفشل أولًا:

لتحقيق أهدافنا عندما نفشل نفكر ونبحث عن حلول جديدة حيث يعد تحقيق الأهداف جزءًا أساسيًا من حياتنا بغض النظر عن مدى جدالنا حول أهمية الفشل في الحياة فيما لو فشلنا في مواجهة ذلك لأننا متورطون في المشاكل المختلفة في هذه الحياة لدرجة أننا بالكاد نستطيع أن نرى الفائدة من وجودها.

عندما يكون كل ما نراه ونفهمه عن الفشل هو الألم والتعذيب مما حصل لنا فإن التغلب على الفشل وتخطي مرحلته يصبح من الصعب تحقيق أي من الأهداف والتطلعات.

أسباب الفشل في الحياة والعمل

عدم الانضباط الفردي:

النجاح يتطلب الانضباط وبالتالي فإن ممارسة ضبط النفس شرط أساسي للنجاح.

إذا لم يكن لديك نظام شخصي فمن المرجح أن تستسلم في وقت مبكر جدًا عند ظهور المشاكل، ولكن إذا كنت منتظمًا فسيكون من الأسهل عليك تجنب الفشل.

كما يساعدك ضبط النفس على التركيز على أهدافك حتى لو كان ذلك يعني تقديم تضحيات مؤقتة ومعاناة لذلك اعمل على تطوير انضباطك وزيادته تدريجيًا.

عدم القدرة على التحمل:

يمكنك أن تكون موهوبًا وذكيًا لكن إذا لم تجمع بين الاثنين إضافة إلى المثابرة فسوف تفشل في النهاية وتصبح عقبة كبيرة أمام النجاح.

هناك العديد من الأشخاص الموهوبين والأذكياء الذين لا يضيعون الوقت لأنهم يعتمدون كثيرًا على مواهبهم، لذلك عليك أن تتحمل النتائج مهما كانت الظروف صعبة.

السباحة ضد التيار:

السباحة حسب التدفق أسهل دائمًا لكنها تأخذك إلى حيث يذهب الآخرين حيث هناك نفس النتائج مثل الآخرين والمجتمع مصمم ليسبح مع تدفق الماء حتى لو لم تكن جيدًا في ذلك.

ومن المؤكد أن السعي وراء العظمة من خلال التحرك ضد أو عكس التيار سيضع عددًا من العقبات في الطريق.

لا تحاول أن تتحدى المعتقدات الشائعة وإن كنت ممن يرغبون في التحدي فعليك التحلي بالشجاعة لاتخاذ قرارات تتعارض مع معتقداتك واتبع هذه الأنشطة التي تطابق قوتك ومواهبك الفطرية ولا تتفاجأ أبدًا من النتائج.

الافتقار إلى التخطيط:

إذا لم يكن لديك الخطة الصحيحة فمن غير المرجح أن تنجح في الحياة.

لا يهم إذا كانت الخطة غير مكتملة أو إذا لم تسير الأمور كما هو مخطط لها بالضبط لأن الشيء الوحيد المهم هو أن يكون لديك خطة فهذا سيساعدك على توجيه جميع أنشطتك في اتجاه واحد.

وبدون خطة واضحة من المحتمل أن تتحرك لليسار واليمين والخلف وللأمام لكنك لن تقترب أبدًا من أهدافك.

إضافة إلى أنه يتم دعم أهمية التخطيط من خلال البحث العلمي الذي يؤكد أنه إذا توصلوا إلى خطة فمن غير المرجح أن يفشلوا.

الخوف من الفشل:

سبب آخر من أسباب الفشل بالحياة وهو الخوف من الفشل الذي يهددنا.

لا تخافوا من الفشل ولا تخف من عدم امتلاكك الشجاعة للمحاولة لأنه من المهم أن تعرف أن الخوف من الفشل هو عقبة رئيسية في طريق النجاح ولكن من خلال التغلب عليها يمكنك اتخاذ خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

لا يمكن إحراز التقدم إلا من خلال اتخاذ خطوة تلو الأخرى.

عدم الثقة بالنفس:

من أسباب الفشل بالحياة عدم الثقة بالنفس.

فالذكاء والموهبة ليسا بالضرورة ما يفصل بين الناجحين والفاشلين بل يكمن الاختلاف الرئيسي في حقيقة أن الأشخاص الناجحين يثقون بأنفسهم ويعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق الأهداف التي حددوها لأنفسهم، إنهم واثقون من قدرتهم على إيجاد حلول للتحديات التي يواجهونها.

إن إيمانهم القوي بالقدرة على فهم الأشياء أثناء تقدمهم يشجعهم على اغتنام الفرص التي تبدو في البداية أكبر من أن يتعاملوا معها.

يتحكم الأشخاص الناجحون في كل موقف يواجهونه تقريبًا إنها الثقة بالنفس التي تؤدي إلى النجاح.

عدم التواضع:

يعتبر الأشخاص الناجحون التواضع مفتاحًا مهمًا للنجاح حتى أن البعض يعتبرها ناجحة.

إضافة إلى أن هناك فوائد أخرى لكونك يجب أن تكون متواضعًا فهو سيساعدك على تقليل التفكير في نفسك، ويساعدك التواضع على تقييم نقاط قوتك وضعفك وحدودك وهذا سيساعدك على فهم أن هناك أشياء كثيرة لا تعرفها.

الإحجام عن التواصل:

إذا لم تستثمر الوقت في بناء علاقات قوية مع أولئك الذين يمكنهم مساعدتك فسوف تفوتك بعض الفرص.

يمكن أن تساعدنا علاقاتنا في الوصول إلى الآخرين وإقناعهم بالعمل معنا وليس ضدنا.

كما يساعدنا هذا على إنشاء علاقة مهنية وعلى مقابلة نفس الأشخاص الذين تتوافق اهتماماتهم مع اهتماماتنا.

خلق الأعذار:

إذا كنت تلوم الآخرين على أخطائك ومشاكلك فسوف يكون مصيرك الفشل، في الوقت نفسه نواجه جميعًا مشاكل تخرجنا عن المسار الصحيح.

يسيطر الأشخاص الناجحون على كل موقف تقريبًا لأنهم يدركون أن اختلاق الأعذار لن يقودهم إلى أي مكان وسيوصلهم إلى الفشل وعدم النجاح.

يرتبط عدم الرغبة في قبول المسؤولية إلى حد كبير بالأعذار والتي هي من الأمور التي تؤدي إلى الفشل في الحياة حيث يُعرف عدم تحمل المسؤولية أيضًا باسم اضطراب وجود العذر لكل شيء.

لإصلاح المشاكل في حياتك يجب أن يكون لديك سلطة على هذه المشاكل حيث لا يمكنك السيطرة على جوانب حياتك ما لم تتحمل المسؤولية عنها.

لذلك إذا لم تتحمل مسؤولية ما يحدث لك فإنك تفشل فلا تخلق الأعذار أبدًا.

الميل للاستسلام:

الاستسلام التلقائي يؤدي إلى الفشل، والأشخاص الفاشلون يستسلمون بسهولة وهم يفشلون دائمًا لأنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا لأنهم يرغبون في النجاح دون بذل الكثير من الجهد.

الاستسلام سبب آخر للفشل في العمل وإذا لم تصر وتبحث وتفشل وتحاول مرة أخرى فقد لا تنجح في عملك ولا حياتك.

لا تستسلم إلا عند مواجهة الصعوبات الشديدة، لا يهم إذا سقطت على الأرض أحيانًا المهم هو محاولة إيجاد طريقة لتحقيق أهدافك.

قبول النصيحة:

يفشل بعض الناس لأنهم لا يقبلون التعليقات القيمة والنصائح وبدلًا من ذلك يبحثون عن أسباب مختلفة لمناقشة سبب قيامهم بذلك.

رفض التعلم من أخطاء الماضي:

يتأثر الأشخاص غير الناجحين بشدة بأخطائهم وإخفاقاتهم ونتيجة لذلك يبذلون قصارى جهدهم لنسيان هذه التجارب المؤلمة بسرعة.

لكن المشكلة في هذا الموقف هي أن القيام بذلك يدفن أيضًا الدروس والأفكار المهمة التي تأتي مع هذه الأخطاء.

عدم القدرة على التغلب على الانحرافات:

يمكن أن تكون القدرة على تجاهل المشتتات هي مفتاح النجاح لأن عدم معرفة التعامل مع المشتتات يمكن أن يعطل أو يدمر نجاحك.

التأجيل:

ما يميز الأشخاص الناجحين هو قدرتهم على تجنب التسويف (التأجيل) فهذه ميزة مهمة تساعدهم في الحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية.

هناك نوعان من التحديات عندما يتعلق الأمر بالتسويف:

  • المشكلة الأولى التي يواجهها الكثير من الناس هي أنهم لا يستطيعون البدء.
  • والمشكلة الثانية هي انهم يماطلون أو يحاولون المماطلة والتي تنشأ بمجرد مواجهة المشاكل.

نقص الخبرة:

يعد نقص الخبرة أحد أسباب الفشل في العمل.

إذا كنت عديم الخبرة أو مبتدئًا فمن المحتمل أن يفشل عملك، لذلك عند بدء عمل تجاري جديد يوصى بالسعي للحصول على خدمات الأشخاص ذوي الخبرة في هذا المجال.

تفشل لأنك لا تعتقد أن كل شيء ممكن:

إن الأشخاص الذين يبالغون في تقدير ما يستطيعون فعله هم أكثر احتمالًا للنزول عن أهدافهم والمحاولة لأنه عندما تحاول وتتعلم من إخفاقاتك ستتمكن في النهاية أن تقود نفسك إلى النجاح.

لذلك القليل من وهم العظمة يقطع شوطًا طويلًا.

تفشل لأنك في أعماقك لا تعتقد أنك تستحق ما تريد (عدم تقدير ذاتك):

الاعتقاد بأنك لا تستحق ما تريد أمر يؤدي إلى الفشل في الحياة لأن كثير منا في جوهرنا قد دفنوا معتقداتهم ومشاعرهم التي اعتقدوا أنهم لا يستحقونها.

ربما شعرنا بالمضايقة كثيرًا أثناء نشأتنا أو أخبرنا آباؤنا ومعلمونا أننا لن نصل إلى أي شيء، أو تمت معاقبتنا لكوننا أذكياء من قبل أقراننا مما ساقنا إلى الفشل في الحياة.

مهما حدث هناك شيء ما بداخلنا يجعلنا نشعر بعدم الارتياح لفكرة إنجاز الكثير من الأشياء العظيمة وأننا نستحقها طالما أننا نهدف إلى الوصول إليها مثلنا مثل الآخرين.

نصائح لتخطي الفشل في الحياة

تعرف على هذه النصائح التي يمكنك استخدامها للتغلب على الفشل في الحياة وتصل إلى أهدافك:

الجهد والمثابرة لتحقيق النجاح:

نحب جميعًا أن نحقق ما نريده دون تأخير ويتزايد عدم تسامحنا مع أي شيء في هذا العالم يمكن أن يقف عقبة في طريقنا والفشل يزعجنا.

نحتاج إلى عمل وجهد طويل ومثابرة لتحقيق هدف مهم لكن للأسف تعودنا على الحصول على نتائج فورية ولا ندرك أن الأمر يستغرق وقتًا للوصول إلى الوجهة.

الوقت والمسار الذي نسلكه للوصول إلى الهدف سيبني شخصيتنا ويكسبنا معرفة جديدة.

ابتعد عن الأشخاص السلبيين:

جزء من الألم والمعاناة من الفشل في الحياة مرتبط بسخرية الأشخاص السلبيين الآخرين الذين يقفون إلى جانبك وينتقدونك من وجهة نظرهم بكل قوتهم ويجعلوك سببًا في فشلك وعدم نجاحك.

لتكون قادرًا على النظر إلى فشلك على أنه تجربة قيمة مرت في حياتك لا تستمع إلى كلماتهم وأنينهم وتجنب الاتصال بهؤلاء الأشخاص.

في جانب آخر هناك أناس يسعدون بإخفاقاتك وفشلك لكن الأصدقاء الحقيقيون سعداء بانتصاراتك ويحفزونك لتحقيق الهدف بتشجيعهم لك والوقوف إلى جانبك لتنهض من جديد، لذلك من الأفضل استخدام أساليب تفكير أكثر إيجابية.

ابحث عن نموذج للنجاح:

في أي مجال تحاول أن يكون لديك هدف ابحث عن الأشخاص الناجحين وقم بعمل نموذج لنجاحهم واكتشف ما فعله الأشخاص الناجحون والوقت الذي استغرقوه للوصول إلى وجهتهم وعدد مرات فشلهم.

واعلم أنه قد عانى معظم الأشخاص الناجحين من الفشل مرات عديدة لكنهم لم يستسلموا أبدًا ولديهم روح قوية من المرونة والمثابرة.

ابحث عنهم وتعلم منهم واتخذهم مثالًا إيجابيًا لحياتك وتجاربك.

النظر إلى الفشل كفرصة:

أحيانًا يكون سبب خوف الناس ليس الفشل بل الخوف من الفشل نفسه الذي يمنعهم من التصرف.

انظر إلى فشلك على أنه فرصة أتتك لتجعلك تتغلب على مخاوفك من المحاولة في القيام بهذه التجربة حتى وإن وصلت فيها إلى الفشل إنما هي فرصة.

اكتساب خبرة من الفشل:

لاكتساب الخبرة يجب أن نتعلم من إخفاقاتنا السابقة ومع هذه الخبرة والمعرفة يجب أن نكتسب مهارة تدفعنا إلى الأمام.

هناك العديد من الطرق للتعلم من إخفاقاتنا التي تتطلب رؤية محايدة وواقعية لإخفاقاتنا.

ابحث عن سبب فشلك وفكر في الإجراءات المختلفة الأخرى التي كان من الممكن أن تتخذها وفشلت بسبب خطتك وإهمالك لبعض المشكلات.

سيساعدك المظهر الواقعي على التعلم مما يحدث مع استخدام هذا الدرس والوعي لتحسين نفسك والمحاولة مرة أخرى.

لا تتوقف عن العمل لتجاوز الفشل وتحقيق هدفك.

أعد كتابة أهدافك للوصول إلى النجاح:

لتكون ناجحًا خذ الوقت الكافي لكتابة أهدافك حتى تعرف بالضبط ما تريده وفكر فيما يمكنك فعله للاقتراب من أهدافك ولتصل إلى النجاح الذي تسعى إليه.

لا تقارن نفسك بالآخرين:

يجب أن تعلم أن كل شخص يسير في طريق حياته تختلف عن غيره من الأشخاص.

وحياة الناس من الخارج ومن وجهة نظرنا قد تبدو جيدة ومثالية لكننا لا نعرف إطلاقًا عن همومه وما يدور في ذهنه والمشاكل التي تقف في طريقهم، وربما حياتهم ليست رائعة كما تخيلنا.

لذلك نحن بحاجة إلى التركيز على تحقيق أهدافنا واستخدام نجاح الآخرين لتحفيزنا فقط دون مقارنة بيننا وبين الآخرين.

أخيرًا ….

أنت تفشل في الحياة لأنك لست مثابرًا بما فيه الكفاية.

تفشل لأنك تخشى القيام بخطوة جريئة.

تفشل لأنك لا تستطيع بناء علاقات قوية مع الآخرين.

تفشل لأنك تفضل المجادلة على النصيحة.

تفشل لأنك مشتت للغاية.

تفشل لأنك لا تتحمل مسؤولية ما يحدث في حياتك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله