علاج بعض الأمراض التي تصيب العين عند الأطفال وطرق الوقاية منها

تعتبر العين من أعضاء الجسم التي لها أهم وظيفة في التعرف على العالم من حول الإنسان واكتشافه، ولا يكتمل نمو الرؤية عند الولادة وتستمر هذه العملية حتى عمر عامين تقريبًا.

ومشاكل البصر شائعة عند البالغين وكذلك شائعة جدًا أيضًا عند الأطفال ولكنها لا تزال تحظى باهتمام أقل، وبينما يمكن علاج بعض مشاكل العين بالنظارات الطبية يحتاج البعض الآخر إلى مزيد من العناية الطبية وكلما لاحظت الأعراض مبكرًا كلما كان ذلك أفضل في العلاج وتخطي المشكلة.

علاج العين عند الأطفال

معظم أمراض العيون عند الأطفال لها أعراض شائعة ويراها الآباء ويحيلون الطفل إلى الطبيب المختص، ولكن هناك أمراض عيون أخرى بدون أعراض وإذا تركت دون تشخيص فسيضيع الوقت للعلاج وتتفاقم المشكلة.

في هذه المقالة سنشير إلى أهم أمراض العيون التي تصيب الأطفال مع تسليط الضوء على بعض التدابير الضرورية لحماية عيون أطفالنا فتعالوا معنا:

أمراض ومشاكل العيون الشائعة عند الأطفال

التهاب الملتحمة:

قد يحدث التهاب الملتحمة بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية (كلاهما شديد العدوى) أو رد فعل تحسسي (غير معدي).

ماذا علينا ان نفعل؟

إذا كان الطفل مصابًا (أو من المحتمل أن يكون مصابًا) بالتهاب الملتحمة المعدي فمن المهم منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة أو اصطحاب الطفل إلى منازل الآخرين لمنع إصابة الآخرين بالعدوى.

عادة ما يختفي التهاب الملتحمة المعدي في غضون ثلاثة إلى سبعة أيام ويمكن بعدها للطفل العودة إلى المدرسة.

لكن يجب مراجعة طبيب العيون لإيجاد علاج لهذه المشكلة.

الحول عند الأطفال:

قد يُعرف الحول أو انحراف العين أيضًا باسم العين اليسرى أو الذئبة أو العين الكسولة.

انحراف العين هو حالة تكون فيها العينان خارج المحاذاة وفي اتجاهات مختلفة أي عندما يكون اتجاه إحدى العينين مستقيمًا بينما يكون اتجاه العين الأخرى نحو الداخل أو الخارج أو لأعلى أو لأسفل.

قد تكون هذه الحالة دائمة أو قد تحدث أحيانًا وتختفي أحيانًا، وقد يكون الحول موجودًا عند الولادة أو يتطور لاحقًا.

عند الرضع والأطفال المصابين بالحول لا تتطور الرؤية في العين المضطربة بشكل طبيعي.

لا يزول الحول عند الأطفال مع تقدم العمر، ويكون العلاج أكثر فاعلية عندما يبدأ في سن مبكرة وقد يشمل استخدام النظارات أو عصب العينين أو تمارين العين أو الجراحة، وعادة ما يكون مزيجًا من هذه الطرق مع بعضها.

يتم علاج انحراف العين من قبل طبيب عيون واختصاصي (في تقييم وتشخيص وعلاج بعض مشاكل العين).

الأهداف العلاجية للحول عند الأطفال هي:

  • لضمان رؤية جيدة في كلتا العينين.
  • حسن المظهر للعيون.
  • تنسيق العين (أي القدرة على إدراك العمق).

مشكلة العيون الكسولة:

يحدث كسل العين أو الغمش عندما تصبح إحدى العينين كسولة لأنها لا تستطيع تلقي صورة واضحة مثل العين الأخرى.

الأسباب الأكثر شيوعًا للعين الكسولة هي الانحرافات وسوء التكيف (الانكسار غير الطبيعي للضوء في العين، وضعف التركيز)، وتدلي الجفون (تدلي الجفن العلوي) وإعتام عدسة العين (ضبابية أو عتامة في عدسة العين).

يمكن أن تسبب العيون الكسولة فقدانًا حادًا في الرؤية إذا تركت دون علاج.

يتم علاج كسل العين عن طريق:

  • إغلاق العين الصحيحة واستخدام العين الكسولة في بعض الأنشطة التي تحتاج إلى تركيز من الطفل كالرسم أو التلوين أو التخطيط.
  • أو يمكن أن يصف الطبيب المختص استخدام نظارات خاصة للطفل.

مع العلم أنه إذا بدأ العلاج في سن مبكرة تتحسن الرؤية غالبًا.

وعلى الأهل الصبر من تذمر الصغير عند استخدام طرق العلاج حتى تصل إلى نتائج جيدة ويعود للعين نشاطها.

مد البصر وقصر النظر:

مد البصر: هو حالة خلقية وقد ينخفض مع تقدم العمر حيث يجد الطفل صعوبة في رؤية الأشياء القريبة وقراءتها.

قصر النظر: نظرًا لأنه قد يكون خلقيًا فإنه يحدث غالبًا في سن المدرسة الابتدائية حيث الرؤية القريبة أمر طبيعي ولكن الرؤية عن بعد ضعيفة، وغالبًا ما يشتكي الطفل من عدم قدرته على رؤية السبورة فيغمض عينيه ويشعر بالانزعاج.

العلاج:

يتم التعامل مع هذه المشكلة بمراجعة طبيب العيون الذي غالبًا ما يصف له استخدام النظارات المناسبة لتصحح الرؤية.

إعتام عدسة العين:

قد يكون خلقيًا بسبب الالتهابات التي أصيبت بها الأم أثناء الحمل أو بسبب الأدوية التي استخدمتها، أو بسبب أمراض التمثيل الغذائي عند الطفل، أو أنها قد تحدث لاحقًا في السنوات الأولى من العمر.

تشمل الأعراض الاختلاف في حدقة واحدة عن الأخرى، وتبدو العين المصابة بإعتام عدسة العين بيضاء وباهتة.

العلاج:

إذا تم علاج إعتام عدسة العين الخلقي جراحيًا خلال الأسابيع الستة الأولى من الحياة فيمكن منع حدوث عواقب وخيمة مثل الحول وفقدان البصر الكامل.

إن إعتام عدسة العين الذي يظهر بعد الولادة له تشخيص أفضل ويتم الحصول على نتائج ناجحة عند معالجته حتى سن الثانية.

الجلوكوما الخلقي:

الجلوكوما مرض نادر ولكنه مهم للغاية.

الجلوكوما أو الزرق يمكن ملاحظة توتر العين عند الرضع والأطفال على الرغم من ندرة حدوثه ولكن عندما يزداد ضغط العين عند الأطفال يصاب بالزرق حيث يتم تشخيص أكثر من 80 % من الحالات في السنة الأولى بعد الولادة.

الجلوكوما له ثلاث علامات مهمة: الدموع الغزيرة وتقلصات الجفن والخوف من الضوء (يتفاعل الطفل مع الضوء فيتصبح العين أكثر حساسية تجاه الضوء ويصبح غير قادر على النظر إلى الضوء) كما تتسع العين وتتضخم، إلى جانب فقدان شفافية القرنية وكبر القرنية في العين.

الأطفال الذين يعانون من الجلوكوما قبل سن الثالثة قد يكون لديهم عيون كبيرة أيضًا، وعلاج هذا المرض هو الجراحة.

كلما تم علاج الجلوكوما في وقت مبكر كلما تم حماية العين والحفاظ على الرؤية.

Epiphora (انسداد القناة الدمعية):

إذا كانت القناة التي تنقل الدموع من العين إلى الأنف مسدودة فقد يصاب الطفل بهذه المشكلة ويتسبب في تجمع الدموع بكثرة أو تشكل شبه قيح في زاوية العين واحمرار في إحدى العينين أو كلتيهما مع تورم والتهاب في الكيس الدمعي في جذر الأنف.

انسداد القناة الدمعية ليس هو السبب الوحيد لدموع العين لذلك في حالة حدوث هذه الحالة من الأفضل فحص العين عند اخصائي العيون لتشخيص الحالة بدقة.

ماذا علينا ان نفعل؟

قد يتم انسداد القناة الدمعية عند الطفل عند الولادة ولكن هذه المشكلة تزول من تلقاء نفسها عادةً خلال السنة الأولى من العمر.

إذا كان هناك التهاب يتم إعطاء المضادات الحيوية المناسبة.

ومن المهم جدًا أن تقوم بتدليك كيس الدموع لفتح بطانة القناة الدمعية السفلية التي تفتح في أنف الطفل كل يوم كما يوضح لك طبيب العيون الطريقة الصحيحة للقيام بهذا التدليك حيث عادة ما يتم حل (95٪) من الحالات بهذه الطريقة.

وقد يتم فتح القناة الدمعية بإجراء جراحي صغير يسمى السبر للمرضى الذين لم يتم فتح قنواتهم الدمعية.

في كثير من الحالات يتم حل انسداد القناة الدمعية من تلقاء نفسه، ولكن إذا لم يحدث ذلك في غضون 12 شهرًا أو أصيب الطفل بعدوى متكررة، فقد تكون هناك حاجة إلى جراحة بسيطة.

أكثر مشاكل العين شيوعًا عند الرضع

احمرار الجفون:

تحدث الدموع الجافة بسبب الالتهابات الفيروسية أو انسداد القنوات.

العلامات والأعراض:

  • احمرار في بياض العينين.
  • تورم الجفون.
  • الدموع المفرطة.
  • خروج سائل أصفر من العين (صديد).

العلاج

يصف الطبيب قطرات العين المتضمنة المضادات الحيوية.

استخدام التدليك الساخن.

كما يجب تنظيف العيون بالماء الفاتر المحتوي على القليل من الملح.

عيون متقاطعة أو غير منسقة:

هذه الحالة تتسبب في تقاطع عيني الطفل بسبب تجعد الزاوية الداخلية للعين.

العلامات والأعراض:

  • نظرة متقاطعة لعيون الطفل.
  • النظر إلى أشياء مختلفة من زوايا العين.

العلاج

في معظم الحالات لا تتطلب هذه الحالة غير الطبيعية علاجًا وستنتهي من تلقاء نفسها بمرور الوقت، ولكن في حالات نادرة قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية.

عيون كسولة:

في هذه الحالة الشاذة عادة ما تكون إحدى العينين قوية والعين الأخرى غير واضحة.

وتحدث هذه المشكلة بسبب تحديق الطفل في فلاش الكاميرا أو الضوء الساطع.

العلامات والأعراض:

  • لن يتمكن الطفل من التركيز بسهولة على الأشياء البعيدة.
  • يشعر بثقل في جفن العين الكسولة.

العلاج

إذا تم تشخيصه في الوقت المناسب يمكن علاج هذه الحالة عن طريق وصف النظارات أو قطرات العين وما إلى ذلك، ويجب أن ترى طبيب عيون ليقترح عليك أفضل العلاجات.

الأعراض التي تستدعي اللجوء إلى أخصائي العيون

في بعض الأحيان قد تكون هناك مشاكل خطيرة في العلامات والأعراض المشابهة لتلك المذكورة أعلاه.

لهذا السبب يجب فحص الأطفال الذين يعانون من مشاكل في العين ومراجعة طبيب العيون الخاص إذا كنت قلقًا بشأن عيون طفلك خاصة إذا كان طفلك يعاني من أي من الأعراض التالية:

  • وجود ماء أو إفرازات دائمة من عيون الطفل.
  • يبدو أن إحدى العينين غالبًا ما يكون لها دوران وانحراف أو أن العين لا تتحرك بشكل جيد.
  • حساسية شديدة للضوء أو الإشعاع.
  • يميل رأس الطفل دائمًا إلى جانب واحد.
  • يجلس الطفل بالقرب من التلفزيون أو يحمل كتابًا أو لعبة قريبًا جدًا من عينيه.
  • لا تبدو عيون طفلك متشابهة (على سبيل المثال عين أكبر من الأخرى).
  • التحديق في عين واحدة أو إغلاقها.
  • لون أبيض أو ضبابي في الحدقة بحيث يبدو أسود.
  • ينظر وهو يميل رأسه.
  • يفرك جفونه كثيرًا.

الفحص الشائع لمشاكل الرؤية

يتم فحص بعض مشاكل الرؤية مرة واحدة فور الولادة ثم في سن الرابعة تقريبًا.

إذا لم يتم فحص طفلك فيجب إجراء هذا الاختبار في السنة الأولى من المدرسة.

لا بد من التأكد من الاتصال باختصاصي السمع والبصر لطفلك في مدرسته لفحص طفلك في أقرب فرصة.

بالطبع لا يمكن اكتشاف جميع مشاكل الرؤية بمساعدة هذا الفحص.

يُنصح جميع الأطفال الرضع والأطفال الذين يعانون من أي من الحالات التالية بإجراء فحص كامل للعين:

  • الحول.
  • كسل العين (الغمش).
  • الأطفال الذين يستخدمون نظارات قوية في سن مبكرة (خطأ انكساري).
  • الولادة المبكرة (المولود في الأسبوع الثلاثين من الحمل 30 أو قبل ذلك).
  • تأخر النمو.

إذا لم ينطبق أي مما سبق على طفلك ولكن عائلتك لديها تاريخ من الانحرافات أو العيون الكسولة أو النظارات القوية في سن مبكرة فإن الوقت المثالي لفحص عين طفلك هو ما بين عامين ونصف حتى سن 3 سنوات فهذا هو العمر الذي يكون فيه الطفل كبيرًا بما يكفي لإجراء اختبار رؤية دقيق للغاية.

ومع ذلك فهو لا يزال جيدًا للإدارة المبكرة لأي مشاكل في الرؤية.

كيف يمكن منع أمراض العين عند الأطفال؟

التدخل المبكر مهم لعلاج وإدارة إصابة الأطفال بأمراض العين مثل إعتام عدسة العين والتراخوما إلى فقدان الرؤية الصحيحة لدى الأطفال.

ولكن حتى إذا عادت بنية ووظيفة العين إلى طبيعتها باستخدام النظارات أو الجراحة المناسبة فلن يتم استعادة القدرة على الرؤية دائمًا، هذا لأنه في الطفل الذي يكتمل نمو دماغه (عادة ما يصل إلى 10 سنوات) ولكنه يعاني من ضعف في البصر تكون قدرة الدماغ على معالجة المحفزات البصرية محدودة بشكل دائم بسبب نقص أو غياب المحفزات البصرية الطبيعية.

التشخيص المبكر والرعاية المتخصصة المناسبة ضرورية لمواجهة الآثار المدمرة لفقدان البصر عند الأطفال.

التدابير اللازمة لمنع حدوث أمراض في العين لدى الطفل

نتيجة لقلة المعرفة والإهمال بأمراض العيون قد يواجه أطفالنا مشاكل يصعب علاجها في سن متقدمة حيث يمكن أن تحدث العديد من أمراض العيون الهامة في سن مبكرة ومع ذلك يمكن الحصول على نتائج ناجحة من خلال التشخيص المبكر والعلاج الصحيح.

على الرغم من أن أمراض العين عند الرضع تخيف الوالدين إلا أن هناك بعض التدابير المعتمدة والفعالة تمنع هذه المشاكل:

  • استخدم أضواء زخرفية خافتة الإضاءة في غرفة طفلك لتشجيع الطفل على النظر حوله.
  • استخدم المعلقات على المهد لتقوية التركيز البصري للطفل.
  • تحدث إلى طفلك في أماكن مختلفة ليشعر أن هناك شخصًا ما حوله ويحاول العثور عليه.
  • أطعم طفلك من زوايا مختلفة لأن هذا يساعد الطفل على التركيز بشكل أفضل على الأشياء والزوايا المختلفة.
  • اصطحب طفلك إلى أماكن مختلفة مثل المنتزه أو مركز التسوق لتشجيعه على النظر إلى الأشياء المختلفة والتركيز عليها.
  • تحتاج أيضًا إلى فحص رؤية طفلك بانتظام لدى طبيب عيون على الفور إذا كانت هناك مشكلة.

كيف يمكننا حماية عيون أطفالنا بشكل فعال؟

  • احمي طفلك من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
  • احمي عيون طفلك من الضوء الأزرق الذي ينبعث من أشعة الشمس ومصادر الضوء الاصطناعي (كالشاشات وأضواء النيون) لأنه قد يكون التعرض المفرط لهذا الضوء مسؤولاً عن إجهاد العين والشيخوخة المبكرة لخلايا الشبكية وزيادة خطر الإصابة بأمراض العين.
  • مراقبة أوقات ومدة جلوسهم أمام الشاشات.
  • تجنب وضع الشاشة في غرفة مظلمة للغاية وتأكد من أن الضوء غير مباشر للحد من الوهج.
  • ليكن طفلك على مسافة معقولة من الشاشة لا تقل عن 50 سم.
  • التعرض لضوء النهار على الأقل ساعتين في اليوم واستخدام الرؤية من بعيد يقلل من خطر الإصابة بقصر النظر، والمزيد من الوقت الذي يقضيه طفلك في الهواء الطلق يعني وقتًا أقل أمام الشاشات.
  • لا شيء مثل نظام غذائي متنوع ومتوازن لحماية عيون وبصر أطفالنا لذلك أكثر من تناوله من الفيتامينات في قوائم الطعام الخاصة به مع التركيز بشكل خاص على الفواكه والخضروات الموسمية، كما تحتوي الفواكه الحمضية والتوت والخضروات الورقية على مضادات الأكسدة والمواد المفيدة للجسم والمعروفة بحماية القرنية والعدسة.
  • افحص بصرهم بانتظام وخلال مواعيد روتينية.
  • إذا أشار الطبيب إلى أنه من الضروري لطفلك استخدام النظارات الطبية فاحرص على أن يستخدمها وفق تعليمات الطبيب وبدقة وعلمه كيفية العناية بها وكيف يضعها وكيف يخلعها وكيفية تنظيفها إنها أشياء صغيرة لكنها ثمينة.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله