الحياة خارج كوكب الأرض .. إكسوبيولوجي

الحياة خارج كوكب الأرض، والتي تسمى أيضًا بالحياة الغريبة، هي الحياة التي لم تنشأ من الأرض. ويمكن أن تتراوح أشكال هذه الحياة الافتراضية بين كائناتٍ بسيطةٍ ذات خلايا مفردة إلى كائنات ذات حضارات أكثر تقدمًا من الحضارة الإنسانية. وعلى الرغم من أن العديد من العلماء يؤمنون بوجود حياةٍ خارج كوكب الأرض بشكلٍ ما، لا يوجد حتى الأن دليلٌ على وجودها. وتتنبأ معادلة دريك بوجود حياة ذكية في مكان آخر في الكون. وعلم الحياة خارج كوكب الأرض بجميع أشكاله يعرف باسم إكسوبيولوجي.

الحياة خارج كوكب الأرض

علم الأحياء الفلكية يشمل الحياة على الأرض أيضًا، ففي عام 2015، تم العثور على “بقايا الحياة الحيوية” في الصخور البالغة من العمر 4.1 مليار سنة في غرب أستراليا، عندما كانت الأرض في بداية عمرها الذي يقدر حينها بحوالي 400 مليون سنة. ووفقًا لأحد الباحثين، “إذا نشأت الحياة بسرعة نسبيًا على الأرض، فهذا يعني أنها قد تكون شائعةً في الكون”.

منذ منتصف القرن العشرين، كان هناك بحثٌ مستمرٌ عن علامات لوجود الحياة خارج كوكب الأرض، من أجهزة الراديو المستخدمة للكشف عن إشاراتٍ محتملةٍ من خارج كوكب الأرض، إلى التلسكوبات المستخدمة للبحث عن الكواكب التي يمكن أن تكون صالحة للسكن خارج المجموعة الشمسية. كما لعبت فكرة الحياة خارج كوكب الأرض دورًا رئيسيًا في أعمال الخيال العلمي، فالخيال العلمي يعمل على زيادة اهتمام الجمهور بإمكانية وجود حياةٍ خارج كوكب الأرض. والبعض يشجع الأساليب المستخدمة لمحاولة الاتصال مع حياةٍ ذكية خارج كوكبنا، في حين يرى آخرون أنه من الخطورة لفت الانتباه إلى الأرض.

أصل الحياة

لقد افترض العلماء وجود كائناتٍ غريبة مثل الكائنات الحية الدقيقة في النظام الشمسي وفي جميع أنحاء الكون. وتعتمد هذه الفرضية على الحجم الكبير والقوانين الفيزيائية الثابتة للكون المعروف. ووفقًا لهذه الحجة، التي أدلى بها بعض العلماء، مثل كارل ساجان وستيفن هوكينغ، فضلا عن المفكرين الجدد، سيكون من غير المحتمل للحياة ألا توجد في مكان آخر غير الأرض. وتستند هذه الحجة إلى المبدأ الكوبرنيكي الذي ينص على أن الأرض لا تشغل موقعًا فريدًا في الكون، ومبدأ الرداءة الذي ينص على أنه لا يوجد شيء خاص يميز الحياة على الأرض. فقد تكون كيمياء الحياة بدأت بعد فترة وجيزةٍ من الانفجار الكبير، قبل 13.8 مليار سنة، خلال حقبة صالحة للسكن عندما كان الكون بعمر 10-17 مليون سنةٍ فقط. قد تكون الحياة قد ظهرت بشكل مستقل في العديد من الأماكن وفي جميع أنحاء الكون. ويمكن أن تكون الحياة قد انتشرت عن طريق النيازك، بين الكواكب الصالحة للحياة في عملية تسمى بانسبيرميا.

على أية حال، قد تكون الجزيئات العضوية المعقدة قد تشكلت في قرص الكواكب الأولية من حبوب الغبار المحيطة بالشمس قبل تشكل الأرض. ووفقًا لبعض الدراسات، قد تحدث هذه العملية خارج الأرض على عدة كواكب وأقمارٍ من النظام الشمسي وعلى كواكب النجوم الأخرى.

منذ الخمسينيات، ناقش العلماء فكرة أن “المناطق الصالحة للسكن” حول النجوم هي أكثر الأماكن احتمالًا للعثور على الحياة. ومنذ عام 2007 تم اكتشاف العديد من الكواكب الشبيهة بالأرض، أي المناطق الصالحة للحياة، واعتبارًا من عام 2013، لم يكتشف سوى عددٍ قليلٍ من الكواكب في هذه المناطق. ومع ذلك، في 4 من تشرين الثاني / نوفمبر 2013، أفاد علماء الفلك، استنادًا إلى بيانات بعثة كبلر الفضائية، بوجود ما يصل إلى 40 مليار كواكب بحجم الأرض تدور في المناطق الصالحة للسكن حول النجوم والأقزام الحمراء في مجرة درب التبانة وحدها، وقد يكون 11 مليارًا منها تدور حول النجوم الشبيهة بالشمس. وقد يكون أقرب كوكب منها يبعد عن كوكب الأرض 12 سنةً ضوئيةً فقط.

كيمياء الحياة

الحياة على الأرض تتطلب الماء لكي تحدث التفاعلات الكيميائية الحيوية. كما تتطلب كميات كافية من الكربون وغيرها من العناصر، وقد يمكن أن تتكون الكائنات الحية على الكواكب الشبيهة للأرض من مجموعة من المواد الكيميائية في درجة حرارةٍ مماثلةٍ لتلك التي على الأرض. وبشكل عام، هناك احتمالٌ بتشكل الحياة القائمة على الأمونيا (بدلًا من الماء)، على الرغم من أن هذا المذيب يبدو أقل ملاءمة للحياة من الماء. كما يمكن تصور أن هناك أشكالًا من الحياة التي تكونت في مذيبات أخرى غير الماء مثل الهيدروكربون السائل، كالميثان، والإيثان أو البروبان.

هناك حوالي 29 عنصرًا كيميائيًا يلعب دورًا إيجابيًا نشطًا في تكوين أجسام الكائنات الحية على الأرض. في حين أن 95٪ من المادة الحية تتكون من ستة عناصر فقط: الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين والفوسفور والكبريت. وتُشكل هذه العناصر الستة اللبنات الأساسية لكل الحياة تقريبًا على الأرض، في حين أن معظم العناصر المتبقية لا توجد إلا بكمياتٍ ضئيلة.

إن الخصائص الفريدة للكربون تجعله عنصرًا لا يمكن استبداله، حتى على كوكبٍ آخر، لتوليد الكيمياء الحيوية اللازمة للحياة. فذرة الكربون لديها القدرة الفريدة على تشكيل أربعة روابط كيميائية قوية مع ذراتٍ أخرى، بما في ذلك ذرات الكربون الأخرى. هذه الخصائص جعلت ذرات الكربون فريدةً من نوعها إذا يمكنها أن تشكل هياكل عظمية ثلاثية الأبعاد أو مركبات معقدة مثل الأحماض النووية والبروتينات. إن التنوع الكبير في ذرة الكربون يجعله العنصر الأكثر احتمالًا لتوفير أساسات الحياة حتى على الكواكب الأخرى.

احتمالية وجود حياة على كواكب المجموعة الشمسية الأخرى

بعض الأجزاء من النظام الشمسي لديها القدرة على تشكيل بيئةٍ يمكن أن تعيش فيها الحياة خارج كوكب الأرض، وخاصةً مثل الحياة المنتشرة في المحيطات على كوكب الأرض. وفي حال اكتشاف الحياة في أماكن أخرى من النظام الشمسي، يقترح علماء الأحياء الفلكية أنها ستكون على شكل كائناتٍ حيةٍ دقيقة.

قد يحتوي المريخ على بيئات تحت سطحية متخصصة حيث توجد حياة ميكروبية. وقد تكون البيئة البحرية تحت سطح قمر كوكب المشتري يوروبا المكان الأكثر احتمالًا لوجود الكائنات الحية الدقيقة في النظام الشمسي، خارج الأرض.

وتقترح فرضية بانسبيرميا أن الحياة قد جاءت من مكانٍ آخر إذا تم العثور على حياة خارج كوكب الأرض على هيئة أخرى في النظام الشمسي، فيمكن أن تكون هذه الحياة قد نشأت من الأرض كما يمكن أن تكون الحياة على الأرض قد جاءت من مكان آخر. وكان أول ذكرٍ معروف لمصطلح “بانسبيرميا” في كتابات القرن الخامس قبل الميلاد للفيلسوف اليوناني أناكساجوراس. وفي القرن التاسع عشر تم إحياءه مرةً أخرى من قبل العديد من العلماء، بما في ذلك يونس يعقوب بيرزيليوس (1834)، وكلفن (1871)، وهيرمان فون هيلمهولتز (1879)، وبعد ذلك، من قبل سفانتي أرينيوس (1903). ويعتبر السير فريد هويل (1915-2001) وشاندرا ويكراماسينغه (من مواليد 1939) من الداعمين المهمين للفرضية الذين ادعوا أيضًا أن أشكال الحياة تستمر في دخول الغلاف الجوي للأرض، وقد تكون مسؤولةً عن تفشي الأوبئة والأمراض الجديدة والتغيرات الجينية اللازمة لتطور الكائنات الحية.

وتفترض بانسبيرميا وجود ما يعرف بالنقل المتعمد للكائنات الدقيقة في الفضاء، وإرسالها إلى الأرض لبدء الحياة هنا، أو إرسالها من الأرض إلى أنظمة ممتازةٍ جديدةٍ ملائمةٍ للحياة. وقد اقترح الفائز بجائزة نوبل فرانسيس كريك، مع ليزلي أورجيل، أن بذور الحياة قد انتشرت عمدًا من قبل حضارة متقدمة خارج كوكب الأرض.

الحياة على كوكب الزهرة

في أوائل القرن العشرين، كان يعتقد أن كوكب الزهرة مشابهٌ لكوكب الأرض من حيث القابلية للسكن، ولكن الملاحظات منذ بداية عصر الفضاء قد كشفت أن سطح كوكب الزهرة غير مناسبٍ للحياة الشبيهة بالأرض. ومع ذلك، على ارتفاع 50 إلى 65 كيلومترًا، الضغط ودرجة الحرارة يشبهان الضغط والحرارة على كوكب الأرض، وقد افترض أن الحياة الميكروبية الجوية يمكن أن توجد. إضافةً لذلك، من المرجح أنه كان على الزهرة مياهٌ سائلة على سطحه بعد عدة ملايين من السنين من تشكل الكوكب.

الحياة على كوكب المريخ

الحياة على كوكب المريخ

في الماضي، يعتقد أن المياه السائلة كانت موجودةٌ على نطاقٍ واسعٍ على سطح المريخ، ويمكن الآن العثور عليها كمحاليل ملحية منخفضة الحجم في التربة المريخية الضحلة. كما أن أصل التسمم الحيوي المحتمل للميثان الذي لوحظ في الغلاف الجوي للمريخ هو أمر غير مبرر.

وهناك أدلة على أن المريخ كان له ماضٍ أكثر دفئًا وأكثر رطوبةً، فقد تم العثور على جميع الأسطح المجففة للأنهر والقبعات الجليدية القطبية والبراكين والمعادن التي تشكلت بفعل المياه. ومع ذلك، فإن الظروف الحالية على سطح المريخ قد تدعم الحياة. فالأدلة التي حصل عليها مسبار كوريوسيتي في عام 2013 تشير بقوةٍ إلى وجود بحيرةٍ من المياه العذبة القديمة التي يمكن أن تكون بيئةً مضيافةً للحياة الميكروبية.

الحياة على كوكب سيريس

سيريس، هو الكوكب القزم الوحيد في حزام الكويكبات، له أجواء رقيقة من بخار الماء. وقد أدى وجود المياه على سيريس إلى تكهنات بأن الحياة قد تكون ممكنة هناك.

الحياة في نظام كوكب المشتري

كوكب المشتري

قام كارل ساجان وآخرون في الستينيات والسبعينيات بحساب شروط الحياة الدقيقة الافتراضية التي تعيش في جو كوكب المشتري. ولكن لا يبدو أن الإشعاع المكثف والظروف الأخرى تسمح للكيمياء الحيوية الجزيئية بأن تتشكل، لذلك يعتقد أن الحياة غير محتملةٍ هناك، وعلى النقيض من ذلك، قد يكون لدى بعض أقمار المشتري موائل قادرةٌ على الحفاظ على الحياة. فلدى العلماء دلائلٌ تشير إلى وجود محيطات من المياه السائلة الموجودة في أعماق قشور الأقمار الجاليلية الخارجية الثلاثة، غانيميد، وكاليستو، ويوربا.

قمر يوربا

البنية الداخلية لقمر يوروبا الأزرق هي محيط من المياه السائلة. هذه المحيطات تحت سطح الأرض يمكن أن تؤوي الحياة.

والتكهنات حول وجود الحياة على قمر يوربا جاءت بسبب المحيطات المائية السائلة تحت سطح الجليد. فالمخارج الحرارية المائية في قاع المحيط، إذا وجدت، قد تسخن الجليد ويمكن أن تكون قادرة على دعم الكائنات الحية الدقيقة متعددة الخلايا.

البنية الداخلية لقمر يوربا

الحياة في نظام كوكب زحل

هناك تكهنٌ بأن قمري زحل تيتان وإنسيلادوس فيهما موائل ممكنة تدعم الحياة.

إنسيلادوس

قمر زحل إنسيلادوس، فيه بعض الظروف الداعمة للحياة، بما في ذلك نشاط الطاقة الحرارية الأرضية وبخار الماء، فضلًا عن المحيطات تحت الجليد التي يحتمل أنها تسخن بفعل المد والجزر. وقد كشف مسبار كاسيني – هيجنز عن وجود الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين، وجميع العناصر الرئيسية اللازمة لدعم الحياة خلال تحليقه عام 2005 فوق القمر إنسيلادوس الذي يقذف الجليد والغاز. فدرجة حرارة وكثافة الأعمدة تشير إلى مصدر دفء مائي تحت السطح.

تيتان

تيتان، أكبر قمر لكوكب زحل، هو القمر المعروف الوحيد في النظام الشمسي الذي يحتوي على غلافٍ جوي شبيه بالأرض. وقد دحضت البيانات التي جاءت من مهمة كاسيني – هيجنز فرضية وجود المحيط الهيدروكربوني الكبير، لكنها أثبتت في وقتٍ لاحقٍ وجود البحيرات الهيدروكربونية السائلة في المناطق القطبية وهي أول سطح سائل يتم اكتشافه خارج كوكب الأرض. وقد كشف تحليل البيانات من البعثة عن كيمياء الغلاف الجوي بالقرب من السطح التي تتفق مع – ولكنها لا تثبت – فرضية أن الكائنات الحية هناك إذا كانت موجودة، يمكن أن تستهلك الهيدروجين والأسيتيلين والإيثان، وتنتج غاز الميثان.

البحث العلمي عن الحياة خارج كوكب الأرض

يجري الأن البحث العلمي عن الحياة خارج كوكب الأرض بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر. واعتبارًا من مارس 2017، تم تحديد أكثر من 3500 كوكب خارج المجموعة الشمسية، وغيرها من الكواكب والأقمار في نظامنا الشمسي التي تحمل القدرة على استضافة الحياة البدائية مثل الكائنات الحية الدقيقة.

ذات صلة: هل تخيلت من قبل الأرض من دون قمر ؟

البحث المباشر

العلماء يبحثون داخل النظام الشمسي من خلال دراسة سطوح الكواكب وفحص النيازك. ويدعي البعض أنهم قد حددوا أدلة على وجود حياة ميكروبية على سطح المريخ. فقد أظهرت تجربةٌ قامت بها مركبتا فايكنغ انبعاثات الغاز من عينات التربة المريخية الساخنة التي يقول بعض العلماء أنها تتفق مع وجود الكائنات الحية الدقيقة الحية. عدم وجود أدلةٍ مؤيدة من تجارب أخرى على نفس العينات، يشير إلى أن رد فعل غير بيولوجي هو فرضيةٌ أكثر احتمالًا. في عام 1996، ذكر تقريرٌ مثيرٌ للجدل أن هياكل تشبه النانو بكتيريا تم اكتشافها في نيزك ALH84001، الذي تشكل من صخور المريخ.

الدراسة بالمجهر الإلكتروني لنيزك المريخ ALH84001 تبين الهياكل التي يعتقد بعض العلماء أنها بكتيريا متحجرة.

كائنات دقيقة متحجرة على نيزك من كوكب المريخ

في فبراير / شباط 2005، أفاد علماء ناسا أنهم قد وجدوا بعض الأدلة على الحياة الحالية على سطح المريخ. واستند العلماء، وهما كارول ستوكر ولاري ليمك من مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا، في فرضيتهما إلى وجود غاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ والذي يشبه إنتاج الميثان من قبل أشكال الحياة البدائية على الأرض، وحتى الأن لا يزال وجود الميثان في الغلاف الجوي لكوكب المريخ موضع نقاش.

في نوفمبر 2011، أطلقت وكالة ناسا بعثة مختبر علوم المريخ التي أطلقت المركبة الجوالة كوريوسيتي على المريخ، وهي مازالت تعمل حتى وقتنا الحاضر. وهي مصممة لتقييم احتمالية وجود الحياة في الماضي والحاضر على المريخ باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات العلمية. وقد هبط مسبار كيريوسيتي على المريخ في منطق تسمى غيل كريتر في أغسطس 2012.

وفي آب / أغسطس 2011، أشارت النتائج التي توصلت إليها وكالة ناسا، استنادًا إلى دراسات على النيازك الموجودة على الأرض، إلى أن مكونات الحمض النووي والـ RNA (الأدينين والجوانين والجزيئات العضوية ذات الصلة)، لبنات البناء للحياة كما نعرفها، قد تشكلت في الفضاء الخارجي. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2011، أفاد العلماء بأن الغبار الكوني يحتوي على مواد عضوية معقدة، وأشار أحد العلماء إلى أن هذه المركبات قد تكون مرتبطةً بتطور الحياة على الأرض.

البحث غير المباشر

رصد إشارات من كواكب أخرى

وهي عبارةٌ عن مشاريع مثل مدينة رصد المجرة للاتصالات الكهرومغناطيسية بين النجوم من حضارات العوالم الأخرى. وإذا كانت هناك حضارٌة متقدمةٌ خارج كوكب الأرض، فليس هناك ما يضمن أنها تقوم بنقل الاتصالات الراديوية باتجاه الأرض أو أن هذه المعلومات يمكن أن تفسر على هذا النحو من قبل البشر.

الحياة على الكواكب خارج المجموعة الشمسية

بعض الفلكيين يبحثون عن كواكب خارج المجموعة الشمسية التي قد تكون مواتية للحياة، ويقومون بتضييق البحث من خلال بحثهم عن الكواكب الأرضية داخل المنطقة القابلة للحياة حول النجوم. ومنذ عام 1992 تم اكتشاف أكثر من ألفي كوكب خارج المجموعة الشمسية، ومعظمها هي عمالقة غازية مثل كوكب المشتري أو زحل، فيما القليل منها بحجم كوكب الأرض. وقد كشف تلسكوب الفضاء كبلر أيضًا عن بضعة آلافٍ من الكواكب المرشحة.

في المتوسط هناك كوكبٌ واحدٌ على الأقل ​​لكل نجم. ويكون حوالي 1 من بين كل 5 نجوم مشابهةٍ للشمس، لديها كوكب “بحجم الأرض” في المنطقة الصالحة للسكن، وعلى افتراض وجود 200 مليار نجم في درب التبانة، فإن هناك 11 مليار كوكب يمكن أن يكون صالحًا للسكن مثل الأرض في درب التبانة فقط، وقد يصل عدد الكواكب إلى 40 مليارًا إذا تم تضمين الأقزام الحمراء.

وأقرب كوكبٍ معروف خارج المجموعة الشمسية هو بروكسيما سينتوري B، الذي يقع على بعد 4.2 سنة ضوئية من كوكب الأرض في كوكبة سينتوروس الجنوبية.

كل الكواكب التي تم اكتشافها حتى الآن تقع داخل درب التبانة، لكن هناك أيضًا عدد قليل من الاكتشافات الممكنة للكواكب خارج المجرة.

معادلة دريك

في عام 1961، وضع عالم الفلك والفيزياء الفلكية فرانك دريك في جامعة سانتا كروز بولاية كاليفورنيا معادلة دريك كوسيلة لتحفيز الحوار العلمي في اجتماع حول البحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض، معادلة دريك تحسب الاحتمالات لتقدير عدد الحضارات النشطة خارج الأرض. ولفهم المعادلة بشكلٍ أفضل يجب النظر إليها ليس كمعادلة بالمعنى الرياضي البحت، بل لتلخيص جميع المفاهيم المختلفة التي يجب على العلماء التفكير فيها عند النظر في مسألة الحياة في أماكن أخرى. ومعادلة دريك هي:

معادلة دريك

تقديرات دريك المقترحة هي كما يلي:

نتيجة معادلة دريك

وقد ثبت أن معادلة دريك مثيرةٌ للجدل لأن العديد من عواملها غير مؤكدة وتستند إلى التخمين، ولا تسمح بالاستنتاجات. وقد أدى هذا النقاش إلى تسمية المعادلة بغستيمات، أو لا معنى لها.

بناء على ملاحظات تلسكوب هابل الفضائي، هناك ما بين 125 إلى 250 مليار مجرة ​​في الكون. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن عشرة في المئة من جميع النجوم التي تشبه الشمس لديها نظام كواكب، أي أن هناك 6.25 × 1018 نجم مع كواكب تدور حوله في الكون. وحتى لو افترضنا أن واحدًا فقط من أصل بليون من هذه النجوم لديه كواكب تدعم الحياة، سيكون هناك نحو 6.25 مليار نظام كوكبي يدعم الحياة في الكون.

تلسكوب كبلر

وقدرت دراسة أجريت عام 2013 استنادًا إلى نتائج بعثة كبلر الفضائية أن درب التبانة تحتوي على عدد من الكواكب بنفس عدد النجوم تقريبًا، مما يعني وجود 100-400 مليار كوكب خارج المجموعة الشمسية. واستنادًا أيضًا إلى بيانات كبلر، يقدر العلماء أن واحدًا على الأقل من كل ستة نجوم لديها كوكب أرضي الحجم.

التناقض الواضح بين التقديرات العالية لاحتمال وجود حضارات خارج كوكب الأرض وعدم وجود أدلة على هذه الحضارات يعرف باسم مفارقة فيرمي.

ماذا يفعل العلماء الأن؟

فشل حتى الآن برنامج مدينة رصد المجرات في الكشف عن إشارة الراديو الذكية بعد عقود من الجهد مما خفف التفاؤل الذي كان سائدًا في بداية عصر الفضاء. ومع ذلك، لا يزال هناك اعتقاد بوجود الكائنات خارج كوكب الأرض من خلال العلوم الزائفة، ونظريات المؤامرة، والفولكلور الشعبي، مثل الحديث عن “المنطقة 51” والأساطير العديدة.

على حد تعبير فرانك دريك “كل ما نعرفه بالتأكيد هو أن السماء لا تتخللها أجهزة إرسال ميكروويف قوية” وأشار دريك الى أنه من الممكن تمامًا أن تؤدى التكنولوجيا المتقدمة الى إجراء اتصالات بطريقة ما غير البث اللاسلكي التقليدي. وفي الوقت نفسه، فإن البيانات التي عادت من خلال بعثات الفضاء، والخطوات العملاقة في وسائل الكشف، سمحت للعلم بالبدء في تحديد معايير الاستدامة في عوالم أخرى، والتأكد من أن هناك عددٌ كبير من الكواكب الأخرى، على الرغم من أن الأجانب لا يزالون علامة استفهام.

في عام 2000، نشر عالم الجيولوجيا وعلم الحفريات بيتر وارد وعالم الأحياء الفلكية دونالد براونلي كتابًا بعنوان الأرض النادرة: لماذا الحياة المعقدة غير شائعةٍ في الكون. وفي هذا الكتاب، ناقش العالمان فرضية الأرض النادرة، التي يدعون فيها أن الحياة الشبيهة بالأرض نادرة في الكون، في حين أن الحياة الميكروبية شائعة. وارد وبراونلي منفتحون على فكرة التطور على الكواكب الأخرى التي لا تقوم على الخصائص الأساسية مثل الأرض (مثل الحمض النووي والكربون).

حذر الفيزيائي النظري ستيفن هوكينج في عام 2010 من أن البشر لا ينبغي أن يحاولوا الاتصال بأشكال الحياة الغريبة. وحذر من أن الأجانب قد ينهبون الأرض للحصول على الموارد. وقال: “إذا زارنا الأجانب، فإن النتيجة ستكون كما لو أن كولومبوس وصل إلى أمريكا، والتي لم تتحسن بشكل جيد بالنسبة للأمريكيين الأصليين”. وكان جاريد دايموند قد أعرب في وقت سابق عن مخاوف مماثلة.

وفي تشرين الثاني / نوفمبر 2011، أصدر البيت الأبيض ردًا رسميًا على التماسين طالبا من الحكومة الأمريكية أن تعترف رسميًا بأن الأجانب زاروا الأرض وأن يكشفوا عن أي حجب متعمد للتفاعلات الحكومية مع الكائنات الغريبة عن كوكب الأرض. ووفقا للرد، “ليس لدى الحكومة الأمريكية أي دليلٍ على أن أي حياةٍ موجودةٌ خارج كوكبنا، أو أن كائناتٍ من خارج الأرض اتصلت بأحد أفراد الجنس البشري أو تشاركت معه”.  وحسب الرد أيضًا، “لا توجد معلومات موثوقة تشير إلى أي دليلٍ مخفيٍ عن عين الجمهور”. وأشار الرد إلى أن “الاحتمالات مرتفعةٌ جدًا” وقد تكون هناك حياة على كواكب أخرى ولكن ” الاتصال مع أي منها – وخاصة الكائنات الذكية ذكية – هو احتمالٌ ضئيلٌ للغاية، نظرا للمسافات الشاسعة. “

في 17 نيسان / أبريل 2014، أعلن ​​عن اكتشاف كوكبٍ خارج المجموعة الشمسية هو كوكب كبلر – 186f، الذ يبعد 500 سنة ضوئية عن الأرض، وهو أول كوكب أرضي يمكن اكتشافه في المنطقة الصالحة للسكن، ويعتقد العلماء وجود ماءٍ سائلٍ على سطحه.

في 20 يوليو 2015، أعلن الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينج، والملياردير الروسي يوري ميلنر، جنبا إلى جنب مع معهد سيتي، جهدًا ممولًا لتوسيع الجهود للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض. وتعاقدت المجموعة مع خدمات تليسكوب روبرت سي بيرد غرين بانك في ولاية فرجينيا الغربية في الولايات المتحدة، وتلسكوب باركيس البالغ طوله 64 مترًا في نيو ساوث ويلز بأستراليا.


هذا المقال مترجم بتصرف من موقع “ويكيبيديا الموسوعة الحرة”، لقراءة المقال الأصلي Extraterrestrial life

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله