حياة المغتربين – كيف يتعامل المغتربون مع التحديات المختلفة

غالبًا ما يكون السفر إلى الخارج تجربة صعبة لأي مغترب. فقد تكون الحياة الجديدة غير مألوفة، يضاف إلى ذلك الاضطرار لتعلم الثقافة واللغة الجديدة. ستكون هناك تحديات وعقبات. ويجب عليك التحلي بالصبر حتى تتأقلم. كثير من الناس يعانون من التوتر. لكن بشكلٍ عام، تختلف التحديات حسب موقع بلد الاغتراب والثقافة واللغة والعادات والتقاليد.

المغتربون هم الأشخاص الذين يتركون بلدهم ويذهبون للعيش والإقامة في دول أخرى، وغالبًا ما يواجه هؤلاء صعوبةً في التعايش التأقلم مع واقع الحياة في مكانٍ وبيئة مختلفة عن البيئة التي ولدوا وعاشوا فيها، خاصةً إذا كان بلد إقامتهم الجديد يختلف عنهم في اللغة والثقافة والدين والعادات والتقاليد، مع ما يترتب على ذلك من صعوبات.

الكثير من المغتربين ينجحون في حياتهم الجديدة ويأسسون لمستقبل ناجح ومثمر، لكن بعضهم يفشلون ويضطرون للعودة إلى دولهم، أما الأشخاص الغير قادرين على العودة إلى بلدهم الأصلي مثل اللاجئين الذين هربوا من الموت أو الاعتقال في بلدانهم، فهؤلاء يمكن أن يعانوا كثيرًا في حال عدم قدرتهم على الاستمرار أو العودة.

للتعامل مع المشكلات التي تواجه المغتربين في دول الاغتراب، يجب في البداية تحديد العوامل التي تسبب صعوبات في حياتهم وتعيق اندماجهم مع المجتمع الجديد.

التحديات التي تواجه المغتربين في دول الاغتراب

عندما يسافر شخص إلى دولة جديدة بغرض الزيارة أو الإقامة، فإن هناك العديد من الالتحديات التي يواجهها مثل:

تعلم اللغة

بشكلٍ عام، قد يكون التعامل مع السكان المحليين وإقامة علاقات صداقة معهم أمرًا شاقًا. لكنه أمر لا مفر منه في النهاية.

إذا كان سكان الدولة التي يقيم فيها المغترب يتكلمون لغة مختلفة، فإن المغترب سيعاني من مشكلة كبيرة، تبدأ هذه المشكلة منذ اللحظات الأولى لوصوله إلى البلد الجديد، حيث يصعب عليه التعامل مع الأخرين، على سبيل المثال، لن يستطيع بسهولة طلب تاكسي للانتقال من المطار إلى مكان إقامته.

في العديد من الدول قد يكون من الممكن التحدث باللغة الإنكليزية، خاصة في الدول المتقدمة حيث تملك نظام تعليم متقدم يتعلم فيه الأشخاص اللغة الإنكليزية بشكلٍ جيد، لذلك، يمكن في معظم الدول الأوربية التحدث باللغة الإنكليزية للتعامل مع الأخرين، لكن إتقان اللغة الإنكليزية لا يكفي للعمل والتعامل مع الأخرين دائمًا.

كي تتمكن من الاندماج مع المجتمع الجديد، ينبغي عليك أن تبدأ على الفور في تعلم لغة الدولة الجديدة، قم بالتسجيل في دورة تعليمية لتلقي عدة دروس في الأسبوع، أو ابدأ بحضور الدروس المجانية على موقع يوتيوب، كما يمكن استخدام التطبيقات التي تساعد في تعلم لغة جديدة، لكن من الأفضل حضور دورة تدريبية مع أشخاص أخرين حتى تكون ملتزمًا.

من الجيد أيضًا إذا كنت تخطط للسفر إلى بلد جديد أن تبدأ بتعلم اللغة قبل السفر لتعلم الأساسيات.

العمل

لكي تتمكن من العمل في دولة الاغتراب، علبيك في البداية أن تكون مستوفيًا لشروط العمل في هذا البلد، فالعمل بشكلٍ مخالف لشرط البلد يمكن أن يعرضك للمساءلة القانونية أنت وصاحب العمل وقد يؤدي ذلك إلى إلغاء إقامتك أو تأشيرتك وبالتلى ترحيلك إلى البلد الذي قدمت منه.

لكي تعرف ما إذا كنت مؤهلًا للعمل في بلد الاغتراب الذي تقيك به، ننصحك بالتوجه إلى دائرة الهجرة في منطقتك أو أقرب مكتب تابع لوزارة العمل للاستفسار عن وضعك.

التخلي عن علاقاتك السابقة

لأنك ستنتقل إلى الخارج، سوف تضطر إلى التخلي عن شبكة اجتماعية ومهنية واسعة النطاق في وطنك. يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير عليك. خاصة إذا كنت شخصًا يولي أهمية كبيرة لهذه العلاقات. لا تخف، فلست أول أو آخر مغترب يواجه هذه المشاعر. فمعظم المغتربين يخشون من عدم التأقلم في البلد الجديد.

الشعور بالوحدة

لا تدع الخوف أو احتمال الشعور بالوحدة يمنعك من الشروع في مغامرة جديدة. لا تجعل ذلك يعيق قرارك بأن تصبح مغتربًا في بلد أجنبي. الشعور بالوحدة هو أحد التحديات المشتركة التي يواجهها المغتربون عند انتقالهم إلى الخارج لأول مرة. المفتاح للتغلب على ذلك هو بناء علاقات قوية مع أشخاص جدد من حولك. بالتأكيد سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن من الضروري تكوين بعض الروابط مع الناس والمجتمع الجديد. علاوة على ذلك، يجب أن تعتبر هذا البلد منزلك الجديد.

إدارة الأموال

أحد التحديات التي قد يواجهها المغتربون هي تنظيم الأموال والضرائب وإدارتها، فحين تسافر إلى بلد جديد، يمكن أن يصبح ذلك معقدًا. بصفتك مغتربًا، عليك أن تتحدث إلى خبير ضرائب، لا تحاول القيام بكل ذلك بنفسك.

سيتعين عليك أيضًا إخطار البنك الذي تتعامل معه بأنك ستعيش في الخارج. بمجرد وصولك إلى بلدك الجديد، ربما يتعين عليك إنشاء حساب مصرفي جديد. سترغب معظم الدول في الاطلاع على مستندات التأشيرة وأيضًا بعض الأدلة على أنك تملك مالًا يكفي لتعيش فيه. قد يكون من المفيد الاحتفاظ بنسخة من بيان حسابك المصرفي في الوطن أيضًا. يعتبر امتلاك حساب مصرفي في بلدك المضيف الجديد بالعملة المحلية أمرًا مهمًا.

الرعاية الصحية

يجب أن تتأكد من حصولك على تأمين صحي أثناء إقامتك في الخارج. إنها واحدة من أكبر المخاوف التي تسبب القلق للعديد من المغتربين. قد لا ترقى خطط التأمين في البلد الجديد إلى المعايير الخاصة بك. قد تقدم المستشفيات المحلية تغطية أساسية فقط. يرغب معظم المغتربين في الحصول على رعاية صحية خاصة.

السلامة

يجب إضافة سلامة المغتربين إلى المقالة، تعتبر السلامة الشخصية أولوية عالية جدًا للمغتربين الأفراد. المخاوف والتحديات الأمنية اليوم تتراوح بين الإرهاب والتفجيرات والاعتداءات والسرقات وغير ذلك الكثير.

يجب على الوافدين الاستعداد للأسوأ عند السفر إلى الخارج. تحقق من الأمن المحلي في البلد الجديد، حتى دول العالم المتقدمة يمكن أن تكون خطرة، هناك هجمات إرهابية عديدة حدثت في أوروبا بالإضافة إلى إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة. يجب أن تكون السلامة من أولوياتك إذا كنت تريد السفر للخارج بغرض الزيارة أو العيش.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله