الخوف الزائد عند الأطفال… ما هي أنواعه؟ وكيف يمكن علاج الطفل منه؟

مرحلة الطفولة من المراحل المرهقة والمقلقة، حيث يجب على الأطفال أن يتعلموا مهارات جديدة، بالإضافة إلى مواجهة جميع التحديات الجديدة التي تعترضهم، والتغلب على مخاوفهم، لكن أحيانًا، يتعرضون لمخاوف أو ضغوطات يصعب التعامل معها، وبالتالي قد يظهر الخوف الزائد عند الأطفال.

وقد تبين أنه في الولايات المتحدة، تعد اضطرابات الخوف والقلق من أكثر الأمراض العقلية انتشارًا، حيث يعاني واحد من كل ثمانية أطفال من اضطراب الخوف، لكن غالبية الأطفال لا يتلقون العلاج الذي يحتاجونه، وبالتالي يؤثر ذلك على أداء الطفل في المدرسة، وضعف مهاراته الاجتماعية وقيامة ببعض السلوكيات الضارة. لذلك يجب على الوالدين تهدئة الطفل وحمايته عندما يكون خائفًا.

أسباب الخوف الزائد عند الأطفال

اضطرابات الخوف والقلق عند الأطفال

ممكن أن ينتج الخوف الزائد عن أسباب وراثية أو بيئية:

1 – الأسباب الوراثية

تظهر دراسات أن الوراثة عامل من عوامل الخوف عند بعض الأطفال، فإن الأطفال في عمر أربعة أشهر، يبدؤون في البكاء والخوف عند رؤيتهم أشخاص غرباء، وتبدأ قلوبهم بالخفقان بشكل سريع، يرتبط هذا السلوك بالخجل المزاجي.

2 – الأسباب البيئية

  • معاملة الطفل بشكل سيء، يعد مصدر للاضطراب والإجهاد، لذلك يفضل الأطفال أن يكونوا قريبين من أمهاتهم ويخافون من الانفصال عنهم.
  • عندما يكون الآباء مكتئبون وقلقون يشعر الأطفال بالخوف وعدم الأمان.

تشخيص الخوف الزائد عند الأطفال

قد يكون من الصعب تشخيص الخوف الزائد عند الأطفال، لأن العديد من الحالات الأخرى تسبب الخوف والقلق، بما فيها الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب نقص الانتباه. بالتالي لا يعرف الآباء دائمًا علامات قلق أطفالهم، لكن ممكن معرفة ما إذا الطفل خائف من خلال ملاحظات المعلمون لأن لديهم خبرة مع العديد من الأطفال.

هل يختلف الخوف الزائد عند الطفل حسب عمره

سنذكر المخاوف التي يتعرض لها الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره:

1 – مخاوف مشتركة عند الرضع

الأطفال الصغار يتعرفون على أصوات ووجوه آبائهم وإخوتهم، وتصبح الرابطة قوية بينهم، وبعمر حوالي 6 إلى 8 أشهر، يبدأ الأطفال في إظهار علامات تدل على قلق الانفصال. ومن المخاوف التي يتعرض لها الرضع:

  • صوت الضجيج العالي.
  • الخوف من حضور الغرباء.

2 – من ماذا يخاف الأطفال في سن المدرسة الابتدائية

  • الخوف من سوء الأحوال الجوية، مثل الأعاصير والضجيج الصاخب الناتج عن العواصف الرعدية.
  • البقاء وحيدًا في المنزل.
  • التعرض للاختطاف.
  • الخوف من الذهاب إلى الأطباء أو الخوف من طبيب الأسنان.
  • الخوف من الظلام والضوضاء في الليل.

3 – مخاوف المراهقين

  • التعرض لحادث أثناء قيادة.
  • الرسوب في المدرسة أو الفشل في العمل.
  • الإصابة بالمرض أو الموت.
  • مخاوف اجتماعية مثل الإحراج في المدرسة.
  • الخوف من الخروج من المنزل بسبب العناكب والثعابين.

ما هي أنواع الخوف الزائد عند الأطفال

إذا استمر الطفل بالخوف ذلك يسبب له مخاطر  تدمر الانسجام الأسري أو تتداخل مع نمو الطفل أو تعليمه ومن أنواع الخوف الزائد:

1 – اضطراب القلق العام

القلق العام عند الأطفال هو نفسه اضطراب القلق غير المنضبط الذي يصيب البالغين. فالأطفال المصابون به لديهم وعي ذاتي، وشك في أنفسهم، وقلقون بشكل مفرط بشأن تلبية وتوقعات الآخرين.

فهم بحاجة مستمرة إلى الطمأنينة وموافقة من الكبار. حيث أنهم يقلقون بشأن الدرجات المدرسية أو من حدوث العواصف أو السطو أو التعرض للأذى أثناء اللعب أو كمية. وغالبًا يشعرون بالقلق والتوتر ويعانون من الصداع وآلام المعدة وأعراض جسدية أخرى.

2 – اضطراب القلق الاجتماعي

وهو الخجل الشديد الذي يشعر به الأطفال عندما يتعرضون لأشياء غير مألوفة، بالتالي  يتشبثون بآباءهم ويخشون الأطفال الآخرين وكذلك الغرباء البالغين، وقد يخافون من القراءة بصوت عالي أو حضور حفلة عيد ميلاد أو البدء في التحدث مع الآخرين.

3 – اضطراب الوسواس القهري

هذا الخوف عبارة عن تداخل أفكار واضطرابات غير مرغوبة، يصنف إنه وسواس، ويسبب الخوف الزائد عند الطفل الذي يظهر عن طريق الأفعال المتكررة، ويتكون هذا الاضطراب من أفكار تدخلية غير مرغوب فيها، تسبب توترًا متزايدًا يتم تخفيفه أحيانًا عن طريق الأفعال المتكررة.  مثل الإصابة بمرض أو وفاة أحد الوالدين.

4- اضطراب الهلع

ويسمى نوبة الهلع، وهي شعور يأتي بشكل مفاجئ بالخوف الشديد أو الشعور بالموت، ومن أعراضها خفقان القلب وآلام في الصدر، وضيق التنفس وغثيان ودوخة والارتجاف، ويمكن أن تسبب هذه النوبات من الهلع المتكررة إلى الشعور بالقلق الدائم بشأن الهجمات المستقبلية وتداعياتها، بما في ذلك الأفكار المتعلقة بفقدان السيطرة أو الجنون أو الموت.

5 – قلق الانفصال

الخوف من البعد عن البيت أو الأهل، من الأمور الطبيعية عند الأطفال، لكن يسمى بقلق الانفصال، ويمكن أن يستمر هذا الخوف مع الأطفال عندما يكبرون قليلًا. وقد يتطور هذا القلق بشكل عفوي نتيجة الضغط الذي يتعرض له الأطفال كوفاة أحد الوالدين أو وفاة الأسرة، بالتالي يمكن أن يسبب الرهاب الاجتماعي.

وقد يخاف الأطفال من النوم بمفردهم في الغرفة أو من حضور عيد ميلاد أصدقائهم، ويتعلقون بوالديهم ويتبعونهم أينما يذهبون. وعندما يتعرضون للتهديد بالانفصال، تظهر عليهم أعراض جسدية. ويخافون من تعرضهم هم أو آباءهم للأذى أثناء الانفصال، و تظهر الأعراض عند الأطفال الأكبر، على شكل تخيلات معينة من الحوادث أو المرض.

6 – الخوف من مواقف أو أشياء معينة

عند الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات يكون الخوف من بعض المواقف أمر طبيعي ومؤقت. مثل الخوف من المياه والاختناق والحشرات والحيوانات الكبيرة، لكن إذا ازدادت هذه المخاوف بشكل مفرط بعد أن يكبر الطفل واستمرت معه، يتطلب الأمر العلاج.

7 – الاضطراب الناتج بعد الصدمة

الاضطراب الناتج بعد الصدمة يصاب الطفل به عندما يشاهد حدث مخيف خلال تجاربه اليومية، مثل رؤية كارثة طبيعية أو اعتداء جنسي أو جسدي، أو حادث مرور، أو تعرض الطفل للمعاملة السيئة.

أعراض هذا الخوف

ذكريات متطفلة أو إعادة التجربة

تبدأ على شكل كوابيس، وإعادة الحدث الصادم في اللعب القهري، والخوف عند التعرض لأي شيء يذكره بالتجربة التي شاهدها.

تجنب الأفكار والمشاعر والأشخاص والأماكن المرتبطة بالصدمة

مما ينتج عنها انفصال، عن مشاعر المرء والابتعاد عن الغرباء.

زيادة الاستثارة

وتظهر عن طريق التهيج، ونوبات الغضب، والقلق، والأرق، بالإضافة إلى ضعف التركيز.

علاج الخوف الزائد عند الأطفال

لا بد من استشارة المتخصصين حول الخوف الزائد عند الأطفال، حيث تتلقى التوجيهات لكيفية معاملة الطفل وإجراء التقييم المناسب. ومن العلاجات المتبعة:

1 – العلاج السلوكي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأطفال على اختبار الأفكار الواقعية أو غير الواقعية لديهم.

2 – العلاج باللعب

العلاج باللعب من أفضل العلاجات للأطفال الصغار للتعامل مع خوفهم. ولكن بعض الأطفال يحتاجون إلى أدوية على المدى القصير أو الطويل، واعتمادًا على طبيعة الأعراض وشدتها.

3 – مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

هي الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج اضطرابات القلق بين الأطفال. لأن أغلب الآباء ما يشعرون بالعجز عند رؤية أطفالهم يخافون أو يشعرون بالقلق الشديد.

4 – العلاج الأسري

في بعض الأحيان تكون مشكلة الأسرة هي مصدر قلق الطفل،وإن تأثير المشاكل العائلية والزوجية كبير ولكن يصعب تحديده. هناك القليل من الأدلة الجيدة حول مخاطر وفوائد الأدوية.

لذلك يجب أن تعرف بصفتك أحد الوالدين، من المهام التي يجب أن تقوم بها هي مساعدة الطفل على تعلم كيفية إدارة القلق بشكل فعال، حتى يتمكن من التعامل مع تحديات الحياة لفترة طويلة حتى مرحلة البلوغ.

5 – أسلوب النمذجة

مطالبة الطفل الذي يشعر بالخوف بمحاكاة المعالج أو طفل آخر لا يظهر أي خوف، وغالبًا ما تعمل الأساليب المعرفية والسلوكية بشكل أفضل في المجموعات، والتي توفر للأطفال الخجولين والخائفين فرصًا لتكوين صداقات، فابدأ بدعوة بعض الأصدقاء إلى المنزل لحضور حفلة. لتمكين الطفل من زيادة الثقة بالنفس، وتجربة أنواع جديدة من السلوك.

المصادر

مخاوف الطفولة: ما هو الشائع وكيف يمكنك المساعدة؟– childrens

مخاوف الأطفال وقلقهم -health

6 أنواع من القلق يمكن أن تصيب الأطفال – psycom

القلق والمخاوف عند الأطفال – raisingchildren

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله