الجاثوم … عندما تستيقظ ولكن لا يمكنك الحركة أو الصراخ وتشعر بالاختناق وتلمح غريب

هل سبق وعانيت من الجاثوم … يمكن أن تكون تجربة مخيفة جدًا لا يمكن نسيانها، لأنك تستيقظ من النوم وتكون غير قادر على الحركة، تحاول إصدار أي صوت ولكن هذا الأمر غير ممكن، مع الشعور بضيق في التنفس وضغط على الصدر، وقد تشعر بأن هناك شخص ما بالقرب منك.

على الرغم من أن الجاثوم تجربة مخيفة ولكنها ليست إلا حالة تستمر حوالي بضع ثواني أو بضع دقائق ليس إلا، ولا تعني عادةً وجود مشكلة صحية، فما هي إلا شلل النوم والذي يمكن أن يحدث في بداية النوم أو قبل الاستيقاظ ونتيجة لعدد من الأسباب.

ما هو الجاثوم أو شلل النوم ؟

الجاثوم أو شلل النوم وهو عبارة من فقدان القدرة على الحركة والكلام والذي يمكن أن يحدث في بداية النوم أو قبل الاستيقاظ مباشرة ويمكن أن يصيب الأشخاص الأصحاء أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، مثل: الأرق – النوم المفاجئ وغيرها.

في حال كان شلل النوم لديك مستقل وغير مترافق أي من أعراض اضطرابات النوم الأخرى عندها يسمى بشلل النوم المعزول ويمكن أن يكون متكرر أو نادر الحدوث.

من هم الأشخاص الذين يصيبهم شلل النوم؟

عادةً ما يبدأ ظهور شلل النوم في عمر 14 – 17 سنة، وبشكل عام فإن نوبة الجاثوم تستمر لفترة قصيرة تتراوح بين بضع ثواني حتى بضع دقائق، ويمكن الاستيقاظ منها بشكل عادي أو في حال قام شخص ما بإيقاظك.

إن شلل النوم حالة منتشرة وشائعة فحوالي 65% من الأشخاص يعانون منها بعضهم مرة أو مرتين في حياتهم كلها، وبعضهم يكونون على لقاء منتظم ومتكرر معها، يمكن للرجال والنساء المعاناة من الجاثوم وبأي عمر إلا أن البعض يكونون أكثر عرضة له، وهم:

  • الأشخاص الذين يعانون من الأرق ولا يحصلون على المقدار الكافي من النوم.
  • الأشخاص الذين لا يملكون جدول ومواعيد نوم ثابتة وإنما تتغير دائمًا.
  • الحالات النفسية: الاكتئاب – الأرق – التوتر – اضطراب ثنائي القطب
  • النوم على الظهر.
  • تأثيرات جانبية لبعض الأدوية، مثل: أدوية علاج فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • إدمان المخدرات.
  • التعرض للكثير من الضغوط أو المرور بحادثة مؤلمة والمعاناة من الصدمة.

الجاثوم ومراحل النوم

المراحل التي يمر فيها النوم هي 5 مراحل تشكل دورة كاملة تستغرق حوالي 90 دقيقة وتتكرر عدة مرات خلال الليلة الواحدة، وفي المرحلة الأخيرة (مرحلة حركة العين السريعة R.E.M) تتم رؤية الأحلام ويكون الجسم في حالة شلل طبيعية وذلك حتى لا يتفاعل مع الأحلام ويتعرض للأذى فبدون هذا الشلل الجسدي يمكن أن يستجيب الجسم ويتحرك بما يتوافق مع الحركة الطبيعية في الحلم.

في بعض الحلات لا يقتصر شلل النوم هذا على مرحلة حركة العين السريعة R.E.M وإنما يستمر لمراحل أخرى أو يستمر بعد الاستيقاظ مباشرة وعندها سوف تكون ضمن حالة الجاثوم لأن الجسم غير قادر على الحركة ولكنك مستيقظ ولست في حالة نوم، ولكن من الممكن أن تترافق مع هلوسات سمعية أو بصرية.

التفسيرات الشائعة غير العلمية لشلل النوم

التفسيرات الشائعة غير العلمية لشلل النوم

إن كنت تعاني من الجاثوم فلعلك سمعت عدد من التفسيرات الغريبة والمخيفة والمقلقة، ولكنها كلها غير علمية، وأهمها:

  • يفسر العديد من الأشخاص الجاثوم على أنه يحدث بسبب جنية عجوز تقف على صدر الشخص خلال نومه وتحاول خنقه وهي تحدق في وجهه، أو يتم تفسيره على أنه شيطان أو قرين يحاول خنق الشخص.
  • روح شخص كنت تعرفه تطلب منك شيء معين أو تحاول إيصال رسالة إليك.
  • يمكن أن يكون الجاثوم سبب قلق للأشخاص الذين يفسرونه على أنه مجرد حلم مزعج أو كابوس يتكرر.
  • بعض الأشخاص يعتقدون أنه يشير إلى حالة صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو الجلطات وغيرها.
  • يعتقد البعض أنهم ماتوا أو اقتربوا من الموت خلال الجاثوم.
  • يعتقد آخرين أن وجود مرآة مقابل الشخص تعكس صورته يمكن أن تسبب الجاثوم وفي هذه الحالة يكون انعكاس الشخص على المرآة هو السبب وهو ما يقوم بمحاولة خنق الشخص وآخذ مكانه وسجنه في عالم المرايا، لذا فإنهم يعمدون إلى تغطية المرآة لمنع الانعكاس خلال النوم.
  • من العلاجات الشعبية للجاثوم في إيطاليا هو وضع القليل من الرمل على السرير مع ترك مكنسة موضوعة جانب باب الغرفة.
  • بينما في مناطق أخرى يعتقد بأن لاقطة الأحلام يمكن من خلال تعليقها على النافذة في الغرفة أن تمنع الجاثوم والكوابيس من المرور.

ولكن كل التفسيرات السابقة ما هي إلا تفسيرات غير علمية وغير واقعية، فشلل النوم لا يعتبر مشكلة خطيرة.

أسباب الجاثوم

أسباب الجاثوم أسباب عادية جدًا على الرغم من كونها تجربة مخيفة، فما هي إلا نتيجة للاضطراب الذي يمكن أن يحصل خلال الفترة الانتقالية التي تفصل بين النوم واليقظى عندما يحافظ الدماغ على الوعي ولكن عضلات الجسم تكون باسترخاء تام، وهذا يرجع إلى الأسباب التالية:

1 – العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دور مهم ويمكن اعتبارها سبب أساسي من أسباب الجاثوم المتكرر فهو يرفع احتمال التعرض له بـ 53% بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يملكون أقرباء من الدرجة الأولى يعانون من حالات متكرر للجاثوم.

2 – اضطرابات النوم

يرتبط الجاثوم بشكل أساسي مع اضطرابات النوم فهو يحدث نتيجة اضطراب في تنظيم مراحل التي يمر بها نومنا وتحديدًا في مرحلة حركة العين السريعة بحيث تكون العضلات مسترخية ولكن الشخص مستيقظ، وهناك محفزات لهذه الحالة وأهمها: الحرمان من النوم نتيجة التعرض للضغوط – الأرق أو النوم المتقطع – النوم المفاجئ وهي حالة يتغلب فيها النعاس على الشخص بشكل مفاجئ ويغط في النوم بغض النظر عن الزمان والمكان – متلازمة انقطاع التنفس في أثناء النوم – تململ الساقين…

3 – اضطرابات نفسية

هناك علاقة وثيقة بين جاثوم النوم والاضطرابات النفسية وأهمها: القلق – الاكتئاب – متلازمة بعد الصدمة – اضطراب ثنائي القطب، إلى جانب أن شلل النوم يمكن أن يكون من الآثار الجانبية للأدوية التي تعالج تلك الحالات.

4 – وضعية النوم

معظم الأشخاص الذين يعانون من الجاثوم بشكل متكرر يشيرون إلى أنه يحدث عندما ينامون على ظهرهم خلال الليل أو في أثناء القيلولة، أو عندما لا تكون وضعية النوم مريحة من حيث الوسادة والسرير أو عندما يكون جو الغرفة غريب ودرجة الحرارة مزعجة.

5 – عادات النوم

عادات النوم تؤثر بشكل كبير على طبيعته وعادةً ما يترافق شلل النوم مع عادات النوم غير الصحية، وأهمها:

  • عدم تنظيم وقت النوم.
  • السهر لفترات طويلة مع التحديق المستمر في الشاشات.
  • عدم الحصول على ما يكفي من الراحة.
  • تناول وجبة كبيرة أو دسمة قبل النوم مباشرة.

أعراض الجاثوم \ أعراض شلل النوم

تتمثل أعراض جاثوم النوم فيما يلي:

  • عدم القدرة على التحرك ويستمر ذلك من بضع لحظات حتى بضع دقائق.
  • عدم القدرة على التحدث أو الصراخ أو إصدار أي صوت مع محاولة شديدة منك لأجل ذلك.
  • تكون مستيقظ وواعي لذلك تعرف المكان الذي أنت فيه.
  • وجود الهلوسات البصرية فيمكن أن تشاهد أشخاص غرباء يجعلك ذلك تشعر بالخوف أو أشخاص تعرفهم إلى جانبك ويمكن أن تحاول طلب المساعدة منهم ولكن لا تقدر على ذلك.
  • الهلوسات السمعية التي يمكن أن تتمثل بشكل أصوات غريبة مخيفة أو غير واضحة.
  • الشعور بأن التجربة واقعية ومنطقية بحيث يمكن أن تعتقد بأنها حقيقية.
  • ضيق التنفس والشعور بالاختناق.
  • الشعور باقتراب الموت.
  • التعرق الشديد.
  • الصداع.
  • آلام في العضلات.

كيف تستيقظ وتخرج من حالة الجاثوم هذه؟

أنا اختبرت الجاثوم أو شلل النوم عدد من المرات، لذا كان هدفي أن أجد الطريقة التي يمكن من خلالها الخروج من هذه الحالة بشكل سريع، والخطوات التالية هي ما يضمن ذلك:

  • التنفس بهدوء قدر الإمكان، على الرغم من أن الأمر يبدو مخيف وشعور الاختناق مزعج ولكن لا بد من إجراء هذه الخطوة.
  • محاولة تحريك عضلات الوجه والعينين من جهة إلى جهة إلى أن تستيقظ.

تشخيص شلل النوم المتكرر

في حال كنت قد عانيت أكثر من مرة من الجاثوم فمن المحتمل أنك تعاني من شلل النوم المتكرر، ومن المهم استشارة الطبيب في حال كان لديك أي من المخاوف والقلق حول ما يلي:

  • القلق من الأعراض التي تمر بها.
  • يسبب شلل النوم لديك التعب والإرهاق خلال النهار.
  • أن يؤثر الجاثوم على جودة النوم لديك ويجعلك مستيقظ خلال الليل.

بشكل عام سيحتاج الطبيب إلى المزيد من المعلومات عن الحالة وعادات وصحة النوم لديك، وذلك من خلال:

  • طرح مجموعة من الأسئلة حول النوم وشلل النوم ونمط تكاراه وغيرها.
  • يمكن أن يطلب منك الطبيب أن تقوم بتسجيل الأعراض ووصف للجاثوم وذلك على مدى بضعة أسابيع.
  • مراجعة التاريخ العائلي والصحي الخاص بك والتأكد من الأمراض والاضطرابات الأخرى التي يمكن أن يكون شلل النوم من أعراضها.
  • دراسة نشاط الدماغ خلال النوم.

كيف يمكن منع جاثوم النوم ؟

ليس عليك الشعور بالخوف أو القلق حيال شلل النوم فهو ليس بالمشكلة الخطيرة، أما عن طريقة التعامل معها ومنع تكرارها فالأمر ممكن من خلال ما يلي:

  1. تحديد أي من أسباب شلل النوم المتكرر لديك والتعامل معه هو الخطوة الأولى والأهم في العلاج ومنع حدوثه مرة ثانية، وخاصة في حال كان ناتج عن حالة من اضطرابات النوم أو الاضطرابات النفسية.
  2. اعتماد عادات نوم صحية وتنظيم وقت النوم وتجنب السهر مع التأكد من ألا تكون القيلولة طويلة خلال النهار بحيث تؤثر على نومك خلال الليل.
  3. الحصول على العدد الكافي من ساعات النوم العميق خلال الليل والتي يجب أن تتراوح بين 7 – 9 ساعات.
  4. تجنب تناول وجبات كبيرة أو دسمة قبل النوم بحوالي ساعتين، وفي حال شعرت بالجوع فاعتمد على اختيارات صحية وخفيفة.
  5. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  6. التعامل مع الضغوط النفسية والمشاكل الحياتية التي تعاني منها.

لنقل إنها تجربة مخيفة وغامضة فأنت خلالها تشاهد سقف غرفتك وتعرف بالفعل أنك مستيقظ ولكنك غير قادر على أن تتحرك وتواجه صعوبة في النطق فلا يمكنك فتح فمك، إلى جانب الهلوسات السمعية والبصرية والتي يمكن أن تتمثل بمشاهدة أشخاص غربيين من حوك ولكنها لا تشكل أي خطر.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله