الصداع النصفي العيني … تراجع أو فقدان مؤقت في الرؤية ولكنه قد لا يترافق مع ألم رأس

فقدان الرؤية أو وجود نقاط معتمة أو بقع متلألئة تستمر لبضع دقائق وتعود لطبيعتها قد يبدو هذا مخيف جدًا ولكنه عبارة عن الصداع النصفي العيني

نقاط معتمة أو فقدان الرؤية تمامًا أو بقع متلألئة أو نظر ضبابي مشوش يستمر بضع دقائق ويمكنك أن يترافق مع ألم في الرأس، تتكرر هذه الأعراض وذلك بشكل لا يمكن التنبؤ فيه، إنه الصداع النصفي العيني والذي لا بد من التعامل معه.

ما هو الصداع النصفي العيني ؟ ما هي الأعراض التي ترافقه؟ ماذا عن الأسباب والعوامل المحفزة؟ كيف يتم تشخيصه؟ وما الذي عليك القيام به لأجل علاجه والتعامل معه؟

الصداع النصفي العيني

الصداع النصفي العيني

الصداع النصف العيني هو عبارة عن نوع نادر من الصداع النصفي والذي يصيب شخصين من كل 200 شخص يعاني من الصداع النصفي، هذا النوع يترافق مع وجود ضعف في الرؤية أو رؤية غير واضحة أو فقدان جزئي أو كامل لها في عين وحدة، تستمر مشاكل الرؤية هذه في نوبة الصداع مدة تتراوح بين 6 – 10 دقائق ومن ثم تعود الرؤية بشكل تدريجي إلى حالتها الطبيعية.

الصداع النصفي العادي يمكن أن يصاحبه أعراض مثل: ألم الرأس الشديد – الغثيان – الحساسية اتجاه الأضواء والأصوات، أما بالنسبة للصداع النصفي العيني فيمكن أن يترافق مع تلك الأعراض وصداع يبدأ مع أو بعد نوبة تراجع الرؤية (عندما لا يترافق مع ألم يسمى الصداع النصفي العيني الصامت أو الخفي)، بشكل عام لا يعتبر مرض خطير ولا يترك أي آثار سلبية على دماغك أو عينيك، ولكن يمكن أن يمتلك تأثير على جودة ونمط حياة الشخص وتحديدًا خلال النوبة.

تختلف مشاكل الرؤية من شخص لآخر فيمكن أن تكون عبارة عن رؤية ضبابية أو رؤية مع نقاط سوداء أو مع وجود بقعة ضوء أو نجوم ويمكن أن تصل إلى حد فقدان الرؤية بالكامل خلال النوبة.

معظم الأشخاص يعرفون الصداع النصفي العادي ولكن بالنسبة للصداع النصفي العيني فهو أقل شهر ويحدث بسبب حالة من تورم وتضيق الأوعية الدموية المغذية للعصب البصري في القسم الخلفي من العين فتحدث التشوهات البصرية ومشاكل الرؤية.

في حال كانت هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها للصداع النصفي العيني فيمكن أن يكون سبب قلق بالنسبة لك، لأن مشاكل الرؤية المفاجئة هي من العلامات التي ترافق السكتة الدماغية وأمراض الشريان السباتي.

قد يهمك: السكتة الدماغية – التشخيص والعلاج وإعادة التأهيل

الفرق بين الصدع النصفي العيني والصداع النصفي الشبكي

عادة ما يتم الخلط بين كل من الصداع النصفي العيني والصداع النصفي الشبكي إلا أن هناك فروقات بين كل مصطلح:

في الصداع النصفي الشبكي تحدث اضطرابات الرؤية في عين واحدة فقط (في حال أغمضت عينك ونظرت بالأخرى ستلاحظ وجود الاضطراب، ولكنه غير موجود في العين الثانية أو يمكن أن يكون قليل جدًا) وذلك لأن اضطراب الرؤية هذا ناتج عن العين نفسها، بينما في الصداع النصفي العيني بشكل عام ستشعر بالاضطراب في عين واحدة ولكن عندما تغلق عين وتنظر بالأخرى وتجرب هذا الأمر على العينين ستجد الاضطراب نفسه موجود وذلك لأنه ناتج عن الدماغ وليس العين ذاتها.

بشكل عام المشاكل البصرية هذه عكوسة أي تعود الرؤية إلى حالتها الطبيعية بعد بضع دقائق من النوبة ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون دائمة أو شبه دائمة وذلك في الصداع النصفي الشبكي.

قد يهمك: اضطراب الرؤية المفاجئ … الأسباب وخيارات العلاج


أعراض الصداع النصفي العيني

أعراض

إن أعراض الصداع النصفي العيني تشبه أعراض الصداع النصفي العادي إلا أنها تشتمل بشكل أساسي على تغيرات في طبيعية الرؤية وتراجع مؤقت فيها يزول بعد انتهاء نوبة الصداع، وأهم هذه الأعراض:

1 – فقدان البصر

يعاني بعض الأشخاص خلال نوبة الصداع النصفي الشبكي من فقدان في البصر وفي معظم الأحيان يكون مؤقت ويستمر لمدة تتراوح بين 10 – 20 دقيقة وحتى ساعة في حالات نادرة، وفي بعض الأحيان يكون هذا الفقدان تدريجي خلال النوبة أي أنه يبدأ بشكل بقع سوداء معتمة تدعى scotomas تزداد وتتوسع حتى يحدث فقدان البصر تمامًا ومن ثم تعود الرؤية إلى طبيعتها بعد ذلك.

2 – تراجع في البصر

بالنسبة لبعض الأشخاص لا يحدث تعتيم أو فقدان تام للرؤية بل تتراجع أو تصبح مشوشة فيمكن أن يلاحظ المصابين غيوم أو بقع متلألئة وتسمى هذه الحالة بـ (التلألؤ)، وتستمر من 20 دقيقة حتى ساعة كاملة ومن ثم تعود الرؤية إلى طبيعتها بعد ذلك.

قد يهمك: صداع مع ألم في العين الصداع العنقودي الأسباب وطرق العلاج

3 – الصداع

بالنسبة للصداع النصفي العيني الصامت فلا يترافق مع صداع، ولكن في معظم الحالات يحدث الصداع بعد التعرض لاضطرابات الرؤية أو بالتزامن معها، ويمكن أن يستمر الصداع من بضع ساعات حتى بضع أيام، ويمكن أن يعاني المريض كذلك من الأعراض التي ترافق الصداع النصفي العادي مثل: الغثيان – الإقياء – التعب والإرهاق….

قد يهمك: الشقيقة أو الصداع النصفي – الأسباب والأعراض والتشخيص


أسباب الصداع النصفي البصري

أسباب الصداع النصفي البصري

يعتقد العلماء بأن الصداع العيني يحدث بسبب وجود تورم وتضيق وتشنج في الأوعية الدموية المغذية للعصب البصري فينخفض معدل التدفق الطبيعي للدم فتظهر مشاكل الرؤية، ولكنها تعود إلى حالتها الطبيعية عندما يزول هذا التشنج ويعود التدفق الطبيعي للدم، أما عن السبب الذي يؤدي إلى ذلك فهو حتى الآن غير واضح تمامًا ولكن يمكن للعوامل التالية أن تحفز الإصابة.

  • هناك صلة وثيقة بين العوامل الوراثية والصداع النصفي العيني فيرتفع احتمال إصابتك به في حال كان أحد والديك أو كلاهما أو أحد أقربائك من الدرجة الأولى يعاني منه.
  • لهرمون الأستروجين دور في الإصابة بالصداع العيني لأنه الهرمون الذي يسيطر على المواد الكيميائية وينظم عملها في الدماغ والتي تسبب الشعور بالألم، ولان مستويات الهرمونات تتغير عند النساء (بسبب الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث…) فهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الصداع عند النساء.
  • المرور بحالات من التوتر والضغوط أو التعرض للكثير من المشاكل أو مواجهة صدمة ما.
  • رد فعل تحسسي اتجاه نوع أو مكون ما في الطعام.
  • إدمان الكافيين والإفراط في تناوله ومن ثم الامتناع عنه (أي أن الصداع النصفي العيني يمكن أن يكون من أعراض انسحاب الكافيين).
  • الحساسية اتجاه الأضواء الساطعة والقوية أو اتجاه الأصوات، والتواجد في بيئة صاخبة مليئة بالتلوث بالضجيج.
  • اضطرابات في النوم وعدم الحصول على الكم الكافي منه، أو تغيير نمط النوم لديك بشكل مفاجئ.
  • الأدوية التي تؤثر على الأوعية الدموية وتسبب لها تورم وتضيق.
  • يمكن أن يكون شكل من أشكال الصداع الارتدادي (انتعاش الصداع) والذي يحدث عند الإفراط في تناول مسكنات الألم.
  • نقص وسوء التغذية، أو اتباع نظام غذائي غير صحي غني بالأطعمة الدهنية فقير بالمعدن والفيتامينات والبروتينات.
  • الجفاف وعدم شرب الكمية الكافية من الماء، أو الاعتماد على السوائل غير الصحية من مياه غازية وعصائر مصنعة…

الخطوة الأولى والأهم لأجل علاج الصداع النصفي العيني هو تحديد العامل المسبب والتعامل معه.

قد يهمك: ما هو سوء التغذية عند الأطفال والكبار وما هي أسبابه وأعراضه وكيف يتم علاجه؟


من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي العيني؟

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة

يعتبر هذا الاضطراب نادر إلى حد ما ففقط 1% من المصابين بالصداع النصفي يعانون منه إلا أن الجميع وبأي عمر هم معرضين للإصابة بالصداع العيني ولكنه يميل ليكون أكثر شيوعيًا بالنسبة لـ:

  • الأشخاص تحت عمر 40 سنة.
  • يرتفع احتمال الإصابة به بالنسبة للنساء حتى 18.2% بينما يكون 6.5% بالنسبة للذكور.
  • كما أنه ينتشر بشكل أكثر عند الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء بعدهم السود ومن ثم يتبعهم الآسيويون.
  • 29% من الأشخاص الذين يصابون بالصداع العيني لديهم بالفعل تاريخ مع الصداع النصفي.
  • 50% من المصابين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى يعانون من هذا الصداع أو الصداع النصفي.
  • يرتفع احتمال الإصابة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تملك تأثير على الأوعية الدموية وعلى العيون، وأهمها: مفقر الدم المنجلي – الصرع – الذئبة – تصلب الشرايين – التهاب الشرايين العملاقة – التهابات الأوعية الدوية الموجودة في جلدة الرأس.

ملاحظة: يمكن أن يبدأ هذا الصداع من عمر 7 سنوات ولكن معظم الحالات تبدأ في العشرين من العمر وتصل إلى حدها الأقصى في سن الـ 40


تشخيص الإصابة بالصداع العيني النصفي

تشخيص

حتى الآن لا يوجد اختبار محدد لأجل تشخيص الصداع العيني النصفي أو الصداع النصفي الشبكي، ولكن في حال تم فحصك من قبل الطبيب خلال المرور بنوبة من الصداع فسوف يستخدم منظار العين للتحقق من تدفق الدم وكفاءة وصوله إلى العين ولكن عادة لا يتم ذلك لان النوبة قصيرة جدًا ولا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها.

في المقابل يعتمد الطبيب على الأعراض ونمط ظهورها وتكررها، ومراجعة التاريخ العائلي وعادة ما يتم التشخيص بالاستبعاد أي التحقق من عدم وجود أمراض وحالات صحية أخرى تملك تأثير وأعراض مشابهة.


علاج الصداع النصفي العيني والتعامل معه

علاج الصداع النصفي العيني والتعامل معه

  • يعتمد العلاج بشكل أساسي على تحديد العامل الذي يحفز الإصابة والتعامل معه والتوقف عن السلوكيات التي تؤدي إلى نوبة صداع نصفي.
  • يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تستخدم لتسكين ألم الصداع النصفي العيني وأهمها: الأسبرين – الإيبوبروفين – مضادات التهاب غير ستيروئيدية – أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • بالإضافة إلى الأدوية التي تتعامل مع الأعراض التي يمكن المرور بها: الأدوية المضادة للغثيان والإقياء – أدوية الدوار…
  • يمكن أن يصف الطبيب أيضًا: حاصرات بيتا لضمان استرخاء الأوعية الدموية ومنع تشنجها – حاصرات قنوات الكالسيوم وذلك لمنع تضيق الأوعية الدموية – مضادات الاكتئاب للتعامل مع الصداع النصفي – مضادات اختلاج.
  • مناقشة أمر اضطراب الهرمونات مع الطبيب فيكن أن يصف الأدوية التي تساعد على تنظيمها.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تنظيم ساعات النوم والحصول على القدر الكافي والمريح منه، والتعامل مع المشاكل التي تؤثر عليه بشكل سلبي وأهمها: الأرق – الاكتئاب – الشخير أو متلازمة انقطاع التنفس خلال النوم
  • تناول كمية كافية من الماء (حوالي 2 ليتر يوميًا) موزعة على مدار اليوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية لأنها تعزز تدفق الدم وتحفز خلايا الدماغ والأعصاب على النمو.
  • اعتماد نظام غذائي صحي غني بالمغذيات التي يحتاجها الجسم من فيتامينات ومعادن وألياف وبروتينات والحد من الدهون غير الصحية.
  • التعامل مع الضغوط والقلق الذي يمر به الشخص والتغلب عليه ويمكن ذلك من خلال: 17 طريقة لـ شحن نفسك بالطاقة الإيجابية
  • تجنب كل الأطعمة التي يمكن لها أن تسبب لك الحساسية والتأكد من مكونات كل ما تتناوله.
  • الحد من كمية الكافيين التي يتم تناولها واستبدالها بالتفاح أو الماء…

في النهاية لا بد من الإشارة إلى أهمية مراجعة الطبيب والخضوع للفحوص الطبية فعلى الرغم من أن الصداع النصفي العيني ليس بالمشكلة الخطيرة ولكنها يمكن لها أن تملك تأثير سلبي على جودة حياة الشخص وخاصة في حال كان عمله يحتاجه منهم لتركيز ونظر دقيق للغاية.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله