هذا كل ما يجب عليك معرفته عن المورفين عند استخدامه

المورفين عقار طبي من فئة الأفيونيات يستخدم كمسكن ألم من النوع المتوسط إلى القوي، كان قد اكتشف على يد أحد الصيادلة الألمان سنة عام 1904 حيث استخرجه من الخشخاش وقتها، ثم طورت لاحقًا طرق تصنيعه وصار ينتج معمليًا بصورة كاملة.

وكان الهدف الأساسي من استخراج المورفين في بداية اكتشافه لأغراض طبية بحتة ولم يكن هناك أي نية لاستخدامه بطريقة سلبية أو التسبب بأي ضرر للإنسان منه. ثم لاحظت الأوساط الطبية لاحقًا تأثيره السلبي على الكثير ممن استخدموا هذا العقار والبعض بدت عليهم علامات الإدمان نتيجة استخدامه بشكل مستمر.

ومن ذلك الوقت بدأ يتغير التقييم الطبي للمورفين وصار هناك تقنين وحذر شديد عند استخدامه، سنتعرف في هذا المقال على المعلومات الضرورية الواجب علينا معرفتها عن هذا الدواء عند استخدامه وذلك لتلافي الأضرار التي من الممكن أن يتسبب بها.

هذا كل ما يجب عليك معرفته عن المورفين عند استخدامه

الأشكال الدوائية من المورفين

يتواجد المورفين تحت العديد من الأسماء التجارية التي تختلف من بلد لأخر وبحسب الشركة الدوائية المصنعة له، ومن أبرز الأسماء التي يباع بها المورفين مورفين سلفات، كلوهيدرات دي مورفين، أم اس تي، أم أس تي كونتينوس، مورفين الحقن، بالإضافة إلى الكثير من الأسماء الأخرى.

أما الأشكال الدوائية التي من الممكن أن يتواجد فيها المورفين فيمكن أن نجده بشكل أقراص بجرعات 15 – 20 ملغ، كبسولات بجرعات 10 – 15 – 20 – 30 – 45 – 50 – 60 – 75 – 90 – 100 – 120 – 200 ملغ، ويتواجد بشكل حقن بتركيز 0.5 – 1 – 2 – 4 – 5 – 8 – 10 – 15 – 25 – 50 ملغ، تحاميل شرجية منه تتوافر بجرعات 5 – 10 – 20 – 30 – ملغ، ويتوافر بشكل شراب بتركيز 10 – 20 – 100 ملغ.

آلية عمل المورفين في الجسم

يرتكز مبدأ عمل المورفين في الجسم على تثبيط عمل مستقبلات الألآم في الجهاز العصبي، فيتسبب بحالة من الهدوء والسكون في مركز الجهاز العصبي ويتوقف على أثر ذلك الشعور بالألم.

الاستخدامات

  • يستخدم المورفين كمسكن ألم من النوع المتوسط إلى القوي مثل الألآم الناتجة عن الذبحة القلبية والصدرية، الآلام في هذه الحالة تكون قوية في الصدر من جهة القلب ويمكن أن تمتد إلى كامل الجانب الأيسر من الجسم، بالإضافة إلى الصداع والتوتر والضغط النفسي الذي ينتاب المريض نتيجة الخوف من الموت عند الإصابة بالذبحة، وبالتالي المورفين يمكن أن يساعد المريض ويخفف من الشعور بالألآم والأعراض هذه.
  • يستخدم المورفين بعد العمليات الجراحية التي تسبب الكثير من الألم للمريض، مثل العمليات التي يتم فيها استئصال عضو معين من الجسم.
  • يستخدم مع ضحايا حوادث السيارات في لحظة الحادثة للتخفيف من الألآم التي تنتابهم وقتها، ولكن لا يمكن استخدام المورفين مع الإصابات في الرأس لأنه يؤثر على مركز التنفس في الدماغ وبالتالي يؤدي إلى ضيق التنفس بهذه الحالة.
  • يستخدم كمضاد سعال في حالات السعال الجاف الشديد وحالات الإسهال الشديد، على الرغم من توافر أدوية أخرى تأثيراتها السلبية تكون أقل من المورفين ولا يوجد معها احتمالية للإدمان كما المورفين.
  • يخفف من ألام الروماتيزم في الأطراف.
  • يستخدم المورفين في حالات القتل الرحيم، حيث يتم ذلك للذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية لا يرجى شفائها وتنتابهم ألام قاسية بشكل يومي، فيتم اللجوء إلى ما يعرف بالقتل الرحيم لهؤلاء المرضى لإنهاء معاناتهم ويستخدم المورفين لذلك.
  • يستخدم المورفين أيضًا للتخفيف من الألآم المزمنة الناتجة عن كسور العظام وتمزق الأربطة والأوتار
  • يستخدم أحيانًا مع المرضى الذين يعانون من الحصى في الكلى ويسبب لهم ذلك الكثير من الألم ولا سيما عند التبول.
  • يستخدم أيضًا المورفين مع حالات تجمع المياه في الرئة.

التأثيرات

هناك عدة تأثيرات يمكن أن تظهر على الأشخاص خلال علاجهم باستخدام المورفين، حيث من الممكن أن تظهر هذه التأثيرات سواء باستخدامه لفترات قصيرة أو طويلة، وبعض هذه التأثيرات خطيرة وقد تسبب مشاكل دائمة للشخص، وأبرز هذه التأثيرات

  • انخفاض في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
  • ضيق تنفس وسعال شديد وخاصة عند تناوله بجرعات كبيرة.
  • حركات غير طبيعية لعضلات البطن مثل التقلص والاسترخاء.
  • جفاف في الفم والحلق.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والتقيؤ والتشنجات الهضمية.
  • هلوسة وهذيان ودوخة.
  • اضطرابات في التوازن لدى المريض الذي يستخدم المورفين.
  • اضطرابات فيزيولوجية في الجسم مثل صعوبة في استخدام الأطراف.
  • استخدامه لفترات طويلة نوعًا ما يسبب الإدمان.
  • تهيج جلدي وحساسية وارتفاع لحرارة الشخص.

أي من هذه الأعراض يمكن أن تظهر على الأشخاص الذين يستخدمون المورفين، بالإضافة إلى تأثيره على طريقة عمل الدماغ، حيث يترك الشخص بحالة من اللاوعي بتصرفاته وسلوكه، وكنتيجة لاستخدامه على المدى الطويل يصل الشخص إلى نقط لا تعد الجرعات العادية من المورفين تثير فيه الاحساس الذي كانت تثيره سابقًا لذلك يسعى لجرعات أكبر من السابق وهذا يؤدي إلى الإدمان.

الاستخدام الطبي

الاستخدام الصحيح للمورفين يتم باتباع تعليمات الطبيب بدقة والالتزام بالجرعة الموصى بها دون إفراط ودون تغيير بالمواعيد وللمدة الموصى بها من قبل الطبيب. وكذلك يمنع استخدام المورفين من دون وصفة طبية وحتى لا يجوز للصيادلة بيع العقار دون وصفة طبيب وللشخص صاحب الوصفة، بل وبعض الدول تقر قوانين بذلك لمكافحة إدمان المورفين.

هذا كل ما يجب عليك معرفته عن المورفين عند استخدامه

 

لا يجب أيضًا تبديل النوع الذي حدده الطبيب لأي سبب كان إلا بمشورة الطبيب، وفي حال لاحظ المريض إن الدواء لا يظهر أي مفعول بعد مدة من استخدامه لا بد من إخبار الطبيب بذلك. لا ينصح بإيقاف الدواء مباشرة وبشكل فوري وإنما يجب إيقافه بشكل تدريجي وتحت إشراف الطبيب حتى لا تظهر أية أعراض سلبية للتوقف المفاجئ عنه.

موانع الاستخدام

  • يمنع استخدام المورفين للنساء الحوامل منعًا باتًا لأنه يعبر المشيمة ويسبب اختناق للجنين.
  • لا ينصح به للأشخاص الذين أظهروا حساسية للمورفين أو لأي من مكوناته.
  • الأشخاص الذين يعاونون من الربو ونوبات من ضيق التنفس.

في كل الأحوال تختلف موانع الاستعمال بين شخص وأخر وحسب نوع المورفين، لذلك من الضروري إخبار الطبيب بأي مشاكل أو اضطرابات صحية قبل البدء باستخدام المورفين.

إدمان المورفين

على الرغم مما سبق ذكره من تأثيرات ومضار المورفين فأن هذا لا يعني بالإمكان الاستغناء عنه كليًا، فهو ضروري للاستخدامات الطبية في كثير من الأحيان ولا يمكن الاستغناء عنه بشكل كامل. تقول بعض الإحصائيات إن إنكلترا وحدها شهدت نحو خمسة آلاف حالة وفاة نتيجة إدمان المورفين بين الأعوام 2000 إلى 2004.

في حال اشتبهت بأن أحد أفراد أسرتك أو أقاربك أو أي شخص من الدائرة المحيطة بك يعاني من إدمان المورفين عندها يجب عليك الانتباه لتصرفاته وسلوكه بشكل دقيق، وخاصة إذا كان هذا الشخص سبق وتعالج بالمورفين فأنه من المحتمل جدًا أن يكون قد أدى به ذاك العلاج إلى الإدمان، وهذا سيبدو عليه بتصرفاته وسلوكه الغير طبيعي، وثم باستشارة الطبيب المختص وبمساعدة أفراد العائلة لهذا الشخص يمكن تحديد إذا ما كان الشخص يعاني من الإدمان أم لا للبدء بالعلاج.

من الضروري أن يكون علاج الإدمان منه تحت إشراف طبي وبعناية طبية خاصة لأنه من المحتمل أن تكون أعراض العلاج من الإدمان شديدة على المدمن وقد تعرض حياته للخطر. بالإضافة إلى إن العلاج من الإدمان يشمل العلاج النفسي إلى جانب العلاج الطبي والتأهيل الاجتماعي والسلوكي والقضاء على مسببات الإدمان لضمان عدم عودة الشخص إليه ثانيةً.

هذا كان أهم ما يجب علينا معرفته عن أدوية المورفين، لضمان استخدامها بالشكل الأمثل والصحيح لتجنب التأثيرات والمضاعفات الخطيرة والمحتملة لاستخدام هذه الأشكال من الأدوية. خاصة وإنه كما ذكرنا على الرغم من المضار الكثيرة المحتملة لهذا الدواء فأنه من الضروري استخدامه في بعض الحالات المرضية، مثل عند التعرض لحوادث السير أو في حال المعاناة من كسور في العظام أو تمزق للأربطة أو أي مشاكل صحية أخرى تتطلب هذا الشكل من العلاج.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله