هذا كل ما تود معرفته عن التسويق الإلكتروني

طالما صار مصطلح التسويق الإلكتروني يتردد أمامنا كثيرًا هذه الأيام والكل يتحدث عنه، حتى جارنا في الحي صار يبحث عمن يقوم له بحملة تسويق لبقاليته. ارتأيت من الضروري أن اكتب هذا المقال الذي أتحدث فيه عن مفهوم التسويق الإلكتروني عمومًا وماهيته وأهميته وكيف يمكن استخدامه.

حيث غدا كثيرًا ما يستخدم هذا المصطلح بطريقة غامضة ومشوشة يشوبها الكثير من اللبس والخلط، فهو من المجالات التي مازالت حديثة العهد، وظهر مع ثورة التكنلوجيا وظهور مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية.

هذا كل ما تود معرفته عن التسويق الإلكتروني

ما هو التسويق الإلكتروني؟

يعرّف التسويق الإلكتروني غالبًا بأنه عملية الترويج لمنتج أو خدمة عبر الأجهزة الإلكترونية، يمكننا القول إن هذه التعريف صحيح إلى حد ما ولكنه ليس كامل، صحيح إن التسويق هو عملية ترويج لمنتج أو خدمة محددة ولكن ليس فقط عبر الأجهزة الإلكترونية وإنما عبر الكثير من الوسائل والقنوات الإلكترونية المتاحة.

تشمل هذه القنوات التي تستخدم كوسائل للتسويق الإلكتروني الأنترنت من برامج وتطبيقات ومواقع أنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وحتى تطبيقات الرسائل والرسائل النصية. وبالتالي حتى يكون الشخص مسؤول أو خبير تسويق إلكتروني يلزمه خبرة ودراية بكل هذه الأدوات والوسائل. ويسمى هذا المجال في بعض السياقات التسويق الرقمي، Digital Marketing، E-Markteing.

اقرأ أيضًا: شركة تسوق … خبراء تصميم مواقع الإنترنت والمتاجر الإلكترونية وتطبيقات الجوال

أنواع التسويق الإلكتروني

لتنوع القنوات والوسائل التي يمكن استخدامها في التسويق الإلكتروني فأنه هناك عدة أنواع منه

التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت

وهو النوع الأكثر شهرة واستخدامًا اليوم من قبل المشاريع التجارية بأنواعها والمنظمات والمؤسسات الخاصة والعامة وحتى تلك الجهات الغير ربحية. ويتميز بقلة التكاليف وسهولة الوصول إلى الفئة المستهدفة، ولكنه في الغالب يحتاج للكثير من العمل والجهد والتخطيط ويتطلب بناء استراتيجية كاملة.

كذلك في التسويق عبر الأنترنت وبسبب كثرة الأدوات المستخدمة يمكن الحصول على تقارير وبيانات واحصائيات كاملة عن مدى نجاح خطة التسويق ومدى انتشارها بين الجمهور والتفاعل معها. بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع الزبائن والجمهور المستهدف مباشرةً.

التسويق عبر التلفاز

أحد أنواع التسويق الإلكتروني القديمة بعض الشيء بالنظر إلى النوع السابق، حيث تتم عبر استخدام القنوات التلفزيونية المختلفة لإيصال الإعلان إلى الجمهور، يتصف بارتفاع تكاليف الإعلان والتي لا تستطيع بعض الجهات تحملها ولكنه يصل إلى جهور واسع من المستهدفين. ويشمل كذلك هذا النوع التسويق عبر الراديو، وتناقص استخدام هذا الشكل من التسويق في السنوات الأخيرة لصالح التسويق عبر الإنترنت.

التسويق عبر الرسائل النصية

ويتم عبر إرسال الرسائل النصية إلى الجمهور عبر الهواتف المحمولة، وتتصف أيضًا بالتكاليف المرتفعة كما الأمر بالنسبة للنوع السابق ويكون مضمون النتائج بوصوله إلى الجهة المستهدفة. هذا بالإضافة إلى إنه يبقى النص التسويقي في جهاز الشخص ما لم يقم بحذفه وبالتالي من المحتمل إن الشخص سيقرأ النص أكثر من مرة عند بقاءه في جهازه.

التسويق عبر الإنترنت

هذا كل ما تود معرفته عن التسويق الإلكتروني

سنتحدث هنا بالتفصيل عن القسم الأهم من التسويق الإلكتروني ألا وهو التسويق عبر الإنترنت، وفي الغالب يكون هذا القسم من التسويق هو المقصود عندما يذكر اليوم التسويق الإلكتروني.

ظهر هذا النوع من التسويق من فترة ليست ببعيدة، وتحديدًا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية، وصار يتطور يومًا بعد يوم إلى ما وصل عليه بشكله الحالي، ومن الجدير بالذكر إنه ما زال يتطور كل يوم مع ظهور وسائل وتطبيقات ومواقع وأدوات تكنلوجية جديدة.

أدوات التسويق عبر الإنترنت

مواقع التواصل الاجتماعي

هل تعرف كم مرة في اليوم تدخل لحسابك في الفيسبوك أو التويتر أو السناب تشات أو انستغرام، من هنا تأتي أهمية هذا الجزء من التسويق الإلكتروني حيث نقضي الكثير من وقتنا يوميًا على هذه المواقع والمنصات، ونقرأ آلاف المنشورات يوميًا ونشاهد مئات الفيديوهات على هذه المواقع، الأمر الذي جذب المعلنين وأصحاب الفعاليات المختلفة لوضع إعلاناتهم أمامنا على هذه المواقع.

فلم يعد اليوم أحدنا يمشي في الطريق وينظر للإعلانات الملصوقة على الأعمدة والجدران على جانبي الطريق، بل صرنا في كل الأوقات وحتى عندما نمشي في الطريق ننظر إلى هواتفنا، وبالتالي الإعلانات الموضوعة في الهواتف صار من الممكن رؤيتها من قبل الجمهور أكثر بكثير من تلك الإعلانات الموضوعة في الطرقات.

وتتيح اليوم مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها للمعلنين القيام بحملات إعلانية كاملة لمنتجاتهم وخدماتهم وعلاماتهم التجارية على السوشال ميديا للوصول إلى الجمهور المستهدف من العملاء والزبائن، وهذا يكون مقابل مبالغ مالية معقولة بحسب حجم الحملة التسويقية التي يريدها الشخص.

SEO

 “Search Engine Optimization” أو التهيئة لمحركات البحث، ويقصد به تهيئة المحتوى لمحركات البحث. جوجل باعتبارها محرك البحث رقم واحد في العالم اليوم فهي لديها ما يسمى بالخوارزمية والتي تحوي أكثر من 200 معيار يتم على أساسها تصنيف نتائج البحث.

الهدف من التسويق عبر السيو SEO هو تمكين الجمهور من زبائن وعملاء من الوصول إلى الموقع الإلكتروني أو الخدمة أو المنتج الذي نسوق له عبر الإنترنت، وذلك عبر تحسين ترتيب المحتوى الخاص بالمعلن بين نتائج البحث الأخرى على محركات البحث بحيث يظهر ضمن النتائج الأولى.

هذا النوع يحتاج لما يعرف بخبير SEO للعمل على تحسين تصنيف المحتوى بين النتائج الأخرى، ولا يمكن لشخص ليس لديه أي خلفية عن الموضوع القيام بهذه المهمة. حيث يتطلب ذلك الإلمام بكل جوانب محركات البحث والتحديثات التي تجريها المحركات باستمرار على خوارزميتها.

الدفع للنفرة PPC

ويقصد بها الإعلانات التي تظهر على صفحات نتائج البحث، حيث يقوم صاحب الإعلان بالدفع لمحرك البحث مقابل إظهار إعلاناته في الصفحات المختلفة لنتائج البحث، ويمكن إظهار الإعلان بحسب كلمات محددة يطلبها صاحب الإعلان وتختلف الأسعار وتكلفة التسويق بهذه الطريقة بحسب الكلمات المراد إظهار الإعلان معها.

البريد الإلكتروني

من الطرق القديمة بعض الشيء، حيث كانت تستخدم قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ثم قل استخدامها تدريجيًا ولم تعد تستخدم اليوم إلا على نطاق محدود، وتعتمد على إيصال إعلانات نصية ومرئية وروابط إلى إيميلات الزبائن والعملاء.

كيفية التسويق الإلكتروني

هذا كل ما تود معرفته عن التسويق الإلكتروني

بعد أن تعرفنا إلى التسويق الإلكتروني وأنواعه والأدوات التي تستخدم في حملات التسويق، لنتعرف الآن إلى كيفية التسويق الإلكتروني، وماهي الخطوات الواجبة على من يود التسويق لمنتجه أو خدمته أو مشروعه.

حدد طريقة التسويق المناسبة لك

أولى الخطوات التي يجب على من يود التسويق لفكرة أو منتج أو خدمة ما اتخاذها هي تحديد أي أنواع التسويق أكثر ملائمة وتناسبًا مع طبيعة ما يود التسويق له، ويتم ذلك من خلال تحديد الجمهور ثم معرفة هذا الجمهور وأين يمكن أن يتواجد وما هي الطريقة الأفضل للوصول إليه.

مثلًا بعض المشاريع يمكن أن يتواجد زبائنها وعملاءها على الفيسبوك أكثر من أي مكان أخر، مشاريع أخرى يمكن أن تحصل على زبائنها من محركات البحث أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي. وبالتالي لا بد أولًا من تحديد المكان المناسب الذي سنضع فيه إعلاناتنا حتى لا يضيع المجهود الذي نبذله في التسويق سدىٍ ولا نصل إلى الجمهور أو الهدف الذي نريد.

 حدد طريقة الوصول للجمهور

بعد تحديد الطريقة المناسبة للإعلان لا بد من تحديد الشكل الذي تريد به للجمهور أن يراك أو يرى المنتج أو الخدمة، ففي حال استخدمت الفيسبوك لا بد أن تنشئ صفحة على الفيسبوك باسم مشروعك، وتضع فيه كل المعلومات اللازمة التي تمكن الجمهور من الوصول إليك ومعرفة معلومات منتجك أو فكرتك أو خدمتك.

في حال اخترت الوصول للجمهور عن طريق محركات البحث لا بد من توفر موقع إلكتروني خاص بمشروعك حتى يتم إضافة رابط الموقع إلى نتائج البحث، وبالتالي تضع ضمن هذا الموقع كل ما قد يحتاجه الجمهور أو الزبائن المحتملين.

البدء بالحملة التسويقية

بعد القيام بالخطوتين السابقتين على أكمل وجه، عندها يمكنك البدء بالحملة التسويقية، طبعًا هناك بعض المتطلبات التي لا بد من أخذها بالحسبان عند الإعداد للحملة، منها نوعية الجمهور المستهدف، مكان تواجده، الفئة العمرية لهذا الجمهور، كل هذه تعد من الأمور الضرورية، فمثلًا عندما تسوق لمنتج مثل ألعاب الأطفال بالتأكيد تختلف الفئة العمرية المستهدفة منه عندما تسوق لمنتج يخص الكبار مثل الأدوات الكهربائية. هذا بالإضافة إلى تحديد النصوص الإعلانية المناسبة والصور والفيديوهات التي تجذب الجمهور والمتابعين إلى ما نسوق له.

قيّم النتائج

من الضروري متابعة الحملة التسويقية أولًا بأول والنتائج التي تحصل عليها من هذه الحملة، عادت كل الوسائل التي يمكن أن تستخدمها في التسويق يمكن أن تزودك بتقارير مفصلة وإحصائيات وبيانات كاملة عن الحملة الإعلانية والتسويقية الخاصة بك ومدى انتشارها بين الجمهور وتفاعل الجمهور معها وما إلى ذلك.

أهمية تقييم الحملة التسويقية التي قمت بها يأتي للتأكد من النتائج التي توصلت لها، وهل حققت نفع ووصلت بك إلى الهدف الذي كنت قد حددته عند بداية تسويقك لمشروعك، وبالتالي يمكنك من جراء تحليل بياناتك تلك معرفة مدى نجاح الحملة وماهي التغييرات التي يمكن أن تقوم بها، لتحقيق مزيد من الفائدة لمشروعك والوصول للمزيد من الزبائن.

وعلى رغم ذلك من الضروري أن نذكر إن تلك التقارير والإحصائيات ليست بتلك الأهمية الكبيرة، صحيح هي يمكن أن تعطيك نظرة على وضعك في السوق ومكانك بين المنافسين، ولكن الطريقة الحقيقة لمعرفة ذلك تمامًا هو مراقبة الأرباح ونسب البيع إذا كنت تبيع منتج ما.

فالشركات الكبرى في العالم مثل غوغل وأبل وسامسونج لا تقيس نجاحها بمدى نجاح الحملات التسويقية التي تجريها، وإنما دائمًا ما تقيس نجاحها بنسب البيع والأرباح التي حققتها. لذلك دائمًا ما نلاحظ تلك الشركات الكبيرة تقارن نسب أرباحها في الفترات بين عام وأخر مثلًا.

ولكن يبقى هناك بعض المشاريع الغير ربحية وبالتالي لا يوجد لديها نموذج ربح حتى تعرف مدى نجاح الحملة التسويقية، في هذه الحالة إحصائيات الحملة الإعلانية هي الطريقة الأنسب لقياس مدى النجاح والانتشار بين الجمهور. هذا بالإضافة لبعض المشاريع الأخرى التي لا تكون غايتها الربح المادي المباشر مثل المدونات الإلكترونية والمواقع الإخبارية وما شابهها.

وبذلك نكون تعرفنا إلى كل ما يخص الحملات الإعلانية وكيفية التسويق الإلكتروني والأدوات المستخدمة في ذلك. في حال لديك أي استفسار أخر حول هذا الموضوع أخبرنا عنه فير التعليقات وسنحاول الإجابة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله