تُعتبر العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته من أهم المفردات والدعائم الأساسية التي تُمتّن وتقوي من تلك العلاقة، ومشكلة ضعف الانتصاب من أخطر المشكلات التي يمكن أن تدمر تلك العلاقة، لذلك قررت أن أقدم لكم هذا الدليل الشامل للوقاية من وعلاج تلك المشكلة.
ولكي تتم علاقة جنسية سليمة وصحيحة وممتعة لا بد من توفر انتصاب قوي لدى الرجل، والمرأة هي أول من تشكو وتشعر بمشكلة ضعف الانتصاب، وللأسف في الغالب يتم التعامل مع تلك المشكلة بشكل عشوائي غير طبي وغير مدروس بالمرة، مما يؤدي لتفاقم تلك المشكلة.
ما هو ضعف الانتصاب
يتكون قضيب الرجل من أنبوبتين “الجسم الكهفي” على جانبي مجرى التبول، ولكي يحدث أنتصاب لا بد وأن يمتلئ الجسم الكهفي بالدم ثم تغلق عليه الصمامات تمامًا ليحبس هذا الدم ويحدث الانتصاب، فعندما يحدث تفريغ لهذا الدم لأي سبب بذلك نحن نواجه مشكلة في الانتصاب.
وضعف الانتصاب هو ضعف في الصلابة مما يعيق العلاقة الجنسية، ويؤثر على استمتاع المرأة بكل تأكيد، وهو من أكثر إضطرابات الأداء الجنسي شيوعًا لدى الرجل، وقد يأخذ ضعف الانتصاب صورة أخرى فمثلًا يحدث الانتصاب لدقائق ولا يستطيع الرجل الحفاظ عليه لفترة طويلة مما يسبب مشكلة أيضًا.
وللأسف مؤخرًا انتشر ضعف الانتصاب بين الشباب على عكس الأجيال السابقة، حيث أنه قديمًا لم يشكوا من ضعف الانتصاب سوى الرجال في عمر الخمسين أو الستين، ولهذا أسباب كثيرة طبعًا، أبرزها الضغوط النفسية الموجودة لدى الشباب، والجهل بالثقافة الغذائية بينهم، وانتشار الوجبات السريعة.
أسباب ضعف الانتصاب
أسباب هرمونية
قد يكون سبب ضعف الانتصاب هو نقص في الهرمونات الذكرية وتحديدًا هرمون التستوستيرون، أو هرمون الغدة النخامية التي يسميها المتخصصون الغدة المايسترو، وهنا يستوجب على الطبيب أن يطلب من المريض تحليل لهرمون الذكورة كي يتأكد من نسبته الطبيعية.
الإصابة بمرض أو حادث
قد يتعرض الشخص لحادث معين أو اصطدام بجسم صلب، مما يؤثر على النسيج الكهفي ويؤدي لضعف الانتصاب، وقد يتعرض الرجل لكسر في القضيب، نتيجة ممارسة الجنس بوضعيات غير آمنة بها من العنف الكثير، وقد يكون ضعف الانتصاب ناتجًا عن مرض بيروني، وقد يكون بسبب عدم انتظام نسبة السكر في الدم.
أسباب خِلقيّة
قد يولد الرجل بعيب معين في النسيج الكهفي للقضيب، هذا العيب قد يكون اعوجاج أو تليف في بعض الأنسجة في ناحية من نواحي القضيب، مما يجعل من عملية الإيلاج صعبة، وبالتالي يحدث ضعف انتصاب، لأن الانتصاب الطبيعي عبارة عن صلابة بالإضافة إلى استقامة في العضو الذكري.
أسباب نفسية
التعرض المستمر للضغوط، والتوتر والإحباط الاقتصادي، يجعل من العلاقة الجنسية واجب يؤديه الشخص لكي يُرضي الطرف الآخر وبالطبع لو خلت العلاقة الجنسية من الاستمتاع المتبادل، فهذا بداية لضعف الانتصاب، وبالطبع ليس كل الناس لديهم نفس الاستعداد لفكرة أن يتأثرون بالضغوط لهذه الدرجة، فبعضهم يفصل بين ضغوطه النفسية وعلاقته الجنسية.
أسباب طبيعية
في الغالب لدى كبار السن يحدث ضعفًا طبيعيًا في الانتصاب وهذا شيء طبيعي للغاية، بالإضافة إلى أن الرغبة تقل لدي الرجل وزوجته، ويحدث نوع من الزهد في تلك العلاقة، فلا تصبح شهوتهما كما كانت وهم شباب، لذلك لا تحدث مشكلة، وفي الغالب تُحَل المشكلة دوائيًا.
الوقاية من ضعف الانتصاب
لا تمارس العادة السرية
ممارسة العادة السرية من الأمور التي تعجل بضعف الانتصاب، والكارثة أن الكثير يروج لعكس ذلك، ولكن الحقيقة أن الذي يمارس العادة السرية في الغالب يمارسها بطريقة عنيفة جدًا، مما يهلك النسيج الكهفي للقضيب، وقد يؤدي لتسريبًا وريديًا، وكل هذا من دواعي ضعف الانتصاب، بالإضافة إلى سرعة القذف والتوتر وتأنيب الضمير.
راقب الانتصاب الصباحي
وضع الله عز وجل علامة فينا كرجال لكي نطمئن على كفاءة أعضائنا الجنسية، تلك العلامة هي الانتصاب الصباحي، فالشخص الطبيعي عندما يصحو من النوم في الصباح لو وجد أعضاءه منتصبة بشكل طبيعي ومتوسط، فهو بذلك سليم البدن أما لو وجد لفترة طويلة أنه ليس هناك انتصاب صباحي فهناك مشكلة.
حافظ على علاقة مستمرة ومنتظمة
وبالطبع هذا للمتزوجين، فالحفاظ على علاقة جنسية بشكل دوري ومنتظم وثابت إلى حدٍ ما، يساعد كثيرًا في الحفاظ على الصحة الجنسية وعلى سلامة أنسجة القضيب، ولكن دون إفراط بكل تأكيد، على سبيل المثال من مرتين لثلاث مرات أسبوعيًا، يُعتبر عدد مرات مناسب.
لا تُنهي المخزون سريعًا
كثير من الرجال يمارس العلاقة الجنسية مع زوجاتهم لفترات طويلة ولمرات عديدة يوميًا، والحجة في ذلك أنه حلال فما المانع، ولكن الفكرة هنا أن العلاقة الجنسية أو القدرة الجنسية بالأحرى لها مخزون معين، لذلك مذكور في النصائح للزوجات أن الزوجة الصالحة “تكون له كالسد إذا كان هو كالنهر”.
لا تطيل من فترة الانتصاب
ينبغي ألا تطول فترة الانتصاب عن أربع ساعات وفق الأبحاث العلمية، فهذا يساهم في تليف القضيب بدرجة كبيرة، وبالطبع هذه النصيحة موجهة لمن يستخدمون المعينات الدوائية، وهم كُثُر، لأن الدم المخزن في القضيب لا بد وأن يُفرَغ بحد أقصى بعد أربع ساعات، ثم يمكن للشخص أن يقوم بالعلاقة مرة أخرى.
احذر الأجهزة الغير مرخصة
كثير من الإعلانات تغرق الشاشات التليفزيونية المشبوهة والتي تبيح لنفسها أن تسوق لمنتجات غير مصرح بها، ومنها الكريمات وأجهزة الشفط والتي يدعون أنها تزيد من القوة والصلابة وتعالج أيضًا من سرعة القذف، والحقيقة غير ذلك، هم فقط يهدفون للربح السريع بكل السبل حتى ولو على حساب صحة الناس.
اغتسل بعد العلاقة الجنسية فورًا
فور القذف الذي يحدث في نهاية العملية الجنسية يستحسن الوضوء أو الاغتسال بشكل كلي، وإن لم يستطع الرجل فيكفيه غسل الَذكَر، فهذا يُهدّأ جدًا من الأنسجة ويجعلها أكثر مقاومة للتليف، ويجدد الدورة الدموية بالكامل، ويحسن من الصحة الجنسية بكل تأكيد، ويجعل الرجل يعود للعلاقة الجنسية بانتعاش أكثر.
لا تستخدم المعينات الدوائية إلا بمشورة طبيب مختص
البعض يُسرف والبعض الآخر يستخدمها بدون مشورة طبيب أصلًا، والبعض يستخدم أنواع غير مصرح بها، والبعض يستخدم الترامادول ويوهم نفسه أنه بذلك قد قوى الانتصاب لديه، والحقيقة أن الترامادول يقتل الانتصاب ويقضي على الصحة الجنسية، كما أنه هناك أنواع معينة يعطيها لك الطبيب وفق حالتك الصحية، لذلك استشر الطبيب أولًا.
توجه فورًا لمختص
لو شعرت بأي مشكلة في الانتصاب الصباحي إذا كنت غير متزوج، أو في الانتصاب عمومًا أثناء العلاقة الجنسية، فاذهب للطبيب فورًا، لأن تدارك تلك المشكلات في بدايتها يوفر الكثير من المعاناة، وييسر العلاج كثيرًا.
علاج ضعف الانتصاب
العلاج الدوائي
وهو يصلح في الحالات البسيطة التي فيها ضعف بسيط في الانتصاب وكل الأدوية تعمل على فكرة ضخ كميات أكبر من الدم إلى العضو الذكري، ولعل أشهرها الفياجرا، والفاي ركتا، وبالطبع استشارة الطبيب هامة جدًا لتحديد النوع والجرعة المناسبين، والعلاج الدوائي يناسب أكثر الشباب صغيري السن.
العلاج النفسي
وهو مناسب لمن يعانون من ضعف الانتصاب ذو المنشأ النفسي، والعلاج يدور حول الطمأنة وحل الصراعات المختلفة، وتعلم استراتيجية للتعامل مع المواقف الضاغطة، ومحاولة مسح التجارب الفاشلة بكل تأكيد في العلاقة الجنسية، وهذا يحتاج لجلسات قد تطول حسب الحالة، ويفضل أن يتم إجرائها على يد مختص في الطب النفسي الجنسي.
العلاج الجراحي
وهو آخر الاحتمالات التي يستخدمها الطبيب لاستعادة الانتصاب، وللأمانة الطفرة الكبيرة التي حدثت في فكرة تركيب الدعامات، يسرت الكثير على المرضى وحلت الكثير من المشكلات الزوجية، وبالطبع من يجري تلك الجراحات لا بد وأن يكون متخصص ومُدَرب عليها جيدًا، والدعامات أنواع أهمها الأنواع الثلاثة الآتية.
الدعامة الصُلبة
وهي دعامة تركب داخل القضيب من فتحتين في الجسم الكهفي بغرز معينة، تلك الغرز لو كان الطبيب محترفًا لا تظهر أبدًا، وبالطبع تلك الدعامة تحدث نوع من الصلابة ولكنها صلابة مستمرة، وهي عملية قديمة إلى حدٍ ما، وقليل من يقوم بها إلى الآن.
الدعامة القابلة للثني
والبعض يسميها الدعامة النصف صلبة، وهي تركب بنفس الطريقة ولكن فيها ميزة مختلفة عن الدعامة الصلبة، وهي أن الرجل يستطيع أن يثني قضيبه بعد ممارسة الجنس لكي لا يكون شكلة ملفتًا أو محرجًا، وهي الأكثر انتشارا في الأوساط الطبية، والكثير يستخدمها.
الدعامة البالونية
وهي دعامة تركب داخل القضيب ولكنها هذه المرة يتم الانتصاب عن طريق مضخة توضع في الخصية، وبها يحدث انتصاب فور الضغط على تلك المضخة، وبعد الانتهاء من العلاقة الجنسية، يتم تفريغ الدعامة عن طريق الضغط على الدعامة وثني القضيب لأسفل، وهي الأفضل والأغلى سعرًا ولكن للأمانة بها بعض المشكلات الميكانيكية.
العلاج بالأعشاب الطبية
يعتبر زيت الزيتون وزيت حبة البركة من أهم الزيوت التي تستخدم في علاج ضعف الانتصاب، وذلك بدهن منطقة العانة بالزيوت، وأيضًا العسل الأبيض رائع جدًا في علاج تلك المشكلة، ويتم شرب ملعقة منه مُذابة في كوب ماء يوميًا على الريق، وبعض المتخصصين في الطب البديل يوصي بدهن العانة يزيت الثوم.
وبالطبع الأطعمة الحارة تساهم في تحسين الدورة الدموية عمومًا والدورة الدموية الجنسية خصوصًا، ومنها الشطة والفلفل الأحمر، والقرفة والزنجبيل، وقد يُضاف للسلطة الخضراء أو قد يُغلى ويشرب.
