الغدد الصماء … ما هي وظائفها وأهميتها للجسم

الغدد الصماء أو نظام الغدد الصماء هي مجموعة من الأعضاء الموجودة في جسم الإنسان والعديد من أنواع الحيوانات، وهي تقوم بإنتاج تخزين وإفراز عدد من الهرمونات التي تلعب دورًا في تنظيم العديد من الوظائف داخل الجسم بالإضافة إلى المحافظة على التوازن الداخلي.

تم إطلاق مصطلح الغدد الصماء على هذه الغدد لأنها لا تمتلك قناة خاصة لإفراغ الهرمونات، وبدلًا من ذلك، تفرز هذه الغدد هرموناتها في الدم مباشرة، وهذا ما يفسر أن جميع الغدد الصماء تكون غنية جدًا بشبكة غزيرة من الأوعية الدموية.

الغدد الصماء

يلعب الجهاز العصبي دورًا في التحكم بالغدد الصماء وتنظيم عملها وإدارتها، وذلك من خلال مجموعة من السيالات العصبية، لكن هذه السيالات ليست ذات طابع كهربائي، بل تكون مجموعة من الإشارات الكيميائية التي تعمل على تنشيط أو تثبيط عمل الغدد الصماء في الجسم.

تختلف الغدد الصماء عن بعضها البعض في العديد من الجوانب حيث أن لكل منها نوع معين من الهرمونات يختلف عن هرمونات الغدد الصماء الأخرى، أيضًا تختلف الغدد الصماء في شكلها وحجمها ومكان توضعها داخل الجسم، فبعض الغدد تكون كبيرة الحجم مثل الغدة الدرقية وغدد أخرى حجمها صغير جدًا مثل الغده النخامية الموجودة أسفل الدماغ.

لا يكون الجهاز العصبي هو المؤثر الوحيد على نظام الغدد الصماء وعملها، بل يتأثر هذا النظام بالعديد من العوامل الأخرى بما في ذلك العوامل الموجودة في الجهاز الهضمي، حيث يؤثر تناول أنواع معينة من الأطعمة على عمل الغدد الصماء وإفرازاتها بالإضافة إلى العواطف والاستجابة للمؤثرات الخارجية مثل التوتر والقلق والخوف، ويمكن لهذه العوامل أن تدفع الغدد الصماء الى إفراز الهرمونات الخاصة بها أو عدم القيام بذلك.

ما هي وظائف الغدد الصماء؟

تفرز الغدة النخامية الهرمونات لتنظيم عمل الغدد الصماء الأخرى
تفرز الغدة النخامية الهرمونات لتنظيم عمل الغدد الصماء الأخرى

كما ذكرنا أعلاه، تقوم الغدد الصماء بإنتاج وتخزين وإفراز مجموعة من المواد الكيميائية الهامة للجسم، هذه الهرمونات تلعب دورًا هامًا في العديد من التفاعلات الحيوية داخل الجسم والتي تؤثر بشكلٍ مباشر على مشاعر الكائن الحي والتجاوب مع المؤثرات الخارجية، كما تؤثر الهرمونات أيضا على عمليات تطوير أعضاء الجسم ونموها ونمو الكائن الحي بشكل عام بالإضافة إلى سلوكه الجنسي وعمليات الهضم وإيقاع النوم لديه.

بشكل عام، يكون للهرمونات التي يتم إفرازها من قبل الغدد الصماء وظائف متعددة وذلك على النحو التالي:

الهرمونات المنشطة: والتي تقوم بتنشيط التفاعلات والعمليات الحيوية داخل الجسم مما يؤدي الى تغيير في العديد من الأنسجة والأعضاء، على سبيل المثال، يلعب هرمون البرولاكتين الدور الأساسي في إفراز الحليب وإنتاجه عند الأم المرضعة.

الهرمونات المثبطة: تعمل بشكل معاكس لعمل الهرمونات المنشطة، فهي تثبط أو توقف العديد من التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، على سبيل المثال، يلعب هرمون السوماتوستاتين دورًا في تثبيط عمل هرمونات النمو داخل الجسم مما يؤدي إلى وقف النمو بشكل عام.

العديد من الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء يكون لها هرمونات تنفذ وظيفة معاكسة لها، على سبيل المثال، يلعب هرمونا الأنسولين والجلوكاجون دورًا في تنظيم عمليات الاستقلاب الخاصة بالسكر داخل الجسم، فهرمون الإنسولين يحفز دخول جزيئات السكر إلى خلايا الجسم عندما تزداد نسبته في الدم، في حين يكون لهرمون الجلوكاجون تأثير معاكس تمامًا، ويؤدي إلى إخراج السكر من الخلايا إلى الدم في حال وجود نقص فيه.

لا يرتبط عمل الهرمونات مع بعضها البعض بشكل المتعاكس فقط، بل يمكن أن تعمل الهرمونات مع بعضها البعض بشكل متآزر ومتناسق، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يساعد وجود هرمون معين على تحسين تأثير هرمون آخر وتعزيز أدائه، كما هو الحال في تأثير هرمونات الغدة النخامية على هرمونات الغده الدرقية.

أخيرًا، تشكل بعض هرمونات الغدد الصماء إشارات كيميائية مباشرة تؤثر على عمل الغدد الصماء الأخرى وغيرها من الغدد الموجودة في الجسم، فمثلًا، يؤدي الهرمون المنشط للجسم الأصفر في جسم المرأة إلى تحفيز حدوث الإباضة عندها.

ما هي الغدد الصماء وأين توجد في الجسم؟

تنظم الغدد الكظرية الاستجاب تجاه التوتر والقلق
تنظم الغدد الكظرية الاستجاب تجاه التوتر والقلق

هناك في الجسم العديد من الغدد الصماء، فيما يلي أشهر هذه الغدد:

الغدة الصنوبرية: توجد هذه الغدة في قاعدة الدماغ بجانب مكان دخول أو ارتباط النخاع الشوكي بالدماغ، هذه الغدة توجد عند جميع أنواع الفقاريات وتنتج وتفرز مجموعة من الهرمونات التي تنظم إيقاع الحياة اليومية ومعدل النوم عند الكائن الحي.

الغدة النخامية: توجد في قاعدة الدماغ أيضا، وهي صغيرة الحجم للغاية لكنها تلعب الدور المؤثر الأكبر والمسيطر على معظم الغدد الصماء الأخرى في الجسم، فهي مسؤولة عن تنظيم إفراز الهرمونات وتوازن عملها.

الغدة الدرقية: تقع في العنق فوق القصبة الهوائية، وتفرز مجموعة من الهرمونات التي تكون مسؤولة عن تنظيم عمليات الاستقلاب والتمثيل الغذائي في الجسم، كما تؤثر على حساسية خلايا الجسم تجاه أنواع أخرى من الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء.

الغدة الكظرية: وهي عبارة عن زوج من الغدد التي توجد فوق الكليتين وتكون مسؤولة عن إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، تلعب هذه الهرمونات دورًا هامًا في استجابة الجسم للمواقف الخطيرة مثل الخوف والقلق والتوتر.

البنكرياس: وهو أكبر عضو من الأعضاء الموجودة في البطن، ويفرز هرمونات وأنزيمات تساعد على امتصاص العديد من العناصر الغذائية الموجودة في الطعام الذي نتناوله، كما يفرز هرمونات تنظم عملية استقلاب السكر (الأنسولين والجلوكاجون).

الغدد الجنسية: وهي المبيضان عند الأنثى والخصيتان عند الذكر، وهي الغدد المسؤولة عن النضوج الجنسي وظهور الصفات الجنسية خلال فتره البلوغ، كما أنها المسؤولة عن إنتاج البويضات عند النساء والحيوانات المنوية عند الرجال.

الغدد الخارجية: وهي مجموعة من الغدد الموجودة بين طبقات الجلد، وتكون مسؤولة عن إفراز مواد دهنية ليبقى الجلد في حالة رطبة.

ما هي أنواع الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء؟

يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير
يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير

فيما يلي أهم الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء في الجسم والتي تؤثر بشكل مباشر على العديد من التفاعلات الحيوية فيه:

الأنسولين: وهو الهرمون المسؤول عن امتصاص السكر من الدم وإدخاله الى الخلايا في الجسم، وخاصة خلايا النسيج العضلي، ويؤدي نقص هذا الهرمون إلى إصابة الشخص بمرض السكري.

الثيروكسين: وهي هرمونات تفرزها الغدد الدرقية وتنظم عمليات الاستقلاب والتمثيل الغذائي في الجسم.

الألدسترون: تفرزه الغدد الكظرية ويكون مسؤولًا عن تنظيم كمية البوتاسيوم في الدم، وفي حال نقص إفراز هذا الهرمون تزداد كمية البوتاسيوم في الدم.

الهرمون المانع لإدرار البول أو الهرمون المضاد للإبالة: ويفرز من تحت المهاد ويكون مسؤولًا عن المحافظة على كمية الماء في الجسم وذلك من خلال تحفيز إعادة امتصاص الماء من قبل الأنابيب الصغيرة الموجودة في الكلى، ويؤدي نقصه إلى زيادة كمية الماء المطروح من الجسم، فيشعر المريض بالحاجة إلى التبول كثيرًا، تعرف هذه الحالة باسم مرض السكري الكاذب.

الملوتن: يعرف أيضا باسم الهرمون المنشط للجسم الأصفر، وهو الذي يحفز الإباضة عندها الإناث ويؤدي نقصه إلى عدم حدوث الإباضة وبالتالي العقم.

الهرمونات الستيرويدية: مثل هرمون الأستروجين والبروجسترون التي تكون مسؤولة عن تنظيم الحياة الجنسية.

الأمراض الناتجة عن خلل عمل الغدد الصماء

انظر أيضًا: نظرة عامة على أمراض الغدد الصماء

يؤدي أي خلل أو اضطراب في عمل الغدد الصماء إلى مشاكل عديدة في جسم الكائن الحي سواء كان هذا الخلل ناجما عن فرط أو نقص في إنتاج الهرمونات، فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

مرض السكري: وهو مرض ينتج عن نقص هرمون الأنسولين في الجسم أو انعدامه فيصبح الجسم غير قادر على تنظيم معدل السكر في الدم.

فرط نشاط الغدة الدرقية: ينتج عند ازدياد كمية الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية مما يؤدي إلى زيادة عملية الاستقلاب في الجسم بشكل أكثر من اللازم.

نقص نشاط الغدة الدرقية: هذا يعني أن الغده الدرقية تفرز كمية أقل من الهرمونات التي يحتاجها الجسم مما يسبب تباطؤ عمليات الاستقلاب بشكل عام.

لماذا نحتاج إلى الغدد الصماء؟

نحتاج إلى الغدد الصماء في جسمنا فبدونها ستتوقف الكثير من العمليات الكيميائية الحيوية والتي تلعب الهرمونات دورًا في تنشيطها.

تتفاعل الغدد الصماء مع الجهاز العصبي والعديد من أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، هذا يلعب دورًا في تحقيق التوازن داخل جسم الكائن الحي، فمثلًا عندما يتعرض الإنسان لحيوان مفترس أو سيارة مسرعة، تفرز الغدد الكظرية هرموناتها التي تحفز استجابة سريعة للغاية تجاه الخطر الخارجي، مما يجعل العضلات أكثر قدرة وأكثر كفاءة في المساعدة على الهروب أو مواجهة الخطر.

أيضًا، هناك حاجة ضرورية للهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء من أجل القيام بالعديد من العمليات الهامة مثل تنظيم مستويات السكر في الدم وتحفيز النمو، فنقص هرمون النمو على سبيل المثال يؤدي إلى قصر القامة.

المصدر

https://concepto.de

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله