يكتمل حلم الأمومة عندما ترى الأم نبضات قلب جنينها، وتزداد سعادتها كلما رأته يكبر يومًا بعد يوم، ولكن هناك من الأمهات من يتوقف حلمها عند آلام الحمل، وتنتهي قصة الأمومة الرائعة مع كيس حمل فارغ، فما هو كيس الحمل الفارغ؟ وما هي أعراضه؟ وهل حصوله يعوق إنجاب طفل سليم؟
كيس الحمل الفارغ
الحمل اللاجنيني (Anembryonic gestation) أو البويضة التالفة Blighted Ovum)) هو الاسم العلمي لكيس الحمل الفارغ، وهو عبارة عن بيضة ملقحة، تستقر في الرحم، وتبدأ بالانقسام إلى خلايا إلا أنها نتيجة لعدة أسباب تتوقف عن الانقسام، فتتوقف المشيمة عن إفراز هرمون البروجسترون.
كيف تصبح البيضة معطوبة؟
تتحول البيضة الملقحة إلى بيضة معطوبة عندما يكون هناك مشاكل في الكروموسومات بسبب ضعف الحيوانات المنوية، أو ضعف البويضة. وهناك بعض الأسباب التي تزيد من احتمالية حدوث هذه الحالة منها:
- زيادة عمر المرأة الحامل، فإذا ما كانت فوق سن الأربعين نجد أن احتمالية حصول هذه الحالة عندها أعلى.
- إذا كانت الحامل تعاني من تكيس المبيض.
- في حال وجود خلل بهرمونات الغدة الدرقية، أو نقص هرمون البروجسترون الذي مهمته تثبيت الجنين في الرحم.
- إذا كانت الأم تعاني من أمراض خلل المناعة، حيث يشكل جسم الأم أجسام مضادة تؤدي إلى وفاة الجنين.
- التدخين، وتعاطي الكحول، والتعرض لكميات كبيرة من المواد الكيميائية.
- إصابة الأم بجرثومة الكلاميديا، أو فيروس الهيربس التناسلي، أو فيروس السيتوميجالو، مرض التكسو بلازما، أو مرض الحصبة الألمانية، أو مرض الزهري.
- عيوب خلقية في الرحم.
ما هي أعراض كيس الحمل الفارغ؟
تعاني الحامل بحمل لا جنيني من نفس الأعراض التي تعاني منها المرأة الحامل بحمل طبيعي، مثل: الدوار، الغثيان، القيء، التعب، تأخر الطمث، وعندما تقوم بإجراء اختبار الحمل تكون النتيجة إيجابية، بسبب إفراز المشيمة لهرمون الحمل، إلا أنه يختلف عن الحمل الطبيعي، بحصول:
- نزيف مهبلي قد يكون على شكل قطرات، أو على شكل نزيف حاد، مع أجزاء من الكيس الجنيني.
- قد يزداد عند المرأة الحامل القيء.
- تشنجات في البطن تسبب المغص.
ولا تستطيع المرأة الحامل كشف خلو كيس الحمل إلا عن طريق الفحص بالسونار، فيظهر كيس الحمل فارغ، ولا تظهر نبضات قلب الجنين.
كيف يتم علاج كيس الحمل الفارغ؟
عندما تشعر المشيمة أن البيضة معطوبة تتوقف عن إمداد البيضة الملقحة، وتبدأ مستويات هرمون الحمل بالانخفاض، وهذا ما يجعل البيضة معرضة للسقوط، وعندها يحدث الإجهاض، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، فمن الأفضل لهذه البيضة المعطوبة أن لا تتابع مسيرة حياتها.
فالإجهاض إذن يحدث بشكل طبيعي، ولكن السؤال المطروح دومًا هل يمكن الانتظار أم يجب تنزيله مباشرة بمجرد تشخيصه؟
المراقبة
الأفضل هو الانتظار مع المراقبة، وتشمل المراقبة تحاليل يراقب الطبيب من خلالها (عوامل التخثر)، لتجنيب المريضة مخاطر النزف ونقل الدم، ففي حال وجود اضطراب في عوامل التخثر يجري الطبيب الشفط ويستمر النزيف.
ما هي عوامل التخثر؟
هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى تخثر الدم، وإذا وجد اضطراب في عامل واحد من عوامل التخثر سيستمر النزف عند السيدة.
ولذلك يطلب من المريضة إجراء تحليل لتعيين زمن التخثر وتعيين زمن النزف ( pt & ptt )، وتحليل(تعداد الصُّفيحات)، لعلاج المشكلة في حال وجودها، وعدم تعريض المريضة لمخاطر النزف.
الوقت الأفضل للإجهاض
بداية النزف دليل على أن الرحم مفتوح بشكل طبيعي، وهذا ما يجعل وقت بدء النزف هو التوقيت الأفضل لإجراء العملية، ولا يصح إجراء العملية قبل النزف، لأن الرحم يكون مغلق وإذا تم فتحه بالقوة ممكن أن يتعرض عنق الرحم لرض، أو ينثقب لا سمح الله.
ويجب إجراء (الكورتاج) عملية الشفط لإزالة بقايا الأنسجة، لأن وجودها في الرحم قد يؤدي إلى حصول التهابات تسبب مع مرور الوقت بالعقم للسيدة.
الأسئلة المتداولة حول الحمل اللاجنيني
تكثر الأسئلة حول موضوع كيس الحمل الفارغ، وذلك بسبب التخوف من تكرار حصوله، وبسبب الألم النفسي الذي يتركه عند المرأة.
هل كل نزيف دليل على حمل لا جنيني؟
طبعًا لا، فهناك الكثير من النساء اللاتي يتعرضن لنزوف مهبلية في بداية الحمل، ويستمر الحمل بشكل طبيعي.
هل خلو كيس الحمل دليل حتمي على أنه حمل لا جنيني؟
لا ليس بالضرورة، ولذلك من الخطوات التشخيصية لكشف الحمل اللاجنيني هي معاودة زيارة الطبيب بعد عشرة أيام أو خمسة عشر يومًا، فربما يكون الحمل طبيعي ولكن حصل في وقت متأخر من الدورة الشهرية.
بالإضافة إلى مراقبة هرمون الحمل من خلال عمل تحليل جديد للحمل في الدم B-HCG ، فإن زيادة النسبة تؤكد حصول الحمل، وانخفاضها يؤكد أنه مجرد كيس حمل فارغ.
هل هناك أخطاء يرتكبها الزوجان تؤدي لحصول حمل لا جنيني؟
لا علاقة للزوجين بحصول هذا النوع من الحمل، ولا يوجد سبب واضح له حتى الآن، ومن المحتمل أن يحصل الحمل اللاجنيني مرة أخرى، ولكن يستطيع الزوجان إجراء بعض الفحوصات التي قد تساعد على الحد من احتمالية حدوثه.
متى يمكنك محاولة الحمل مرة أخرى؟
ينصح الأطباء بعدم محاولة الإنجاب إلا بعد مرور ثلاث دورات حيضية بعد الإجهاض، فنعطي الجسم فرصة للتخلص من آثار الحمل السابق, ويتم تجديد خلايا بطانة الرحم، بالإضافة إلى انتظام الدورة مجددًا.
إن الحمل اللاجنيني هو أمر شائع جدًا، ويحصل عند ما يقارب 50% ممن يجهضن في الأشهر الثلاثة الأولى، وفي غالب الأحيان يتم تدارك الموقف ويحصل حمل سليم بإذن الله.
له صلة: طريقة فحص الحمل بالكلور والملح في المنزل بالصور والفيديو
