حل المشكلات بتناول الطعام … اضطرابات الاكل النفسية أو الأكل العاطفي

هل تحاول حل مشاكلك بالشوكولا والمقرمشات والشيبس والوجبات السريعة؟ إذن أنت تعاني من اضطرابات الاكل النفسية – الاكل العاطفي وهذا ليس بالخبر الجيد!

هل تتناول الطعام في حال شعرت بالملل؟ هل تتوجه إلى المطبخ كلما شعرت بالغضب؟ هل تحاول حل مشاكلك بالأطعمة والشوكولا والمقرمشات المالحة والكثير من الشيبس والوجبات السريعة؟ إذن أنت تعاني من اضطرابات الاكل النفسية – الاكل العاطفي وهذا ليس بالخبر الجيد!

ما هو الاكل العاطفي؟ وما السبب الكامن خلفه؟ ومتى يحدث؟ وما هي النتائج والآثار التي يتركها؟ وما الأعراض التي تثبت الإصابة به؟ وفي حال ثبت ذلك ما العلاج وما العمل للتخلص من هذه المشكلة؟

اضطرابات الاكل النفسية – الأكل العاطفي

وهو سلوك يؤدي إلى تناول الطعام بشكل مفرط كرد فعل الجسم اتجاه المشاعر السلبية والمواقف السيئة وبغض النظر عن الشعور بالجوع ويؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية المباشرة كاضطراب الهضم والسمنة وغير المباشرة كالأمراض التي تترافق مع البدانة وزيادة الوزن تعتبر المسبب الرئيسي لها كأمراض القلب والسكري وغيرها.

غالبًا لا يكون نوع الطعام الذي يتم تناوله طعام صحي بل يميل من يعاني من اضطراب الأكل النفسي أو الأكل العاطفي إلى تناول الأطعمة الدسمة أو الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات فأكثر ما يتم أكله هو الوجبات السريعة والأطعمة المملحة والمقرمشات والكثير من الحلويات.

اضطرابات الاكل النفسية – الأكل العاطفي

يتميز هذا السلوك بعدم شعور المريض بطعم الأكل بل هو يأكل بدون وعي بالإضافة إلى عجزه عن التحكم بشهيته أو حتى التوقف عن تناول الطعام عند الامتلاء أو الشبع، فالجسم لا يستجيب لما تبعث به المعدة من رسائل حول مخزون الطعام الذي فيها.

يمكن اعتباره سلوك يعبر به الشخص عما في داخله من قلق أو توتر أو خوف وغالبًا يكون هذا الشخص عاجز عن التعبير بالكلام أو الصراخ أو بأي طريقة أخرى، كما يمكن أن تتكرر هذه النوبات كثيرًا بشكل مزمن ويمكن أن تكون نادرة الحصول ويتوقف ذلك على حال الشخص ونفسيته وقابليته لاتباع هذا السلوك وخلفيته الطفولية.

أسباب اضطرابات الاكل النفسية

توجد أسباب تكمن خلف التعرض لاضطرابات الأكل فهذا الاضطراب في النهاية ما هو إلا سلوك ناتج عن محفز معين ومن أهم الأسباب وأكثرها انتشارًا هي:

طفولة الشخص وعاداته

طفولة الشخص وعاداته

يعود سبب اضطراب الأكل العاطفي أو النفسي إلى طفولة كل شخص فلنعود بالذاكرة إلى الخلف فالأهل وفي أغلب الأحيان يعمدون إلى إعطاء الأبناء قطع من الحلويات أو أي نوع من الطعام المفضل وخاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وذلك لتخفيف من حالة حزن الطفل أو كتعويض عن خسارة شيء ما أو المرور بموقف مزعج بالنسبة له.

الشعور بالمتعة مع تناول الطعام

الشعور بالمتعة مع تناول الطعام ‫‬

نسبة كبيرة من الأشخاص يشعرون بالاستمتاع عند تناول الأطعمة وهذا ينبع من كيمياء الدماغ بحيث أن الدماغ يعمل على إفراز هرمونات السعادة كمكافئة على تناول الطعام باعتبار هذا الأمر وسيلة للحفاظ على الحياة والبقاء ومن هنا يمكن أن يتحول الطعام إلى إدمان بكل ما للكلمة من معنى فيبحث الشخص عن الطعام ليس بسبب الجوع أو الحاجة إليه وإنما بهدف الحصول على مشاعر الفرح والسعادة.

ربط تناول الطعام بالمشاعر

ربط تناول الطعام بالمشاعر

معظم الأشخاص اللذين يعانون من اضطرابات الاكل النفسية يعمدون إلى تناول الطعام عند الشعور بالملل في الاستراحة التي يتم الحصول عليها بعد عدة ساعات من العمل أو الدراسة أو عند التعرض لموقف مزعج أو غيرها وهذا نتيجة ربط تناول الطعام بالمشاعر أو بكونه وسيلة للتفريغ عنها على الرغم من أنه سلوك سيؤدي إلى نتائج عكسية وسيزيد من المشاعر السلبية.

أعراض اضطراب الاكل النفسي أو الاكل العاطفي

أعراض اضطراب الاكل النفسي أو الأكل العاطفي

الأعراض تتمثل في النقاط التالية والتي في حال تعرضت لها أو مررت بها، ويتكرر الأمر بالنسبة لك فهذا دليل على الإصابة باضطراب الأكل النفسي، وهذه الأعراض دائمًا ما تكون بالترتيب ذاته:

  1. التعرض لمحفز معين يدفعك للشعور بالتوتر أو يغير حالتك النفسية ويغير من مشاعرك من دون القدرة عن التنفيس عن هذه المشاعر أو التعامل معها أو تجنبها، وكأنك مجبر على المرور بها بدون أي سبيل للهروب منها.
  2. تبدأ استجابة الجسم للمحفز بأن يشعر بالجوع بشكل مفاجئ ورغبة شديدة في تناول الطعام وخاصة الأطعمة الدسمة والغنية بالكربوهيدرات كالوجبات السريعة المقلية أو رقائق الشيبس وغيرها من المقرمشات.
  3. ويتناول الشخص الطعام من دون وعي بالكمية أو بالطريقة التي يتناوله بها، فغالبًا لا يشعر بالمتعة أو بالطعم بل يقوم ببلع كميات كبيرة وبسرعة وبشكل يؤثر سلبًا على تعامل الجسم مع الطعام.
  4. لا يشعر الشخص بالشبع أو لا ينتبه إلى هذا الشعور والجسم لا يستجيب للرسائل التي تبعث بها المعدة حول الامتلاء والحاجة إلى التوقف عن تناول المزيد من الطعام.
  5. بعد انتهاء نوبة الأكل العاطفي واستذكار ما تم تناوله من أطعمة غير صحية يشعر الشخص بالندم والتأنيب الضمير وخاصة في حال كان يتبع ريجيم ويحاول إنقاص الوزن.
  6. تزداد المشاعر السلبية التي نشأت النوبة بسببها وذلك كون الطعام لا يعالج المشكلة بالإضافة إلى المشكلة الأكبر التي تركها وهي اكتساب كم هائل من السعرات الحرارية وبالتالي الوزن.

محفزات اضطراب الاكل النفسي

محفزات اضطراب الاكل النفسي

تحدث حالة الأكل العاطفي بعد التعرض لمحفز ما وتزداد مع ازدياد حدته ومن أهم تلك العوامل والتي غالبًا ما تؤدي إلى الرغبة بتناول الكثير من الطعام:

  • العوامل الاجتماعي من الالتقاء بأشخاص وتناول الطعام معهم حتى بدون الشعور بالجوع والهدف فقط هو الانتماء إليهم.
  • اتباع أنظمة ريجيم قاسية تعتمد على الحرمان ما يولد رد فعل يدفع الجسم للشعور برغبة في تناول كل شيء كان قد منعه الريجيم، وذلك في يوم الراحة أو في لحظة ضعف وتوقف عن اتباعه.
  • المرور بمواقف مخيفة أو حالة من الغضب الشديد دون القدرة على التعبير عنه كالغضب من شخص لا يمكن التعامل معه أو الغضب من أمر لا يوجد خيار آخر بالنسبة له، أو حتى التعرض للقلق والترقب كانتظار نتيجة امتحان أو نتيجة فحص طبي.
  • الإصابة بالاكتئاب بمختلف درجاته وأنواعه أو الإحباط أو الصدمة من أمر ما، بالإضافة إلى عدم وجود أي شيء للقيام به والملل ومحاولة تمضية الوقت عبر تناول الطعام.

مضاعفات اضطرابات الاكل النفسية وآثارها

مضاعفات الاكل العاطفي وآثاره

عسر الهضم والسمنة وما يترتب عليها من أمراض ليس كل شيء بل يوجد ما هو أشد وهو أمر يزيد من أخطار اضطراب الاكل النفسي ألا وهو البوليميا أو الشراهة.

النهام العصبي – الشراهة في الاكل – بوليميا

وهو حالة سلوكية نفسية يتناول المريض بها كميات هائلة من الطعام وتكون دون محفز أي أنه في كل وقت يكون معرض لنوبة منها وتزداد مع الحالات النفسية السيئة وغيرها، وتترافق مع فقدان الثقة في النفس بالإضافة إلى أن المريض يعمد جاهدًا إلى عدم تناول الطعام بهدف إنقاص ما اكتسبه من الوزن ما يسبب فقر دم، أو يعمد إلى القيء عمدًا بعد كل نوبة ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التهاب المعدة أو الإصابة بالسرطان، وفي أغلب الأحيان ينكر المريض تعرضه لهذه الحالة.

علاج اضطرابات الاكل النفسية

الخبر السار هو أن حالة الاكل العاطفي يمكن التعامل معها بسهولة وفي الحالات الأولية منها يمكن علاجها بشكل فردي من دون الخضوع لعلاج سلوكي من قبل الطبيب لكن يفضل الحصول على الاستشارة في جميع الحالات المتقدمة منها والتي ما زالت في بدايتها.

14 – الاعتراف بالمشكلة والتعامل معها

الاعتراف بالمشكلة والتعامل معها

الاعتراف بالمشكلة ومعرفة سبب تناول الطعام يعتبر من الأشياء التي توقف تمامًا النوبة فعلى الفور وفي حال كنت تشعر بالرغبة في تناول الطعام وبدون الشعور بالجوع أو في حال بدأت بتناوله فعلًا فقط تذكر أن هذا ليس إلا أكل بسبب المشاعر.

13 – كتابة وتسجيل كل الطعام الذي يتم تناوله

كتابة وتسجيل كل الطعام الذي يتم تناوله

هذا سيجعلك أمام نظرة موضوعية إلى المشكلة التي تعاني منها ويحدد كمية الطعام التي يتم تناولها بالإضافة إلى أنه سيكون تذكرة لك يوقفك فور تذكرها عن تناول أي لقمة.

12 – الانتظار مدة 30 دقيقة قبل الاكل العاطفي

الانتظار مدة 30 دقيقة قبل الاكل العاطفي

هذا ينجح مع معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الاكل النفسية فخلال أول 30 دقيقة من الاستجابة للمحفز ستختفي الرغبة بالأكل وستتلاشى الحاجة للتفريغ عن المشاعر بشكل غير عقلاني.

11 – شرب كوب من الماء قبل الاكل العاطفي

شرب كوب من الماء قبل الاكل العاطفي

جسم الإنسان وفي 70% منه مكون من الماء وواحدة من أهم فوائد الماء التي يقدمها هو الهدوء والعودة إلى التوازن وهذا ما يضمنه تناول كوب من الماء أو غسيل الوجه بالماء البارد.

10 – البحث عن الأطعمة الصحية لتناولها

البحث عن الأطعمة الصحية لتناولها

في بداية العلاج قد لا تتمكن من التغلب على الرغبة بالأكل لكن يمكن التغلب على نتائجها السلبية من خلال تناول الأطعمة الصحية لذا عليك أن تؤمن الفاكهة كالتفاح أو العنب أو الخضار كالخيار أو الجزر بشكل شبه دائم.

9 – البحث عن بدائل لتفرغ المشاعر

البحث عن بدائل لتفرغ المشاعر

يمكنك تفريغ المشاعر السلبية من الغضب أو التوتر وغيرها بطريقة غير الأكل عبر ممارسة التمارين الرياضية أو الاستماع إلى الأغاني أو الرقص أو الرسم وغيرها الكثير.

8 – رسم خطوط حمراء حول كمية الطعام

رسم خطوط حمراء حول كمية الطعام

عليك تحديد كمية محددة من الطعام لا تخرج عنها كأن يكون أقصى حد بالنسبة لك من الحلويات هو 3 قطع ومن ثم التقليل إلى قطعتين وهكذا إلى أن تصل إلى كمية صحية مقبولة.

7 – ليس عليك الحرمان بل تناول القليل

ليس عليك الحرمان بل تناول القليل

لأن اتباع أنظمة الريجيم التي تعتمد على الحرمان تعتبر من المحفزات للأكل العاطفي عليك تجنب الحرمان من الأكل بل اتباع أنظمة الريجيم التي تعتمد على الأغذية التي تحرق الدهون.

6 – محاولة الاستمتاع بتناول الطعام

محاولة الاستمتاع بتناول الطعام

حاول التركيز فيما تأكل والشعور بطعم كل شيء واستمتع بطعامك فهذا الأمر يؤمن لك وعي فيما يخص الكمية التي تم تناولها.

5 – التقليل من كمية الكافيين

التقليل من كمية الكافيين

الكافيين من الأشياء التي تحفز الشعور بالغضب والتوتر لذا عليك تخفيف كميته واستبدال الشاي العادي بالشاي الأخضر والقهوة العادية بالقهوة منزوعة الكافيين “دي كاف”.

4 – اتباع نظام غذائي صحي

اتباع نظام غذائي صحي

يؤمن لك النظام الغذائي الصحي توازن في حالة الجسم وحاجته للطعام بالإضافة إلى أنه سيخلصك من الآثار التي بقيت بعد نوبات الأكل تلك.

3 – اتباع العادات الصحية في تناول الطعام

اتباع العادات الصحية في تناول الطعام

اتباع الإتيكيت وتناول الطعام بهدوء ومضغه جيدًا وبكميات قليلة مع تنظيم عملية التنفس في أثناء ذلك كلها أمور من شأنها تنظيم عملية الهضم واستجابة الدماغ بعد 20 دقيقة من بدء الطعام وإعطاء شعور بالشبع.

2 – التفريق بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي

التفريق بين الجوع العاطفي والجوع الحقيقي

يمكن أن يكون هذا الأمر صعب فأعراض الجوع العاطفي قوية جدًا في بعض الأحيان لا يمكن تجاهلها لكن النقاط التالية ستوضح الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي بشكل دقيق:

  • الجوع العاطفي يبدأ كبير وبرغبة عارمة بالحاجة إلى الطعام بينما الجوع الحقيقي يبدأ قليل ويأخذ بالازدياد التدريجي وقد يستغرق بضع ساعات في هذا الأمر.
  • الجوع العاطفي يتركز في مشاعرك في أفكارك التي تدفع بك إلى المطبخ ومن ثم فتح البراد، أما الجوع الحقيقي فيتركز في المعدة وقد يصدر عنه بعض التشنجات.
  • الجوع العاطفي يأتي في أي وقت حتى ولو كان وقت غير منطقي كأن تشعر به بعد الانتهاء من تناول وجبة الغداء ببضع دقائق، بينما الجوع الحقيقي يكون منطقي بعد وجبة الطعام بـ 6 – 9 ساعات.
  • الجوع العاطفي لا يستجيب لكميات الأكل المعتدلة أو المعتادة بل تحتاج إلى كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بالشبع بينما الجوع الحقيقي يبدأ بالتراجع تدريجيًا مع تناول الطعام.
  • الاكل العاطفي يتركك في حالة من الندم بعد تناول الطعام بينما الحقيقي يمدك بالطاقة التي تساعدك على القيام بالمهام والأعمال.

1 – لا تترك الأطعمة بمتناول اليد

لا تترك الأطعمة بمتناول اليد

ترك الطعام والحلويات قريبة ستجعل من أي شخص طبيعي شخص يغرق في حالة من الرغبة في تناولها لذا عليك عدم شراء الأطعمة الغير صحية وفي حال كنت تملك بعض منها لا تتركها قربك أبدًا، وإذا كنت تريد الشراء منها فيجب اختيار العبوات ذات الحجم الصغير ومع هذا لا تعمد إلى تناول كل الكمية دفعة واحدة.

للأسف كل شخص معرض للإصابة بـ اضطرابات الاكل النفسية لكن لحسن الحظ بعض الوعي واتباع الخطوات السابقة يمكن أن يحل المشكلة قبل تفاقمها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله