ما هي النفايات الإلكترونية؟ وما أهمية إعادة تدويرها؟

النفايات الإلكترونية هي مختلف أشكال وأنواع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، التي أصبحت غير صالحة للاستخدام، لكن يمكن الاستفادة منها عن طريق إعادة تدويرها أو استبدالها. ومن هذه النفايات ما يسمى بالسلع البيضاء ومنها: الغسالات وأجهزة المايكرويف و البرادات. وما يسمى السلع البنية: ومنها الهواتف المحمولة والتلفزيون والكمبيوتر والراديو

ولقد ازدادت النفايات الإلكترونية بشكل كبير، ولا تزال في تزايد مستمر، ونظرًا لثورة التكنولوجية والمعلوماتية، التي نتج عنها نمو سريع  للنفايات الإلكترونية القديمة، التي تحتوي على العديد من المواد الخطيرة التي تسبب التسمم وتضر الإنسان والبيئة. بالإضافة إلى احتوائها على مواد يمكن الاستفادة منها، في حال إعادة تدويرها.

ما هو المقصود بالنفايات الإلكترونية؟

إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

يجب معرفة ما هي النفايات الإلكترونية لفهم آلية إعادة تدويرها، فالنفايات الإلكترونية هي جميع الأجهزة غير المستخدمة والتي تحتاج إلى بطاريات أو تحتاج إلى الكهرباء حتى تستطيع العمل. مثلًا في أسبانيا يتم إنتاج أكثر من مليون طن من النفايات الإلكترونية، يتم إعادة تدوير ثلثها أما الأجزاء الباقية تسبب أضرارًا في المجال الاقتصادي بالإضافة إلى العديد من الأضرار في البيئة.

وتعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والصين من الدول الرئيسية المنتجة لهذه النفايات الإلكترونية، التي تزداد كميتها بشكل يومي. ففي عام 2014م، تم إعادة تدوير حوالي 15.5% من تلك النفايات بطرق آمنة وفعالة ولا تضر بالبيئة.


النفايات الإلكترونية في تزايد مستمر

جميع نفايات المعدات الكهربائية والالكترونية، التي تعد من مسببات التلوث الشديد، وحسب بعض التقديرات يتم التخلص من كميات تقدر بملايين الأطنان، ويعاد تدوير قسم منها. وقد بلغ إنتاج العالم من النفايات الالكترونية حوالي أربعون مليون طن، وحسب التقديرات تتزايد هذه النفايات من 16% إلى 28% كل خمس سنوات تقريبًا، وذلك حسب آخر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

وبالتالي تقدر النفايات الإلكترونية بأنها أكثر بثلاث مرات من النفايات المنزلية. لكن استخدام الشكل الصحيح لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية من الأمور الهامة لتقليل مخاطرها وآثارها الضارة على كوكب الأرض.


ما أهمية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

بمجرد أن تتحول الأجهزة الإلكترونية إلى نفايات تصبح ملوثة وتسبب العديد من الأضرار، بسبب مكوناتها من المواد البلاستيكية التي تسبب تلوث مياه الأنهار والبحار. بالإضافة إلى احتوائها على الفوسفور و والبروم والكاديوم، وبالتالي عدم إدارة هذه العناصر بشكل مناسب، وينتج عنها أضرار للناس وللبيئة.

مثلًا في حال إعادة تدوير الثلاجات بطريقة خاطئة، تسبب في انبعاث غازات واحتباس حراري في الغلاف الجوي، يعادل الإنبعاث الناتج عن سير سيارة 15000 كيلو متر. وأيضًا الفوسفور الموجود داخل التلفزيون، يسبب تلوث 80000 لتر من الماء.

استخراج المعادن من النفايات الإلكترونية

تحتوي النفايات الإلكترونية على العديد من المعادن التي تشكل الجزء الأساسي من تركيبتها، مثل النحاس والذهب والألمنيوم والفضة، وهذه المعادن لها قيمة مالية بالإضافة إلى إن الحصول عليها من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، يوفر المال بالإضافة توفير تكاليف عملية استخراجها من البيئة.

وهي عملية بسيطة مقارنة بالصناعات الأخرى. حيث يمكن فصل معظم مكوناتها بشكل ميكانيكي. والاستفادة تقريبًا من 70٪ من كل جهاز وتحويله إلى مواد خام يمكن إعادة استعمالها.


المزيج المعقد للنفايات الإلكترونية

تحتوي النفايات على مزيج معقد من المواد الخطيرة والمواد شديدة السمية بالإضافة للمعادن النبيلة التي لها قيمة اقتصادية. حيث يوجد في تركيب الأجهزة الإلكترونية المعقدة، ما يقارب 60 عنصرًا من الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، لذلك تحتاج إلى تقنيات متطورة للتمكن من معالجتها، والحصول على أكبر قدر ممكن من المعادن الموجودة بها، بالإضافة للتقليل من الآثار الاجتماعية أو البيئية.

المواد السامة الموجودة في النفايات الإلكترونية

  • الكادميوم Cd يوجد هذا العنصر في أنابيب أشعة الكاثود CRT لشاشات الكمبيوتر.
  • الزئبق Hg يستخدم في الشاشات المسطحة.
  • الرصاص Pb، البريليوم Be، توجد في مثبطات اللهب المبروم.
  • مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور PCBs والبلاستيك، ومنها البولي فينيل كلوريد PVC يستخدم في صناعة الأسلاك والأغطية والوصلات.

وجهه نظر بعض النقاد بالنفايات الإلكترونية

إن احتواء النفايات الإلكترونية على المعادن الأساسية مثل النحاس والفضة والذهب والقصدير والبلاتين والكوبالت والأنتيمون والبلاديوم والإنديوم، يجعلها من المنتجات ذات القيمة المادية المرتفعة، مثلًا يتم استخدام 250 ملغ من الفضة في صنع الهاتف المحمول.


أين يتم إعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

لقد تم إنشاء مؤسسة Ecolec بمرسوم عام 2008م، بخصوص إدارة نفايات الإجهزةالإلكترونية، من قبل جمعيات تمثل قطاع المصنعين والمستوردين للأجهزة الإلكترونية، ومن مهامها المحافظة على الاقتصاد والبيئة.

ومن أعمال هذه المؤسسة الجمع والمعالجة والاستعادة، بالإضافة إلى التخلص من نفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية والبطاريات، وذلك يساهم في تحسين وصيانة موارد الطاقة والموارد الطبيعية. وأيضًا تشارك بنشاط في أعمال التوعية البيئية وتعزز ثقافة التنمية المستدامة.


ما هي الابتكارات المتعلقة بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

كيف يمكن الاستفادة من النفايات الالكترونية

لفهم التقنيات المتوفرة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية واستعادتها، وتعزيز الجهود للتخلص بشكل آمن بيئياً من هذه النفايات، فإن أمانة اتفاقية بازل بشأن السيطرة على كمية النفايات الإلكترونية طلبت بذل الجهود للتخلص من النفايات الخطرة، وقد دعم الويبو إعداد تقرير تحليلي عن نشاط تسجيل براءات الاختراع في مجال هذ التقنيات.

ماذا يتضمن تقرير تسجيل براءات الاختراع في مجال تقنيات المخلفات الإلكترونية؟

في عام 2013م، نشر  التقرير التحليلي لتسجيل براءات الاختراع، الذي قدم نظرة شاملة على التفنيات المتوفرة لتدوير النفايات الإلكترونية والاستفادة منها، حسب الأوصاف المكتوبة في شهادات براءات الاختراع.

وتم التركيز بشكل خاص على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوترالتي انتهى عمرها الإنتاجي، بالإضافة إلى التركيز على كافة نشاطات تسجيل براءات الاختراع، والمعلومات التي تساعد في تطوير دور التقنيات المستخدمة في مجال النفايات الإلكترونية. 

ماذا يحلل التقرير طلبات براءات الاختراع المتعلقة بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية؟

يقدم التقرير تحليل لثلاث فئات وهي:

تقنيات إعادة التدوير واستعادة بعض المواد

منها المواد البلاستيكية أو المعادن.

مصادر النفايات الإلكترونية ومعالجتها

منها البطاريات والأسلاك.

العمليات والخدمات اللوجستية

وهذه العمليات لازمة لمعالجة النفايات الإلكترونية، منها الفصل المغناطيسي عند تدوير النفايات الإلكترونية.


الابتكار في النفايات الإلكترونية من القضايا الآسيوية

في عام 2000م، كان تقرير نشاط تسجيل براءات الاختراع المتعلقة بالنفايات الإلكترونية قد تكثف لفترة ثم تباطأ، لكن في عام 2010م، انتعش مرة أخرى، وركز الجزء الأكبر من الابتكار على النفايات الإلكترونية، في آسيا بعدها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم الشركات اليابانية للتعدين والإلكترونيات، الموجودة في باناسونيك وتوشيبا وهيتاشي، التي تمتلك أكبر وأهم محافظ براءات الاختراع، التي يشمل عملها أكثر من 50٪ من إعادة تدوير النفايات.

كما للصين دور رئيسي، في ازدياد نشاط تسجيل براءات الاختراع في مجال النفايات الإلكترونية سبعة أضعاف خلال ستة سنوات فقط. بينما للولايات المتحدة الأمريكية دور صغير في هذا النشاط، على الرغم من تكثيف نشاط تسجيل براءات الاختراع في مجال استعادة المعادن الأرضية النادرة.


المعادن الأرضية النادر الموجودة في الأجهزة الإلكترونية

جميع الأجهزة الإلكترونية تحتوي على كميات صغيرة من المعادن الأرضية النادرة وخاصة الأجهزة التي تحتوي على أشعة الليزر، مثل مشغل DVD والشاشات التي تستخدم الفسفرة. وأيضًا التي تستخدم المكونات المغناطيسية، كمكبرات الصوت أو محركات الأقراص المغناطيسية أو السماعات، أو عدسات الكاميرا. بالتالي مع التسارع في انتشار المعدات الالكترونية في الأسواق العالمية، سيزداد استخدام المعادن الأرضية النادرة، حيث تقوم الصين بتعدين حوالي 90٪ من جميع العناصر الأرضية النادرة.

أمثلة على المعادن النادرة الموجودة في المعدات الإلكترونية

النيوديميوم

له استخدامات في مختلف التطبيقات المغناطيسية، مثل الميكروفونات ومكبرات الصوت ومكونات محرك الأقراص الثابتة.

الإيتريوم والتيربيوم واليوربيوم

يستخدم في أنواع مختلفة من تقنيات التصوير، كمصابيح لومينوفور.

اللانثانم

يستخدم كمادة قطب كهربائي في بطاريات هيدريد النيكل، وهو النوع المستخدم في المركبات الهجينة.


في النهاية..

نظًرا لانتشار التكنولوجيا في العالم بشكل كبير، تزداد النفايات الإلكترونية الناتجة، وبالتالي تشير مؤشرات براءات الاختراع زيادة فرص الشركات الاقتصادية الناتجة عن استخدام التقنيات لتعدين أكبر كمية من المخلفات الالكترونية.

حيث إن التسريع في تطور إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، يعزز تحسين المحافظة على البيئة وصحة سلامة المجتمعات. بالإضافة إلى الفوائد المالية من استخراج السلع عالية القيمة.

المصادر:

النفايات الإلكترونية: ما هي وماذا تفعل بها – fundacionaquae

المخلفات الإلكترونية والابتكار: تسخير قيمتها الخفية – wipo

النفايات الإلكترونية -britannica

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله