السجائر الإلكترونية ومخاطرها الصحية

السجائر الإلكترونية سيئة وضارة، يأتي هذا التحذير من الولايات المتحدة، حيث أن حكومة الولايات المتحدة قامت باتخاذ عدد من الخطوات لمكافحة هذه الممارسة الخطيرة والسامة والتقليل من استخدامها، بالإضافة إلى التحذير منها كما تفعل مع السجائر العادية التي تحتوي على التبغ.
لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون، هل السجائر الإلكترونية خطيرة حفًا مثل السجائر العادية؟ أم أنها أقل خطورة؟ دعونا نعرف الإجابة عن هذه الأسئلة في مقالنا هذا.

لقد انتشرت السيجارة الإلكترونية على نطاقٍ واسع في كل أنحاء العالم، وقد شهدت صناعتها طفرة اقتصادية حقيقية في كل أنحاء العالم، استخدامها أصبح شائعًا بالنسبة للعديد من الأشخاص، لكن المخاطر الصحية التي نسمع عنها في الأخبار قد تحذر المستهلكين الذين تعلموا تفضيلها على التبغ.

في الولايات المتحدة الأمريكية، تم حظر السجائر الإلكترونية لأول مرة في ولاية ميشيغان، ثم في ولاية نيويورك من قبل مجلس الصحة العامة بعد وفاة 6 أشخاص وإصابة المئات الأخرين بأمراض ومشاكل في الرئة.

ترتبط هذه الأرقام بالشباب، بالإضافة إلى العديد من القاصرين الذين يستخدمون عادة السجائر الإلكترونية في أمريكا، والكثيرون منهم يعتقدون أنه ليس هناك أي ضرر من استخدام السجائر الإلكترونية.

السجائر الإلكترونية

أدناه سنوضح ما هي المخاطر الفعلية وما الذي ينطوي عليه استخدام السجائر الإلكترونية على صحتنا.

لماذا علينا القلق من السجائر الإلكترونية؟

تحتوي السجائر الإلكترونية على ثلاثة مكونات رئيسية هي:

  1. الجلسرين
  2. نكهات طعام مرخصة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
  3. النيكوتين.

النيكوتين عبارة عن عنصر معروف بتسببه للإدمان، لكن هذه المكونات الثلاثة عند استنشاقها لا تسبب أمراض الرئة. القلق يكون بسبب حاجة الشخص إلى الانتقال للتدخين الذي ثبت أنه يسبب أمراض الرئة بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات الأخرى. هذا لأنه يحتوي على المئات من العناصر المسرطنة والمواد الكيميائية والقطران الذي من الواضح أن المدخن يستنشقها.

ما الذي يعنيه عدم وجود دراسات كافية؟

نحن نعلم أن السجائر الإلكترونية هي من المنتجات الجديدة، لذلك، تجدر الإشارة إلى أن إجماعنا الحالي على أضرار منتجات التبغ استغرق عقودًا ليتشكل بشكلٍ كامل.

في الحقيقة، استغرق الأمر الكثير من الوقت والبحث لكشف الروابط بين التدخين والأمراض المختلفة مثل مرض الالتهاب الرئوي المزمن وسرطان الرئة. لكن عند الحديث عن السجائر الإلكترونية، للأسف، إنها جديدة بحيث لا يوجد لدينا الكثير من الأدلة الملموسة. سوف يستغرق الأمر عقودًا قبل أن نبدأ في رؤية الآثار الطويلة الأجل لتدخين السجائر الإلكترونية على جسم الإنسان، وربما قد نحتاج لفترة أطول قبل إتمام عدد كافٍ من الدراسات طويلة الأجل. ترجع أقدم الدراسات التي شملت السجائر الإلكترونية إلى بضع سنوات فقط. ومن المهم أن تتذكر أن الدراسات التي تتضمن تجارب بشرية يجب أن تتكرر في دراسات الأخرى بسبب عدم القدرة على التحكم في جميع المتغيرات الموجودة في البشر.

في الوقت الحالي، لدينا فوضى من البيانات ونتائج الدراسات المتعلقة بالسجائر الإلكترونية، لا يمكن وضع أي منها في مجال الحقائق حتى يتم إجراء المزيد من دراسات المتابعة.

عائق رئيسي آخر للقضية برمتها هو عدم وجود تنظيم في العالم لتجارة السجائر الإلكترونية. على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تتخذ خطوات حذرة لحديد معايير الصحة والسلامة الوطنية. لا توجد هيئة تنظيمية تعمل على توحيد مواصفات البطارية أو تقنيات تصنيع السائل الذي يضاف إلى السجائر الإلكترونية، لهذا، تكون الشركات حرة في العمل حسب ما تراه مناسبًا. ومن الصعب للغاية ضمان أن نتائج دراسة ما سوف تنطبق على كل العلامات التجارية المتوفرة في الأسواق والتي يستهلكها الناس.

هل السجائر الإلكترونية خطيرة؟

تبينت العديد من الدراسات أن السجائر الإلكترونية تسبب ما يسمى بتأثير “عقار الجسر”، بمعنى أن استخدامها سيشكلٍ جسرًا سيزيد من احتمال الاعتماد على السجائر التي تحتوي على التبغ في المستقبل. السبب هنا لا يكمن فقط في العادات، ولكن أيضًا في الجرعة الخفيفة من النيكوتين الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية المختلفة، مما قد ينتج عنه إدمان سريع وحاجة ضرورية ودائمة للنيكوتين.

تركيبة السوائل المستخدمة والأبخرة الصادرة عنها هي سبب أخر للقلق، فقد ثبت أن وجود المعادن والتسخين اللاحق للمادة، الذي لا يؤدي إلى تشكيل الأبخرة والدخان، يرتبطان باضطرابات وأمراض تصيب الرئتين (بما في ذلك الالتهاب الرئوي).

هذه فرضية أولئك الذين يجدون علاقة بين السجائر الإلكترونية والأمراض الرئوية والجهاز التنفسي. ثم، علينا ألا ننسى العامل الأهم، وهو المغريات الموجودة في السوق، بجانب العناصر المضافة التي تخصص لإرضاء الأذواق وإعطاء الروائح المختلفة.

يضاف إلى كل ذلك عنصر خطر أخر لا يقل أهمية، وهو عدم وجود رقابة أو قوانين أو معايير تنظم صناعة السجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى بيعها عبر الإنترنت دون أن تكون هناك أي جهة ترخص لذلك.

ما الذي تفعله السوائل التي توجد في السجائر الإلكترونية؟

قامت دراسة حديثة أجراها جوزيف وود، مدير معهد ستانفورد للقلب والأوعية الدموية، بتحليل آثار السوائل العطرية الموجودة في السجائر الإلكترونية على خلايا البطانية البشرية التي تم إنشاؤها في المختبر. دراسة الباحثون هذه شملت تقييم تأثير ستة من النكهات الأكثر شعبية (الفاكهة والتبغ والكراميل والفانيليا والقرفة).

وقد سبب هذه السوائل – التي تحتوي غالبًا على حد معين من النيكوتين – بعض التدهور في الخلايا المعنية وتأثير مباشر على الوظائف الحيوية لها، بالإضافة إلى تلف الحمض النووي وما يترتب على ذلك من موت الخلية.

من نفس الدراسة، تبين أن السوائل لا تدمر كل هذا الأنواع من الخلايا بنفس الطريقة، فالقرفة كانت هي الأكثر خطورة، حتى في حالة عدم وجود النيكوتين.

سيكون أسوأ الأضرار وفقًا لهذه الدراسة هو الضرر الذي يصيب القلب، فالسجائر الإلكترونية تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند معظم الأشخاص.

رأي منظمة الصحة العالمية

حتى منظمة الصحة العالمية، وهي المنظمة المعنية بالشؤون الصحية والتي تتبع للأمم المتحدة، قد أعربت عن قلقها إزاء انتشار ظاهرة السجائر الإلكترونية والمخاطر المحتملة الناجمة عن ذلك.

على وجه الخصوص، تركز منظمة الصحة العالمية على الحاجة إلى مزيد من التنظيم، مشددة على أنه على الرغم من انخفاض محتوى النيكوتين وغياب القطران في السجائر الإلكترونية، لا يجب أن يعني ذلك عدم وجود خطورة محتملة.

وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات العلمية التي أعطت نتائج مختلفة، لا تزال مسألة السجائر الإلكترونية مفتوحة، فهناك العديد من الدراسات التي بينت أضرارها، لكن هناك أيضًا حملة عدائية تمولها شركات الإنتاج، وغالبًا ما تكون هذه الحملات الدعائية السبب وراء تضليل المستهلكين.

تعد السجائر الإلكترونية أيضًا بديلاً للتبغ ولكنها لا تقدم حلاً حقيقياً لأولئك الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، وهو هدف حقيقي لمنظمة الصحة العالمية. من المؤكد أن تدخين السجائر الإلكترونية أقل سوءًا من السجائر العادية، لكنها ما زالت هذه السجائر الإلكترونية قيد الدراسة وما زالت النتائج طويلة الأجل محددة بدقة وغير معروفة.

هل هناك أدلة تشير إلى أن السجائر الإلكترونية آمنة؟

السجائر الإلكترونية لم تكن موجودة منذ فترة طويلة، لذلك، لم يتم توثيق آثارها الجانبية على المدى الطويل. ومع ذلك، يمكننا القول لك إن التدخين أسوأ بكثير من السجائر الإلكترونية. فبعد التدخين، ستشعر بصعوبة في التنفس وسوف تكون رائحة نفسك غير محببة، لكن السجائر الإلكترونية لا تسبب صعوبة في التنفس أو رائحة كريهة. إلا أن ذلك لا يعني أنها أمنة، هذا يعني أنها ضارة وقد تكون ضارة كثيرًا، لكنها أقل ضررًا من السجائر العادية.

النتيجة

لسوء الحظ، لا أعتقد أنك ستكون سعيدًا عند سماع الحكم النهائي في هذه اللحظة، فنحن لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت السجائر الإلكترونية ضارة إلى حدٍ كبير. لهذا، يتعلق الأمر بالاختيار الشخصي. بمعنى أخر، يجب على كل فرد أن يأخذ في الاعتبار المخاطر المعروفة للتدخين عندما يرغب في استعمال السجائر الإلكترونية.

المصدر

https://www.money.it

https://www.atmosrx.com

https://www.quora.com

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله