اضرار و فوائد البكاء … سأدفعك لإعادة النظر في أمر البكاء

الفرح والحزن، الضحك والكآبة، الألم والمفاجأة كلها ستدفعك للبكاء وذرف الدموع لكنها ليست كلها مشاعر سلبية لكن الجميع ينظر إلى البكاء على أنه سلبي ودائمًا ما ندفع من يبكي للتوقف، لذا لا بد من إعادة النظر في الأمر لأنه حقًا يوجد الكثير من فوائد البكاء ومجموعة من أضراره.

الجميع على الإطلاق قد بكى والجميع قد لاحظ مجموعة من التغيرات التي مر بها خلال البكاء منذ أول دمعة ومن ثم انقلاب الأمور بعد الاستمرار بالبكاء مدة طويلة أي عدد من الساعات أو النوم في أثناء ذلك، ولتوضيح فوائد البكاء وأضراره وما الفرق بين كل منها وكيف يمكن الحصول على فوائده بدون آثاره السلبية إليك هذا المقال.

فوائد البكاء

يضمن القليل من البكاء الكثير من فوائد البكاء لكنها سرعان ما ستتحول إلى أضرار لو استمريت به وذرفت أكثر مما يجب من الدموع، لذا عليك أن تكون واعي بمدة البكاء وحدة الحزن المرافق له واستغلالها في الحصول على الفوائد فقط.

فوائد البكاء

1 – تنظيف العين وحمايتها

تتعرض العين للكثير من العوامل التي تعتبر خطرة عليها من الغبار المحمل بالميكروبات ومن البكتريا في الهواء وما على الأيدي من أوساخ تنتقل عند فرك العين بها، وبطبيعة الحال تفرز الغدد الدمعية كمية من الدموع تعمل على تنظيف العين لكن هذه الكمية قليلة جدًا بالمقارنة مع كمية الدموع في أثناء البكاء لذا ففي حالة البكاء تعمل الدموع على تنظيف العين وتخليصها من كل البكتريا والجراثيم خلال مدة لا تتجاوز الـ 5 دقائق.

2 – ضمان ترطيب العين

يتم إفراز كمية ضئيلة من الدموع مهمتها ترطيب العين ويتم توزيع هذه الكمية على كامل العين من خلال حركة الجفن مع كل رفة عين، لكن في بعض الحالات من بذل الكثير من المجهود والاعتماد على العين في التركيز العالي، أو التحديق الطويل في شاشة الهاتف الذكي أو في اللاب توب وغيرها، تنخفض هذه الكمية ولا تعود ذات التأثير نفسه فيما يخص الترطيب أو يقل معدل حركة الجفن فلا يتم توزيع الدموع، ومن هنا تأتي مشكلة الجفاف وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج سلبية على البصر فيما لو استمر الوضع هكذا، بينما من أهم فوائد البكاء أنه يرطب العين بطريقة سريعة وبكمية مناسبة من الدموع.

قد يهمك أيضَا: حماية العين من شاشة الكمبيوتر والجوال

3 – التفريغ عن المشاعر

من المؤكد أنك تشعر بالراحة الكبيرة مع البكاء وفي أحيان كثيرة يمكن أن يكون الشخص عاجز عن كبت دموعه لكن عليه ألا يحاول ذلك لأن البكاء هو الطريق الصحي لتفريغ المشاعر وإخراج الطاقة العالية وخاصة السلبية وتركك في حالة من الاستقرار والتوازن الداخلي وهذا ما يفسر القدرة على النوم بعد ذرف بعض الدموع وبعد وقت قصير من البكاء والجدير بالذكر أن في بعض حالات الصدمات يكون الشخص عاجز عن التفريغ عن مشاعره ويتمثل هذا العجز بالعجز عن البكاء وعندها يكون في أصعب الحالات النفسية.

4 – الوقاية مما يتركه الحزن

الحزن والطاقة السلبية كل منها يترك الكثير من العلامات على الصحة وعلى الجسم والاحتفاظ بها في الداخل يضاعف التأثير وقد يحولها إلى حقد أو حزن على الذات فتنقلب الأمور إلى مشاكل نفسية وقد يصل الشخص في الحالات المتقدمة إلى محاولة الانتحار، ولأن البكاء من أسرع وأفضل الطرق للتفريغ عن المشاعر السلبية والحزن فهو الحامي الأول والأساسي من تراكم السلبية وما يمكن أن تسبب من مشاكل كارثية.

5 – مضاد للمواد السامة الذاتية

أثبتت الدراسات أن الجسم في حال التعرض للصدمات والحزن يقوم بإفراز مواد بشكل ذاتي وهذه المواد تتميز بتأثير سلبي عليه، بينما الدموع تعمل على تعطيل هذه المواد والتوقف عن إفرازها فمن فوائد البكاء أنه خط الدفاع الداخلي عن الجسم اتجاه رد فعله السلبي عند التعرض لمواقف معينة صعبة أو المرور بظروف ضاغطة شديدة القسوة، وهذا ما يفسر الألم الداخلي الذي يشعره به الشخص الحزين وكم الراحة الداخلية التي ينعم بها بعد البكاء، والألم والراحة هنا على المستوى العضوية.

6 – تنشيط عضلات الحجاب الحاجز

يتخلل البكاء عملية تنفس عميقة يمكنك ملاحظتها بدقة فهي تضمن شهيق وزفير عميق وسريع أي تضمن للجسم الحصول على كمية أكبر من الأوكسجين بالإضافة إلى دورها في التوسيع الرئوي وما لذلك من نتائج إيجابية على الجسم، أما حركة العضلات في حالة البكاء فيمكن ملاحظتها على عضلات الحجاب الحاجز بالتزامن مع التنفس العميق والذي يعد تمرين منشط لهذه العضلات، لذا من الخطأ أن يحاول الشخص كبت هذه الطريقة في التنفس على العكس يجب تنظيمها.

7 – تنقية المجاري التنفسية

تصل الأقنية الدمعية إلى المجاري التنفسية من خلال ارتباطها بالأنف وهذا ما يفسر نزول الدموع من الأنف في معظم حالات البكاء ويقدم للجسم هذا الأمر فائدة غاية في الأهمية ألا وهي تنظيف المجاري التنفسية وتعقيمها وتخليصها من البكتريا والجراثيم العالقة والمتراكمة، وفي بعض الأحيان يصاب الشخص باحتقان نتيجة تراكم الدموع فيها لكنه سرعان ما يزول بعد مدة تتراوح بين الدقائق إلى ساعات ويمكن التعامل معه من خلال تناول المشروبات الساخنة أو استنشاق الروائح العطرية الفواحة القوية.

8 – تسكين الآلام وتخفيفها

ينخفض الإحساس بالألم عند التعبير عنه لذلك يتأوه الشخص المتوجع أو يبكي فيشعر ببعض الراحة والكثير من تسكين الألم نتيجة إفراز مواد مسكنة ومخففة للوجع بشكل ذاتي، وهذا ما يفسر التعبير عن الوجع بالبكاء أو الصراخ، ولكن بعض الأشخاص يحاولون بشكل خاطئ الكبح من هذه التعابير فما سيحصلون عليها هو الشعور بالألم المبرح وعدم وجود أي منفذ للتعبير عنه وما يترتب عليه من سلبية ومشاكل صحية، لذا عليهم وعلى الجميع السماح لهذه التعابير بالخروج.

9 – يزيد جمال العين

صفاء العين ولمعانها من أهم صفات جمال العين وهذا بالضبط ما تضمنه فوائد البكاء والدموع، فالترطيب الذي يمنحه لها مع توزيعه بشكل متساوي بفضل رفة الجفن يعمل على خلق لمعان فريد في العين صحيح أنه مؤقت لكنه يفي بالغرض، والتنظيف الذي تمنحه الدموع يزيد من صفائها ويخفف الضغط عنها أي أنه يخفف من احمرارها وبروز العروق فيها، لكن لا تفر بالبكاء حتى لا تنقلب الأمور رأسًا على عقب ويزداد احمرار العين وتورمها.

10 – الشعور بالسعادة

التفريغ عن المشاعر ودفع الجسم لإفراز المسكنات وتوسيع الرئتين والحصول على الكثير من الأوكسجين ضمن عملية التنفس العميقة كلها أمور تبعث على الشعور بالسعادة والراحة، ويمكن الشعور بها بشكل واضح في حال البكاء بعد المرور بموقف حزين أو بالكثير من التوتر والضغط، أو في الحالات العادية لكن بالبكاء لمدة لا تزيد عن الـ 10 دقائق فهي كفيلة بالأمر، ولكن بشكل عام لا يجب الاستمرار لمدة طويلة بالبكاء حتى لا يحل التعب محل الراحة.


اضرار البكاء وطريقة علاجها

توجد مجموعة من أضرار البكاء والتي تنقسم إلى أضرار جسدية داخلية وأخرى تقتصر على المظهر الخارجي وإلى أعراض تحتاج إلى بعض الوقت حتى تختفي، لكنها كلها تتفق بأنها لا تظهر إلا مع البكاء الشديد أي الحل معها جميعها بتجنب البكاء لمدة طويلة والتوقف عنه بعد مدة قصيرة وذلك للحصول على فوائد البكاء فحسب.

اضرار البكاء وطريقة علاجها

1 – تزايد الكآبة والطاقة السلبية

بشكل تلقائي يشعر الشخص بالكآبة مرة أخرى بعد أن مر بمرحلة من الراحة الناتجة عن البكاء وذلك بعد الاستمرار به، وما يفسر ذلك هو شعور الشخص بالوحدة وبالأسى على نفسه وبسبب ما يمر به من مواقف محزنة لا يستحقها ولم يقترف ما يستدعي كل ذلك.

الحل

يمكن الحل بالتوقف عن البكاء بعد مدة وفي حال لم تنجح في ذلك فتوقف عن الأفكار السلبية حول الوحدة والظلم والبارانويا وغيرها وحاول قدر الإمكان التفكير بأمور إيجابية مفرحة قد حصلت معك.

2 – تورم الوجه وانتفاخ العينين

يؤدي تأثير المواد الملحية في الدموع على الجلد إلى انتفاخه وتورمه وهالات سوداء واحتباس السوائل فيه، وهذا الانتفاخ يختلف تبعًا للمدة التي قضيتها بذرف الدموع والبكاء بالطبع يزداد الأمر سوء عند المبالغة بالبكاء أو النوم في أثناء ذلك.

الحل

تحضير محلول ملحي مخفف من الماء البارد والملح وعمل كمادات منه وتطبيقها على العينين ومنطقة التورم من الوجه، أو تطبيق شرائح من الخيار البارد، ويمكن إخفاء هذه العلامات باستخدام كريمات الأساس والكونسيلر.

3 – الصداع وأعراض جسدية أخرى

يؤثر التوتر المترافق مع البكاء والحزن الشديد على الحالة الجسدية وما يمكن أن يسببه هو صداع شديد يمكن أن يكون كامل أو نصفي، كما يمكن أن يسبب احتقان الأنف بسبب القناة الدمعية الأنفية.

الحل

تناول كوب من الماء والتوقف عن البكاء ومحاولة التنفس من فتحة الأنف اليسرى فقط مدة تتراوح بين الـ 4 – 7 دقائق فهي كفيلة بالتخلص من الصداع، ويمكن علاج الاحتقان باستنشاق العطر أو بخار البابونج أو بتناول المشروبات الساخنة.

4 – كدمات على الجلد

بسبب الحزن والكآبة والغضب والتوتر يمكن أن يتعرض الشخص لاضطرابات في الدورة والدموية وارتفاع في ضغط الدم، ويمكن أن يتم التفريغ عنها بانفجار في بعض الشعيرات الدموية، وكانت لتودي بالحياة لو لم يتم التفريغ عنها، وتترك هذه الشعيرات الدموية المنفجرة كدمات في أماكن مختلفة من الجلد بلون أحمر وأرجواني وأزرق.

الحل

الكدمات تحتاج بضع أيام لتختفي تمامًا لكن بشكل عام لا يوجد ما يستحق أن تهدد حياتك لأجله فأعد النظر في كل مرة تشعر بالحزن أو الغضب فيها.

5 – نوبات القولون العصبي

لا يوجد حتى الآن سبب واضح تمامًا ودقيق للإصابة بنوبات القولون العصبي غير طبيعة الطعام، لكن ما أثبتته الدراسات حتى الآن هو علاقة الحالة النفسية المباشرة مع القولون العصبي والتي تعتبر المسبب الأول له.

الحل

في حال كنت تعاني من القولون العصبي فالعلاج الجذري والأكيد له ليس بالدواء بل بالتفريغ عن الطاقة إما بالرياضة التي تضمن حركة أو بالرقص، وعليك تجريب ذلك وتوفير على نفسك ما تضمنه نوبات القولون من ألم وإزعاج.

6 – تأثير سلبي على صحة العين

من الممكن أن يسبب الإفراط في البكاء التهاب في الملتحمة وما لذلك من تأثير سلبي على البصر وصحته، ويتضاعف التأثير عند التعامل السيئ مع العين من فرك بالأيدي المتسخة أو وصول مستحضرات التجميل إليها من الماسكارا أو الكحلة.

الحل

إجراء الفحوص الطبية بشكل منتظم والتعامل بشكل صحيح مع العين في حال البكاء والتوقف عن فركها بشدة أو الضغط عليها في أثناء ذلك.

7 – التعب والإرهاق

البكاء لمدة طويلة والحزن والكآبة كلها تعمل على جرك إلى التعب وجر الإرهاق إليك وهذا ما يفسر شعورك بالضعف بعد الكثير من البكاء أو بعد المرور ببعض الضغوط.

الحل

تناول كوب من القهوة أو الحصول على ما يكفي من الراحة، والضحك بصوت عالي جدًا وفي حال كنت تجد الأمر صعب ومحرج يمكنك فعل ذلك بعيدًا عن الناس في غرفتك وأمام المرآة.

من المؤكد أنك ستفكر قليلًا قبل أن تطلب من أحد يبكي أن يتوقف عن البكاء ومن المؤكد أنك غيرت نظرتك اتجاه الدموع وزاد تقديرك لها، لكن في الوقت نفسه يجب عدم المبالغة في الأمر فأضرار البكاء لا تظهر إلا بعد الاستمرار به بينما فوائده ستشعر بها بعد أول دمعة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله