اضطرابات الأكل – تعرف عليها وعلى طرق علاجها

تؤثر اضطرابات الأكل على العديد من المراهقين، وخاصة الإناث. على الرغم من أن هناك حالات نادرة أكثر لوجود هواجس غذائية عند الذكور العاديين أو عند النساء بعد انقطاع الطمث. لسوء الحظ، أصبحت هذه المشكلات تظهر مبكرًا بشكل متزايد بينما تزداد الحساسية سوءًا.

معظم اضطرابات تناول الطعام تشمل على الأغلب فقدان الشهية والشره المرضي والسمنة، وبفضل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الناس وخاصةً المراهقين من كلا الجنسين، غير راضين بشكلٍ عام جسمهم ومظهرهم الخارجي ووزنهم، وهم يسعون دائمًا إلى تحسين هذه الصورة، مما قد يسبب لهم في الوقوع ضحية إحدى أنواع اضطرابات الأكل المعروفة.

اضطرابات الأكل تشمل العديد من المشاكل الصحية وهي يمكن أن تتسبب بخطر على الصحة العامة والصحة النفسية لمن يعانون منها، لذا يجب الانتباه إليها جيدًا والتعرف على أعراضها، خاصة أن معظم من يعانون من اضطرابات الأكل يكونون غير واعين بمعاناتهم هذه.

في الكثير من أنواع اضطرابات الأكل، نميز مجموعة من الأعراض المشتركة والواضحة التي تظهر على الأشخاص على الفور بعد حدوث هذه الاضطرابات، لكن الالتباس بين هذه الأعراض والأعراض التي تنتج عن إضرابات صحية أخرى، يجعل أغلب لا يدكون ما يحصل. وسنحاول في هذه المقالة توضيح معنى اضراب الأكل وسوف نحاول تقديم بعض النصائح لمساعدة أولئك الذين يعانون من أجل الخروج منها.

اضطرابات الأكل

كيف تحدث اضطرابات الأكل؟

عندما يتأثر تقدير الذات باللياقة البدنية والوزن بشكل كبير، تزداد بشكل كبير فرص الوقوع في فخ اضطرابات الأكل.

ترتبط اضطرابات الأكل في الواقع بالتقييم الخاطئ الذي يقوم به الشخص لنفسه. ونحن هنا نتحدث عن تقييم وظيفي مختل عندما تكون القيمة المدركة للشخص مرتبطة بعوامل مثل النحافة والوزن والتحكم في شكل الجسم. وفي معظم الحالات، يشعر الشخص بأنه يجب أن يفعل شيءً لكي يظهر بشكل أكثر جاذبية أمام الأخرين، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على طريقة تناول الطعام وكميته.

تعد اضطرابات الأكل اليوم عاملاً منتشرًا يتجلى في الشعور بعدم الراحة والمعاناة الداخلية لجيل أصبح هشًا من قبل مجتمع يميل فيه الأفراد بشكل متزايد إلى التمييز بين بعضهم البعض ومقارنتهم بالأخرين.

أنواع اضطرابات الأكل الأكثر شيوعًا

اضطرابات سلوك الأكل تشمل 3 أشكال رئيسية وهي:

  • فقدان الشهية.
  • الشره المرضي.
  • زيادة الوزن بسبب الشراهة عند تناول الطعام.

تشترك جميع اضطرابات الأكل هذه في فكرة الهوس بالطعام، والخوف المرضي من زيادة الوزن إلى جانب الإدراك المشوه لشكل الجسم ومظهره وانخفاض احترام الذات.

فقدان الشهية

إذا مانت الفتاة أو المراهقة تعاني من فقدان الشهية، سيكون هدفها الرئيسي هو أن تكون نحيفة ولا يزداد وزنها أبدًا، فهي لا تستطيع أن تتعايش مع جسم يبدو سمينًا بشكل مفرط. ونتيجة مثل هذا التفكير، أصبحت مشكلة زيادة الوزن أمر أساسي جدًا بالنسبة لها، وهذا يجعلها تتخطى وجبات الطعام وتسيء التعامل مع الأدوية مثل الملينات ومدرات البول في الوقت الذي تواصل خططها لتكون بحالة مثالية غير قابلة للتحقيق.

يبدأ فقدان الشهية عادة بنظام غذائي ويخفي انزعاجًا عميقًا يحاول الشخص إسكاته من خلال التحكم في السعرات الحرارية والوزن.

يسبب فقدان الشهية أضرار في الجسم وفي وظائف الأعضاء الحيوية، ويمكن أن تسبب عواقب وخيمة مثل الفشل الكلوي وهشاشة العظام وأمراض القلب واضطرابات الأوعية الدموية، بالإضافة إلى فقدان الأسنان وتساقط الشعر. وإذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة، تتعطل الساعة الداخلية وتصبح حالة المريض خطيرة للغاية، ولسوء الحظ، يمكن أن تموت بسبب فقدان الشهية.

الشره المرضي

يتميز اضطراب الأكل الذي يسمى الشره المرضي بتناول الطعام بكميات مبالغ فيها، وخلال تناول الطعام، يتلقى الجسم آلاف السعرات الحرارية في غضون ساعات قليلة. وعلى الرغم من المحاولات اليائسة للتخلص من الأطعمة السريعة والغنية بالسعرات الحرارية التي يتم تناولها، فإن ذلك لا يفيد إطلاقًا، وعادة تلجأ الفتيات من خلال التقيؤ الذاتي أو من خلال الاستخدام المكثف للمسهلات أو مدرات البول للتخلص من هذه الأطعمة.

بعد فترة من تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل غير منضبط، والتي خلالها لا يوجد شيء أكثر أهمية من الطعام، تنشأ مشاعر الذنب العميقة التي تسبب الشعور بحالة من الاكتئاب.

لسوء الحظ، هذا حقيقية مماثلة لتلك الحالة التي تربط وتحدث عند مدمني المخدرات والعقاقير الطبية أو الكحول، وهي تكون ذات عواقب وخيمة بنفس القدر على حياة الذين يعانون منه ونفسيتهم وصحتهم.

زيادة الوزن بسبب الشراهة عند تناول الطعام

أولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل، مثلما يحدث في حالة الشره المرضي، يستهلكون كميات كبيرة جدًا من الطعام. وعلى عكس الأشخاص في الحالة السابقة، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل هذا لا يتوقفون عما يأكلونه. وبسبب هذه الشراهة وكميات الطعام والسعرات الحرارية، يمكن للفتاة أن تعاني من زيادة الوزن على الرغم من أنها عادة ما تكون بحالة طبيعية تمامًا. في الواقع، تحدث هذه الزيادة في الوزن بسبب هذا المدخول غير المعتدل من الطعام، وقد يلجأ يصوم الذي يعاني من هذا الاضطراب إلى الصيام لبضعة أيام أو يمارس تمارين رياضية وبدنية شديدة لحرق السعرات الحرارية التي يتم تناولها.

هناك نوع آخر من اضطرابات الأكل هذه، والذي يسمى متلازمة الأكل الليلي، يتميز هذا الاضطراب عن الحالة السابقة وغيرها من اضطرابات الأكل الأخرى بفقدان الشهية خلال ساعات النهار والأرق وعدم القدرة على النوم في الليل، وهذا الأرق لا يمكن التغلب عليه أو التقليل منه إلا عن طريق تناول كميات كبيرة من الطعام (الشره المرضي الليلي).

كيفية علاج اضطرابات الأكل؟

تتطلب اضطرابات الأكل نهجًا علاجيًا معقدًا يتم تحقيقه بالتعاون مع العديد من الاختصاصيين في عديد من المجالات الطبية والنفسية والغذائية (أخصائيي التغذية والغدد الصماء والمعالجين النفسيين)، ولا بد من توافر الدعم من قبل أفراد العائلة والأصدقاء للخص الذي يعاني من هذه الاضطرابات بهدف تشجيعه على الاستمرار في العلاج.

عندما تعاني أنت أو أي شخص تعرفه من مشكلة في الغذاء، فمن الجيد القيام بما يلي:

  • جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا الموضوع من أجل إدراك خطره وكيف يمكن الخروج منه.
  • اتصل بأحد أفراد الأسرة أو أحد الأقارب أو الأصدقاء أو حتى طبيب أو استشاري أو مختص أو جمعية أو منظمة تعنى بهذا الأمر ما في أسرع وقت ممكن. عندما تعاني من أحد أنواع اضطرابات الأكل، فإن طلب المساعدة، حتى لو كان الأمر صعبًا عليك، هو أفضل خدمة يمكن للشخص القيام بها لنفسه ولمن يحبه.

بعد اتخاذ الإجراءات السابقة، من الضروري الحد من الأسباب التي أدت إلى الإصابة بهذا الاضطراب في الأكل، وهذا ليس بالأمر الصعب، فالأسباب تكون في أغلب الأحيان نفسية وتتعلق بطريقة فهم واحترام الذات، لذلك فإننا نركز على أن العلاج النفسي السلوكي المعرفي تحت إشراف طبيب مختص يمكن أن يحقق أفضل النتائج المرجوة، لا تتردد أو تترددي أبدًا في الحديث عما تعانين منه من مشاكل صحية ونفسية، وتحدث أو تحدثي بشكل مباشر مع الأهل والأقارب والأصدقاء حول ذلك، وإذا كنتم عاجزين عن السيطرة على الوضع، فإن استشارة الأطباء ستقدم لكم العديد من الفوائد على الصعيدين الصحي والنفسي.

من الضروري أيضًا أن يهتم كل شخصٍ بنفسه قدر الإمكان، ولا ينظر إلى الأخرين على أنهم معيار الجمال أو الكمال، ونحن ننصح كل من يعانون من الاضطرابات المتعلقة بتناول الطعام في تقليل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا تقدم أي فائدة تذكر لجميع الأشخاص، وبدلًا من ذلك، يمكن قضاء وقتكم على الإنترنت في القراءة أو تعلم مهارة جديدة أو يمكن الابتعاد عن شبكة الإنترنت والذهاب في نزهة مع الأصدقاء أو اللعب مع الأطفال أو ممارسة الرياضة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله