حقيقة شرب الحليب بعد تناول السمك وهل له علاقة بمرض البهاق؟

هناك بعض المفاهيم التي تتعلق بالصحة ولكن ليس لها أي اصلٍ أو دليلٍ علمي. فقد سمع الكثير منا عن تحذيرات من قبل الأهل والأصدقاء بعدم تناول السمك والحليب أو اللبن سويةً أو تناولهما خلال فترات زمنية قريبة من بعضها، ومن ضمن التحذيرات أن هذا التصرف قد يؤدي للإصابة بمرض البرص أو البهاق.

لتقصي ودراسة صحة أو خطأ هذه المقولة ينبغي لنا أن نعلم ما هو مرض البهاق أو البرص؟ وماهي منافع وأضرار تناول السمك مع الحليب؟ ومن ثم نجمع بين هذه المعلومات لنحصل على الإجابة الصحيحة لهذه المسألة.

مرض البهاق (البرص)

هو مرض جلديٌ شائع وغير معدٍ يصيب الرجال والنساء على حد سواء وفي كل الأعمار وخصوصًا قبل سن العشرين، هذا المرض يصيب الخلايا الصبغية التي تكون مسؤولة عن إنتاج صباغ الميلانين المسؤول عن لون البشرة وحمايتها من الأشعة الشمسية الضارة. فيؤدي المرض لنقص إفراز الميلانين وبالتالي ظهور بقع بيضاء تتسع أو تستقر في أماكن عدة من الجسم وقد تكون محاطة بلون بني.

هناك عوامل كثيرة تسبب المرض منها العوامل الوراثية أو خلل في مناعة الجسم، حيث يفقد القدرة على التعرف على الخلايا الصبغية فيهاجمها على أساس كونها غريبة، وأحيانًا يكون الخلل في الأعصاب التي تغذي الخلايا الصبغية.

هناك ثلاث مظاهر للمرض فهناك البهاق الثابت في أماكن معينة من الجسم، والبهاق المنتشر الذي يتوسع تدريجيًا، وهنالك النوع المتراجع حيث بعد ظهور المرض يبدأ في التراجع من المناطق التي ظهر فيها.

يصيب البهاق الوجه واليدين والرجلين والأعضاء التناسلية والحاجب ويكون المصاب بهذا المرض بصحة جيدة عمومًا، إلا في بعض حالات المرضى حيث يمكن أن يكونوا مصابين بمرص السكري أو الثعلبة أو فقر الدم أو أمراض الغدة الدرقية.

شرب الحليب بعد تناول السمك

الأسماك من العناصر الغذائية المهمة وهي غنية بالبروتينات وفيها أحماض أمينية مهمة مثل الأرجنين والتريبتوفان، لذلك فهي تحافظ على أنسجة الجسم وتساعد في عملية ترميمها وبنائها. وهي مصدر مهم لعناصر اليود والفوسفور والكالسيوم الضرورية خصوصًا لكلٍ من الأسنان والعظام والدم والذاكرة.

لحم السمك لا يحتوي على أشباه السكر لذلك يستخدم في الحميات الغذائية، وتناول السمك يرفع من نسبة الكوليسترول الجيد ويساهم في الوقاية من تصلب الشرايين والجلطات القلبية، كما أن الدهون والزيوت الموجودة في الأسماك تحمي الإنسان من الإصابة بالاضطرابات العقلية والمشكلات الإدراكية والعصبية وأهمها الأوميجا 3 حيث تقوم بتخفيض مستوى الدهون في الدم وتخفض العوامل المؤثرة على تخثر الدم وترخي الأوعية الدموية بنحو مفيد وتخفف التهاباتها.

أما الحليب ومشتقاته فهو أحد المصادر الرئيسة لبعض المعادن والأملاح واهمها الكالسيوم حيث يتسبب نقص فيتامين د والكالسيوم والفوسفور في ظهور أمراضٍ كثيرة مثل التي قد تصيب الأطفال (مرض الكساح) أو لين العظام لدى الكبار بالسن.

إن الغالبية من الناس يتناولون السمك مع اللبن ولا يشعرون بأية أعراض كونهم لا يعانون من أي نوع من الحساسية تجاه إحدى هذه الأغذية، وبالتالي يعتمد ذلك حسب طبيعة جسم كل شخص.

إن الإفراط في تناول السمك واللبن قد يتسبب في بعض المشكلات الصحية وغالبًا الهضمية أو أحيانًا الحساسية، ويمكن أن يؤدي المزج بينهما لبعض المضاعفات الغير المرغوبة مثل التسمم.

لكن هناك فئة من الأشخاص يعانون من حساسية من تناول السمك والبعض الآخر يعاني الحساسية تجاه الحليب ومن هذا المنطلق، يمكن أن يؤدي تناول هذين المركبين مع بعضهما إلى ما يسمى بتفاعلات فرط الحساسية، وتعرف علمياً بـ “hypersensistivity reactions”وتعزى أسباب هذه الحالة إلى مهاجمة كريات الدم البيضاء للأجسام الغريبة عنها حيث تطلق أجسامًا تقاوم البروتين الناتج عن تناول هذا الخليط ويطلق عليها اسم الهستامين فينتج عن ذلك هذا النوع من الحساسية والتي تسمى علمياً اسم “Allergy “.

الخلاصة

بعد أن تبين لنا أهمية السمك والحليب ومشتقاته في إعطاء وإمداد الجسم بعناصر غذائية مهمة لنموه ومنع الأمراض عنه، وبعد معرفة انه يوجد بعض الأشخاص الذين قد يعانون من حساسية ما تجاه السمك أو الحليب ومشتقاته، قد يؤدي تناولهما سوية أو المزج بينهما أحيانا لاضطرابات هضمية أو نوع من التسمم الغذائي، وغير ذلك فانه لا يوجد ما يشير الى صحة القول السائد بأن شرب الحليب بعد تناول السمك أو العكس يسبب للإنسان مرض البرص.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله