هل التعرق يحرق الدهون؟ ما هي الحقائق؟

بالرغم من الرائحة المزعجة التي يسببها التعرق، إلا أنه حالة فسيولوجية لها الكثير من الفوائد المهمة لصحة جسدك، حيث تعتبر عملية التعرق، عملية طبيعية يقوم بها الجسم لتنظيم درجة حرارته، فعندما يكون الطقس حارًا وترتفع درجة حرارة الجسم، يبدأ العرق بالتبخر والذي يحتوي على الماء والأملاح، وتبدأ حرارة الجسم بالانخفاض بشكل تدريجي.

وقد نشر الكاتب دانيال بوبنيس من خلال موقع (هلث لاين) تقريرًا أجاب من خلاله على الكثير من التساؤلات، من ضمنها السؤال الأكثر شيوعًا وهو هل التعرق يحرق الدهون؟ للإجابة على هذا السؤال تابع مقالنا هذا لتحصل على كافة الإجابات حول ذلك.

هل التعرق يحرق الدهون؟

يعتقد الكثير من الأشخاص أن التعرق يساعد على فقدان الوزن وحرق الدهون، وذلك بسبب ملاحظتهم نقصان الوزن عند قياسه مباشرة بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، وتعرضهم للتعرق الغزير، إلا أنه في حقيقة الأمر فإن خسارة هذا الوزن هو أمر مؤقت، لأن التعرق لا يحرق السعرات الحرارية، وإنما يجعلك تخسر وزن الماء الموجود في جسمك، وبمجرد شرب الماء أو تناول الطعام، ستلاحظ على الفور استعادة ذلك الوزن الذي خسرته، لكن يمكن أن يكون العرق وسيلة لمعرفة مدى قدرة الجسم على الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية، وقياس مدى صعوبة العمل خلال هذه التمارين.

أما بالنسبة لحرق الدهون، فيستطيع الفرد حرق الدهون الموجودة في جسمه، من خلال ممارسة التمارين الرياضية من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع لمدة 60 دقيقة، إضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة عالية من الألياف، ونسبة قليلة من الدهون، حتى تتمكن من حرق سعرات حرارية أكثر من تلك التي تتناولها، لذلك إذا كنت تحاول إنقاص وزنك وحرق الدهون المتراكمة فيه، الحل الأفضل هو الانتقال بشكل تدريجي نحو نمط حياة صحي أفضل، يقوم على ممارسة التمارين الرياضية واتباع أنظمة صحية قليلة الدهون.

ماهي العوامل التي تجعل بعض الأشخاص يتعرقون أكثر من غيرهم؟

أشار الكاتب دانيال بوبنيس أن كمية العرق التي يطرحها الجسم، ترتبط بمجموعة من العوامل والأسباب، منها:

  • عوامل البيئة المحيطة.
  • العمر.
  • مستوى اللياقة الجسدية، حيث يزداد التعرق بازدياد لياقتك البدنية، لأن الجسم يصبح أكثر كفاءة في تنظيم درجة حرارته، مما يسمح له بالاستمرار في التمرين لمدة أطول.
  • الوزن.
  • عوامل وراثية.

ما هي فوائد التعرق؟

كما ذكرنا سابقًا فإن الدور الأساسي للتعرق هو تخفيض درجة حرارة الجسم، والمحافظة على موازنة حرارته، لكن يوجد هناك مجموعة أخرى من الفوائد منها:

  • يعزز التعرق من إنتاج هرمون السعادة وتقليل التوتر، لأنه عادة ما يتم إنتاج العرق خلال ممارسة التمارين الرياضية، أو عند المشي في الشمس، او خلال حصة الزومبا، الأمر الذي يتزامن مع إنتاج هرمون السعادة في الجسم.
  • تساعد ممارسة التمارين البدنية على تنشيط الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يساعد في الحصول على بشرة أكثر نضارة وإشراق، وذلك نتيجة وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى كافة خلايا الجلد.
  • يساعد التعرق الذي يُفرز عند ممارسة التمارين الرياضية في تقوية القلب وتنشيط الدورة الدموية، وقد بينت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يستعملون الساونا أقل عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض جهاز الدوران.
  • يستطيع الإنسان تحديد مستوى لياقته، وذلك لأن الشخص القادر على مواصلة التمرين لوقت أطول يتعرق بشكل أغزر، وهذا يساعد الشخص في معرفة قدراته البدنية، أما إذا كنت تشعر بالتعب أو الدوار خلال ممارسة هذه الأنشطة، فاعلم أنك تضغط على نفسك.
  • يعد العرق طريقة طبيعية لتخليص الجسم من السموم، إذ يساعد على إخراج المركبات الضارة المختلفة، مثل: الكوليسترول، والأملاح، والكحول.
  • يعتقد العلماء أنه من الضروري إضافة فحص العرق إلى فحوصات البول والدم المعروفة في المستقبل القريب، حيث يعتبر مصدرًا مناسبًا لقياس نسب السموم في الجسم.
  • تسريع التعافي من الشد العضلي الذي تسببه التمارين الرياضية، حيث يعمل التعرق على زيادة تدفق الدم نحو العضلات الهيكلية، إضافة إلى قدرته في تعزيز إنتاج هرمون النمو الذي يساعد على سرعة التعافي.

فوائد أخرى للتعرق

  • يساعد في تعزيز الرغبة الجنسية، فعند خروج العرق من مسامات الجلد تخرج معه هرمونات معينة ذات رائحة لا يلتقطها الأنف، إلا أن رائحتها تصل للدماغ مما يزيد الجاذبية الجنسية بين الطرفين.
  • يساعد التعرق في التخلص من الكمية الزائدة من الأملاح ومساعدة العظام في الحفاظ على الكالسيوم المخزن فيها، مما يمنع تراكم الكالسيوم والملح في الكلى، الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة بحصى الكلى.
  • القضاء على حب الشباب، وذلك من خلال توسع المسام أثناء عملية التعرق، الأمر الذي يساعد على تنظيف المسامات والتخلص من الشوائب المتراكمة التي تؤدي إلى ظهور البثور.
  • وجدت بعض الدراسات الحديثة أن العرق يحتوي على ببتيدات مضادة للميكروبات، تساعد في محاربة البكتيريا والفيروسات والفطريات الجلدية.
  • تخفيف شدة الأعراض المرتبطة بمرحلة انقطاع الطمث، لأنه خلال هذه المرحلة تعاني السيدات من هبات ساخنة وذلك نتيجة هيمنة هرمون الإستروجين، فقد بينت الأبحاث أن السيدات اللاتي يمارسن التمارين الرياضية ويتعرقن أثناء ذلك، لايعانين من الهبات الساخنة بشكل كبير بالمقارنة مع غيرهم.

أضرار التعرق المفرط

يرتدي الكثير من الأشخاص عدة طبقات خلال ممارسة التمارين الرياضية، وذلك لاعتقادهم بإن زيادة التعرق يزيد من حرق الدهون، إليك الإجابة حول سؤال هل التعرق يحرق الدهون.

على الرغم من الفوائد الكثيرة للتعرق وأهميته لجسم الإنسان، إلا أن فرط التعرق قد يسبب العديد من المشاكل والأضرار، منها:

مشاكل جلدية

يؤدي فرط التعرق إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والفطريات الجلدية منها:

  • الإصابة بالتينيا الملونة، وهي عدوى فطرية تظهر نتيجة التعرق الشديد، وتكون على شكل بقع صغيرة بيضاء اللون، أو وردية.
  • الإصابة بحمو النيل، وهو طفح جلدي يكون على هيئة حبوب حمراء صغيرة، يظهر نتيجة التعرق الزائد.
  • ظهور الدمامل العرقية، وهي التهابات شديدة تصيب بصيلات الشعر نتيجة فرط التعرق وانسداد مسام الجلد.
  • ظهور حب الشباب، ذكرنا سابقًا أن التعرق يساعد في التخلص من حب الشباب وهذا أمر صحيح لكن يتوجب المواظبة على استخدام الغسول المناسب والترطيب، لأن إهمال هذا الجانب مع وجود العرق وتَفتُح المسام يؤدي إلى التصاق الأتربة والبكتيريا بالبشرة وبالتالي تكون الحبوب.
  • ظهور الطفح الجلدي، ويعود ذلك لنفس الأسباب السابقة، والتي تتمثل في فرط التعرق، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي ينتشر في أماكن مختلفة، وذلك نتيجة انسداد الغدد العرقية مما يسبب التهابًا في أنسجة الجلد.

نصائح لتجنب الإصابة بالمشاكل الجلدية

لتجنب الإصابة بالأمراض والمشاكل الجلدية السابقة، إليك النصائح التالية:

  1. الحرص على اتداء الملابس القطنية الفضفاضة، وخصوصًا في فصل الصيف، والابتعاد عن الملابس الضيقة والمصنعة من البوليستر والألياف الصناعية، التي تمنع دخول الهواء ولا تساعد في امتصاص العرق.
  2. الابتعاد عن درجات الحرارة المرتفعة.
  3. الاستحمام بالماء البارد من أجل ترطيب البشرة.
  4. الاهتمام بالنظافة الشخصية، والحرص على تبديل الملابس بشكل مستمر.
  5. غسل المناطق الجلدية المصابة بالماء الفاتر وتجفيفها والامتناع عن حكها، حتى لا تنتقل العدوى إلى الأنسجة السليمة المحيطة.
  6. الإكثار من تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ج الذي يحتوي على مضادات أكسدة تخفف حدوث الطفح، ويقلل من إفراز الهيستامين في الجسم.
  7. تجنب إهمال معالجة الأمراض الجلدية السابقة، لأنها تتطور إلى التهابات جلدية شديدة يصعب علاجها.
  8. استخدام الكريمات الموضعية المعالجة وذلك بعد استشارة الطبيب، وقد يحتاج المصاب إلى تناول المضادات الحيوية إذا تحول إلى التهاب جلدي.

مشاكل في الشعر

يؤدي تراكم العرق على فروة الرأس في إضعاف منبت الشعر، كما يرفع من احتمالية نمو الفطريات على سطح الفروة، الأمر الذي يؤدي إلى تساقط الشعر، والإصابة بالحكة الشديدة، إضافة إلى انبعاث رائحة كريهة من الشعر، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى تعرق فروة الرأس بشكل مفرط، منها:

نصائح لتخفيف أعراض التعرق على فروة الرأس

  1. تجنب ارتداء القبعات الغير مناسبة للتهوية، وتهوية فروة الرأس بين الحين والآخر.
  2. عدم إهمال غسل فروة الرأس.
  3. الحرص على تجفيف الشعر جيدًا بعد الاستحمام، حتى لا تزداد حدة التعرق.
  4. عدم الإفراط في استخدام أدوات تصفيف الشعر الحرارية.
  5. التقليل من شرب المنبهات، لأنها تحتوي على الكافيين الذي يحفز عمل الغدد العرقية.
  6. المحاولة قدر الإمكان بعدم تغطية الشعر، لأنه يحتاج إلى قسطًا من التهوية بشكل مستمر.
  7. اختيار وسادات النومة القطنية، لأنها تساعد في امتصاص العرق الذي تفرزه فروة الرأس خلال النوم.
  8. استخدام المستحضرات المضادة للتعرق، والتي تحتوي على مادة ألمنيوم كلورايد، لذلك يجب استخدامها بحذر لمنع حدوث تهيج في الجلد.
  9. العلاج بحقن البوتوكس، يعتبر حقن البوتوكس تقنية حديثة أثبتت فعاليتها وتأثيرها على عمل الغدد العرقية، حيث يساعد على التقليل من نشاطها.

الإصابة بالجفاف

وهي حالة تحدث عندما يفقد الجسم الكثير من السوائل، نتيجة عملية التبخر التي تحدث أثناء التنفس، والتعرق، والتبول، والتبرز، ومع فقدان الماء يخسر الجسم أيضًا كمية من الأملاح، مما يؤدي إلى حدوث توازن سلبي مسببًا الجفاف، وهناك أسباب عديدة للجفاف، منها:

  1. الإصابة بالحمى، مما يزيد التعرق ويرفع خطر الإصابة بالجفاف.
  2. ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لفترات طويلة، مما يسرع من عملية فقدان الجسم للماء، خاصة في الظروف البيئية الحارة.
  3. الإسهال المتواصل.
  4. القيء.
  5. التهاب المسالك البولية، الذي يؤدي إلى التبول بشكل متكرر.

نصائح يمكنك القيام بها عند الإصابة بالجفاف:

  • الابتعاد عن تعويض السوائل المفقودة بشكل سريع، لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم المشكلة، واختلال التوزان بين أملاح الدم.
  • تناول الأدوية التي تساعد على خفض درجة الحرارة، والابتعاد عن الجلوس في الأماكن الحارة.
  • خلع الملابس الزائدة، التي تساهم في زيادة التعرق، وبالتالي زيادة الجفاف.
  • شرب الماء بشكل مستمر ولكن ببطء، من أجل استعادة كمية السوائل المفقودة.

أمراض يشير إليها فرط التعرق

مشاكل هرمونية

يؤدي عدم توازن الهرمونات في الجسم إلى إفراز العرق بشكل مفرط، لذلك نجد المرأة خلال فترة الطمث، أو مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تعاني من فرط التعرق وذلك نتيجة لتغير مستويات هرمون الأنوثة.

انخفاض السكر في الدم

يؤدي انخفاض السكر في الدم إلى إفراز العرق بنسب كبيرة، والتي تُلاحظ بصورة كبيرة على الوجه، وخلف العنق.

اضطراب الغدة الليمفاوية

قد يكون فرط التعرق دلالة على وجود خلل في عمل الغدة الليمفاوية، مما يجعل الجسم يقوم بتبريد نفسه بشكل أكبر.

فرط نشاط الغدة الدرقية

عندما يحدث تغير في مستوى هرمونات الغدة الدرقية، فإن ذلك يعيق عملية تبريد الجسم، ولهذا فإن التعرق المفرط قد يشير إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، وكذلك البرودة الغير طبيعية قد تشير إلى قصور الغدة الدرقية.

أمراض القلب والشرايين

يزداد تعرق الجسم عند الإصابة بمشاكل قلبية، لأن القلب سيحتاج إلى طاقة أكبر من الوضع الطبيعي حتى يتمكن من ضخ الدم في حال وجود اضطراب فيه، مما يؤدي إلى إفراز العرق بشكل مفرط.

ارتفاع نسبة الأملاح في الجسم

عندما ترتفع نسبة الأملاح في الدم بشكل أكبر من ما يتحمله الجسم، تقوم الغدة الدرقية بزيادة نشاطها حتى تُمكن الجسم من التخلص من هذه الأملاح، مما يزيد فرط التعرق.

اعتلال الأعصاب المستقلة

وهو اضطراب عصبي يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة مثل: اضطراب في معدل ضربات القلب، وخلل في عملية الهضم، وفرط التعرق.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله