هل الأنسولين يزيد الوزن

الأنسولين هو أحد الهرمونات الأكثر إثارة للجدل وبحثًا فيما يتعلق بزيادة الوزن. فعشرات الكتب وخبراء التغذية يلقون باللوم على هذا الهرمون الببتيدي، باعتباره السبب الرئيسي وراء زيادة كمية الدهون.

يعتمد الجسم البشري على الآلاف من العوامل التي تؤثر عليه، ولا يعتمد فقط على الأنسولين لتنظيم تكوين الجسم. في هذه المقالة سوف نكشف بعض الخرافات حول هذا الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، وسنرى، ما يحفز الأنسولين؟

هل الأنسولين يزيد الوزن

 ما الذي يحفز الأنسولين؟

تقريبا كل شيء! فهرمون البنكرياس هذا يرتبط دائما بقيم السكر في الدم. وكلما تأكل الكربوهيدرات، سيؤدي ذلك لارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يتسبب في تحفيز الأنسولين لخفضه وجعل الجلوكوز ينتقل من الدم إلى الخلايا.

ليس هذا فقط، هناك العديد من العوامل الأخرى التي ترفع نسبة الأنسولين، فحتى مضغ الطعام وإدراك طعمه الحلو أو تمدد الأمعاء أثناء الهضم وتناول البروتين والدهون تحفز إفرازه.

لنبدأ من هذه النقطة الأخيرة. حتى البروتينات والدهون تحفز الانسولين. لفهم ذلك، إذا كانت الكربوهيدرات لديها قوة 100 في تحفيز هرمون البنكرياس هذا فإن البروتينات لديها قوة 50 الدهون 10 في الواقع، اعتمادًا على نوع البروتينات أو الدهون، قد تكون استجابة الأنسولين ملحوظة إلى حد ما.

عندما نرى خلايا لانجرهانس (في الوقت حيث يتم إنتاج الأنسولين) تتحفز في كل مرة لإنتاج الأنسولين. يتبين أن الاستجابة هذه لا تتعلق فقط بنسبة السكر في الدم، فهي تتأثر أيضًا بعد تناول وجبات البروتين أو بفعل الهرمونات المضادة للأنسولين التي يتم تحفيزها أيضًا لتنظيم نسبة السكر في الدم (هرمون الجلوكاجون) وأيضًا هرمون النمو والكورتيزول والتستوستيرون (وهي ليست هرمونات مضاد للأنسولين ولكن يتم تحفيزه بواسطة البروتينات). فإذا لم تتنشط هذه الهرمونات في وقت واحد (أي الأنسولين والهرمونات المذكورة أعلاه)، فسوف يعاني الشخص في نقص السكر في الدم.

يجب أن نتذكر أن أجسامنا فيها قيم أساسية لهرمون الأنسولين، هذه القيمة أو الكمية هي العامل الأكثر أهمية لهذا الهرمون. يجب أن تبقى قيم الأنسولين حتى في حالة الجوع بين 6 إلى 27 مللي أمبير / لتر.

هل الأنسولين يجعلك سميناً؟

تحتاج خلايا الجسم إلى قنوات في أغشيتها لتمرير المواد إلى داخل الخلية لتغذيتها. وهناك قنوات ومستقبلات خاصة موجودة لاستقبال الجلوكوز، هذه المستقبلات هي التي تستجيب لهرمون الأنسولين. فالجسم الذي تكون فيه كمية الأنسولين تتعدى نسبة الأنسولين الأساسي يكون قادرًا على تغذية الخلايا حتى عندما لا نأكل. ومع ذلك، فإن وجود كمية كبيرة من السكر في الدم يدفع الجسم لإنتاج المزيد من الأنسولين الذي يزيد دخول السكر إلى نوعين معينين من الخلايا، خلايا النسيج العضلي (الألياف العضلية) والخلايا الدهنية (الخلايا الشحمية).

عندما تنخفض قدرة الخلايا على الاستجابة لهرمون الأنسولين، تسمى هذه الحالة مقاومة الأنسولين، في هذه الحالة، لا يتم إدخال الجلوكوز ودفعه للاستقرار في الخلايا العضلية، بل على العكس من ذلك، فإن مقاومة الأنسولين تجعل السكر يتركز في الخلايا الدهنية.

فهل الأنسولين يجعلك سمينًا؟ لا، إن خلل الأنسولين يؤهل جسمك لزيادة الوزن ولكن إذا كانت كمية السعرات الحرارية الداخلة إلى جسمك عن طريق الغذاء متوازنة فإن ذلك سيمنع زيادة الوزن ويحفظ مستويات الأنسولين لديك.

باختصار، إذا كنت لا تعاني من مقاومة الأنسولين (أي إذا كانت استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين جيدة)، فإن هذا سيضمن عدم زيادة الوزن بسبب هرمون الأنسولين.

ماذا لو كنت أعاني من مقاومة الأسولين؟

أذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين، فإن ذلك سيساهم في زيادة الوزن إذا لم يتم ضبط كمية السعرات الحرارية التي تدخل جسمك مع الغذاء. لكن يمكنك اتباع بعض النصائح والتعليمات التي يمكن أن تساهم في خفض مقاومة خلايا جسمك لهرمون الأنسولين وزيادة الاستجابة له.

كيفية تحسين استجابة الخلايا للأنسولين؟

ننهي هذه المقالة بنصائح عملية لتحسين حالة الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين (تسمى مقاومة الأنسولين أيضًا حساسية الأنسولين):

ممارسة الرياضة والنشاط البدني

ممارسة الرياضة النشاط البدني ضروري لاستهلاك مخازن الجلوكوز. كلما زادت كمية الجلوكوز في العضلات، زادت مقاومة خلايا العضلات للأنسولين. وقد تبين أن الأنشطة المكثفة تخفف المقاومة وهي أفضل شيء يمكن فعله في هذا الحالة. وكلما أسرعنا في أيصال الخلايا إلى مرحلة العجز في الطاقة، كلما نجحنا في تحسين حساسية الأنسولين.

إدارة الكربوهيدرات التي نتناولها

بدلاً من تناول نفس الكمية من الكربوهيدرات كل يوم، من الأفضل إبقائها منخفضة لعدة أيام أو أكثر من ذلك. وعندما ترتفع نسبة السكر، يعلم الجسم كيفية إدارة الكربوهيدرات بشكل أفضل.

تناول البروتينات

البروتينات تحفز الأنسولين دون رفع نسبة السكر في الدم. هذا يقلل السكر الزائد في الدم. من بين أشياء أخرى، تحفز البروتينات عملية التمثيل الغذائي في الخلايا العضلية دون أن تحفزه في الخلايا الدهنية، حيث تقوم بتعليم الجسم على تخزين أكبر كمية ممكنة من المغذيات إلى العضلات.

الخلاصة

عادة ما يكسب الناس الوزن عند زيادة نسبة هرمون الأنسولين. ولكن إذا كنت تستطيع التمسك بنظامك الغذائي رغم زيادة الأنسولين، فقد تتمكن من تجنب زيادة الوزن. الأنسولين يساهم في تشكل الدهون داخل الخلايا الدهنية. وتؤدي مستويات الأنسولين المنخفضة إلى تشكيل إنزيم يحول الدهون المخزنة الصلبة إلى مواد يمكن أن تدخل مجرى الدم حتى تستخدمها عضلاتك كوقود. لكن لا يكفي خفض كمية الأنسولين لتجنب زيادة الوزن. بل يجب عليك أيضًا استخدام عضلاتك حتى تحرق الدهون. وليس من الضروري مراقبة الأنسولين إذا كنت تتحكم وتسيطر على تناول الطعام. لتجنب مشكلة ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين، يجب عليك اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية مع تجنب تناول الكثير من الكربوهيدرات التي سترفع من مستويات السكر في الدم. بالطبع، هذا الأمر ليس سهلًا، لكن بعض الناس يقومون بذلك ونجحوا فيه.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله