الدهون الثلاثية هي عبارة عن مركبات كيميائية مكونة من ثلاث أحماض دسمة يرتبط كل منها بجزيئ كولسترول، وتعتبر من أكثر الدهون شيوعاً في الجسم، يعمل الجسم على تفكيكها وامتصاصها لاكتساب الطاقة اللازمة لعملية التمثيل الغذائي، يرتبط ارتفاع هذه الدهون بأمراض القلب والشرايين، حيث يؤدي ارتفاعها عن المستويات الطبيعية إلى تراكم هذه الدهون في مجرى الدم والإصابة بفرط ثلاثي غليسريد الدم.
في الواقع لا يوجد أعراض ثابتة مرتبطة مع ارتفاع الدهون الثلاثية، إلا أنه يتساءل الكثير هل ارتفاع الدهون الثلاثية يسبب الدوخة بالتحديد عندما ترتفع بشكل كبير في الجسم وما هي أبرز أعراضها، في مقالنا هذا سنجيب عن كافة التساؤلات هيا بنا.
ما الفرق بين الدهون الثلاثية والكولسترول؟
الدهون الثلاثية عبارة عن شحوم في حين لا يعتبر الكولسترول من الشحوم، فالكولسترول عبارة عن مادة ذات طبيعة شمعية عديمة الرائحة ينتجها الكبد، له دور كبير ومهم في إتمام عملية الهضم وإنتاج الهرمونات، وكذلك يستعمل في بناء جدران الخلايا، لا يندمج الكولسترول مع الدم ، بل ينتقل عن طريق البروتينات الشحمية إلى كافة أنحاء الجسم.
كيفية قياس مستوى الدهون الثلاثية في الدم؟
يتم أخذ عينة من الدم بعد صيام نصف يوم، ويتم تحليلها، حيث يتم فحص مستوى الدهون الثلاثية، ويشمل الفحص مستوى الدهون الثلاثية والكولسترول السيئ والكولسترول الجيد في الدم، ويعتبر مستوى الدهون الثلاثية طبيعياً إذا كان أقل من 145 ميليغرام لكل واحد ديسيلتر، أما إذا تراوح مابين 145إلى200 ميليغرام لكل واحد ديسيلتر يعتبر معتدلاً ولكن بحاجة إلى حمية غذائية، لكن إذا ارتفع معدل الدهون الثلاثية عن 200 ميليغرام لكل ديسيلتر تعتبر مرتفعة جداً، وترفع من احتمالية الإصابة بمرض تصلب الشرايين والأوعية الدموية، وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والتهاب البنكرياس.
هل ارتقاع الدهون الثلاثية يسبب الدوخة؟
في واقع الأمر لا يوجد أعراض ظاهرة تدل على ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الجسم، إلا في حال ارتفاعها بشكل كبير جداً عن المعدل الطبيعي، ولكن هل ارتفاع الدهون الثلاثية يسبب الدوخة؟ قد يتسبب ارتفاع الدهون الثلاثية بالشعور بالدوخة، وذلك لأن ارتفاعها يرافقه في بعض الحالات الإصابة بالحمى الشديدة وبالتالي فإن الحرارة تتسبب في الشعور بالدوخة.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية
يتم تفكيك الدهون الثلاثية إلى عناصرها الأصلية في الأمعاء الدقيقة، فهي تتكون من الأحماض الدهنية والغليسيريد ليتم امتصاصها في الجسم وتحويلها إلى طاقة، ليتم تخزينها في الخلايا الدهنية والكبد، نظراً لعدم ذوبان الدهون الثلاثية في الدم تقوم البروتينات الدهنية بنقلها إلى كافة أنحاء الجسم، لارتفاع الدهون الثلاثية أسباب كثيرة منها:
- السمنة المفرطة.
- الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات.
- عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة والخمول.
- العامل الوراثي.
- تناول المشروبات الكحولية.
- مرضى السكري، وخاصة المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري.
- مرضى الكلى، وخاصة المصابين بمرض التهاب كبيبات الكلى.
- خمول في عمل الغدة الدرقية.
- خلل في الجهاز المناعي للجسم.
- الإصابة بداء الذئبة الحمراء.
- تناول بعض أنواع الأدوية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات والإستروجين، وأدوية ضغط الدم.
أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية
يرافق ارتفاع الدهون الثلاثية أعراض عديدة منها:
- الشعور الدائم بالغثيان.
- تصلب الشرايين، وذلك بسبب ترسب الدهون داخل الأوعية الدموية، ومنع تدفق الدم بسهولة إلى القلب.
- التهاب حاد في البنكرياس.
- ألم شديد في البطن والأمعاء.
- اشتداد أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ.
- الإصابة بالذبحة الصدرية.
- ضيق التنفس.
- زيادة حجم الكبد وتضخم الطحال.
- اصفرار لون الجلد في باطن الكفين.
- ظهور ترسبات على الأجفان الداخلية للعين.
- الإصابة بالحمى وفقدان الشهية، يصاحبهما ألم في أسفل الظهر.
- الشعور بالاكتئاب والتوتر وفقدان جزئي للذاكرة.
- يتشكل تحت الجلد رواسب دهنية على شكل عقيدات.
الأسس الواجب اتباعها لتقليل مستوى الدهون الثلاثية
- ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن في حالة السمنة المفرطة: ويتم ذلك من خلال ضبط السعرات الحرارية، واتباع نظام غذائي صحي تحت إشراف طبيب تغذية مختص، والامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكريات والدهون، حيث أن الجسم يقوم بتحويل كافة الدهون والسكريات الزائدة عن الحاجة إلى دهون ثلاثية.
- الابتعاد عن التوتر والقلق، حيث يؤدي التوتر إلى ارتفاع هرمونات معينة تسبب خلل في مستوى الدهون الثلاثية.
- الاعتماد على الحبوب الكاملة: حيث أن الأغذية المصنعة من الحبوب الكاملة، تحتاج إلى وقت كبير لتتحول إلى سكر في الجسم، على عكس الأغذية المصنعة من الحبوب العادية المكررة، والتي تتحول بشكل سريع إلى سكر، ولتخفيف من الحبوب العادية المكررة يمكنك اتباع الأمور التالية:
- تجنب الأطعمة الغذائية المعدلة كيميائياً، والاعتماد على أنواع الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة مثل الذرة والقمح والشوفان.
- تناول الأرز الأسمر، والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل.
- تناول نخالة الشوفان في الصباح الباكر، حيث يحتوي الشوفان على الكثير من الألياف.
- الابتعاد عن المقرمشات المقلية والمالحة، وتلك التي تحتوي على مواد حافظة، واستبدالها ببسكويت القمح.
نصائح تغذوية أخرى لتقليل الدهون الثلاثية
- التخفيف من تناول الخضراوات النشوية.
- الامتناع عن تناول المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة بالسكريات البسيطة، والاعتماد على السكر الطبيعي من الفواكه والخضراوات.
- عدم إضافة السكر إلى القهوة والشاي وغيرها من المشروبات، واستبدالها بالمحليات التي لا تحتوي على سعرات حرارية.
- الابتعاد عن تناول المثلجات والمربى والجيلي، والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية: تؤدي المشروبات الكحولية إلى ارتفاع كبير في مستويات الدهون الثلاثية، لذلك على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في مستوياتها الامتناع نهائياً عن تناول المشروبات الكحولية.
- التخفيف من الدهون المشبعة، التي تتواجد في مشتقات الألبان والأجبان الدسمة، وقطع الشحم والدهن الموجودة في اللحوم البقرية، والأطعمة المقلية والأطعمة المعلبة.
- التخفيف من كمية الدهون المضافة إلى الطعام: وذلك من خلال اختيار منتجات قليلة أو خالية من الدسم والدهون المهدرجة، واستبدال السمن الحيواني بالزيت النباتي، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالكولتسرول كالزبدة والبيض، واستبدالها بالدهون الصحية المستخلصة من النباتات كالدهون العادية الغير مشبعة.
- اللجوء إلى أخصائي تغذية، لتحديد الحصص الغذائية اليومية من الدهون.
- الإكثار من تناول المأكولات البحرية، لاحتوائها على كمية وافرة من دهون أوميغا3 ، والتي تساعد في المحافظة على المستويات الطبيعية من الدهون الثلاثية في الجسم، وتتوافر أيضاً أحماض أوميغا3 في المكسرات النيئة كاللوز والجوز والبندق.
وصفات طبيعية لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية
- ورق الغار: يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تقضي على الفطريات والبكتيريا، ويساعد شرب منقوع ورق الغار على التقليل من نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم، إضافة إلى قدرته على تنظيم مستوى الأنسولين في الدم.
- الزنجبيل: إن احتواء الزنجبيل على مضادات الأكسدة، تساعد في حماية الجهاز المناعي وتقويته، إضافة إلى قدرته على تخفيض مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
- الزعتر البري: يعمل الزعتر البري على ضبط نسبة الدهون الثلاثية والكلولسترول في الجسم، وذلك بفضل احتوائه على العديد من الفيتامينات التي تعمل أيضاً على تقوية الجهاز المناعي، كفيتامين ج، وفيتامين أ، إضافة إلى تأثيره على الجهاز العصبي فهو يعمل على تحسين الحالة النفسية، والحد من التوتر.
المصادر:
