هل الشوفان هو القمح؟ وما هو الفرق بين الشوفان والقمح؟

الشوفان من أكثر الأطعمة الصحية الغنية بالمغذيات، وفي حال سبق واشتريت الشوفان المعبأ أو رأيت صور الشوفان في الإنترنت فلا بد من أن سنابل القمح الموجودة في التصميم قد لفتت انتباهك، وجعلتك تتساءل هل الشوفان هو القمح؟ أو من أين يأتي الشوفان؟ وإن لك يكن هو القمح فما الفرق بينهما؟

الشوفان يتمتع بشعبية كبيرة في كل أنحاء العالم تمامًا كالرز ولكن الكثيرين لا يعرفون أي نبات هو وكيف ينمو وطريقة معالجته… ومن هنا تبدأ تساؤلات كثيرة وبشكل خاص من قبل الأشخاص الذين يعملون على خسارة الوزن أو الذين يعانون من الحساسية اتجاه الغلوتين.

هل الشوفان هو القمح؟ لا، الشوفان ليس هو نفسه القمح، ولا يأتي منه ولا تجمعه به أي علاقة ولكنهما متشابهان إلى حد ما سواء في الشكل أو التركيب مع وجود اختلافات وفروق عديدة… لا تقلق سأشرح فيما يلي كل ما يخص الفرق بين الشوفان والقمح.

هل الشوفان هو القمح؟

هل الشوفان هو القمح؟

كما أخبرتك الشوفان ليس هو القمح ولا يقرب له، إنما الشوفان يأتي من نبات (أفينا ساتيفا) وهو يعني الشوفان باللغة اللاتينية، هذا النبات ينمو في حقول مشابهة تمامًا لحقول القمح ويتم حصاده عندما ينضح ويمر الشوفان في مراحل معالجة مختلفة يصل إلى شكله النهائي الذي تتناوله سواء دقيق أو رقائق أو حليب…

الشوفان والقمح يتشابهان من حيث الشكل والنبات بالإضافة إلى بعض المغذيات ولكن هناك فروق كثيرة بينهما.


الفرق بين الشوفان والقمح

الفرق بين الشوفان والقمح

كل من الشوفان والقمح يعتبر من أنواع الحبوب الكاملة الأشهر على مستوى عالمي ولكن الشوفان ليس نفسه القمح والفروق تتمثل في النقاط الـ 10 التالية:

10 – استخدام الشوفان والقمح

عندما يتعلق الأمر بالشوفان فأمامك اختيارات كثيرة لتحضيره وتناوله للدرجة التي تجعل منه أكثر من قادر على أن يكون البديل الصحي عن القمح، وقد يتفوق عليه في كثير من الأحيان بكل من النكهة والقوام.

فيمكنك تناول الشوفان كوجبة الفطور ويمكن أن يكون مكون رئيسي ضمن الوجبة الرئيسية، كذلك هو اختيار رائع كوجبة خفيفة صحية عندما تشعر بالجوع، ويمكنك الاعتماد عليه لتحضير الحلويات الخفيفة والصحية،

أنواع الشوفان

بشكل عام يمكن التمييز بين 5 أنواع للشوفان تبعًا لمراحل التصنيع التي يمر بها والشكل النهائي لها وهي:

  • رقائق الشوفان: وهي عبارة عن حبوب الشوفان التي يتم رقها.
  • الشوفان السريع: وهو عبارة عن شوفان يحتاج إلى وقت أقل بكثير في الطهي، ويتم تحضيره من خلال تقطيع الشوفان إلى شرائح وقطع صغيرة ومن ثم رقها.
  • الشوفان الفوري: وهو الشوفان الذي يتم طهيه بشكل كامل أو جزئي، بحيث يمكنك تناوله مباشرة.
  • حبوب الشوفان: وهي أقرب ما يكون إلى الشوفان الخام والذي يتم تقطيع فقط.
  • نخالة الشوفان: وهي تشبه إلى حد بعيد نخالة القمح وتعتبر مصدر جيد للألياف الغذائية.

توجد الكثير من طرق تحضير الشوفان وعادةً يتوقف الاختيار بينها عن شكل الشوفان:

  • الشوفان الرقائق: يمكنك تناوله مباشرة بالاعتماد على الشوفان الفوري، كما يمكنك طهي الشوفان بالماء أو الحليب، أو نقعه طوال الليل.
  • دقيق الشوفان: يمكن أن يكون بديل رائع عن الدقيق الأبيض العادي سواء في الوصفات التي يتم خبزها أو قليها، كما يمكنك تناوله من خلال نقعه لفترة.
  • حليب الشوفان: وهو حليب نباتي صحي لذيذ ومغذي يمكن أن يتم الاعتماد عليه كبديل عن الحليب العادي في جميع الوصفات التي تعتمد عليه.

أما بالنسبة للقمح فهو أيضًا يوفر اختيارات كثيرة فالقمح الخام يتم تحويله إلى: دقيق أبيض عادي – سميد – شعير – برغل… وهي تعتبر مكونات أساسية في كثير من الوصفات العربية والعالمية، إلى جانب ذلك فهي أيضًا تستخدم كمواد بناء مثل الأسقف والقبعات المصنوعة من القش…

قد يهمك: حليب الشوفان للرجيم Oat Milk… هل حليب الشوفان ينحف أم يسمن؟


9 – السعرات الحرارية في الشوفان والقمح

كل من الشوفان والقمع يتمتعان بمقدار عالي من الطاقة ولكن الشوفان يتفوق على القمح! فكل 100 غرام من الشوفان تحتوي على 389 سعرة حرارية أما الـ 100 غرام من القمح تحتوي على 332 سعرة حرارية.

وبالتالي سواء كنت تتناول الشوفان أو القمح عليك الانتباه إلى مقدار السعرات الحرارية، المشكلة لا تكمن في السعرات الموجودة فيها فـ 390 سعرة حرارية تعتبر مناسبة في مقابل تناول وجبة صحية غنية بالعناصر الغذائية.

إذن أين المشكلة؟ المشكلة تكمن في إمكانية تناول مقدار كبير من السعرات من خلال الإضافات في حال لم تنتبه لها، فملعقة واحدة من زبدة الفول السوداني سوف تزود الطبق بـ 65 سعرة حرارية وكوب من الحليب كامل الدسم 140 – 180 سعرة حرارية، والفاكهة المجففة أو المكسرات ستضيف الكثير…. وبالتالي يمكن لطبق الشوفان هذا أن يتخطى عتبة الـ 700 سعرة حرارية بسهولة.

ولكن في المقابل يمكنك تحضير طبق صحي منخفض السعرات الحرارية من خلال الاختيار الصحيح للمكونات وكمياتها، فيمكنك الاعتماد على زبدة الفول السوداني والمكسرات والفاكهة المجففة ولكن بمقادير مدروسة.

قد يهمك: وصفات الشوفان للفطور … 6 وصفات و9 أسباب صحية لتناول الشوفان


8 – الألياف الغذائية في الشوفان والقمح

أيضًا كل من الشوفان والقمح الكامل (القمح الكامل تحديدًا) يحتويان على نسبة عالية من الألياف الغذائية، فكل 100 غرام شوفان تحتوي على 10.6 غرام من الألياف بينما يصل المحتوى في القمح إلى 13.1 غرام.

الفرق لا يكمن في المقدار وإنما في نوعية الألياف فالألياف الموجودة في القمح غير قابلة للذوبان بينما في الشوفان هي ألياف قابلة للذوبان في الماء.

وعندما تذوب في الجهاز الهضمي تشكل مادة هلامية تعزز حركة الأمعاء وتدعم جهاز الهضم، أيضًا فهي تملأ المعدة وبالتالي تعطي شعور بالشبع السريع باستهلاك سعرات حرارية أقل.

كذلك الشوفان وبفضل محتواه من الألياف فهو يعتبر من الأطعمة ذات المؤشر الجلاسيمي المنخفض أي أنها لا تسبب ارتفاع في مستوى سكر الدم وهذا لا يعني فقط الحفاظ على الوزن وإنما أيضًا يخفض احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني بالإضافة إلى أن توازن مستوى السكر في الدم يقي من الشعور السريع بالجوع والرغبة في تناول الكربوهيدرات.

قد يهمك: 18 نوع من الأطعمة التي تسبب الجوع ونتناولها دائمًا


7 – بروتينات الشوفان والقمح

يتميز الشوفان والقمح بمحتوى جيد من البروتينات فكل 100 غرام تحتوي على 16.9 غرام بروتين هذا بالنسبة للشوفان بينما القمح يحتوي على 9.6 غرام.

البروتين مهم لكل العمليات الحيوية في جسم الإنسان من بناء الأنسجة والعضلات إلى عمل الأجهزة والهرمونات… وبالتالي فأنت تحتاج إلى البروتين، كذلك فالبروتين يساعد على زيادة معدل الأيض (معدل الأيض هو معدل السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها بشكل يومي) وهذه الزيادة يمكن أن تصل حتى 30%.

بدء يومك بتناول البروتينات والدهون الصحية يعمل على الحد من هرمون الجوع وتحفيز هرمون الشبع فضلًا عن كون البروتين يحتاج إلى مدة أطول في عملية الهضم وبالتالي سوف يمدك بالشبع لفترة طويلة.

قد يهمك: أهم 34 مصدر من المصادر الغذائية للبروتينات الضرورية لجسمك


6 – الفيتامينات في الشوفان والقمح

القمح غير المكرر والشوفان يحتويان على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم وأهمها:

  • فيتامين A بمحتوى يصل حتى 2.7 ميكرو غرام لكل 100 غرام من القمح، بينما الشوفان لا يحتوي أي مقدار منه.
  • فيتامين E بمحتوى يصل حتى 0.58 ملغ لكل 100 غرام من القمح، بينما الشوفان لا يحتوي أي مقدار منه.
  • الثيامين بمحتوى يصل حتى 0.297 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 0.763 ملغ للشوفان.
  • الريبوفلافين بمحتوى يصل حتى 0.188 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 0.139 ملغ للشوفان.
  • النياسين بمحتوى يصل حتى 5.347 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 0.961 ملغ للشوفان.
  • حمض البانثونيك بمحتوى يصل حتى 0.297 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 0.763 ملغ للشوفان.
  • الثيامين بمحتوى يصل حتى 1.011 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 1.349 ملغ للشوفان.
  • فيتامين B6 بمحتوى يصل حتى 0.191 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 0.119 ملغ للشوفان.

5 – محتوى الشوفان والقمح من المعادن

يعتبر كل من القمح الكامل والشوفان من أهم مصادر المعادن وأهمها:

  • الكالسيوم بمحتوى عالي جدًا يصل حتى 33 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 54 ملغ للشوفان.
  • الحديد أيضًا بنسبة عالية تصل حتى 3.7 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 4.7 ملغ للشوفان.
  • البوتاسيوم بمحتوى يصل حتى 394 ملغ لكل 100 غرام من القمح، في مقابل 429 ملغ للشوفان.

4 – فوائد الشوفان والقمح

يتميز الشوفان بقائمة طويلة من الفوائد أهمها:

  • غني بمضادات الأكسدة عالية الفاعلية.
  • يعمل على خفض مستوى ضغط الدم.
  • يحافظ على توازن سكر الدم ويقي من الإصابة بالسكري.
  • طريقة رائعة وسهلة لخسارة الوزن بشكل صحي.
  • يعتبر أساسي في كثير من وصفات تقشير البشرة والعناية بها.
  • تناوله بانتظام على وجبة الفطور يمكن أن يعتبر علاج فعّال للربو.
  • يعمل على دعم الجهاز الهضمي وحمايته من مختلف المشاكل.
  • خفض الكوليسترول الضار LDL.

بينما أهم فوائد القمح الكامل هي:

  • يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقي من الإصابة بسرطان القولون.
  • يعمل على تحسين عملية الهضم.
  • غني بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
  • يساعد في خسارة الوزن ويقي من السمنة ومشاكلها الصحية.
  • يعالج مختلف حالات الإمساك.

3 – الآثار الجانبية للشوفان والقمح

الشوفان والقمح كأي غذاء آخر وعلى الرغم من كونها أطعمة آمنة وصحية إلا أنه يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية لبعض الأشخاص، وأهم هذه الآثار الجانبية:

  • لا يجب تناول الشوفان الذي يصعب مضغه فقد يسبب انسداد في الأمعاء، أيضًا الاستهلاك المنتظم له يمكن أن يسبب لبعض الأشخاص اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • أما عن القمح فهو يحتوي على نسبة عالية من الغلوتين وبالتالي فهو يسبب زيادة في الوزن، أيضًا بعض الأشخاص يعانون من الحساسية اتجاه القمح والغلوتين بشكل خاص والتي تتمثل بمشاكل على مستوى الجهاز الهضمي.

2 – محتوى الشوفان والقمح من الغلوتين

القمح غني بالغلوتين بشكل طبيعي والكثير من الأشخاص يعانون من الحساسية اتجاهه ولعله هذا هو السبب الأهم خلف الأسئلة الكثير حول الشوفان بداية من هل الشوفان هو القمح وصولًا إلى هل الشوفان يحتوي على الغلوتين؟

الشوفان الخام خالي تمامًا من الغلوتين ولكن للأسف بعض عمليات التصنيع التي يمر بها يمكن أن تضيف الغلوتين إليه، لذا يجب أن تتأكد من الشوفان قبل شرائه وتقرأ عبارة مثل: “خالي من الغلوتين” أو “0% غلوتين” أو “مصنع بدون غلوتين”…


1 – الحساسية والشوفان والقمح

الشوفان والقمح من الأطعمة الآمنة ولكن كما سبق وأخبرتك بعض الأشخاص يعانون من الحساسية اتجاهها سواء من الشوفان أو القمح وبشكل خاص الغلوتين الذي يحتويه، ولكن من جهة أخرى يمكن للشوفان أن يكو البديل الأفضل عن الكثير من الأطعمة التي تسبب الحساسية.

  • دقيق الشوفان هو البديل الأفضل عن دقيق القمح بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية اتجاه الغلوتين.
  • حليب الشوفان هو بديل رائع عن الحليب العادي للأشخاص الذين يعانون من الحساسية اتجاه اللاكتوز (سكر الحليب) أو بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية اتجاه المكسرات ولا يمكن لهم تناول أنواع الحليب المصنوعة منها مثل: حليب اللوز

هل الشوفان هو القمح؟ الشوفان ليس هو القمح، ولكل منهما محتواه الغذائي وفوائده وآثاره… الآن أنت تعرفها كلها!

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله