مهارات التواصل: أنواعها، أساليب تطويرها وأخطاء مدمرة إياك والوقوع بها!

نتواصل مع كل من حولنا مع الطبيعة ومع الهواء ومع السماء ومع أصواتنا الداخلية وقلوبنا وخواطرنا، لكن يبقى الأهم هو التواصل مع الآخرين، الأمر الذي يتطلب مهارات التواصل واتباع الطرق الصحيحة في التعامل وكأنه مجموعة من القواعد التي تضمن حياة اجتماعية سليمة.

كيف تتواصل وتخبر من حولك بما تريد؟ ما هي مهارات التواصل الأهم والتي تعطي نتائج فعالة؟ كيف تبني الكاريزما الخاصة من خلال لغتك اللفظية والجسدية؟ كل ذلك وأكثر يمكنك معرفته من خلال متابعة هذا المقال، بحيث ستنهيه بعد الحصول على معلومات ستغير طريقتك بشكل كامل إن كانت خاطئة، وستحسن حياتك

أهمية مهارات التواصل

مهارات التواصل هي المهارات التي تجعل التواصل بين الأفراد أو المؤسسات يحدث بانسيابية وطلاقة ومرونة، ويدعم من فهم الرسالة بوضوح ويعين بالطبع على تحقيق الهدف من عملية التواصل من الأصل.

تعلم مهارات التواصل لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة، وذلك لحاجة الفرد لهذه المهارات بجميع نواحي الحياة، حيث تتمثل أهمية مهارات التواصل بالتالي:

1 – أهمية مهارات التواصل في العمل

سوق العمل مكتظ بالمهن المختلفة ولكل مهنة ما يسمى بالتوصيف الوظيفي Job Descriptions والذي يعني المتطلبات الواجب توافرها في الشخص المُتَقَدِم للعمل في تلك الوظيفة، ومهارات التواصل تكون أول مُتَطَلَب في كل الوظائف الآن سواء كانت فيها معاملة مباشرة مع الناس مثل خدمة العملاء أم لا.

2 – أهمية مهارات التواصل في الحياة الاجتماعية

كل العلاقات الاجتماعية تحتاج لتعلم مهارات التواصل حتى الحيوانات في مجتمعاتها لها طرقها في التواصل فتجد أسراب الطيور بينها لغة فقط هي التي تفهم مدلولها، والحيوانات منهم من يُطلِق روائح معينة كدليل على شعور معين وبعضهم يكشر عن أنيابه وهذا من مهارات التواصل بالنسبة لهم.

3 – بسبب زيادة حالات الطلاق

حالات الطلاق المتزايدة بين الأزواج ليس من ضمن أسبابها نقص في مستوى الذكاء لديهم أو مشكلات اقتصادية بل فقط عدم قدرتهم على التواصل مع بعضهم، وكل منهم يحاول أن يكون له دور الزعيم بل بعضًا من النساء تحاول أن تأخذ دور الرجل وبالطبع هذا يحتاج لمهارات تواصل من نوع خاص.

أنواع مهارات التواصل

تختلف أنواع وأشكال التواصل من التواصل اللفظي أو الكلام والأحاديث إلى طرق التعامل مع الأشخاص من حولنا، لنتعرف أكثر على أنواع مهارات التواصل:

أولًا: مهارات التواصل اللفظية

نعتمد على اللغة بشكل شبه كامل في التواصل وإيصال الأفكار والمعلومات، لكن ما لا نهتم به هو دور العقل الباطن وكيف سيكون وقع الكلمات عليه، وبأن هناك عبارات خاصة تؤثر عليه بشكل إيجابي وأخرى بشكل سلبي.

1 – إلقاء التحية من القلب

إن إلقاء التحية من أهم الأشياء التي تقرب بين الناس، وتخلق المودة في القلوب، وتعطي شعور بالراحة، لكن الأهم من التحية بحد ذاتها، هو أن تكون نابعة من القلب، صادقة ودافئة، فللعقل الباطن قدرة عالية على تمييز الصدق من التصنع، وهذا التصنع في حال كان موجود فأنت حكمت على علاقتك بالآخرين بالفشل.

فعليك من الآن إلقاء تحية صادقة ودودة تخرج نغمة الحب فيها مع الحروف، وعلاوة على ذلك عليك بناء الكاريزما الخاصة بك بالتحية على الجميع دون استثناء، ودون تجاهل أي شخص أو تمييز أحد على حساب أحد.

2 – استخدام أحب الأسماء

إن أحب الأسماء هو اسم الشخص، فلا يمكن أن يكون لأي كلمة أخرى أو عبارة أو وصف التأثير نفسه، فالاسم يمثل الشخص، على عكس الصفات التي يمكن أن تمثل أي شخص، وفي حال كنت تعاني من الخجل اتجاه ذكر أسماء من تتحدث إليهم فعليك التدرب على هذا الأمر، فهو من أهم الأشياء التي تبني لك الشخصية المحببة عند الجميع، فمن الجيد أن يشعر الآخرين باهتمامك بهم لدرجة تجعلك تتذكر الأسماء.

3 – المديح الصحيح

كل شخص منا يحب أن يسمع عبارات المديح، لكن ليس كل المديح مديحًا، فكلمة مديح بغير موضعها ستجعل منك صاحب شخصية غير صادقة، أو مجامل من الدرجة الأولى، وكلها صفات تنتقص من الكاريزما الخاصة بك، أما المديح في موضعه فهو سيرفع من شأنك لدى من تمدح.

والوصفة السرية في المديح هي أن يكون بشكل موضوعي غير مبالغ فيه، بالإضافة إلى أن يكون مديح مميز، فعلى سبيل المثال: لديك صديق يكتب الشعر، والجميع يمدحه بأن شعره رائع وجميل (المديح العادي)، أما أنت فيجب أن تكون مختلف، فجرب مديح كيفية ظهور روحه في الشعر، وأن له طريقة خاصة في ذلك، أي عليك مدحه بشيء لا ينتبه إليه الآخرين (المدح المميز).

4 – متابعة الحديث وخلق آخر

تمامًا كما أنت تحب وجود شخص يستمع إليك ويتابعك في حديثه، وتحتاج إلى تلك المتابعة وبدون تقديم أي نصيحة أو حل، الجميع يحب هذا، لكن للأسف القليل فقط من يملكون مهارة الاستماع، فالجميع يريد أن يتحدث ويتكلم، وينزعج من عدم وجود من يسمعه!

والطريقة الصحيحة هي من خلال الاستماع بشكل كلي للشخص، مع ذكر بعض الكلمات والإيماءات التي تثبت متابعتك للحديث، بالإضافة إلى التأثر بذكر عبارات الفرح أو الحزن كلٌ في موضعها. أما عن خلق الأحاديث فهي لقتل أي مساحة من الفراغ في الاجتماعات، والطريقة من خلال فتح باب لموضوع جديد من كل موضوع، وسؤال جديد من كل حديث، بشكل متقن غير مبالغ فيه.

ثانيًا: مهارات التواصل الغير لفظية

1 – لغة الجسد

تعتبر لغة الجسد من أهم أساسيات فن الحوار والتواصل مع الآخرين ودونها لا يمكن أن تكون عملية التواصل فعالة. الإيماءات التي نستخدمها أثناء الكلام، حركة العين، طريقة الجلوس، اليدين، وغيرها تساعد في إيصال رسالتنا للطرف الأخر سواء كان جمهور أو شخص أو كنا في اجتماع.

2 – التواصل مع أشخاص جدد “الانطباع الأول”

للقاء الأول أهمية بالغة في تكوين شخصيتك لدى الآخرين، وبناء فكرة تخصك عندهم، وهذا ما يؤثر كثيرًا ويحكم استمرار علاقة جديدة أو نهايتها قبل البداية، ويمكن ضمان الحصول على لقاء أول جيد من خلال الخطوات التالية:

  • السير بهدوء باتجاه الشخص الذي ستتعرف إليه، وعلى خطواتك أن تكون واثقة وواضحة، وبهدف مباشر، مع ظهر مشدود.
  • الابتسامة، ليس من المنطقي أن تبدأ الحديث مع عقد الحاجبين، فالابتسامة تملك أثر سحري على الشخص المقابل لك، وعلى هذه الابتسامة أن تكون دافئة رقيقة.
  • إلقاء التحية والتعريف بالنفس وذكر اسمك بشكل واضح، والسر هنا بأن أقول وأعرف عن نفسي بـ: “أنا فاطمة” وليس أن أقول “أنا اسمي فاطمة” فالاسم يخصني أنا وشخصيتي.
  • السؤال عن الشخص المقابل وعن اسمه ومحاولة حفظ الاسم واستخدامه كأول كلمة في أول جملة ستخبره إياها.
  • بدء الحديث أو طرح الأسئلة والاستفسار عن الرأي، بالإضافة إلى مهارة الاستماع وخلق حديث جديد من بين الأحاديث.

مهارات التواصل الفعال ونصائح لتواصل أكثر فعالية

قام المختصون والباحثون في مجال علم الاجتماع والتواصل بتحديد مجموعة من المهارات التي تجعل التواصل بين الأشخاص أو المؤسسات أكثر فعالية وبالتالي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة من التواصل، والتي سميت بمهارات التواصل الفعال، فيما يلي مجموعة من أهم مهارات التواصل ونصائح لتواصل أكثر فعالية:

1 – أن تكون مستمع جيد

فن الإنصات مهم جدًا بالنسبة للباحثين عن مهارات فن الحوار والتواصل ولا يمكن للشخص أن يكون متحدث جيد إذا لم يجيد الاستماع للأخرين. طبعًا ليس المقصود بالاستماع أن نستمع للآخر بينما يتحدث وحسب بل يتجاوز ذلك إلى القدرة على التفاعل مع المتحدث بالطريقة المناسبة، إظهار المشاعر المناسبة لسياق الحديث، أن يكون تفاعلنا مع المتحدث صادق وعميق وليس مجرد مجاملة.

2 – الوضوح في التعبير عن رسالتك أو أفكارك

وبالطبع الوضوح هنا من حيث نبرة الصوت الواضحة والقوية والمُعبرة عن المحتوى الكلامي، وأيضًا وضوح الكلمات لو كانت تلك الكلمات مكتوبة على ورق وألا تعبر الكلمات القليلة عن أفكار كثيرة ومتشعبة لأن هذا يُربك المُستَقبِل للرسالة وهذا بالطبع من مهارات التواصل الهامة جدًا.

3 – الثقة في النفس

توجد بعض الأسرار التي تعتمد على لغة الجسد والتي تعمل على إظهار قوة الشخصية والثقة في النفس حتى ولو لم تكن موجودة أو حتى لو كنت شخص خجول بطبعه، لكن من خلال ممارستها والتدرب عليها ستنتقل بشخصيتك إلى الأفضل، وذلك من خلال النقاط البسيطة التالية:

  • جعل جسدك موازي للشخص المقابل، أي في حال كان جالس فلتجلس، ولتقف إذا كانت المجموعة واقفة وأنت الجالس الوحيد.
  • عدم ضم اليدين، بل فردهما وشد الظهر وتوسيع منطقة الصدر.
  • القيام بأي حركة على نحو هادئ وواثق، كالمشي أو رفع الأشياء، أو وضعها.
  • التصرف كما لو كنت في المنزل، فمثلًا: عندما تدخل إلى القاعة في الجامعة أو المدرسة ضع الحقيبة والأقلام والكتاب على الطاولة أمامك لا تبقيها معك في يديك. أو في حال كنت في حفل وجلس على طاولة بشكل مؤقت تلقي التحية، ضع ما بيدك عليها حتى ولو لدقائق.

4 – أن تجعل التواصل في الاتجاهين

في كل عملية تواصل هناك مرسل ومستقبل (وفي بعض الأحيان أكثر من مستقبل واحد)، المشكلة تكمن لدى البعض بأنهم يكونون قادرين على إرسال الرسائل ولكن ليس لديهم القدرة على استقبالها أي الاستماع للأخرين، وهذا ما يؤدي إلى عملية تواصل ضعيفة ينتج عنها سوء تنظيم وبطء في عملية نقل وتبادل الأفكار.

لذلك من الضروري أن تكون عملية التواصل فعالة في الاتجاهين إن كنت تسعى إلى بناء مهارات التواصل مع الأخرين بشكل أكثر فعالية، ويمكن أن يكون ذلك عبر طرح المزيد من الأسئلة، وطلب الحصول على تغذية راجعة (Feedback) والتي تكون عبارة عن تقييم أو رأي أو شعور من الطرف الأخر على ما قلته وطرحته من أفكار أو معلومات.

5 – أن تعطي دورًا للأخرين في الحوار

لا تُفرض رأيك على زميلك ولا تحاول إقناعه بفكرة أنت تعلم أنه يرفضها من الأساس، بل تحدث مع الجميع فيما يحبونه واعطي لهم دورًا في الحوار، ولا تجعل الحوار رتيبًا مملًا وفي اتجاه واحد بل عدد الاتجاهات واسأل زميلك عن رأيه واهتم بأن تسمع رأيه جيدًا مهما كان بسيطًا.

6 – أن تكون مساعد للأخرين ومتعاطف معهم

الناس يفضلون الأشخاص الذين يساعدونهم ويكونون عونًا لهم لا الأشخاص الذين يكونون ندًا لهم، لذلك حاول قدر الإمكان أن تكون معينًا ومساعدًا للطرف الأخر في حديثه وكلامه حتى لو لم تكن متفق معه بشكل كلي، لا تحاول تقديم حلول غير مرغوبة أو مرفوضة من الطرف الآخر، وكذلك تجنب تقييم أفعال أو أقوال أو تصرفات الطرف الآخر ولا تصدر أي آراء متحيزة وغير مرغوبة فيها.

طبعًا هذا لا يعني أن تكون بلا رأي أو تكون على وفاق تام مع كل ما يقوله الشخص، ولكن المقصود أن تسعى لتظهر بمظهر المساعد القادر على تقديم ما يحتاجه الطرف الآخر وتظهر التعاطف معه بالشكل المناسب.

7 – أن تكون إيجابيًا

لا أحد يفضل التعامل مع شخص سلبي دائمًا بائس ومتشائم ولا يحمل إلا الآراء السلبية تجاه الظروف والأشخاص والحياة ككل من حوله، لذلك من الأفضل لك أن تكون إيجابي ومتفائل تجاه ما يحصل حولك، حتى عندما لا تسير الأمور على ما يرام حاول تجنب الضغط والتوتر قد الإمكان، وتذكر إن الغضب من جراء ذلك لن يصلح الأمور بل استغل ذلك للتعلم من الأخطاء التي تحصل.

بالتالي من الضروري أن تكون إيجابي في مواقفك وآراءك وكلامك وتظهر قدر من التفاؤل والانفتاح عند التواصل مع الأخرين، الحديث مع رسم ابتسامة على وجهك قد يساعد في ذلك، تشجيع الأشخاص من حولك على تبني آراء إيجابية، إظهار شيء من حس الدعابة والمرح أيضًا يساعد في تواصل أكثر فعالية وإيجابية مع من حولك.

أخطاء شائعة في التواصل لا تفعلها أبدًا!

قد تتحدث إلى شخص ما ولكنك بعد مضي القليل من الوقت تندم على بدء هكذا حديث بسبب ارتكابه كل الأخطاء التي من شأنها إفساد أي محاورة، والجميع يمكن أن يرتكبها، لذا ما عليك إلا التعرف إليها وتجنبها تمامًا حتى تضمن أرقى تواصل:

1 – الشكوة الدائمة والحاجة للحصول على الاستعطاف

أسوأ الشخصيات في أي حوار هو الشخص الضحية الذي دائمًا ما يلعب دور المظلوم ودائمًا ما يحتاج تعاطف الآخرين، هو شكل آخر من أشكال الشخص السلبي الذي ينقل لك تلك السوداوية بحيث تكره أي حوار معه.

لذا لا بد من الابتعاد عن الشكوة قدر الإمكان فالجميع نمتلك مشاكل، وإن كنت تعرف شخص لا يمتلك أي منها، إذن هو شخص نجح في إخفاء كل مشاكله عنك.

2 – مسابقات الهموم التي لا تنتهي أبدًا

“تعرضت لحادث” فما يكون من الشخص الآخر إلا ارتكاب الخطأ “هذا لا شيء، لقد تعرضت لحادث أكثر صعوبة منه”، “عملت لساعات طويلة اليوم” فيقول الشخص الآخر: “أنا كنت مستمر في العمل منذ يومين” وهكذا…

بحيث الشخص الذي تعرض لحادث هو من سوف ينته به الأمر بأن يواسي الشخص الآخر الذي انتصر في مسابقة الهموم، ولكن هذا أمر غير مريح أبدًا، لذا ابتعد عن مثل هذه المسابقات، واكتف بإظهار القليل من التعاطف وانتهى الأمر.

3 – المقاطعات بأشياء غير هامة وبشكل متكرر

حديث مهم جدًا، وإذ بالشخص الآخر يسأل عن ذرة الغبار على الطاولة، موضوع يحتاج منه التعاطف إلا أنه وبشكل مفاجئ وبدون أي إنذار يسألك عن شيء ما ليس له أي علاقة بالحديث، إنه مثال حي ومباشر عن قلة الاهتمام وانعدام الإصغاء، وإنه أكثر النماذج إزعاج ولا بد من تجنب الوقع في هذا الخطأ.

4 – لغة الجسد والتواصل البصري السلبي

تتحدث إليه ولكنه: يحك جبهته – يهز قدمه بطريقة مزعجة، ينشغل بأي شيء يصدر أصوات مزعجة بأي شيء، أو الأسوأ، يمكن له أن ينظر إلى أي شيء في هذا الكوكب إلا وجهك.

إنها لغة جسد سيئة وتواصل بصري سلبي لا بد من الامتناع عنه والتركيز على تجنب مثل هذه التصرفات، والتمرن والتدرب على النظر إلى عيون الشخص الذي تتحدث إليه.

5 – “أنت مخطئ” – توجيه النقد الدائم

مهما كان الحديث فإن هذا الشخص سوف يوجه النقد، حتى ولو كنت تحدثه عن كوب القهوة الذي شربته أنت قبل قليل، سوف يخبرك بأنك على خطأ وسوف يوجه النقد لك.

عندها سوف تندم لماذا قد تكون بدأت هكذا حديث مع هكذا شخص، وبالتالي لن تكرر الأمر، لذا فإلى جانب أهمية أن يكون الشخص إيجابي وإلى جانب أهمية أن يبني حواره على تقبل الآخرين، لا بد من أن يمتنع عن النقد في غير موضعه.

6 – الانشغال بالهاتف خلال الحديث مع الآخرين

أي فن حوار مع الناس هذا، وأي احترام الذي يمكن إظهاره مع الانشغال بالهاتف خلال الحديث مع الآخرين، باختصار هذا التصرف من شأنه أن يلغي أي حديث ويدمر أي تواصل، فمن يمكن له التحدث إلى شخص يهتم بهاتفه فقط.

لذا الخطوة الأولى في أي حوار مع الآخرين هي ترك الهاتف ووضعه في الحقيبة أو على الطاولة ولكن جهة الشاشة نحو الأسفل.

أساليب تطوير مهارات التواصل

1 – اجمع بين مهارات التواصل ومهاراتك الشخصية الأخرى

مهارات التواصل غالبًا ما تظهر مع الكفاءات والمهارات الأخرى التي تمتلكها مثل الثقة بالنفس والمهارات اللغوية، مثلًا في بيئة العمل إن كان هناك مصطلح غامض أو مشوش للأخرين اشرحه لهم بلغة مبسطة وسهلة، اقضي المزيد من الوقت في التحضير لمناقشاتك، تجنب الدخول بحوارات ليست من اختصاصك أو لا تملك المعلومات الكافية عن موضوعها.

2 – تدرب على الحوار والتواصل

أي مهارة تود اكتسابها تحتاج بشكل رئيس وقبل كل شيء للتدريب. بين جو العائلة والعمل والأصدقاء يمكن أن يكون مكان أكثر من رائع للتدرب على فن الحوار والتواصل بفعالية، حاور الزملاء بأمور العمل، أطرح افكارك والأسئلة التي تراودك في الاجتماعات التي تحضرها ولا ترتاب من ذلك، كن على تواصل مع من حولك باستمرار، حاول أن تجد مواضيع مشتركة وأحاديث تهم الطرفين.

3 – لا تُشرق أكثر من الآخرين

ليس من الذكاء أن تتباهى أمام أصدقائك أو رؤسائك بما حباه الله لك من إمكانيات ومواهب لأنك ببساطة ستخسرهم للأبد لأن النفس جُبلت على أنها لا تُحب الأفضل منها في كل شيء، لذلك عليك أن تكون متميزًا ولكن دون أن تخبر أحدًا بصوتك العالي وهذا من أهم مهارات التواصل.

4 – لا تتحدث بدون هدف

لا تتحدث لكي تشبع ما لديك من شهوة الكلام ولا لتثبت أن وجهة نظرك هي فقط الصحيحة بل اجعل لكلامك هدفًا نبيلًا وواضحًا، ولا تتكلم مثلما يقول المصريون “طق حنك”، لذلك قبل أن تتكلم اسأل نفسك ماذا أريد من كلامي هذا، وإذا لم تجد هدفًا أمامك ساعتها الصمت سيكون أفضل.

5 – استخدم القصص لتساعد الناس على التذكر

طبيعة الإنسان وتركيبته الذهنية تساعده على تذكر القصص والحكايات بشكل أفضل من تذكر الحقائق والمعلومات المجردة، لذلك لا تفوت فرصة استخدام القصص للتأكيد على الأفكار والنقاط التي تريد إيصالها للأخرين متى ما رأيت إنه من المناسب ذلك.

حتى لو لم تكن متحدث من الدرجة الأولى، يمكنك استخدام هذه التقنية في التواصل مع الآخرين لتكون أكثر كفاءة في نقل أفكارك وإيصالها إلى الطرف الأخر، عبر الخلط بين موقف ما كان قد حدث معك مسبقًا والفكرة التي لديك ستكون قصة جيدة يمكن للأخرين تذكرها بشكل أفضل من الفكرة المجردة من دون قصة

كيفية التعامل مع صعوبات التواصل

قد يكون التواصل مع بعض أنواع الشخصيات صعبًا جدًا، وأي كلمة أو تصرف من جهتك قد يفهم بطريقة خاطئة أو عدوانية، كذلك فإن بعض الشخصيات لا تفسح لك المجال للتحدث أو التعبير عن رأيك، فكيف يمكنك التعامل مع هكذا شخصيات؟

التعامل مع الناقد الدائم

يرى الناقد الدائم في نقده طريقة لإثبات ذاته من خلال التقليل من شأن الشخص المقابل وليس من خلال العمل على الرفع من شأنه هو، وهو دائمًا ما يعمد إلى نقد شخص معين شعر بأنه يتقبل النقد، لذا تكون الطريقة الصحيحة للتعامل معه من خلال إيقافه من المرة الأولى التي يعمد إلى النقد فيها، وذلك بالخطوات التالية:

1 – لغة الجسد

فور تفوه الناقد بتعليقه (حتى ولو لم يكن موجه إليك، بل لشخص يهمك أمره)، عليك الاقتراب بجسدك المشدود من دائرته الشخصية، وتخطي بذلك محيط أمانه، مع اعتماد الملامح الباردة التي لا تظهر أي ردة فعل (لا ابتسامة ولا غضب)، فذلك كفيل بإرباكه وجعله في حيرة من أمره، بهذا يحين وقت الخطوة التالية.

2 – دفعه لنقد نفسه

عندما يبدأ بالخوف والحيرة من لغة جسدك وملامحك الباردة، عليك سؤاله بشكل مباشر عن سبب فعل الشخص الذي تم نقده لهذا الفعل، مع أهمية استخدام العبارة نفسها التي ذكرها هو، وهنا ما سيفعله هو نقد نفسه ونفيه لما قاله.

مثال

في حال كان الشخص الناقد يعلق على قبعة لصديقك الغير موجود معكم، ويقول: “إن قبعته مضحكة كيف يمكن له أن يرتديها؟ أو كيف يمكن لك أن تتخذ منه صديق لك؟”، ما ستفعله أنت هو الاقتراب منه بثقة، ومع ملامح محيرة دون ردة فعل، ومن ثم سؤاله بعبارته ذاتها: “هل تعتقد أنه يقصد ارتداء القبعة المضحكة ليبدو مضحك أو لأنه لا يعرف ماذا يفعل، أو لأنه غبي؟” ما سيكون رده هو: “لا أنا لا أقصد ذلك”، وهنا يكون قد نفى ما تقدم به.

التعامل مع كثير الكلام

الشخص الثرثار الذي يتحدث كثيرًا ويأخذ من وقتنا كم كبير كان يمكن خلاله إنهاء الكثير من المهام، وكل ذلك الكلام يكون بدون أي فائدة فحديثه يلتف حول نفس الأحداث ونفس الأفكار، أو الشخص الكبير في السن، الذي يتميز بكثر الكلام، وبأنه على استعداد ليحكي لك سيرة حياته لمجرد سؤال بسيط قمت بطرحه عليه، وهنا لا يمكنك رفض الحديث بشكل قاسي، لكن السر التالي يخلصك منه وبشكل لطيف.

عليك في مثل هذه الحالة إعادة أخر جملة قالها المتحدث، ومن ثم إعادة السؤال الأساسي للوصول إلى لب الموضوع، فعلى سبيل المثال: في حال كنت قد سألت كبير في السن عن صحته، وتحث كثيرًا دون الوصول إلى أساس الموضوع ما عليك هو قول: “كنت تخبرني عن (ما قاله)، وماذا عن صحتك؟”، هنا سيستيقظ ويجيبك عن السؤال بشكل مباشر.

التعامل مع فارض الرأي

نحتاج إلى شخص يستمع إلينا، يتابع الحديث، وفي أحيان كثيرة قد نطلب النصيحة، لكن عندما يصل الأمر إلى فرض الرأي بشكل نصيحة كان أو نقد، فهذا أمر مزعج للغاية، يدفع للشعور بالغضب، وطريقة التعامل الصحيحة من خلال دفعه للسكوت وعدم المتابعة أو محاولة إعادة الأمر مرة ثانية وذلك من خلال عبارة “يمكن أن يكون ما تقوله صحيح لكن!” وتكمل أنت العبارة بما يناسب.

وعلى سبيل المثال: أنت وصديقك فارض الرأي تتحدثان عن المهام في العمل، وهو اقترح عليك العمل لساعات إضافية رغم معرفته بأنك متعب، فعليك هنا أن تقول: “يمكن أن يكون ما تقوله صحيح لكنني متعب ولا أحتاج إلى ساعات إضافية”، هنا سيقتنع بفكرتك ويتوقف.

هذه كانت أهم مهارات التواصل الاجتماعي وطرق التعامل مع الآخرين بالطريقة الصحيحة، والتي تتميز بالبساطة إلى جانب أهميتها بالنسبة لك، وضرورة اعتمادها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله