بحث عن الديناصورات – الأنواع والانقراض والبقايا الإحفورية

لا تزال الديناصورات منذ أن تم اكتشافها لأول مرة تشكل أجمل ما في عالم المتحجرات، ولكن ما هو أكثر إثارة للدهشة هو أن هذه العينات الرائعة التي بقيت حتى الآن موجودة بكرة وهي لا تزال تقدم لنا مفاجآت. وقد تطورت دراسة الديناصورات باستمرار، ولا يزال علماء الحفريات يجدون آثارًا جديدة تضيف قطعًا إلى سيرتها الذاتية.

بحث عن الديناصورات

ما هي الديناصورات ومتى عاشت على كوكبنا؟

الديناصورات هي من الزواحف، والأنواع الوحيدة المتبقية على كوكبنا من إلى هذه الكائنات الزاحفة هي التماسيح. تكمن خصوصية الديناصورات مقارنة مع الزواحف الأخرى في أنها مجهزة بأطراف أسفل الجسم، التماسيح والسحالي وباقي الزواحف تملك أرجلًا تبدأ من الوركين. لهذا السبب، كانت العديد من الديناصورات قادرةً على الثبات في وضعية الوقوف مثلنا نحن البشر، مع تركيز كل ثقلها على الأرجل الخلفية.

هذه الكائنات القديمة عاشت وانتشرت على كوكبنا في عصر العصر الجوراسي والعصر الطباشيري، نحن نتحدث عن فترة تتراوح بين 228 و 65 مليون سنة مضت. علينا أن نتذكر أنه في ذلك الوقت، لم تكن هناك قارات كما هو الحال اليوم، فالديناصورات كانت تجوب قارة كبيرة واحدة تم تسميتها بمصطلح بانجيا. وفي وقت لاحق وخلال ملايين السنين، أدت حركات الصفائح التكتونية إلى ظاهرة الانجراف القاري وتباعد القارات.

أسماء الديناصورات الأكثر شهرة

التيرانوصور هو الديناصورات الأكثر شهرة بسبب ما يتمتع به من بنية رائعة، لقد عاش التيرانوصور على الأرض قبل حوالي 68 مليون سنة، وهو يشتهر بضراوته. في الواقع، كانت هناك مبالغات دائمًا عنه، وبالتأكيد نحن لا نقلل من قدراته، فقد كان طوله يصل إلى 12 مترًا وبارتفاع 4 أمتار، ولكن هناك من يشكك فيما يقال عنه، يبدو أن التيرانوصور كان يتغذى على جثث الحيوانات الميتة. وهكذا، فإنه لم يكن ذلك الديناصور المفترس الذي لا يرحم كما تظهره أفلام هوليوود على الدوام.

التيرانوصور

ستيجوسورس على العكس من التيرانوصور، فقد كان ستيجوسورس من الديناصورات آكلات العشب، يمكن التعرف عليه بسهولة بسبب وجود لويحات على ظهره والتي هي في الحقيقة ليست أكثر من امتداد للفقرات. ويمكن لهذا الديناصور أن يصل إلى أحجام كبيرة جدًا ويبلغ طوله 9 أمتار فيما يبلغ ارتفاعه 4 أمتار. هذا النوع من الديناصورات عاش بشكلٍ رئيسي في ما يعرف الآن باسم أمريكا الشمالية وذلك في الفترة ما بين 100 و 150 مليون سنة مضت.

لماذا انقرضت الديناصورات؟

اختفت الديناصورات من على وجه الأرض قبل 66 مليون سنة، وذلك عندما تحطم كويكب على كوكبنا وترك حفرة يصل قطرها إلى 20 كيلومترًا. بيد أن المشكلة كانت مشكلة أخرى، فقد ضرب الكويكب نقطة على سطح الأرض غنية بالهيدروكربونات، والتي تسببت في حدوث حرائق مدمرة. هذه الحرائق بدورها، أطلقت الكبريت في الغلاف الجوي الذي منع أشعة الشمس بشكلٍ فعال، هنا أصبحت درجات الحرارة فجأة منخفضةً جدًا على الديناصورات، التي سرعان ما انقرضت. ولو ضرب الكويكب نقطة أخرى على الأرض، لربما لم يحدث هذا الانقراض الجماعي.

الفرضيات حول انقراض الديناصورات

هناك العديد من الفرضيات حول كيفية انقراض الديناصورات، فيما يلي، سنحاول شرح أكثر تلك النظريات التي اعتمدت من قبل العلماء والباحثين في تاريخ الديناصورات.

اختفت جميع الديناصورات بعد سيطرتها على كوكبنا. ولا توجد أي أثار الأحفورية لهذه الزواحف في الصخور خلال الـ 65 مليون سنة الأخيرة، ولم تختف الديناصورات لوحدها في هذه الفترة الزمنية، بل العديد من أشكال الحياة الأخرى أيضًا، مثل الزواحف والطيور والأسماك والعديد من الكائنات الحية الأخرى، ويطلق على حدث من هذا النوع اسم “الانقراض الجماعي” لأنه يؤدي إلى انقراض العديد من الأنواع المختلفة.

خلال السنوات الأخيرة من وجود الديناصورات، خضع كوكب الأرض للعديد من التغيرات المناخية والبيئية، وانخفضت درجة الحرارة تحت الصفر لعدة أشهر، كما انخفض منسوب العديد من البحار وظهرت العديد من سلاسل الجبال نتيجة حركات الصفائح التكتونية. كما أن العديد من الأنواع النباتية انقرضت بسبب تغير المناخ وظهرت النباتات والأزهار الجديدة.

ربما فشلت الديناصورات العاشبة في التكيف مع الغطاء النباتي الجديد وبدأت في الموت نتيجة لذلك حتى وجدت الديناصورات آكلة اللحوم التي كانت تتغذى على الديناصورات العاشبة نفسها أما مصدر غذائي قليل.

ومع ذلك، هناك أدلة أحفورية تدل أن العديد من الديناصورات تمكنت من النجاة، لذلك، علينا أن نبحث عن سبب آخر لنفهم ما الذي أدى إلى انقراض الديناصورات، فربما حدثة كارثة أدت لذلك.

نظرية النيزك والثورانات البركانية

هناك أدلة على أنه في نهاية العصر الطباشيري، اصطدم نيزك يبلغ وزنه حوالي 4 ملايين طن وقطره عشرة كيلومترات بالأرض بسرعة تسعين ألف كم في الساعة.

تسبب هذا الاصطدام الهائل بحدوث انفجار كبير أدى إلى موجات المد والجزر والحرائق والزلازل. انتشر غاز الكبريت وثاني أكسيد الكربون في الهواء ما جعله سامًا. وحجبت سحابة من الغبار السماء، فمنعت عملية التمثيل الضوئي للنباتات، وبردت المناخ وجعلت مياه البحر والأمطار حمضية.

في نفس الوقت، حدث في الهند أقوى الانفجارات البركانية التي استمرت لملايين السنين، مما أدى إلى إطلاق كمية هائلة من الحمم البركانية والرماد والانبعاثات الغاز والغبار في الغلاف الجوي. وخلال وقت قصير، ماتت كل الكائنات الحية تقريبًا، أولاً النباتات، ثم الحيوانات العاشبة، ثم الحيوانات آكلات اللحوم.

عندما استقر الغبار وعاود ضوء الشمس الظهور، بدأت النباتات تنمو مرة أخرى، ولكن الديناصورات كانت قد اختفت.

نظرية بديلة لانقراض الديناصور

لقد تم مؤخرًا إعادة تقييم نظرية النيزك والثورانات البركانية نتيجة لاكتشافات جديدة بينت أن العديد من الديناصورات قد ماتت قبل وقت طويل من سقوط الكويكب وحدوث النشاط البركاني القوي في الهند.

هذه النظرية مدعومة بحقيقة أن البقايا الأحفورية التي تم العثور عليها كانت على عدة مستويات من الطبقات. ومن هنا نستنتج أن الديناصورات انقرضت بالفعل قبل وصول الكويكب.

اختفاء الديناصورات: فيديو

في هذا الفيديو، نتتبع تاريخ الثدييات خلال عصر الديناصورات، حتى الانقراض الكارثي الذي حدث قبل 65 مليون سنة

متى وكيف تم اكتشاف الديناصورات؟

خلال آلاف السنين من تاريخ البشر وتطور العلم، وحتى مائتي عام مضت، لم يكن أحد يعرف أن الديناصورات كانت موجودة، مثلها مثل غيرها من أشكال الحياة القديمة أو النادرة. واعتبر اكتشافها في بعض الحفريات “مزحة الطبيعة” (أو ربما في بعض الأحيان بقايا تنانين متحجرة أو بعض الحيوانات الأخرى الخرافية).

لم يكن العالم يفهم معنى الحياة والتطور. حتى أثار كتاب أصل الأنواع الذي كتبه تشارلز داروين في عام 1859 الجدل الكبير، ما تسبب في نقاشٍ طويل داخل المجتمع العلمي وخارجه في ذلك الوقت. وبعد مرور مائة وخمسين عامًا، لا يزال هناك من يرفضون قبول نتائج النظرية (خاصة فيما يتعلق بتفسيرها لمسار التطور البشري).

سرعان ما أثار اكتشاف هذه الوحوش الهائلة والمخيفة الفضول والخيال، حتى بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم معرفة علمية. وكتب مايكل كرايتون (في عام 1990) رواية الحديقة الجوراسية، والتي انتشرت على نطاقٍ واسع بعد أن افترضت “ولادة جديدة” وهمية لديناصورات مروعة تأكل لحوم البشر وتهدد وجودهم. بينما كان من الجيد معرفة أن الوحوش الحقيقية التي تدور حولها هذه الرواية قد انقرضت واختفت قبل وقت طويل من تطور الأنواع “البشرية”. بمعنى، يمكننا القول إنه لم يتم التهام أي إنسان من قبل الديناصورات أبدًا.

منذ أن أصبحت رواية الحديقة الجوراسية Jurassic Park فيلمًا، أدت إلى انتشار “موضة” الديناصورات كألعاب ودمى ورسوم متحركة، وخلال العشرين سنة التي تلت ذلك. شهدت الدراسات حول موضوع الديناصورات تطورات مثيرة للاهتمام.

في الواقع، لم تكن جميع الديناصورات تشبه التيرانوصور. حتى أن معظمها لم يكن ضخمًا أبدًا، لقد كانت العديد من أنواع الديناصورات عاشبة. وكان هناك العديد من الأنواع التي لم يتعدى حجمها حجم ديك رومي. ومع استمرار البحث العلمي تغيرت وجهات النظر. فعلى سبيل المثال، نحن نعلم الآن أنه إذا لم يكن هناك “اختفاء فجائي” لجميع أنواع الديناصورات.

لكن الاكتشاف الأخير والمهم هو أن الديناصورات ليست منقرضة. فهناك العديد من الأنواع الحية المتبقية. والتي تطورت وتغيرت على مر ملايين السنين، يطلق عليها الآن اسم الطيور. كما أن هناك بعضًا من الديناصورات التي مازالت على قيد الحياة، وهي بعض أنواع الزواحف.

هل كانت الديناصورات تطير؟

عندما نتحدث عن الديناصورات بشكلٍ عام، الإجابة هي لا. لكن هذه ليست إجابة مطلقة. فهناك أيضًا بعض الطيور اليوم التي لا تطير، مثل الدجاج والديك الرومي والنعام وطيور البطريق. والحقيقة هي أن الدراسات التي تمت في العقود الماضية أثبتت أن بعض أنواع الديناصورات كانت تطير.

مفهوم الانقراض

تخبرنا أحدث اكتشافات الأنثروبولوجيا أن مليارات البشر الذين يعيشون اليوم هم من الأقارب، فجميعهم ينحدرون من جنس بشري معين، لكن، هل هذا يعني أن جميع الأنواع الأخرى من “الإنسان” قد انقرضت؟ وهل اختفى جميع أسلافنا. لا، فنحن نتشارك الكثير من التركيب الوراثي معهم، وبدون هذا التأثير على تطور نوعنا لما كنا ما نحن عليه الآن.

مفهوم “انقراض الديناصورات” هو خطأ كبير. فليس من المنطقي أن نصف بهذه الطريقة ما أصبح غير موجود. فمعظم الكائنات الموجودة على كوكبنا الآن تطورت من كائناتٍ أخرى وأنواع لم تعد موجودة في عصرنا هذا.

وهناك أيضًا حقيقة مفادها أن بعض التركيب الوراثي للديناصورات ما زال موجودًا في خلايا البشر ويلعب دورًا في تطورنا، لذلك، يجب علينا أن نقرر ما إذا كان يجب إعادة النظر في شيء يبدو لنا “لا جدال فيه”.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله