أنواع الديناصورات وتاريخها على كوكب الأرض

يشير مصطلح ديناصور إلى مجموعة من الكائنات الحية المنقرضة والتي عاشت وازدهرت في عالمنا قبل ملايين السنين، وكلمة ديناصور تعني السحلية المخيفة. فمعظم الديناصورات التي تم الكشف عن أحافيرها وبقاياها المتحجرة، عبارة عن هياكل عظمية ضخمة لهذه الحيوانات المنقرضة التي تتميز بأن معظمها كبير الحجم.

وقد استطاع العلماء تحديد الحقبة الزمنية التي عاشت فيها هذه الكائنات المخيفة، ويعتقد أنها ظهرت لأول مرة قبل ما يقرب من 230 مليون عام. لكنا اختفت وبشكلٍ كامل منذ 65 مليون سنة.

على الرغم من أن الديناصورات تصنف على أنها تنتمي لفصيلة الزواحف، إلا أن معظمها كانت قادرةً على المشي بواسطة أرجلها، وهذا يختلف تمامًا عن جميع الزواحف الأخرى الموجودة في تلك الحقبة الزمنية.

لقد كانت بعض أنواع الديناصورات أضخم وأكبر الحيوانات البرية التي عاشت على سطح الأرض عبر كل التاريخ، في حين أن بعض أنواعها كان صغيرًا ولا يتعدى حجم الدجاجة او أكبر قليلًا.

متى وكيف تم اكتشاف الديناصورات؟

لا يعرف أحد على وجه اليقين متى تم العثور على أول حفرياتٍ تعود لديناصور. من المحتمل أن يكون هنود المروج قد وجدوا حفريات الديناصورات بعد أن كشفت بسبب الطقس والرياح في الأجزاء الجافة من أمريكا الشمالية، في مكانٍ يسمى الأراضي الوعرة، حيث قام علماء الحفريات منذ نهاية القرن التاسع عشر بالعثور على اكتشافات مهمة.

كانت أثار أقدام الديناصورات المتحجرة معروفة في الصين القديمة منذ القدم وقد اعتبرها الصينيون بأنها تعود إلى كائن التنين الأسطوري.

لكن في قارة أوربا، تم ذكر أقدم اكتشافات للديناصورات في كتاب يعود إلى عام 1676، وهو كتابٌ يتحدث حول تاريخ أوكسفورد الطبيعي، ولكن لم يتم تسمية هذا الاكتشاف بالديناصور ولم يعرف أحد أنها تعود لكائنات غير معروفة. وفي هذا الكتاب، وصف الكاهن روبرت بلوت – وهو أستاذ بجامعة أكسفورد – عظمة كبيرة وجدها متحجرة. وذكر في الكتاب أن عظمة الفخذ المكتشفة يجب أن تكون الجزء السفلي من حيوان كبير، على سبيل المثال من الفيل الذي قد يكون الرومان جلبوه معهم لاستخدامه في القتال والحروب، أو – اعتبر أن هذه العظمة تعود على الأرجح – لكائنٍ عملاق.

في عام 1763، درس عالم الطبيعة ريتشارد بروكس عن قرب هذه العظمة وأطلق عليها اسم الصفن. لقد ظم أنها عبارة عن خصيتين كائن حي عملاق. وقد اختفت العظمة بعد ذلك، لكن الرسومات تظهر شيئًا قد يبدو وكأنه خصيتي كائن عملاق في الجزء السفلي من العمود الفقري.

حصلت الديناصورات على اسمها العلمي لأول مرة في عام 1841، وتم ذلك بناءً على اكتشافات القرن التاسع عشر لأنواع الديناصورات مثل Megalosaurus و Iguanadon.

في عام 1871، اقترح عالم التشريح جون فيليبس أن الخصيتين العملاقتين – التي تحدث عنها ريتشارد بروكس – هي على الأرجح الجزء السفلي من عظم الفخذ لأحد أنواع الديناصورات. وبالتالي، لم تكن هذه العظمة بقايا الأعضاء التناسلية، بل كانت جزءًا من مفصل الركبة لديناصور مفترس عاش قبل 150 مليون عام.

كم كانت تعيش الديناصورات؟

يعتقد بعض العلماء أن هناك أنواعًا من الديناصورات استطاعت أن تعيش لمدة تصل إلى حوالي مائتي عام، علمًا أنه لا توجد حتى الأن أي معلومات تؤكد أو تنفي صحة هذه النظرية، ولا يعرف أحد متوسط فترة حياة الديناصورات التي عاشت قبل ملايين السنين.

كيف انقرضت الديناصورات؟

تبين الدراسات التي أجريت على الأحافير والبقايا المتحجرة للديناصورات المكتشفة أن جميع الديناصورات يعود تاريخها لما قبل 65 مليون سنة من الأن، وبعد هذه الفترة، اختفت جميع أنواع الديناصورات الكبيرة والصغيرة، وهذا الانقراض لم يكن مقتصرًا على الديناصورات، فقد انقرضت في هذه الفترة الزمنية ملايين الأنواع من الكائنات الحية الأخرى، وهذا ما يدعم فرضية أن كارثةً كبرى حلت بكوكب الأرض وأدت إلى هذا الانقراض الجماعي الهائل.

يفترض العلماء أن انقراض الديناصورات وغيرها من الكائنات التي كانت تعيش على الأرض قبل 56 مليون سنة يرجع إلى احتمال أن هناك نيزكًا كبيرًا أو جرمًا سماويًا هائل الحجم قد اصطدم بالأرض وأدى إلى دمارٍ كبير وتغيراتٍ بيئية تسببت بحدوث خللٍ في النظام الغذائي بين الأحياء، وأثر هذا الخلل على معظم الكائنات الحية، لكن الكائنات الأكثر تضررًا كانت تلك الكبيرة الحجم، كونها تحتاج لكمياتٍ أكبر من الغذاء كي تبقى وتستمر.

وهناك فرضية أخرى اقترحها العلماء حول انقراض الديناصورات، وهي أن السبب وراء موتها يعود بشكلٍ أساسي إلى ظهور الثدييات، ففي الوقت الذي كانت في الديناصورات مضطرةً لوضع البيض وتركها دون حماية عندما تذهب بحثًا عن الطعام، كانت الثدييات تحمل أجنتها في رحمها، ما يجعل الأم قادرةً على حماية صغارها خلال فترة تشكلها. وهذا يعني أن بيوض الديناصورات كانت تتعرض للالتهام من المفترسات عندما لا تكون الديناصورات البالغة موجودة بجانبها.

ومؤخرًا، خرج بعض العلماء والباحثين بنظرية جديدة عن انقراض الديناصورات، هذه النظرية دحضت وبشكلٍ كامل فكرة الانقراض السائدة، حيث يقول الخبراء أن الديناصورات لم تنقرض، بل أنها – ونتيجة التغيرات البيئية التي سادت على كوكب الأرض – ماتت جميع أنواع الديناصورات الكبيرة التي كانت غير قادرة على التكيف مع البيئة ونقص الغذاء، فيما بقيت أنواعٌ أخرى ذات أحجامٍ متوسطة وصغيرة وتغيرت عبر ملايين السنين لتعطي كائناتٍ حية مازالت تعيش على كوكبنا حتى الأن. ويعتمد مؤيدو هذه النظرية على الدراسات الجينية التي أثبتت أن التماسيح الموجودة على كوكبنا الأن، تملك في حمضها الوراثي الكثير من الصفات المشتركة مع الحمض الوراثي الذي يعود لأحافير الديناصورات المكتشفة.

هل كانت كل الديناصورات مفترسة؟ وما هو حجمها؟

لا، لم تكن كل الديناصورات مفترسة، بل أن معظمها كانت ديناصورات مسالمة وتتغذى على العشب، ولكن الخوف وتصوير الديناصورات ككائنات عملاقة دموية وخطيرة يعود إلى صناع الأفلام السينمائية وكتاب قصص الخيال العلمي الذين دأبوا على تصوير هذه الكائنات على أنها عملاقة وتريد التهام وافتراس أي كائنات حية أخرى.

إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من الحديث عن وجود دينصورات ضخمة ومفترسة، ما زال العلماء غير متأكدين من حقيقة وصحة ذلك، فديناصور التيركس الذي عرف في القصص الخيال العلمي والأفلام كديناصور مخيف ودموي، يعتقد الكثير من العلماء أنه كان قمائًا (زبالًا) أي أنه كان يتغذى على بقايا الكائنات الحية النافقة ولم يكن حيوانًا مفترسًا.

كان ديناصور التيركس من الديناصورات اللاحمة التي يصل ارتفاعه الى حوالي أثني عشر مترًا ووزنه حوالي 2000 كيلو غرامًا.

يتميز ديناصور التيركس بأنه أضخم وأقوى الزواحف التي عاشت على الكرة الأرض، وهو يملك ذراعين قصيرين وأسنان حادة جدًا وكبيرة تشبه السكين وله ذيل طويل وثخين ويملك مخالب تركت أثارًا على الأرض حتى الأن وعثر على بعضها في أميركا الشمالية.

بينما كان ديناصور الكوميسوتاتس صغير الحجم ويمتلك أسنانًا حادةً صغيرة، لكنه أكثر الديناصورات سرعةً في اصطياد الفرائس على الرغم من حجمه الصغير.

أنواع الديناصورات وأسمائها

من الملاحظ أن معظم أسماء الديناصورات تنتهي بكلمة “سورس” وهي كلمة يونانية تعني زاحف أو سحلية ومن أشهر أنواع الديناصورات التي تم اكتشافها:

البراكيوسورس

هذا النوع هو من أكبر الديناصورات المعروفة، وزنه كبير جدًا ويتراوح ما بين أربعين الى خمسين طنًا، ولم يكن بمقدوره العيش على اليابسة بسبب صعوبة حمل وزنه الثقيل، يعتقد أنه عاش في الأنهار والبحيرات العميقة وكان قادرًا على التنفس بواسطة رقبته الطويلة والتي يصل ارتفاعها عندما يقف إلى ثلاثة عشر مترًا او أكثر.

برونتوسورس

من الديناصورات أكلة النباتات وهو أيضًا كبير الحجم وضخم للغاية ويقترب من ديناصور البراكيوسورس في ضخامته لكنه يتميز بأن رقبته كانت أقصر.

ديبلودوكس

من الديناصورات الضخمة لكنه أقل وزنًا وحجمًا من الصنفين السابقين ويتميز بذيله طويل.

التيرانوصور

أضخم الديناصورات أكلات اللحوم وهو من أخطر الديناصورات ويقدر طوله بستة عشر مترًا وبالمقارنة مع جسده الكبير فإن قدماه الأماميتان قصيرتان جدًا ولديه في كل واحدة منها إصبعان فقط.

الوسور

من اكلات اللحوم وهو يشبه كثيرًا ديناصور التيرانوصور إلا انه يختلف بأطرافه الأمامية التي تكون طويلة، ويقدر طوله بإحدى عشر مترًا، وتم اكتشافه في منطقتين من القارة الأمريكية.

اجيوانودون

من الديناصورات أكلة الأعشاب فمه يشبه منقار الطيور وهو من أوى الديناصورات التي تم اكتشافها حيث عثر على أسنانه سنة 1922.

تراكودون

ديناصور نباتي أخر غذائه الأساسي يشمل على الأعشاب والطحالب، ولديه اسنان صغيره الحجم وفمه يشبه منقار البط.

ستيجويور

ديناصور غريب شكله مختلف عن باقي الديناصورات الأخرى بسبب كونه من الديناصورات المدرعة، توجد على ذيله تشكيلات تشبه الأشواك التي كانت تستخدم لضرب الأعداء، وعلى ظهره صفين من الصفائح العظمية التي تشبه الشراع.

تربسيراتوبس

ديناصور ضخم شكله مدرع لديه حلقة عظمية مدرعة وثلاثة قرون حادة وقوية تخرج من منطقة الرأس.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله