النظريات التي تفسر انقراض الديناصورات

الديناصورات هي حيوانات شديدة الضخامة عاشت على الأرض منذ عصور قديمة. وكانت مجموعات الحيوانات الأكثر انتشارًا على كوكبنا، لفترة قدرها العلماء بـ 160 مليون سنة تقريبًا.

سيطرت الديناصورات على الأرض وكانت مهيمنة على معظم المخلوقات التي كانت موجودة في تلك العصور القديمة.

كانت الديناصورات تتخاطب صوتيًا وحركيًا، وبشكل خاص أثناء القتال فيما بينها أو مع غيرها من الكائنات الأخرى الموجودة.

ربما تم اكتشاف أول عظام للديناصورات من قبل العلماء الصينيين في العصور القديمة من خلال الأحفوريات المكتشفة. ومع ذلك لم يكن أول اكتشاف مسجل في أوروبا حتى عام 1677. وبحلول عام 1824 تم إدراك أن الزواحف ما قبل التاريخ كانت تسكن الأرض ذات مرة. تم اقتراح اسم الديناصورات (Dinosauria) لوصف هذه المجموعة من الكائنات.

أما بالنسبة لأشكالها فإن الإنسان الأول لم يراها، ولكن الأشكال المتعارف عليها هي أشكال متخيلة من رسوم العلماء المكتشفين. فقد رسموا الديناصورات وغيرها من خلال الأحفوريات التي تم اكتشافها في مناطق متفرقة من العالم، ومنها قد وصلت صورة ذهنية عن هذه المخلوقات.

منذ حوالي 320 مليون سنة ظهرت الزواحف لأول مرة، في نهاية عصر حقبة الحياة القديمة Palaeozoic  وازدهرت خلال عصر الميزوزوي والذي يطلق عليه أيضًا باسم عصر الزواحف. وهذه الحقبة من الزمن تنقسم إلى الفترات التالية:

  • الترياسي
  • الجوراسي
  • الطباشيري

سيطرت الديناصورات على الأرض لما يقارب 160 مليون سنة. أي منذ أواخر العصر الترياسي حتى نهاية العصر الطباشيري. وقد حدثت واحدة من أكبر حالات الانقراض الجماعي في تاريخ الأرض في نهاية العصر الطباشيري. يشار إليه باسم انقراض العصر الطباشيري الثلاثي (K-T).

كانت اليابسة في تلك العصور مكونة من كتلة كبيرة تسمى (البانجيا)، وخلال 160 مليون سنة من ظهور الديناصورات انقسمت البانجيا إلى كتل وقارات مختلفة حتى وصلت إلى وضعها الحالي في يومنا هذا.

اختفت الديناصورات بجميع أنواعها من على الأرض وعلى شكل مفاجئ قبل حوالي 65 مليون سنة.

هناك الكثير من الناس الذين قد يتساءلون كيف اختفت هذه الكائنات الجبارة بشكل مفاجئ؟ وكيف انقرضت تماما من على سطح الأرض؟

هل أصابها مرض أو وباء خطير، أم أنها كارثة طبيعية كبيرة قد حصلت وقضت على هذه المخلوقات، ربما قد يكون بركانًا هائلًا، أو نيزكًا من السماء، أو قد يكون شيء أكثر رعبًا.

لقد تم اقتراح الكثير من النظريات لانقراض الديناصورات، وبعض هذه النظريات:

  • اصطدام كويكب بالأرض
  • تغير المناخ
  • الانجراف القاري
  • البراكين النشطة
  • نظرية الوباء
  • سارقي البيض
  • النبات السام
  • نقص الغذاء

نظرية اصطدام كويكب بسطح الأرض

العديد من العلماء يعتقدون بأن هذه النظرية هي الصحيحة.

تفترض هذه النظرية إن هناك كويكبًا ما في الفضاء اصطدم بقوة في الأرض، ونتيجة هذا الاصطدام أصبح هناك موجات زلزالية عنيفة، والتي كانت السبب وراء القضاء على العديد من الكائنات من على كوكب الأرض، ومن ضمن هذه الكائنات كانت الديناصورات.

ومن المؤكد أن هذه النظرية العلمية قد اعتمدت على الدلائل والبراهين.

ومن هذه الدلائل والبراهين هي التكوينات الكيميائية المنتشرة في القشرة الأرضية وهي مشابهة لتربة الكويكبات في الفضاء، حيث أن عنصر الإريديوم ينتشر بصورة كبيرة في الكويكبات الموجودة في الفضاء كما أنه أيضًا يوجد في القشرة الأرضية ولكن بصورة أقل بكثير من تلك الموجودة في الكويكبات الفضائية.

وقد دعم بعض العلماء هذه النظرية حيث قالوا أن بسبب اصطدام الكويكبات بالأرض حدث انتشار للبلورات الدخانية، وانبعاث الغبار في الجو الذي سبب انقلابًا مناخيًان حيث تسببت سحب الغبار المتناثرة عن الاصطدام بحجب أشعة الشمس على الأرض والذي أدى إلى انخفاض كبير جدًا بدرجات الحرارة وتغييرات مناخية عنيفة جدًا ومفاجئة على الكوكب. ولم تستطع العديد من الحيوانات التكيف مع تلك التغييرات. فكانت النتيجة انقراض جميع أنواع الديناصورات التي عاشت آنذاك، إضافة إلى 20% من جميع أشكال الحياة التي كانت موجودة على الأرض في ذلك الوقت.

نظرية تغير المناخ

في هذه النظرية قال العلماء أن في ذلك العصر قد حدث تغييرات عنيفة في المناخ مما أثر على الكائنات الحية الموجودة، حيث شهدت الأرض في ذلك العصر العواصف الرعدية والعواصف النارية إضافة إلى انبعاث الأشعة الكونية وكذلك الأشعة الحمراء مما كان له دور في التغييرات في بنية الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض.

نظرية الانجراف القاري

هذه النظرية تقول إنه (عندما تشكلت القارات انقرضت الديناصورات)

هذه النظرية قد بنت أركانها حول نظرية تكون القارات والذي يعرف بالانجراف القاري، حيث أن العلماء يقولون إن قارات العالم لم تكن موجودة بالصورة الحالية منذ ملايين السنين، بل أنها كانت كتلة واحدة من اليابسة ولكن بسبب التغييرات المناخية التي حدثت في العصر الطباشيري، أدى إلى وجود ثغرات ومع الوقت أصبحت تتسع في بعض المناطق حتى انفصلت تلك الكتلة إلى العديد من الكتل الأخرى، وكان ذلك تمهيدًا لتكوين القارات في المراحل التالية من تاريخ الأرض. وقد أدى الانجراف القاري بدوره إلى انقراض الكثير من الكائنات الحية التي كانت تعيش في ظروف واحدة على كتلة اليابسة ومن هذه الكائنات كانت الديناصورات.

نظرية البراكين النشطة

هذه النظرية توضح علاقة البراكين النشطة للغاية في تاريخ جيولوجيا الأرض وانقراض الديناصورات. يعود هذا إلى انتشار غاز الكبريت والذي يحتوي على نسبٍ عالية جدًا من السموم في الغلاف الجوي وفي الأرض وهذا له تأثير على حجب ضوء الشمس مما تسبب في انقراض الكثير من الكائنات الحية.

كما أن العديد من العلماء يقولون إن البراكين قد شهدت ثورة كبيرة جدًا منذ حوالي 65 مليون سنة وهذه هي الفترة التي سبقت مباشرة انقراض الديناصورات، كما أنه من المهم أن نعلم أن العلماء قد قالوا إن عملية انقراض الديناصورات لم تكن بين ليلة وضحاها، ولكنها استمرت لملايين السنين أي أنه لم يكن الاختفاء بالنسبة للديناصورات بشكل مفاجئ كما يعتقد البعض.

نظرية الوباء

في هذه النظرية يعتقد العلماء جرثومة معدية قد أصابت مجتمع الديناصورات وانتشرت فيها الأمر الذي أدى إلى إضعافها ومرضها ومن ثم موتها.

لكن هذه النظرية العلمية قد تعتبر ضعيفة بالنسبة للنظريات العلمية التي وضعت حول موضوع انقراض الديناصورات، فهذه النظرية على الرغم من أنها تفسر انقراض الديناصورات، ولكن ماذا عن بقية الكائنات الحية التي انقرضت في الوقت نفسه؟

نظرية سارقي البيض

هذه النظرية من النظريات الضعيفة أيضًا ومن الممكن أن تكون غير مقبولة حتى عند أوساط العديد من العلماء.

العلماء المؤيدين لهذه النظرية يرون أن حيواناتٍ مثل القوارض كانت تسرق بيض الديناصورات الصغير وهذا بالتالي قد أثر على تكاثر الديناصورات، الذي كان سببًا أدى لانقراضها.

نظرية النبات السام

هذه النظرية من النظريات العلمية والفرضيات التي وضعت حول انقراض الديناصورات والكائنات الحية في فترة العصر الطباشيري.

حيث يقول العلماء الذين وضعوا هذه النظرية أنه كان هناك نباتات سامة انتشرت في العصر الطباشيري وقد كانت الديناصورات آكلة العشب (النباتية) تتغذى على هذه النباتات مما أدى إلى موتها سريعا.

أما بالنسبة لانقراض الديناصورات آكلة اللحوم (اللاحمة) قد كان سبب موتها قلة الفرائس التي تفترسها مما أدى إلى موتها مع مرور الوقت.

هذه النظرية أيضًا قد يعتبرها البعض من النظريات الضعيفة وهذا بسبب أن النباتات السامة موجودة حتى يومنا هذا ولم يتم ملاحظة انقراض أي نوع من الكائنات الحية التي تعيش بيننا على سطح الأرض بسبب وجود هذه النباتات السامة والتي هي منتشرة في جميع أنحاء العالم.

لا شك بأن الديناصورات لم تختفي بين ليلةٍ وضحاها، بل يمكننا أن نتوقع أن انقراضها قد حدث على امتداد ملايين السنين. وتعتبر فترة زمنية قصيرة جدًا بالنسبة لسيطرتها على الأرض، وأيضًا تعتبر فترة قصيرة بالنسبة لما يقوله بعض العلماء أنها انقرضت على مدى ملايين السنين.

هل تعلم: النسل الوحيد الباقي من عصر الديناصورات هو الطيور.

هل انقرضت الديناصورات بشكلٍ مفاجئ أو تدريجي؟

سنناقش كلتا الحالتين:

التغيير المفاجئ

ربما قاطع تغيير كبير أنماط الطقس أو دمر طعام الديناصورات. العوامل التي يمكن أن تسبب تغيرًا مفاجئًا هي (الكويكب أو النيزك أو المذنب).

تنقرض الأنواع إذا لم يكن هناك أفراد لديهم الخصائص اللازمة للبقاء على قيد الحياة في البيئة المتغيرة. وهذا ما حدث للديناصورات والعديد من الأنواع الأخرى التي انقرضت في هذا الوقت.

تغيير تدريجي

ربما حدثت تغييرات أخرى على مدى فترة زمنية أطول. ربما تغير المناخ الدافئ الرطب تدريجيًا إلى مناخ أكثر برودةً وجفافًا. في العديد من المناطق، يظهر السجل الأحفوري أن النباتات الاستوائية تم استبدالها بنباتات الغابات. ومن الممكن أن الديناصورات لم تتكيف مع البيئة الجديدة وبالتالي انقرضت.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله