الأطعمة التي يجب توافرها في نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني

الكبد من الأعضاء الأساسية المهمة في مساعدة جسمك على التخلص من السموم، وعند التفكير في الكبد على أنه نظام ترشيح يساعد على إزالة المنتجات الثانوية الضارة وفي نفس الوقت يساعد جسمك على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية من الطعام الذي تتناوله.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بصحة الكبد فليس كل الأطعمة مفيدة وجيدة له، ففي حال كنت تعاني من بعض الأمراض كتليف الكبد أو التهاب الكبد سي، فمن الضروري تناول طعام صحي ومناسب للحالة لأن الكبد في هذه الحالة يكون غير قادر تصفية الطعام والتخلص من الفضلات والمحافظة على المغذيات كما ينبغي.

يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الصحية للكبد في تقليل الضرر الناجم عن أمراض الكبد، ولذلك بمقالنا هذا سوف نقدم لكم قائمة بأهم الأطعمة التي يجب إدراجها في نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني، بالإضافة لبعض النصائح التي تساهم في علاج حالة الكبد الدهني.

على ماذا يجب أن يشمل نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني؟

من المهم جدا أن يشمل نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني على بعض الأمور، والتي هي:

  • الكثير من الخضار والفاكهة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالبقوليات، الحبوب الكاملة.
  • التقليل ما أمكن من السكر والملح المضاف، دهون المتحولة، كربوهيدرات مكررة، الدهون المشبعة.
  • تجنب الكحوليات بشكل نهائي.

من الممكن أن يساعد اتباع النظام الغذائي القليل الدسم وقليل السعرات على إنقاص الوزن الزائد، وبالتالي التقليل من مخاطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، ومن ناحية أخرى إذا كان الشخص يعاني من وزن زائد فأن من الضروري فقدان ما يقارب 10% من وزنه لتجنب الإصابة بالكبد الدهني.

ما هي الأطعمة التي يجب أن يحتويها نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني؟

الأفوكادو:

الأفوكادو عنصر أساسي في العديد من المأكولات، ومن الناحية الفنية هو جزء من عائلة التوت ويقدم العديد من الفوائد الصحية حيث يساهم في منح الكبد حياة صحية.

أثبتت دراسة تم اجراءها عام 2015 في دور بعض الأطعمة لدى الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني الغير ناجم عن شرب الكحول، ووجد الباحثون أن الاستهلاك المعتدل للأفوكادو كجزء من نظام غذائي متوازن يرتبط بفقدان الوزن والتحسين العام في اختبارات وظائف الكبد.

حيث أن الأشخاص الذين يتناولون الأفوكادو هم أكثر عرضة لأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل (BMI) ومحيط خصر أصغر، كما يكون لديهم أيضًا مستويات أعلى من الكوليسترول الحميد (الجيد)، ويُعتقد أن بعض هذه التأثيرات مرتبطة بالأفوكادو بسبب غناه بالألياف والزيوت الصحية وكثرة الماء.

القهوة:

يمكن أن يلعب فنجان قهوتك اليومي دورًا أكثر أهمية لصحتك مما كنت تعتقد.

عندما يتعلق الأمر بصحة الكبد تشير بعض الدراسات إلى أن القهوة تقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد والسرطان والكبد الدهني، حيث أن شرب القهوة بكميات منتظمة ومتوسطة يمكن أن تساعد في تأخير مسار أمراض الكبد الموجودة.

حيث يفضل شرب القهوة يوميًا وبدون إضافة سكر أو كريمة دهنية، كما يمكن استخدام الحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم، أو حليب الصويا غير المحلى، أو حليب اللوز وإضافته للقهوة.

الأسماك الدهنية:

تعتبر الأسماك بديلاً عن اللحوم غير الصحية مثل القطع الدهنية من لحم البقر ولحم الخاروف، حيث توفر الأسماك أيضًا بعض الفوائد الأساسية لصحة الكبد، وخاصة الأنواع الدهنية من الأسماك.

يمكن أن تساعد الأسماك الزيتية أو الزرقاء مثل السلمون في تقليل الالتهابات وتراكم الدهون في الكبد وتقليل نسب الإصابة بالكبد الدهني، مع تعزيز مؤشر كتلة الجسم بشكل عام، كما تعرف الأسماك الزيتية بغناها أيضًا بالأحماض، كدهون أوميغا 3، وهي مفيدة لصحة الكبد والقلب والدماغ بشكل عام.

وجد بعض البحاثين والعلماء أن الأسماك الزيتية مفيدة في خفض نسبة الدهون في الدم عند تناولها مرتين أو أكثر في الأسبوع، فإذا كنت لا تستطيع تناول السمك فقد تكون مكملات زيت السمك خيارًا متاحًا، ولكن اسأل طبيبك أو اختصاصي تغذية قبل البدء بها.

زيت الزيتون:

لزيت الزيتون دور كبير ومهم للمساعدة في تقليل الإصابة بأمراض الكبد والقلب والأوعية الدموية عند تناوله على مدى فترة طويلة من الزمن.

ولقد أشارت الدراسات إلى أن زيت الزيتون يمكن أن يساعد في تقليل إنزيمات الكبد التي تؤدي إلى أمراض الكبد وتسبب الإصابة بالكبد الدهني، حيث يمكن أن يؤدي استهلاك زيت الزيتون على المدى الطويل إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وكذلك الدهون الثلاثية في الدم.

يحتوي زيت الزيتون على نسبة عالية من السعرات الحرارية، لذا فإن التحكم في الكمية أمر ضروري، ويمكن إضافة زيت الزيتون إلى السلطات بدلاً من التتبيلات الدهنية أو إلى سوتيه الخضار أو عند شواء الخضروات الجذرية في الفرن بمقدار ملعقة صغيرة من الزيت، كما أن لزيت الزيتون دور في إعطاء شعور بالشبع وبالتالي ذلك يساعد في تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة.

الجوز:

من الأغذية الضرورية ان تتوفر في نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني، حيث يعتبر الجوز وجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية والدهون الصحية، بالإضافة إلى قدرته في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وصحة الكبد الدهني، ويمكن أن تساعد المكسرات أيضًا في تقليل الإصابة بأمراض الكبد.

من بين جميع أنواع المكسرات يعتبر الجوز من أكثر الأنواع فائدة في تقليل أمراض الكبد الدهنية، هذا بسبب محتواه العالي من مضادات الأكسدة والأحماض الدهنية، كما يحتوي على كمية جيدة من أحماض الأوميغا 6 والأوميغا 3 الدهنية.

الكربوهيدرات المعقدة:

بينما لا تريد أن يتكون نظامك الغذائي بالكامل من الكربوهيدرات، فأنت تريد التأكد من تناول نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني متوازن يحتوي على الكربوهيدرات والبروتين والدهون الصحية.

الكربوهيدرات المعقدة أفضل من الكربوهيدرات البسيطة لأنها تستقلب بشكل أبطأ وتمنع التقلبات الكبيرة في مستويات الأنسولين، والأنسولين هو عبارة عن هرمون يدخل في استخدام السكر وتصنيع البروتينات.

تحتوي الكربوهيدرات غير المكررة أيضًا على عناصر غذائية أساسية مثل الزنك، وفيتامينات ب ومستويات أعلى من الألياف، والتي تعتبر مهمة لصحة الكبد وعملية التمثيل الغذائي، وهذه قائمة بأهم أنواع الكربوهيدرات المعقدة الصحية لمرضى الكبد الدهني، وهي:

  • الأرز البني.
  • خبز القمح الكامل والمعكرونة.
  • أرز متكامل.
  • الشوفان الكامل.
  • الذرة.
  • حبوب ذرة.
  • البرغل.

الثوم:

يساهم الثوم بشكل فعال على إنقاص الوزن الزائد في الجسم، ولذلك هو مهم وضروري في نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني، فهي لا تضيف طعمة وحسب، ولذلك ينصح بالأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني بتناول الثوم بكميات مدروسة.

الشاي الأخضر:

يساعد الشاي الأخضر على التقليل من تخزين الدهون في الكبد كما يساهم بتحسين وظائف وعمل الكبد، ولا تتوقف فوائده عند ذلك بل أنه له القدرة على تخفيض نسب الكوليسترول الضار في الجسم، والمساعدة في الخلود للنوم.

بذور نبات عباد الشمس:

تمتلك هذه البذور مذاق ونكهة رائعة، كما تحوي على نسب مرتفعة من فيتامين ه، وهذا الفيتامين من المضادات الأكسدة التي تعمل على حماية الكبد من الإصابة بمزيد من التلف.

دقيق الشوفان:

تساعد الكربوهيدرات وبشكل خاص حبوب الكاملة كدقيق الشوفان على منح الجسم الطاقة، ومحتوها من الألياف يمنح الشخص المصاب بمرض الكبد الدهني بالامتلاء والشبع، مما يساعده في المحافظة على الوزن وتجنب الزيادة.

الخضار:

أثبتت الدراسات والأبحاث أن البروكلي له دور فعال بمنع تراكم الدهون بالكبد، حيث أن تناول كميات جيدة من الخضاركالبروكلي، السبانخ، اللفت يساعد بإنقاص الوزن وبالتالي المساهمة في علاج الكبد الدهني.

ما هي النصائح والخطوات التي يجب اتباعها لمعالجة أمراض الكبد؟

بالإضافة إلى كل ما قمنا بذكره في الأعلى عن نظام غذائي لمرضى الكبد الدهني والأطعمة التي يجب أن يحتويها هذا النظام، هناك بعض التغيرات التي يجب ان تطرأ على الحياة بهدف تحسين صحة وعمل الكبد، والتي هي:

الالتزام بممارسة النشاط البدني:

تساعد الرياضة مع الالتزام بنظام غذائي لمرضى الكبد الدهني على فقدان الكثير من الوزن الزائد وتحسين عمل الكبد، حيث يمكن للشخص المصاب بالكبد الدهني ممارسة أي نوع من أنواع الرياضات الهوائية كالمشي أو السباحة أو الدراجات لمدة 30 دقيقة يوميا.

تخفيض نسب الكوليسترول بالجسم:

من الضروري مراقبة الأطعمة التي يتم تناول والحد من الدهون المشبعة، السكريات وذلك بهدف المحافظة على مستويات الكوليسترول في الدم والدهون بنسب طبيعية، ففي حال كانت الرياضة والنظام الغذائي غير كافين لتخفيض نسب الكوليسترول الضار في الجسم، فمن الضروري استشارة الطبيب لوصف الدوية المناسبة للحالة.

السيطرة ما أمكن على مرض السكري:

في غالب الأحيان تأتي الإصابة بمرض السكري ومرض الكبد الدهني معا، ومن الممكن ان يساهم النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية على علاج وإدارة الحالتين معا، وفي حال كانت السكر بالدم عالية وبقيت مرتفعة، يتم الجوء لاستخدام الأدوية تحت إشراف طبي لتخفيض نسبه.

أخيرا، طبيبك أو اختصاصي التغذية هو أفضل مورد لك للعثور على الأطعمة المناسبة لك، على سبيل المثال قد لا يتمكن بعض الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المتقدمة من امتصاص الدهون من النظام الغذائي وقد يضطرون إلى الحد من زيوت الطهي والأسماك الدهنية في وجباتهم، وكقاعدة عامة الأطعمة الكاملة هي الأفضل لكبدك وكذلك لبقية جسمك.

من الجيد أيضًا الاتصال بطبيبك إذا فقدت الكثير من الوزن في وقت قصير على الرغم من تناول الأطعمة الصحية للكبد، فقد يعني هذا أن الكبد لا يعالج العناصر الغذائية والسعرات الحرارية بكفاءة، وبهذه الحالة قد تتم إحالتك إلى اختصاصي تغذية يقدم لك بعض النصائح والإرشادات بشأن أي تغييرات إضافية تحتاج إلى إجرائها على نظامك الغذائي.

بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصحية للكبد، قد يوصي طبيبك بفقدان الوزن إذا كنت مصابًا بمرض الكبد الدهني أو الامتناع عن تناول الكحوليات إذا كنت مصابًا بتلف الكبد المرتبط بالكحول.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله