اضرار عدم الاستحمام وآثارها وتأخير الغسل من الجنابة

يتساءل كثير من الناس عن الأضرار التي قد تنتج عن عدم الاستحمام، أو تلك التي تنتج بسبب تأخير الغسل من الجنابة، بل يتطرق البعض لطرح أسئلة ذات عمق أبعد؛ كالتساؤلات حول أهمية أو فوائد الاستحمام وعدم تأخير الغسل من الجنابة، بل ويتساءل آخرون عن حقيقة هذه العادة؛ فهل هي من العادات والموروثات فقط أم أن فعلها ينتج عنه فائدة وتركها ينتج عنه ضرر؟

قبل أن نتوغل سويًا في بيان الأدلة والبراهين، أود البدء بطرح فكرة بسيطة قد تحسم الجدل قليلًا، وتضعك على الاتجاه الصحيح، والفكرة بكل بساطة أننا جميعًا نعلم أن الاستحمام عمومًا له العديد من الآثار الطيبة على النفس وعلى صحة الإنسان، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض على اختلافهم يُمكنه أن يُنكر هذه الحقيقة، بل الجميع يعلم جيدًا أن الاستحمام يساعد على الاسترخاء، وإنني لأعلم أناسًا إذا همهم أمرًا يُحزنهم اغتسلوا فتبدلت أحوالهم إلى السرور والسعادة بعد الحزن والضجر.

وبناء على هذا الشعور البسيط، سيعلم كل إنسان دون تحكيم الدين والعلم، أن الاستحمام والغسل بعد الجنابة أمرًا صائبًا ومريحًا للبدن، ومُجددًا للنشاط الذهني والجسدي، وعلاجًا للقلق والتوتر، بالإضافة إلى تطهير الجلد والجسد من البكتيريا والفطريات التي تتعلق به.

رأي الطب في الاستحمام والغسل بعد الجنابة

إذا رجعت إلى شبكة الإنترنت، ستجد أن كثيرًا من المواقع تؤكد ان بعض الأطباء اكتشفوا علاقة ما بين تأخير الاستحمام والغسل بعد المعاشرة الزوجية، وبين آلام الظهر؛ معللين ذلك بوجود سائل مُغلف للغضروف بين فقرات الظهر العظمية، وأن هذا السائل بحاجة لتدفق الدم بعد المعاشرة الزوجية وأن الاستحمام يُساعد على ذلك؛ فيبقى الغضروف سليم وبالتالي لا يتسبب في إحداث ضغط على الفقرات؛ فلا تحدث آلام الظهر.

الاستحمام والغسل بعد الجنابة في الدين

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ؛ غَسَلَ يَدَيْهِ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ؛ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ؛ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ ” أخرجه البخاري ومسلم.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام بعد الجنابة إلا بعد أن يغتسل منها أو أن يتوضأ حتى يحين موعد صلاة الفجر فيغتسل، ولا شك أن هذا الفعل من خير البشر فيه منفعة للبشر، وبذلك تكون فوائد الغسل بعد الجنابة:

  • إتباع سنة الرسول التي علمنا إياها
  • تطهير البدن من البكتريا والفطريات وللصلاة
  • تنشيط الدورة الدموية
  • مساعدة النفس على الاسترخاء والراحة
  • التخلص من القلق والتوتر
  • اجتناب آلام الظهر الناتجة عن تجمد السائل المحيط بالغضروف
  • اجتناب أن تتحول رائحة الجسد إلى رائحة غير مُحببة للنفس

طريقة الغسل من الجنابة

كثير من الناس يعتقد أن الغسل من الجنابة مثل الاغتسال العادي، ولكن الحقيقة على خلاف ذلك؛ إذ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يغتسل من الجنابة بالطريقة التالية:

  1. اغسل يديك ثلاث مرات
  2. الاستنجاء لكي تفرغ بقايا السائل المنوي الموجود في القضيب بعد المعاشرة الزوجية، ويكون الاستنجاء وغسل الفرج باليد اليسرى لأن الرسول فعل ذلك.
  3. بعد ذلك ضرب الرسول يده بالأرض أو بالحائط مرتين أو ثلاثًا أي غسلها بالتراب، ولكن الآن في عصرنا الحالي بإمكانك غسل اليد بالماء والصابون.
  4. توضأ كوضوء الصلاة تمامًا وهذه سنة مُستحبة.
  5. صب الماء على الرأس 3 مرات حتى يبلغ الماء منابت الشعر على أن تبدأ من الشق الأيمن ثم تنتقل إلى الأيسر، وبعد ذلك تفيض الماء بالكامل على الشق الأيمن من الجسد ثم الشق الأيسر ثم تغسل القدمين.
  6. المصدر المنقول منه طريقة الغسل هو حديث عائشة وميمونة رضي الله عنهما (من هنا)، ومن هذا الرابط يمكنك قراءة صفة الغسل الكامل (من هنا).

إذا أعجبك الموضوع فقم بمشاركته مع اصدقائك لتعم الفائدة، وإذا وجدت من سهو او نسيان فمنا ومن الشيطان ونرجو تذكرينا به إن وُجد.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله