أفضل الطرق الصحيحة للتعامل مع المراهق العنيد

عادة ما يكون العثور على سبب مناسب للتحدث مع المراهق العنيد مصدر قلق لآباء المراهقين الذين ليس لديهم لغة مشتركة مع أطفالهم ويجدون صعوبة في التواصل.

وفي بعض الأحيان قد يؤدي عدم معرفة كيفية التعامل مع مراهق عنيد إلى ابتعاد الآباء عن أطفالهم حيث غالبًا ما تصدر عن الآباء أو الأمهات هذه العبارة: “لا أعرف كيف أفتح الحديث مع ابني المراهق وأكره التحدث عن سوء تصرفاته”، هذه عبارة عن شكوى لمعظم الآباء الذين لديهم مراهق في المنزل والمشكلة الأكبر أنه عنيد، فما هو الحل للتعامل مع هذا المراهق وما هي الطرق الصحيحة للتعامل معه وتخطي هذه المرحلة بسلام، هذا ما سنسلط عليه الضوء في مقالنا التالي:

التعامل مع المراهق العنيد

 كآباء لمراهقين من المرجح أن نسمع عبارات مثل “أنت تدمر حياتي” أو “أكرهك” تصدر من المراهق تجاه تدخل الأهل به، وقد لا تبدو هذه الجمل سيئة للغاية ولكن ضع في اعتبارك أنه إذا لم تكن على دراية بعلم النفس الخاص بالمراهقين ولا تعرف شيئًا على تغيرات دماغهم التي هي سبب هذه الاضطرابات السلوكية التي تحصل لهم في هذه الفترة من العمر فسوف ترى سلوكيات أسوأ بكثير من جانبهم.

وإذا كنت تريد معرفة المزيد عن التغيرات النفسية للمراهق تعال معنا في هذه المقالة لاستكشاف سيكولوجية المراهقين لزيادة معرفتنا حول سبب تصرفهم وردود أفعالنا كأهل وكيفية التعامل تجاه هذه السلوكيات من خلال هذه الحقائق التي سنبحثها:

المراهق العنيد

قد تسمع أحيانًا أن مراهقًا يتمرد علانية ضد والديه، أو قد تعرف عائلة بها مراهق خارج عن السيطرة، لكن معرفة ما إذا كان الطفل متمردًا حقًا ليس بالأمر السهل دائمًا بالإضافة إلى ذلك قد يكون من الصعب حقًا أن نفهم لماذا طفل واحد في العائلة متمرد دون غيره من الأطفال على الرغم من أنه من عائلة واحدة.

والسؤال الذي يبحث عنه أكثر الآباء ماذا يجب أن نفعل إذا وجدنا أن أحد أبنائنا قد أصبح متمردًا تمامًا؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نفهم أولاً ما هو التمرد:

التمرد:

ببساطة الشخص المتمرد هو الشخص الذي يرفض عمدًا وإصرارًا إطاعة سلطة أعلى أو يعارضها أو حتى يتحداها، وهذا صحيح بشكل خاص خلال فترة المراهقة والتي ترتبط بالتغيرات الجسدية والعاطفية، وأي تغيير في حياة الإنسان هو مصدر للتوتر والمراهقة هي فترة مليئة بالتغيير حيث يمر ابنك أو ابنتك المراهقة بمرحلة البلوغ بعد مرحلة الطفولة لهذا السبب يختلف بعض الآباء والأطفال خلال سنوات المراهقة وغالبًا ما يرغب الآباء غريزيًا في إبطاء هذه العملية بينما يرغب المراهقون في تسريعها.

المراهق المتمرد يدير ظهره لمعايير والديه لكن ضع في اعتبارك أن مجرد اعتراضات قليلة لا تكفي لتسمية شخص ما بالتمرد.

ومن أهم أسباب التمرد عند المراهق؟

أحد الأسباب الرئيسية للتمرد هو البيئة المعادية لهذا العالم حيث يتطلع عالم اليوم دائمًا إلى سجن المراهقين والشباب في عاداتنا وتقاليدنا.

هناك أيضًا الضغط من الأصدقاء والأقران مرتبط بتمرد المراهق وإذا كان الآباء متعلمين فيمكنهم بسهولة الحصول على المشورة من الكتب المختلفة أو الإنترنت أو من اختصاصي علم النفس من أجل التنشئة الصحيحة لمراهقهم.

إضافة إلى أنه قد تكون البيئة المنزلية سببًا آخر للتحدي والتمرد، على سبيل المثال إذا كان أحد الوالدين مدمنًا على الكحول أو المخدرات أو كان لديه سلوك عنيف مع زوجته فقد يتم تشويه رؤية المراهق للحياة، وحتى في بعض البيوت الهادئة نسبيًا قد يتمرد المراهق بسبب قلة المودة في المنزل، ومع ذلك فإن تمرد المراهقين لا يرجع دائمًا إلى التأثيرات الخارجية.

لا يزال بعض المراهقين يتبعون معايير آبائهم على الرغم من أن والديهم قد طبقوا المبادئ الأخلاقية والمبادئ الروحية وقاموا بحماية أطفالهم إلى حد كبير من العالم من حولهم.

دماغ المراهق:

يشير البحث الأخير الذي أجراه معهد ماكس بلانك في ألمانيا إلى أن أدمغة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا تتم إعادة بنائها تمامًا كما كانوا في سن المراهقة المبكرة.

وتكمن المشكلة في أن المراهقين يشعرون بالإرهاق تقريبًا ولسانهم حاد عندما يتعلق الأمر بتغيير سلوكياتهم مما يجعل من الصعب إدارتهم والتعامل معهم.

وبالطبع لمجرد أنهم يعانون من دوافع مشابهة لتلك التي لدى طفل لا يعني أنه يجب عليك معاملتهم مثل طفل صغير.

عندما تنظر إلى الصورة العامة للصحة العقلية يتبادر إلى الذهن أننا قد نفقد الاتصال بأطفالنا في أوقات المراهقة التي تتطلب منا التواصل معهم أكثر من أي وقت مضى.

لذلك إذا كنت تريد أن تعرف ما يجب فعله حيال أطفالك المراهقين فإليك الطرق التي يمكن من خلالها مساعدتك في حماية علاقتك مع ابنك المراهق ولا تفعل أشياء بدافع الجهل أو بسؤال غير المختصين في هذه المجال:

ماذا يجب أن نقول لأطفالنا وما غير مناسب أن نقوله لأطفالنا؟

مع المراهق:

بدلاً من أن تخطو في هذا وذاك وتتناول كلماتك باستمرار، كن هادئً عند التحدث معه وافتح الباب بينك وبينه من خلال مقدمة حلوة وابدأ المحادثة بأبسط طريقة ممكنة تدخل من خلالها إلى أعماقه.

على سبيل المثال قل له: “ما الأمر؟” أو: “لقد كان غداء لذيذ!” وهكذا … حتى تبدأ بالتحدث عن وضعه وعناده في جميع الأمور الروتينية التي تجري داخل المنزل وخارجه.

ستتسبب هذه الأسئلة البسيطة في بدء المراهق بالتحدث شيئًا فشيئًا وإدخالك في مشاركة الكثير من مشاكله دون تحفظ.

رتب محادثتك معه تدريجيًا قبل المحادثة معه بالموضوع الرئيسي:

من الجيد أن ترتب ما ستقوله أو تتحدث به مع المراهق العنيد بحيث تتحدث في البداية عن أي شيء يشغل اهتمامه أو تسأله ماهي آخر الأخبار لديه وماذا يفعل في هذه الأيام وغيرها من الأحداث الأخيرة التي حصلت معه قبل تناول الموضوع الرئيسي.

ثم قم بتوجيه المحادثة تدريجيًا وانتقل في النهاية إلى الموضوع الذي تريد مناقشته معه وبهذه الطريقة ستتمكن من خلق جو ودي في علاقتك مع ابنك المراهق وتجعله يريد التحدث إليك وتشده إلى الاطمئنان للحديث معك دون حرج أو خوف.

لا تبدأ المناقشة مع المراهق العنيد بأسئلة مشكوك فيها:

عندما تجد أنه بدأ بالتحدث معك في الموضوع الرئيسي فالخطوة الأولى في اختتام المناقشة هي احترام شخصية ابنك المراهق ليشعر بالراحة معك والاطمئنان.

ودون إلقاء اللوم عليه أو انتقاده أو إذلاله، أوقف سلوك المراهق السيئ عن طريق طلب مثال ملموس وطلب رأيه.

إذا كنت ترغب في إجراء مناقشة منطقية ومثمرة فلا تبدأ المناقشة بأسئلة مشكوك فيها، وعلى سبيل المثال:  

لا تبدأ بسؤال ابنك المراهق: “أين كنت منذ الصباح؟” أو أن تقول له بعصبية: “هل تعرف ما تفعله أنت بالعائلة وبنفسك؟ أنت تريد تشويه صورتك وصورتنا أمام الآخرين”

بل من الجيد أن تبدأ محادثتك بأسئلة عامة حتى تبدأ المناقشة على سبيل المثال أن تقول له: “حسنًا ماذا فعلت اليوم؟ وماذا عن أصدقائك؟ أو كيف كان يومك؟”

 استمع للمراهق:

إذا كنت قادرًا على التواصل بقوة فمن المستحسن عدم التعليق بقدر الإمكان وعدم التعبير عن آرائك في هذه المرحلة.

اسمح للمراهق بقيادة المحادثة وليكن دورك في هذه المرحلة فقط أن تستمع للمراهق.

ومع ذلك في بعض الأحيان من الأفضل أن تثبت له أنك عنيد أو مستغربًا عن طريق قول “آه” وبلهجة استغراب عما يقوله، أو عن طريق طرح أسئلة حول ما قاله للحصول على رأيه لمواصلة المناقشة، وعليك أن تحفظ وتستوعب كل ما يقوله.

اسأل المراهق:

اطرح أسئلتك وانتظر إجابات ابنك المراهق المقنعة.

وإذا كنت غير مقتنع بإجاباته، اطرح سؤالك بطريقة مختلفة واطلب من المراهق مزيدًا من التوضيح.

ولفهم المشكلة بشكل أفضل حاول وصف سلوكه دون أي نية لتوبيخه واطلب رأيه في هذا السلوك فيما لو تصرفه شخص غيره.

ملاحظة: لا تستخدم أي لفظ غير لائق لتصرفاته مهما كان وتذكر عدم استخدام أي من الكلمتين “خطأ” أو “غبي” لوصف سلوك ابنك المراهق.

لا تبحث عن الأعذار والحجج:

إذا كنت تريد ألا يسمع ابنك المراهق صوتك فحسب بل يرى أيضًا أفعالك تجاه تصرفاته بعد فترة فلا تبحث عن الأعذار والحجج التي يجب عليه أن يُبديها عن أي تصرف يقوم به مهما كان صغيرًا.

لا تقم ببناء جبل من القش بينك وبينه ولا تتذمر من كل قضية صغيرة وكبيرة يقوم بها بل عليك أن تُغمض عينيك على بعض سلوكه السيئ لمواصلة المناقشة لتظل هناك نقطة بينك وبينه للنقاش من جديد والوصول إلى طريقة للتعامل معه وإيصال رأيك بتصرفاته حتى يصل أخيرًا لمناقشتها مع نفسه والابتعاد عنها.

يجب أن يعرف المراهق أنك قلق بشأنه:

حتى يسمح لك المراهق بالتدخل في مشاكله الشخصية أخبره أنك قلق وأنك ستساعده بشتى الوسائل لتصلا إلى نتيجة مرضية للطرفين.

لا تتصرف كما لو كنت تعرف كل ما يجب وما لا يجب فعله في حياة المراهق بل اترك له مساحة مع نفسه ليراجع كل أفعاله.

أظهر حبك واحترامك له، وأخبره بأنه مهم بالنسبة لك وأنك قلق بشأن ما يحدث له وأنه يمكنك أن تساعده في إيجاد حل؟

 تحدث إلى ابنك المراهق بهدوء وصراحة:

على الرغم من أنك قد تكون منزعجًا وغاضبًا للغاية من تصرفاته وعناده عليك ابذل قصارى جهدك كي لا تكون قاسيًا جدًا مع ابنك المراهق.

تحدث إلى طفلك بهدوء شديد ولكن بصدق حول أي موضوع يحدث مثل التدخين، والأصدقاء السيئين، والفشل الأكاديمي، وما إلى ذلك… واشرح إيجابيات وسلبيات سوء السلوك.

يجب أن يدرك أنه يسير بطريقة خاطئة وقد يواجه مشاكل كثيرة في المستقبل.

 لا تنتقم من غضبه عند المناقشة:

إذا لم تتحول المحادثة بشكل جيد وتستمر بهدوء فقد يصبح المراهق سريع الانفعال وعدوانيًا فهو يريد أن يثبت صحة أفعاله تجاه رأيك.

في هذه الحالة يجب أن تكون متحكمًا في نفسك وأن تحدد هذا السلوك كطريقة للتعبير عن عواطفه، وحاول ألا تربكه أو تزعجه عند نوبة غضبه.

إذا كان ابنك المراهق مستاء وعصبي فامنحه فرصة للتخلص من الأفكار السلبية والشعور بالرضا عن نفسه، وعلمه أن يأخذ وقتًا لتصحيح سوء سلوكه أو تقليل نوبة غضبه.

علمه أن الأخطاء توفر فرصة جيدة للتعلم وأنه يمكن تعلم الدروس منها، وإن أفضل طريقة لتعليم هذا هو أن تكون أنت قدوة لهم في الكثير من التصرفات بحيث عندما ترتكب خطأ:

– اعترف بخطئك.

– أخبر نفسك أنه كان خطأ هذه المرة ولم ترغب في حدوثه لا الآن ولا في المستقبل.

ـ بدلًا من لوم نفسك فكر في حل المشكلة.

اترك القرار له:

إذا كنت تعتقد أن نتيجة المحادثة كانت مرضية وأن هناك ما يشير إلى اقتناعه برأيك وأنه قد بدأ يشعر بأنه قد تصرف بشكل غير صحيح فمن الأفضل هنا أن يكون دورك هو أن تترك القرار له، وذكّر ابنك المراهق بمواطن قوته الداخلية، واظهر مواهبه وقدراته، وأخبره أنك ستكون مساعده في أي موقف.

لا تسأل المراهق “ماذا؟”:

علم نفس المراهقين يقول إنه عليك ألا تخبر المراهق “ماذا؟”

لا يوجد خطأ في هذا السؤال طالما أن الهدف هو فهم المشكلة التي يواجهها المراهق، لكن استخدام هذا السؤال والنبرة التي يتم استخدامها عادة من غضب لا يمكن السيطرة عليه من الآباء الذين فقدوا صبرهم هنا يكمن الخطأ.

والأسوأ من ذلك هو الرسالة التي يحملها مثل هذا السؤال والتي تعتقد أن هناك خللاً جوهريًا في طفلك لن يتغير أبدًا.

ولكن ما هي مشكلة المراهق بالضبط؟ المشكلة هي أن القشرة الدماغية المسؤولة عن التحكم في النبضات والتفكير المنطقي والتخطيط هي الجزء الأخير الذي أعيد بناؤه في مرحلة الطفولة، حيث إن دماغ المراهق لا يزال لا يعرف كيف ينظم نفسه، والمراهق لديه عواطف قوية ولكن السيطرة على هذه العواطف سيئة.

وصحيح أن المراهق لا يرغب في أن يستمع ولكن على العكس فهو حساس للغاية لآرائنا حول شخصيته، والحقيقة هو أن الأمر لا ينبغي تفسيره بأن المراهق لا يهتم بكلماتنا بل هو يريد حماية نفسه من هذا الضعف (نوع من آلية الدفاع) الذي يواجهه أمامنا.

وبدلاً من ذلك الهدية القيمة التي يمكنك تقديمها للمراهق في هذا العمر بالإضافة إلى فهم ما يحدث في دماغه هو مفهوم يسمى “موقف النمو”، والذي هو ببساطة أنه لا توجد سمة سلبية ثابتة وغير قابلة للتغيير وأن جميع البشر يمكن أن يتطوروا ويتغيروا، وقد أظهرت الدراسات العلمية الحديثة على أدمغة المراهقين أن موقف النمو ينطبق عليهم بالكامل.

لا ترفع صوتك:

علم نفس المراهقين يؤكد على أمر هام وهو “لا تصرخ أو ترفع صوتك أمام مراهق”.

إننا نحاول عندما نرفع أصواتنا أمام أطفالنا أن نشعرهم بالرهبة وربما تعتبر الطريقة الوحيدة التي تشير للمراهق أن هناك مشكلة.

لكن ابتعد عن هذه الطريقة ولنجعل البيت ملاذًا آمنًا للمراهق للبحث عن ملجأ في ضغوط العالم الخارجي للاسترخاء واستعادة طاقته.

بالإضافة إلى ذلك من خلال القيام بالصراخ أو رفع الصوت تجاه المراهق العنيد فأنت تذكر دماغ المراهق المتأثر بأن الصراخ هو الجواب الصحيح وأنك تتسبب في دورة من ردود الفعل السلبية مما يعني أن المراهق سيجيب على أكثر استفساراتك بالصراخ المماثل في نهاية المطاف.

وهذا مما قد يزيد من حالات الاكتئاب نتيجة تعرضهم للعديد من الألفاظ والصراخ من آبائهم في سن المراهقة وبعمر 14 سنة ومما أثر عليهم بردة فعل سلبية من نوبة من الغضب والعدوانية من المراهق تجاه أي كان.

اجعل المنزل مكانًا آمنًا للمراهق للخروج من ضغوط العالم الخارجي للاسترخاء واستعادة قوته.

لا تترك ابنك المراهق وحده:

عندما يدخل الأطفال مرحلة المراهقة وكما نرى يرغبون بشدة في أن يكونوا بمفردهم فإننا نرتكب أكبر خطأ عندما نتركهم وشأنهم.

وهذا إنما لتكون بجانبه لتتمكن من مساعدته عندما يكون في خطر من أي شيء مثل الاكتئاب وإدمان الإنترنت واضطرابات الأكل وإيذاء النفس.

وكلما قل الوقت الذي تقضيه مع ابنك المراهق كلما شعر بالغربة وسيزداد سلوكه سوءًا.

عليك بخلق الأعذار لتكون دائمًا بجانبه وقضاء الوقت الكافي مع ابنك المراهق دون توقعات متبادلة أو تلميحات لتشجيعه على فعل شيء ما.

وعليك التحلي بالصبر لأنك إذا واصلت قضاء الوقت مع ابنك المراهق فسيصبح منزلك مكانًا أكثر سعادة وأقل إرهاقًا للعيش وسيحدث ذلك بسرعة لدرجة أنك ستندهش.

عزز علاقتك مع ابنك المراهق:

يجب أن يكون بينك وبين طفلك علاقة قوية حتى لو كنت قد عشت في مراهقتك بجو من عدم التسامح والرضخ لأي خيار من الأهل دون أي اعتراض منك أو سؤال استفسار.

فجيلك ليس جيل أولادك والمراهقين في أيامنا ليس لديهم القدرة على تحمل أي نضال وهناك اختلاف كبير بين ما عشنا عليه وما يعيشه أولادنا لذلك بدلًا من الشعور بالإحباط من سلوك المراهق المثير للاشمئزاز عزز علاقتك مع ابنك المراهق وستحصل على نتائج أفضل إذا شجعت المراهق على التصرف بأدب.

أفضل طريقة لتشجيع الطفل أو المراهق هي تخصيص الوقت له والتواجد بقربه بشكل شبه دائم فهي طريقة رائعة ليصبح المراهق قادر على التكيف وتغيير سلوكه.

أخيرًا ….

التحدث إلى طفلك المراهق مهارة يمكنك تعلمها لكن دعنا أولاً نفكر في الأسباب التي تجعل من الصعب التحدث إلى الأطفال المراهقين.

امنحه الحرية تدريجيًا حتى يتمكن من تعلم مواجهة التحديات في الحياة.

تحدث إلى ابنك المراهق كلما سنحت لك الفرصة واستفد من كل فرصة لتعزيز علاقتك به مثل القيام معه بالأعمال المنزلية أو السفر في السيارة مما يساعد الطفل على تقبلك بجواره والتحدث إليك بحرية وصراحة دون تردد أبدًا.

اجعل المحادثة قصيرة بمعنى لا تجادل في كل قضية إلى الحد الذي تغضب فيه وبدلًا من غضبك قل وجهة نظرك، قد تشعر أن طفلك لا ينتبه لك ولكن الأمر ليس كذلك لأنه في وقت لاحق عندما يكون ابنك المراهق بمفرده سيفكر فيك بالتأكيد بما قلته وسيفهمه أيضًا، لذلك اعطيه الوقت ليقوم بذلك.

استمع وكن متفهمًا وبعناية حتى تتمكن من فهم المشكلة بشكل أفضل، واستجب لمشاعره.

حافظ على الهدوء حتى لا تصل إلى مرحلة الغضب والصراخ وتتحول محادثتك معه إلى شجار.

لا تخبره بما يجب أن يفعله أو لا يفعله، تمامًا كما يحتاج الشخص إلى ممارسة الرياضة بمفرده لتقوية عضلاته يحتاج المراهق إلى العمل بجد لزيادة قدرته على الاختبار، لذلك عندما يكون المراهق مرتبكًا لا تتخذ أنت القرارات له، وأثناء مناقشة القضية بينك وبينه دعه يجد الحل بنفسه، وبعد أن يجد حلًا أو اثنين لمشكلته ساعده في الاختيار الصحيح.

الطريقة الأكثر فاعلية للتعامل مع المراهق العنيد هي عدم الرد بأي شكل من الأشكال على سلوكه السيئ مع الإشادة دائمًا بسلوكهم الجيد.

إذا كنت تريد أن يستمع طفلك العنيد إليك فعليك الاستماع إليه بعناية لأنك إذا لم تستمع إليه سيصبح أكثر عنادًا.

إذا كنت تريد أن يحترمك ابنك المراهق ويحترم قراراتك فعليك أيضًا احترامه، لن يتسامح ابنك المراهق مع سلطتك على الإطلاق إذا فرضت عليه شيئًا، كن قدوة لأطفالك واحترمهم.

اللطف علامة على احترام الطفل والعزيمة علامة على احترام الذات لكن هذا ليس بالأمر السهل في أوقات الخلاف.

دع ابنك يقوم بالعمل الذي يمكنه القيام به بمفرده فهذا سيجعله يدرك أنك تثق به، وقل ما تريد قوله وافعل ما تقوله لأن أطفالك يتعلمون أشياء كثيرة من سلوكك دون أن تتعلم.

المراهق العنيد حساس للغاية ويشعر بعمق حول كيفية معاملته لذا انتبه جيدًا لنبرة صوتك ولغة جسدك وكلماتك لأنه عندما لا يحب سلوكك فإنه يفعل كل شيء لحماية نفسه مما يجعله متمردًا وغاضبًا.

بمساعدة جميع أفراد الأسرة شارك القرارات والمهام المهمة مع الجميع.

تشجيع الأطفال والمراهقين على المشاركة في قرارات الفصل يزيد من دوافعهم واهتمامهم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله