أنواع الخراجات الجلدية الدمامل وأسبابها وطرق العلاج

الخراجات الجلدية هذه مشكلةٌ شائعةُ يمكن أن تصيب أي شخص، ويمكن وصفها بأنها عدوى موضعية تأخذ شكل كيس يتجمع فيه القيح. فالخراجات أو ما يسمى (الدمامل) هي تجمعٌ قيحي يحصل في داخل تجويف سببه التهاب صديدي شديد بالأنسجة يحدث بسبب تلفها وحصول النخر فيها. ويتكون القيح من الأنسجة الميتة وكريات الدم البيضاء الميتة والحية ومن البكتيريا، وقد قد يحتوي على أجسامٍ غريبةٍ، ويمكن أن تنشأ الخراجات في مناطق مختلفة في أنسجة وأعضاء الجسم.

أنواع الخراجات الجلدية

هناك نوعان من الخراجات الجلدية وهي:

الخراجات الخارجية

وهي النوع الأكثر شيوعًا، أهمها خراجاتٌ تحصل في الأنسجة تحت الجلد وفي الغدد اللمفاوية وهنالك خراجات الأنسجة الرخوة والدهنية حول وجوار فتحة الشرج، وخراجات الثدي عند السيدات الحوامل أو المرضعات وخراجات جذور الأسنان.

الخراجات الداخلية

 التي يمكن أن تنشأ في الأعضاء الداخلية للجسم مثل الخراجات التي تتشكل داخل البطن ( خراج الكلية والكبد وخراج الزائدة الدودية وخراجات الرئة والمخ ….)

ما هو سبب ظهور الخراجات الجلدية؟

عند تصاب منطقةٌ ما من الجسم بالتهاب، ينشط جهاز المناعة في الجسم لمقاومة الالتهاب ومكافحته، فتتجه فورًا الخلايا الدموية البيضاء في الدم إلى مكان الاصابة وتتجمع فيه بكثرة مما يسبب حصول تورم في المنطقة المصابة، يرافقها ارتفاعٌ في الحرارة. ويحصل تشكَّل للصديد أثناء هذه الفترة والذي يمكن وصفه بأنه مزيجٌ من السائل والكريات الدموية البيضاء في الدم (السليمة والميتة) وأنسجة الجسم التالفة والجراثيم أو المواد الغريبة الأخرى. ويمكن أن تتشكل الخراجات بسبب البكتيريا أو بسبب الفيروسات أو الطفيليات.

وصف لبعض أنواع الخراجات الخارجية

الخراجات الجلدية

يمكن ملاحظة الخراجات الجلدية بسهولة فور تشكلها، لأنَّها تكون ذات لونٍ أحمر ومنتفخة ومؤلمة. وغالبًا ما يكون سبب الخراج الجلدي عدوى جرثومية، وتلعب بعض العوامل الأخرى التي تضعف جهاز المناعة في جسمنا دورًا في الاصابة بهذه الخراجات كما في حالة نقص التغذية، ومرض السكري، وبعض أمراض الدم.

خراجات الثدي

وهي على نوعين، النوع الأول هو خراج الثدي الرضاعي ويحدث نتيجة تسرب الجراثيم للحليب المتجمع في أحد القنوات اللبنية التي تنقل الحليب لحصول انسداد فيها، ويمكن أن يحصل ذلك في أي منطقة من ثدي المرأة المرضع، في البداية يكون السبب حدوث التهاب جرثومي ثم تعاني من احمرار وسخونة وألم في موضع الخراج. ومن الممكن أن تظهر أعراضٌ بدنيةٌ أخرى مثل الشعور بالصداعٍ والحمى والغثيان أو التقيؤ، وفي حال لم يعالج الالتهاب المذكور في الوقت المناسب فإنه قد يتطور الى خراجٍ في الثدي ويبدو شكله بهيئة تورمٍ صلبٍ ومؤلم.

أما النوع الثاني فهو الخراج المجاور لحلمة الثدي، ويكون سببه عدوى جرثومية ناتجة عن تجمع الإفرازات في إحدى القنوات اللبنية التي تكون متوسعة أو ضمن أحد الكييسات في الثدي، وعادة ما يشاهد هذا النوع من الخراجات بجانب حلمة الثدي عند النساء في أواسط أعمارهن.

يتم علاج خراجات الثدي في البداية بوصف المضادات الحيوية للمريضة، وفي حال لم تتحسن يقوم الطبيب المعالج بعمل شق جراحي صفير فوق منطقة الخراج الملتهبة وإخراج القيح الموجود فيه.

الخراجات التي تصيب المنطقة حول الشرج

يحصل تطور هذه الخراجات بين عضلات الشرج الداخلية والخارجية، وعادة ما يكون سببها عدوى تصيب غدد الشرج بالميكروبات الموجودة والمتعايشة في منطقة القولون، ويعاني المريض من أوجاع شديدة حول الشرج ومن الحمى وحصول نزف قيحي. ويكون علاج الخراجات حول الشرج عن طريق الجراحة.

وكما ذكرنا سابقًا فإن الخراجات يمكن أن تظهر في أي منطقةٍ من الجسم واليكم بعض الأمثلة لمناطق في الجسم قد تظهر فيها هذه الخراجات:

الغدد النكفية، اللوزتان والمنطقة حولهما، البلعوم والحنجرة، خلف الأذن، في الكليتين وأنسجتهما، منطقة الحوض، الغشاء البريتوني (غشاء يغلف تجويف البطن ويغطي أغلب أعضاء البطن)، منطقة الحوض، غدة البروستات، المستقيم، الكبد، الطحال، البنكرياس.

أهم أعراض الخراجات

يعاني المصاب بالخراج عادة من ظهور تورمٍ واحمرارٍ وألمٍ في مكان تجمع الخراج مع حالةٍ من الحمى وارتفاع درجة الحرارة ورعشةٍ في الجسم. وإذا لم يقم المريض بالعلاج ولم يراجع الطبيب خلال عدة أيام من الإصابة، فقد يظهر على الخراج رأسٌ أبيض ثم ينفجر ويخرج منه القيح والصديد بشكل تلقائي وذلك في حالة الخراج الخارجي وبعدها يحصل الارتياح والتعافي. أما الخراجات الداخلية التي تتشكل داخل الجسم فتكون غير ظاهرة، ويمكن أن تؤدي لتلف الأعضاء بما فيها الكلى أو الدماغ أو الرئتان وغيرها.

كيف يتم علاج الخراجات

1 – وصف المضادات الحيوية للمريض من قبل الطبيب المعالج

معظم أنواع الخراجات السطحية أو الداخلية تحتاج إلى استعمال المضادات الحيوية لعلاجها وذلك من أجل قتل البكتيريا الضارة، ولكن في الوقت نفسه تقتل المضادات الحيوية أيضًا البكتيريا النافعة والموجودة بشكل طبيعي ضمن القناة الهضمية. ويعتمد الطبيب في وصف المضاد الحيوي المناسب للحالة وفق نوع الجراثيم والبكتريا الموجودة في الخراج وذلك من خلال التحاليل وعمليات زراعة للقيح.

2 – التدخل الجراحي

أحيانًا، قد لا يجدي العلاج بالمضادات الحيوية نفعًا لأن المضادات الحيوية تنتقل في الدم وقد لا تصل الى السائل الصديدي في الخراج، لهذا فإن العلاج الحديث يتم عن طريق التدخل الجراحي، وفي أغلب حالات الخراج يتم ذلك تحت تخدير المريض موضعيًا، لكن في حالة الخراجات الكبيرة يتم العمل الجراحي تحت التخدير العام للمريض، وخلال العمل الجراحي يتم شق وفتح الخراج وتنظيفه وإفراغ السوائل والقيح من تجويفه الخارجي الملتهب، ومن ثم يتم وضع ما يسمى بالفتيل أو الدرنقة حسب حجم الخراج ونوعه.

3 – المعالجة بالنزح (إخراج القيح) وإعطاء المضادات الحيوية

يجب ألا يتم ترك الخراج لحين انفجار الجلد المغطى له تلقائيًا، لأنه غالبًا ما قد يتطور لما يسمى الجيب أو الناسور المتقيح الذي يستغرق وقتًا أطول للشفاء، وربما لا يتم الشفاء منه إلا بإجراء عمل جراحي، وتتضح أهمية هذا الأمر في حالات خراجات المنطقة المحيطة بالشرج. وفي حالات الخراجات الحادة التي تصيب الثدي لدى السيدات في مرحلة الرضاعة، والتي حينها تضطر المرأة إلى وقف الرضاعة، ويقوم الطبيب المعالج في وقت مبكر بعمل فتحات في الثدي ليمنع انتشار الصديد والقيحي داخل الثدي، ويمكن في بعض الحالات أن يتجمع الصديد والقيح الناتج عن الاصابة بالتهابات ميكروب التدرن حول العظام والمفاصل وخصوصًا عند العمود الفقري أو المفاصل في الفخذ ويسمى هذا بالخراج البارد، وهذه الحالة تتطلب علاجًا خاصًا من طبيب أخصائي في جراحة العظام.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله