مرض كرون – الأسباب والأعراض والعلاج

يعتبر مرض كرون من الامراض المسببة للالتهابات في الامعاء ويتسبب في احداث التهابات في مختلف المناطق في القناة الهضمية للمرضى، ويتميز المرض بأعراض تشمل آلام بطنية وفقدان الوزن بدون سبب واضح أو مبرر والتعب وإسهال شديد وسوء التغذية.

في كثير من الأحيان، يمكن أن تنتشر عدوى مرض كرون وتتوغل عميقا في انسجة امعاء الأشخاص المصابين وهذا قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة من المحتمل أن تهدد حياة المريض.

ما هي أسباب مرض كرون

أسباب مرض كرون غير معروفة بدقة، وقد كان الظن أن النظام الغذائي وحالات التوتر التي تحدث عند المصابين هي السبب، لكن بحسب الأطباء فإن هذه الأسباب تحفز المرض فقط ولا تعتبر من الأسباب الرئيسية، ولذلك يركز الأطباء حاليًا على الأسباب الوراثية والتلف الذي يصيب جهاز المناعة.

تأثير جهاز المناعة

عندما يقوم أحد الفيروسات أو الجراثيم بتحفيز الإصابة بمرض كرون، يقوم جهاز المناعة بمحاربة هذه الكائنات الدقيقة، ويمكن احيانًا أن يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الكائنات الدقيقة خلايا وأنسجة الجهاز الهضمي.

العوامل الوراثية

ينتشر مرض كرون بتزايد أكثر بين العائلات التي يكون افرادها مصابون بالمرض لذا يمكن للجينات أن تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة وانتشار المرض.

عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بمرض كرون

المرحلة العمرية: يمكن للمرض ان يصيب المرضى في أي مرحلة عمرية. لكن من الملاحظ أن أغلب الاصابات محسورة عند الشباب.

الاستعداد الوراثي: يمكن للمرض أن يصيب بصورة أكبر إذا كان أحد الأفراد المقربين للمريض قد أصيب به سابقًا.

التدخين: إن عامل التدخين هو أكثر العوامل التي ترفع من احتمال الإصابة بمرض كرون وتجعل الحالة الصحية للمريض أكثر صعوبة وخطرًا.

الأدوية: هناك بعض من الادوية التي يتم استخدامها مثل دواء الاستيرويديو و الايبولروفين والنابروكسين، مع ان هذه الادوية لا تدخل في أسباب مرض كرون ولكنها تحدث التهابات في الأمعاء.

العوامل البيئية: إن المكان التي يعيش فيه الناس له دور في زيادة أو تقليل احتمال الإصابة، فعلى سبيل المثال، يؤدي العيش بجوار الأماكن الصناعية لزيادة احتمال الإصابة، وهذا دليل على أن للبيئة دور كبير في هذا المرض.

ما هي أعراض مرض كرون

تختلف القابلية واحتمال الإصابة بمرض كرون من شخصٍ لآخر، وهو يصيب منطقتين رئيسيتين في الأمعاء وهي الجزء الاصغر والأخير من المعي الدقيق بينما يمكن أن تقتصر الإصابة على القولون فقط لدى البعض، ونستنتج من ذلك ان الجزء الأخير من الأمعاء والقولون هما أكثر المناطق تأثرًا لمرض كرون.

تتراوح الأعراض المميزة لمرض كرون بين الاعراض الخفيفة والاعراض الشديدة وكالمعتاد تتطور الاعراض بعد عدة أيام في حال بقي لم يتلقى المريض العلاج مبكرًا. ويمكن لمرض كرون ان يبقى كامنًا بحالة لا تظهر أية أعراض أو دلائل مرضية ويظهر المصاب وكآنه سليم ومعافًا ثم ينشط المرض الكامن بعد فترة مما يسبب بظهور مجموعه من الاعراض ومنها:

  • الاسهال.
  • الحمى.
  • الارهاق.
  • الام البطن.
  • ظهور الدم مع البراز.
  • قروح في الفم.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن بدون وجود سبب واضح.
  • الشعور بالألم في منطقة الشرج.

هناك بعض الاعراض الأقل شيوعًا والتي يمكن أن تظهر على المريض منها:

متى يجب اللجوء إلى الرعاية الطبية

يجب على المصاب زيارة الطبيب أو قسم الرعاية الصحية مباشرةً عندما يشعر بتغيرات في نشاط المعدة او عندما تظهر اعراض مرض كرون مثل:

  • الم في البطن.
  • وجود الدم في البول.
  • يعاني من الإسهال الذي لا يستجيب للعلاج بالأدوية.
  • يعاني من حمى بدون سبب واضح لأكثر من يومين.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

مضاعفات مرض كرون

يمكن لمرض كرون ان يحدث عدة مضاعفات خطيرة خاصةً في حال بقي بدون علاج، وتشمل المضاعفات الخطيرة هذه ما يلي:

انسداد الأمعاء

لمرض كرون تأثير كبير على جدار الأمعاء الدقيقة وبمرور الوقت ودون معالجة المرض يجدث تضيق في مجرى الجهاز الهضمي الامر الذي يتطلب اجراء عملية جراحية واستئصال القسم المصاب في الأمعاء.

القروح

إن الالتهاب المزمن قد يسبب عدة قروح في أقسام الجهاز الهضمي كقروح الفم وقروح أخرى.

التهاب منطقة الشرج

وهو التهاب يحدث في النسيج المبطن للشرح او ربما في الجلد حول فتحة الشرج، ويشعر الشخص بالالتهاب التي يرجع سببها الى الألم في الأمعاء.

سوء التغذية

إن الإسهال والآلام والتقلصات البطنية تخلق مشاكل تعيق عملية امتصاص الطعام، وبالتالي يمتص الجسم كمية قليلة جدًا من المواد الغذائية وهذا قد يسبب الإصابة بحالة فقر الدم بسبب نقص الحديد أو فيتامين В12.

سرطان قولون

الإصابة بمرض كرون تسبب ضرر بالغ في القولون يزيد احتمال الإصابة بمرض سرطان القولون، لذا على الأشخاص غير المصابين فوق سن الخمسين بمرض كروم ان يقوموا طوعًا بإجراء تنظير القولون.

مشكلات صحية أخرى

يمكن لمرض كرون أن يسبب العديد من المشاكل الصحية في الجسم مثل فقر الدم والأمراض الجلدية وهشاشة العظام والتهاب المفاصل وأمراض الكبد والمرارة.

تأثير الأدوية

تسبب بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج مرض كرون بإضعاف وظيفة ونشاط جهاز المناعة، وهذا يشكل خطر حيث يزيد احتمال الإصابة بمرض السرطان ولو بنسب صغيرة جدًا، مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الجلد، كما ان هذه الادوية تزيد من إمكانية الإصابة بالعدوى.

بالإضافة إلى ذلك، مادة الكورتيكوسترويد الموجودة في بعض الأدوية تزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام مما يزيد احتمال التعرض للكسور، كما أنها تسبب المياه الزرقاء في العين وتزيد احتمال الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

كيف يتم تشخيص مرض كرون

لا يوجد أي اختبار أو إجراء طبي معين يمكن من خلاله تشخيص مرض كرون، وانما يقوم الأطباء بمجوعة من الفحوصات الاختبارات ليؤكدوا تشخيص المرض وقد يقترح الطبيب إجراء فحوصات الدم مثل اختبار الكشف عن فقر الدم او العدوى أو البحث عن وجود دم غير ظاهر في البراز.

بعد فحوصات الدم يمكن للطبيب أن يقوم بعدة اجراءات منها:

تنظير القولون

بواسطة تنظير القولون يستطيع الطبيب ان يشاهد كامل القولون والطرف النهائي للمستقيم بواسطة أنبوب مرن موصول بكاميرا، ويتم أحد خزعة نسيجية لتحليلها في المخبر، الأمر الذي يمكن ان يساعد في تشخيص المرض.

التصوير بالأشعة المقطعية

ربما يطلب الطبيب اختبار الأشعة المقطعية وهي تكنولوجيا خاصة تستخدم فيها الأشعة السينية وتقدم صورة دقيقة للأمعاء الدقيقة.

التصوير بالرنين المغناطيسي

يتم التصوير بالرنين المغناطيسي باستعمال الحقل المغناطيسي وموجات الراديو، وبفضل ذلك بمكن الحصول على صورة كاملة للأعضاء والأنسجة وهي طريقة مفيدة لتشخيص وفحص الأمعاء الدقيقة.

الكبسولة

وهي طريقة تتم عن طريق ابتلاع كبسولة بداخلها كاميرًا والتي بدورها تأخذ صور للأمعاء الدقيقة وتنقلها وتسجلها على المسجل وبعد ذلك تعرص هذه الصور على الكمبيوتر لنقلها على الشاشة والكشف عن مرض كرون.

منظار البطن

هذا الاختبار يتم فيه استخدام المنظار من الأعلى، هذه الطريقة تمكن الطبيب من النظر بصورة عميقة الى الأمعاء الدقيقة وإلى الأماكن الأخرى التي لا تكشف بالمنظار العادي.

كيف يتم علاج مرض كرون؟

حاليًا لا يوجد علاج محدد لمرض كرون ولا يوجد علاج واحد لكي يستفيد منه الجميع، والغرض من استخدام الادوية هو تخفيف المضاعفات والالتهابات والأعراض المرضية، وهناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها في معالجة التهاب الأمعاء كخطوة أولى، ومن هذه الادوية:

  • الكورتيكوستيرويد: مثل البريدنيزون والسودبيسونيد التي تخفف الالتهابات وتعطي للمصاب لمدة أربعة شهور حتى تتحسن الأعراض. هذا الدواء كان يستخدم في الماضي على نطاقٍ واسع، لكن الآن أصبح أقل استخدامًا.
  • مثبطات جهاز المناعة.
  • آزاثيوبرين والمركابتويرين: هذه الأدوية هي الأكثر انتشارًا لعلاج التهاب الأمعاء حاليًا، ولكن لها الكثير من الآثار الجانبية لذا يجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
  • هيثوتركبسيت: يستخدم لعلاج المرضى المصابين بمرض كرون الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية الأخرى.
  • ناتاليزوماب وفبدوليزوماب: تم الموافقة على هذا الدواء لعلاج مرض كرون مؤخرًا.
  • يوستيكبنومات: دواء لعلاج الصدفية وقد تبين نتيجة التجارب أنه مفيد لعلاج مرض كرون.
  • هناك أدوية أخرى يمكن استخدامها، مثل المضادات الحيوية ومضادات الإسهال ومسكنات الألم ومكملات الحديد والكالسيوم وفيتامينВ12 وفيتامين D.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله