بحث حول فيروس كورونا المستجد (COVID-19) الذي قلب عالمنا رأسًا على عقب

الكائن الذي لا نستطيع رؤيته بالعين المجردة ومع ذلك استطاع أن يقلب عالمنا خلال أيام، انتشر من شرق الأرض إلى غربها، أصاب البشر في مختلف الظروف والجغرافيا والطقوس، أصاب الدول المتقدمة والمتأخرة، لم يفرق بين الظروف الاجتماعية أو المادية أو الدينية أو الفكرية أو السياسية.

خلال شهرين فقط، استطاع أن يجبر أكبر القيادات في العالم على قرارات لا أحد يستطيع تخيلها، أميركا أوقفت رحلاتها الجوية مع أوروبا، إيطاليا ترتب المرضى وتعطي أولوية لمرضى عن مرضى من أجل تلقي الرعاية الطبية، أوروبا بؤرة موبوءة أكثر من الصين، المملكة العربية السعودية أوقفت العمرة، والكويت منعت الصلوات في المساجد؛ (COVID-19) المستجد أين ظهر ومتى؟؟؟؟

أين ظهر فيروس كورونا (CORONAVIRUS) المستجد ومتى؟

يعود أصل هذا الفايروس إلى عائلة تسمى كورونا كانت تعيش في أجسام الحيوانات المختلفة لسنوات عديدة ومن هذه الحيوانات: (الخفافيش، الخنازير، أنواع من الطيور البرية، أنواع من الحيوانات البرية مثل: القطط والثعالب الصغيرة).

كانت تعيش هذا الفيروسات بسلام وتتكاثر في أجسام الحيوانات، وفي بعض الأوقات تسبب لهم أعراض مرضية خفيفة، لكن في معظم الأحيان لا يظهر على الحيوان أي مشاكل أو أمراض.

استطاع الإنسان التعرف على هذا النوع من الفيروسات في الستينات من القرن الماضي (1960)، وهذه الفترة تعتبر غير كافية للتعرف أكثر على هذا النوع من الفيروسات.

هناك أربع أنواع فقط من عائلة كورونا استطاعوا الدخول إلى جسم الإنسان وإصابته ببعض الأمراض، وهم: (HKU1) و(NL63) و(229E) و(OC43).

وكانت من أبرز الأعراض التي تسببها الأنواع الأربعة السابقة هي: الرشح والعطاس البسيط والإسهال. معظمنا قد تعرض لهذه الأنواع وظنناه نزلات برد أو انفلونزا عادية.

تاريخ ظهور فيروس كورونا

منذ حوالي أقل من عشرين سنة، واحد من أنواع عائلة كورونا، يُعتقد أنه كان يعيش في جسم الخفافيش وبعض الأنواع من الثدييات الصغيرة، ولكن وبسبب اقتحام الإنسان للغابات واصطياده للحيوانات الموجودة فيها قم بجمعها، ثم عرضها في الأسواق لبيعها، وبالتالي طهيها ثم تناولها، وهذا الذي نشهده في كثير من البلدان مثل الصين والعديد من الدول الأسيوية.

فيروس (SARS-COV-1)

في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2002م، تم تسجيل في غرب الصين اصابت الإنسان بنوع جديد من عائلة كورونا يعرف باسم (SARS-COV-1). كان الانتشار سريع، خلال أسبوعان فقط وصل انتشار (SARS-1) إلى حوالي 26 دولة من كندا للصين لأميركا لروسيا والهند للسويد حتى ألمانيا، كما أن نسب الوفيات كانت مرتفعة تقدر بحوالي الـ 10%، وإجمالي عدد الإصابات حوالي الـ 8000 شخص خلال ثماني شهور، أما عدد الوفيات فوصل إلى 800 شخص.

لكن وعلى الرغم من هذه النسب إلا أن هذا الفيروس على الرغم من انتشاره تم السيطرة عليه وتوقيف انتقاله من إنسان إلى إنسان أخر واختفى ولم يسجل أي حالة إصابة جديدة حتى يومنا هذا، وكان ذلك من خلال الحجر الصحي واتباع طرق العزل الطبية.

فيروس (MERS-CoV)

بعد حوالي العشر سنين وبالتحديد في عام 2012م ظهرت حالة التهاب رئوي شديدة وغريبة على مُزارع سعودي، عند البحث على السبب، وُجد أنه فيروس ثانيظن أول مرة يتم اكتشافه من عائلة كورونا يعرف باسم (MERS-CoV) Middle East respiratory syndrome coronavirus

والذي اكتشفه بالتحديد الطبيب المصري أ.د علي محمد زكي وهو أستاذ علم الفيروسات في جامعة عين شمس، كان طبيب في أحد مستشفيات السعودية في ذلك الوقت.

ولكن السؤال كيف وصل هذا الفيروس إلى المزارع؟؟؟

بدأ ينتقل هذا الفيروس بين الخفافيش لغيرها من الحيوانات المختلفة بطفرات متتالية، إلى أن وصل إلى نوع من الجمال العربية، ومنها إلى الإنسان الذي يقوم بتربيتها ويتعامل معها ويستهلك لحومها ويتناول حليبها.

هذه المرة نسب الوفيات كانت أعلى وتنذر بالخطر أكثر فأكثر. واحد من كل ثلاثة أشخاص أصيبوا بالفيروس خسروا حياتهم، نسبة الوفيات وصلت لحوالي 35%، وأيضًا الفيروس يعتبر جديد علينا وهو أيضًا نعتبر نحن كبيئة غريبة عليه. انتقاله من إنسان لإنسان كان بنسب قليلة لأنه لا ينتقل إلا إذا كان الشخص قريب جدًا من الشخص الآخر وبالفعل فقد كانت النسب الأكبر للإصابة به هم الأطباء والممرضين. إجمالي عدد الإصابات وصل إلى 2494 شخص، و80% من الحالات كانوا من السعودية، و20 % من خارجها.

فيروس (COVID-19)

في تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2019، ظهر عدد من الأشخاص مصابين بالتهاب رئوي حاد في مدينة وهان شرق الصين، عند البحث عن السبب تبين أنه فايروس جديد من عائلة كورونا مع طفرات بتأثير مختلف يعرف باسم فايروس كورونا المستجد (COVID-19)، يبدو أنه كان يعيش في أجسام الخفافيش والذي نقلته بدورها إلى بعض أنواع الثدييات (Pangolin) آكل النمل الحرشفي، الذي يتغذى على الحشرات، لكن وللأسف الإنسان لم يدع هذا الحيوان وشأنه، كان يصطاده بكميات كبيرة، ويبيعه في الأسواق الصينية بهدف الأكل، وبالفعل استطاع أن يصل للإنسان.

حتى هذا اليوم تم تسجيل حوالي اثنان مليون إصابة بمعظم دول العالم، 7000 إصابة فقط في أول شهر، وهذا يعني أنه لو أتممنا سنة 2020 بالكامل فسيرتفع عدد الإصابات ليصل إلى حوالي الـ 70% من سكان الأرض بسبب نسبة الانتشار الكبيرة جدًا. لكن على الرغم من أن نسبة الوفيات لم تتخطى بعد الحد الخطر إلا أن نسب الشفاء وصلت لحوالي الـ 600 ألف.

اقرأ أيضًا: احصائيات فيروس كورونا في الدول العربية وعالميًا

ما سبب خطورة فيروس 19-كوفيد؟

تكمن خطورة هذا الفيروس بأنه خبيث لا تظهر الأعراض عليك، وإن ظهرت فهي طفيفة لمتوسطة، حيث أن هذا الفيروس يجعلك تتحرك وتقوم بأعمالك وأنت حامله ولكن للأسف تنقله من شخص لآخر دون أن تشعر.

فيروس ينتشر بسرعة هائلة ويقتل بنسبة كبيرة، يجعل منه فيروس خطر خصوصًا أن المعلومات حوله مازلت بسيطة.

وباعتبار أن جميعنا لم نتعرض لهذا النوع من الفيروس من قبل، هذا يعني أن جميعنا لا نملك مناعة كافية للقضاء عليه، جميعنا نتعرض لنفس الخطورة، وجميعنا إن لم نتخذ خطوات جدية سنكون معرضين للإصابة به.

قد نستطيع التغلب عليه إن كنا نملك مناعة كافية، لكننا قد ننقله إلى أشخاص ليس لديهم مناعة كافية كالكبار في السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة.

الهدف الآن هو تبطيئ انتشار الفايروس إلى أن يتم تطوير العلاج أو اللقاح.

ما هي أعراض الإصابة بفيروس 19-كوفيد؟

الأعراض الأولى ليست محددة للغاية، وتشمل:

تحدث الحمى والصعوبة في التنفس ومشاكل الجهاز التنفسي بشكل ثانوي، غالبًا بعد يومين أو ثلاثة أيام من الأعراض الأولى.

في الدراسات الوصفية الأولى في الصين، يستغرق الأمر أسبوعًا في المتوسط ​​بين ظهور الأعراض الأولى والقبول في المستشفى.

في هذه المرحلة، تجمع الأعراض بين الحمى والسعال وألم في الصدر وعدم الراحة في الجهاز التنفسي ويظهر أثناء عملية المسح الضوئي للصدر علامات الالتهاب الرئوي الذي يؤثر على كلتا الرئتين.

يتم وصف العلامات السريرية الأخرى منذ الدراسات الأولى: علامات تلف الجهاز العصبي المركزي، والتي تم التعبير عنها بشكل خاص عند كبار السن على شكل الارتباك. فقدان مفاجئ للطعم أو الرائحة، وهو حدث لا يزال نادر الحدوث ولكنه يؤكد تشخيص Covid-19.

تتطلب شدة العلامات السريرية بقاء 20٪ تقريبًا من المرضى في المستشفى و 5٪ يحتاجون إلى رعاية مكثفة. يتم ملاحظة أخطر الأشكال بشكل رئيسي عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة بسبب سنهم (أكثر من 70 عامًا) أو الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

تظهر الدراسات الحديثة أن الفيروس يمكن أن ينتشر إلى أشخاص آخرين عن طريق شخص مصاب لا يعاني من الأعراض. وهذا يشمل الأشخاص الذين، ليس لديهم أعراض حتى الآن.

يعرف الخبراء أن هذا النوع من الإرسال يحدث عندما يكون الأشخاص على اتصال وثيق مع بعضهم البعض أو عندما يكونون في بيئة مادية قريبة. وهذا يعني أنه من المهم للغاية اتباع تدابير وقائية مثبتة.

ما هي مدة حضانة الفيروس؟

مدة الحضانة من 5 إلى 6 أيام في المتوسط، مع تطرف من 2 إلى 12 يومًا، وهو ما يبرر فترة الحجر الصحي 14 يومًا.

ماذا أفعل في حال شعرت بنفس الأعراض؟

البقاء في المنزل لمدة 14 يومًا لتجنب إصابة الآخرين:

إذا كنت لا تعيش بمفردك، فقم بعزل نفسك في غرفة أو حافظ على مسافة مترين مع الأشخاص الآخرين.

قم بزيارة أخصائي صحي أو مؤسسة الصحة العامة المحلية لديك:

يمكن للأشخاص الذين يعانون من أعراض COVID-19 الخفيفة البقاء في المنزل مع تقديم الرعاية طوال فترة شفائهم دون الحاجة إلى دخول المستشفى. إذا كنت تعتني بطفل أو شخص يشتبه أو يُحتمل وجود COVID-19 فيه، فمن المهم اتباع نصيحة مقدمي الرعاية. ستساعدك هذه النصائح على حماية نفسك والآخرين الذين يعيشون في المنزل، وكذلك الأشخاص في مجتمعك.

إذا شعرت بالمرض أثناء السفر:

يرجى إبلاغ مسؤول خدمات الحدود عند وصولك إلى بلدك في حال إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لمصدر COVID-19، حتى إذا لم يكن لديك أية أعراض.

التدابير الوقائية الأساسية ضد فيروس كورونا المستجد

كن على اطلاع بآخر المعلومات حول تفشي COVID-19، المتاحة على موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت ومن خلال هيئة الصحة العامة الوطنية والمحلية. يعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من أعراض خفيفة ويتعافون، ولكن يمكن أن يكون أكثر خطورة بالنسبة للآخرين. اعتن بصحتك واحم الآخرين من خلال القيام بما يلي:

اغسل يديك كثيرًا:

نظف يديك بشكلٍ صحيح عن طريق فرك اليدين جيدًا بوساطة الكحول أو اغسلهما بالماء والصابون.

لماذا نقوم بذلك؟ لأن غسل اليدين بالصابون والماء أو فركهما باستخدام الكحول يقتل الفيروسات التي قد تكون على يديك.

حافظ على مفهوم التباعد الاجتماعي:

حافظ على مسافة متر واحد أي ما يعادل (3 أقدام) على الأقل بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس أمامك.

لماذا نقوم بذلك؟ عندما يسعل شخص ما أو يعطس يصدر عنه قطرات سائلة صغيرة (رذاذ) من أنفه أو فمه والتي قد تحتوي على الفيروس. إذا كنت قريبًا جدًا، قد تستنشق هذه القطرات، بما في ذلك فيروس COVID-19 خاصةً إذا كان الشخص يعاني من السعال.

تجنب لمس العينين والأنف والفم:

لماذا نقوم بذلك؟ تلمس الأيدي العديد من الأسطح ويمكنها التقاط الفيروسات. وبالتالي، يمكن أن تنقل اليدين الفيروس إلى عينيك أو أنفك أو فمك. من هناك، يمكن للفيروس أن يدخل جسمك ويمكن أن يجعلك مريضًا.

تدرب على النظافة الشخصية (التنفسية):

احرص على اتباع النظافة الشخصية الجيدة لك ولمن حولك. وهذا يعني تغطية فمك وأنفك بمرفقك أو بوساطة قطعة من القماش عند السعال أو العطس. ثم تخلص من القماش المستخدم على الفور.

لماذا نقوم بذلك؟ لأن القطرات التي تخرج من الفم تنشر الفيروس. وبالتالي من خلال اتباع النظافة الشخصية (التنفسية) الجيدة، فإنك تحمي الأشخاص من حولك من الفيروسات مثل البرد والإنفلونزا و COVID-19.

ولكن إذا كنت تعاني من الحمى والسعال وصعوبة التنفس المستمر، فاطلب الرعاية الطبية مبكرًا.

ابق في المنزل إذا شعرت بتوعك:

لماذا؟ ستحصل السلطات الوطنية والمحلية على أحدث المعلومات حول الوضع في منطقتك. سيسمح الاتصال مقدمًا لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك بتوجيهك بسرعة إلى المركز الصحي المناسب. سيحميك هذا أيضًا ويساعد على منع انتشار الفيروسات والالتهابات الأخرى.

ابق على اطلاع واتبع النصائح المقدمة من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك:

ابق على اطلاع على آخر التطورات حول COVID-19. اتبع النصائح المقدمة من مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، أو هيئة الصحة العامة الوطنية والمحلية أو صاحب العمل الخاص بك حول كيفية حماية نفسك والآخرين من COVID-19.

في النهاية …

هذا المرض أو الوباء شأنه شأن أي مرض أخر، وسيتم توفر العلاج في القريب العاجل إن شاء الله، لذلك احمي نفسك وعائلتك من خلال اتباع تدابير الوقاية الاحترازية، وحاول السيطرة على مخاوفك وهواجسك ولا داعي للقلق المفرط.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله