19 طريقة للسيطرة على الغضب ووضع أعصابك في الثلاجة!

لا أعرف كيف أصبحت هكذا، كل ما أعرفه هو الشعور بالغضب وفي كل مرة لا يكون هناك سبب قوي ومنطقي لذلك، فيمكن أن أصل إلى درجة عالية من الصراخ مقابل كلمة واحدة، هذا الأمر بدأ يسيطر وبدأت علاقاتي مع من حولي تنهار لذا أبحث عن كيفية السيطرة على الغضب.

والأسوأ من الشعور بالغضب السريع هو ما ينتجه عنه، فبعد كل نوبة غضب تفرض سيطرتها على تصرفاتي أستفيق لأجد أنني تفوهت بكلمات جارحة ما كنت لأتحملها لو كنت مكان الشخص المقابل، لم يسلم من غضبي أي من معارفي أولادي زوجتي زملائي ولكن هل من حل؟

ما هو الغضب؟

الغضب هو شعور لا إرادي، ينتج عنه تعطيل التفكير، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وفقد الأعصاب، فيظهر ذلك على وجه الإنسان بتغير لونه، ويبدأ الشخص الغاضب بإصدار أقوال وأفعال دون التفكير بما يقوم به ويقوله، وغالبًا ما تكون هذه الأقوال والأفعال مؤذية ومضرة للآخرين وتؤدي إلى تدمير العلاقات بينهم.

أسباب الغضب

تتعدد أسباب الغضب وتختلف من شخص لآخر، إلا أن الأسباب العامة للغضب هي أن الشخص يغضب عندما يتعرض للظلم، أو الذل، أو الخيانة، أو فقد شيء عزيز، أو عند الإصرار على الحصول على شيء معين، أو بسبب عدم الاتزان النفسي والعاطفي، أو الغضب والغيرة على الدين، وهذا السبب الوحيد الذي غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من أجله.

ومن أسباب الغضب أيضًا:

  • التعرض للكثير من الضغوط والمشاكل التي لا يتم حلها.
  • التعب الشديد والإرهاق في العمل أو المهام.
  • الشعور بالإرهاق الجسدي والتعب والألم الشديد، أو الإصابة بأحد الأمراض.
  • الشعور بعدم تقدير من حولك.
  • التعرض لصدمة قوية أو فقدان شخص ما.
  • التربية الخاطئة كالتعرض للعنف أو الضرب.
  • فقدان الثقة في النفس والشعور بالنقص.
  • بعض الأمراض النفسية.

وتجدر الإشارة إلى أن حدة الغضب وطرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص يغضبون لأتفه الأسباب، أو حتى بدون سبب، وجميع هذه الأسباب والحالات غير حميدة، ولا بد من كظم الغيظ وكبح الغضب عندها لتجنب الوقوع في الغلط.

مكونات الغضب

للغضب ثلاثة مكونات نذكرها هنا:

  • ترجمة خاطئة وتفسير سلبي لسلوك خارجي على أنه يمثل خطرًا واقعًا أو على وشك الحدوث.
  • استجابة عضوية وتكون على شكل: توتر عضلي وتسارع في دقات القلب بسبب تزايد النشاط الهرموني ومشاكل في التنفس وارتفاع ضغط الدم.
  • الاستجابة بسلوك خارجي يتراوح بين الهجوم اللفظي بالشتائم والكلام والصراخ، والعنف الجسدي والهجوم بالضرب وقد يصل إلى درجة القتل.

أعراض الغضب

من أهم أعراض الغضب: الصراخ والسباب – فقدان السيطرة على أفعالك وأقوالك – الشعور بضيق في النفس – ارتفاع ضغط الدم – مشاكل في الهضم – تعرق شديد – ارتجاف – الميل للتصرف بعنف.

أضرار الغضب

يُحدِث الغضب العديد من الآثار الضارة على الإنسان نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا، نذكر منها:

  • يؤثر الغضب على التفكير فيمنعه من الاستمرار ويجعله غير واضح ويجعل الإنسان أكثر استعدادًا للاعتداء البدني.
  • يقلل الغضب من قدرة الشخص على التحكم بتصرفاته مما يؤدي إلى تصرفات عشوائية.
  • إذا استمرت دائرة الانفعالات دون أن تنتهي استمرت التغيرات الفيزيولوجية المرافقة لها مما يؤدي في النهاية إلى تغيرات عضوية في الأنسجة ينشأ عنها الأمراض النفسية.
  • يوثر الغضب على قلب الإنسان فتتسارع دقاته وقد يؤدي به إلى الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية.
  • يؤدي الغضب إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم وحدوث الجلطات الدماغية التي قد تودي بالشخص إلى الموت.
  • يضعف الغضب جهاز المناعة لدى الإنسان ويتركه عرضة للإصابة بالأمراض.
  • من الممكن أن يتسبب الغضب في العمى المفاجئ بسبب تأثيره على الأوعية الدموية في العين.
  • من الممكن أيضًا أن يؤدي الغضب إلى اضطرابات في المعدة والأمعاء وبالتالي حدوث الإمساك الشديد وقرحة المعدة.
  • يسبب الغضب التعب والإرهاق الشديد للجسم ويبقى الشخص الغاضب في حالة قلق وتوتر ويعاني من اضطرابات في النوم.

ما هي السيطرة على الغضب؟

إن السيطرة على الغضب تعتبر مهارة تحتاج إلى الكثير من التدريب والتمرين كغيرها من المهارات. وهناك العديد من الوسائل والطرق التي ينصح بها للتحكم بالغضب والسيطرة عليه ومن الممكن تطبيق أحدها أو أكثر من واحدة للحصول على أفضل نتيجة.

طرق إدارة الغضب – طرق السيطرة على الغضب

1 – التعرف على الأسباب التي تثير غضبك

لا تحصل حالة العصبية من دون وجود أسباب محرضة لذلك والتعامل معها يعتبر علاج للعصبية الشديدة الأكثر فاعلية، ومن أهم الأسباب: أسلوب التربية الخاطئ – التعرض للعنف والأذى – فقدان شيء مهم أو شخص عزيز – تراكم الهموم وعدم القدرة على التعامل معها – اضطرابات هرمونية – الشعور بالألم والمرض – الأرق وعدم الحصول على ما يكفي من الراحة.

2 – ممارسة تقنيات الاسترخاء

أدوات الاسترخاء بسيطة، مثل التنفس العميق والصور الاسترخائية، يمكن أن تساعد في تهدئة المشاعر الغاضبة.

جرب هذه الخطوات البسيطة:

تنفس بعمق، من الحجاب الحاجز الخاص بك. إن التنفس من صدرك لن يخفف غضبك وتوترك، تنفس ببطء مع تكرار كلمة أو عبارة مهدئة، مثل “الاسترخاء” أو “أعتبرها سهلة”. وحافظ على تكرار الجملة أثناء التنفس بعمق. واستخدم الصور. تصور شيئًا يحفز على الاسترخاء ومارس اليوغا والأنشطة المماثلة التي يمكنها أن ترخي عضلاتك وتهدئك.

مارس هذه التقنيات يوميًا. في نهاية المطاف، عليك أن تكون قادرًا على استخدامها تلقائيًا عندما تكون في حالةٍ متوترة.

3 – إعادة الهيكلة المعرفية

ببساطة، إعادة الهيكلة المعرفية تعني تغيير الطريقة التي تفكر بها. فعندما تكون غاضبًا، عليك التفكير بشكلٍ أفضل. فعندما يحدث شيء خاطئ، قد تقول لنفسك، “كل شيء انتهى!” لكن مع إعادة الهيكلة المعرفية، يمكنك استبدال تلك الأنواع من الأفكار مع أفكارٍ أفضل منها. قد تقول لنفسك بدلًا من ذلك، “هذا أمر محبط، لكنه ليس نهاية العالم”.

جرب هذه الاستراتيجيات:

تجنب كلمات مثل “أبدًا” أو “دائمًا” عند الحديث عن نفسك أو الآخرين. عبارات مثل “هذا لا يعمل أبدًا” أو “كنت دائمًا أنسى الأشياء” تجعلك تشعر بالغضب. مثل هذه العبارات أيضًا تنفر الناس الذين قد يكونون على استعداد للعمل معك على حل المشكلة. عليك التركيز على الأهداف. فإذا كان هناك صديقٌ يتأخر عليك دائمًا، أذكر المشكلة معه ثم حاول إيجاد حل يعمل. إذا كان هذا لا يعمل، قد تخبر صديقك بمقابلتك قبل نصف ساعة من موعد وصولك، حتى يتمكن من الوصول إلى هناك عند وصولك. وفي كلتا الحالتين، يتم حل المشكلة دون الإضرار الصداقة.

الناس الغاضبون يميلون إلى المطالبة بالأمور، سواء كان الإنصاف أو التقدير. نحن جميعًا نصاب بخيبة الأمل والإحباط عندما لا نحصل على ما نريد، ولكن لا تدع خيبة الأمل تتحول إلى غضب. بعض الأشخاص يستخدمون الغضب كوسيلة لتجنب الشعور الأذى، ولكن هذا لا يجعل الأذى يذهب بعيدًا.

4 – حل المشاكل

أحيانا الغضب والإحباط هي نتيجة لمشاكل حقيقية جدًا والتي لا مفر منها في حياتنا. الغضب يمكن أن يكون استجابة طبيعية صحية لهذه الصعوبات. بعض الأشخاص لديهم اعتقاد ثقافي بأن كل مشكلة لها حل. هذا الاعتقاد يؤدي إلى إحباطهم عندما يكتشفون أن هذا ليس صحيحًا دائمًا. لكن إذا لم تتمكن من العثور على حل، عليك التركيز على كيفية التعامل مع المشكلة ومواجهتها.

قم بوضع خطة وتحقق من التقدم المحرز على طول الطريق، وذلك باستخدام دليل لتنظيم أو إدارة الوقت إذا لزم الأمر. أعطها أفضل ما لديك، ولكن لا تعاقب نفسك إذا كنت لا تجد إجابة على الفور.

5 – تواصل بشكلٍ أفضل

الأشخاص الغاضبون يميلون إلى القفز إلى استنتاجات، ولكنها بعيدة المنال. فإذا كنت في مناقشة ساخنة، عليك الإبطاء. استمع بعناية إلى ما يقوله الشخص الآخر. وخذ وقتك قبل الإجابة. بدلًا من قول أول شيء يأتي إلى رأسك، فكر مليًا فيما تريد قوله.

من الطبيعي أن تكون في موقفٍ دفاعي عندما تتعرض للانتقاد، ولكن لا تقاتل. بدلًا من ذلك، استمع إلى ما هو تحت الكلمات. ربما الرسالة الحقيقية هي أن شريك حياتك يشعر بالإهمال، فلا تدع الغضب يخرج عن نطاق السيطرة.

6 – استخدم الفكاهة

الفكاهة يمكن أن تساعد في نزع فتيل الغضب بعدة طرق. لكن هناك اثنين من التحذيرات عند استخدام الفكاهة. أولًا، لا تحاول الضحك لحل كافة المشاكل الخاصة بك. بدلًا من ذلك، استخدم الفكاهة لمساعدة نفسك على مواجهة أكثر بناءة. ثانيًا، لا تسخر من الناس، فهذه الفكاهة ليست سوى شكلٍ آخر من أشكال العدوان.

7 – تغيير البيئة التي تحيط بك

عليك دائمًا الابتعاد عن الظروف البيئية والحياتية التي يمكن أن تتسبب لك بنوبة الغضب، فهذا يمكن أن يساعد كثيرً، فمثلًا إذا كنت تغضب بسبب القيادة في الأماكن المزدحمة أو الطرقات الضيقة، فعليك تجنب القيادة تحت هذه الظروف قدر الإمكان، لأن غضبك يمكن أن يتسبب بمشاكل عديدة وأخطار كبيرة على الأخرين، فالسائقون الغاضبون هم أكثر عرضة للحوادث أكثر بكثير من غيرهم. إذا كانت تنقلاتك تشعرك بالإحباط أو الغضب، ربما عليك أن تجد مسارًا أقل ازدحامًا أو أفضل مع المناظر الطبيعية الخلابة. أو التحقق من الخيارات البديلة، مثل ركوب الحافلة أو القطار. العثور على بدائل يمكن أن يخفف من غضبك، مما يجعل الطريق أكثر أمانًا للجميع.

جرب هذه النصائح الأخرى للتخفيف:

تأكد من جدولة بعض الوقت الشخصي لك للراحة خلال اليوم. قد تفيدك قاعدة أن أول 15 دقيقة بعد العودة إلى البيت من العمل هي للراحة الاسترخاء، فهذا الراحة القصيرة، سوف تشعرك بأنك على استعداد أفضل للتعامل مع مطالب أطفالك دون أن تنفجر في وجههم. إذا كنت وزوجتك تميلان إلى القتال ليلًا، ربما لأنك تكون متعبًا أو مشتتًا. حاول تغيير الأوقات عندما تتحدث عن مسائل مهمة حتى لا تتحول هذه المحادثات إلى حجج للغضب. تجنبها قدر ما تستطيع. إذا كنت تعاني من الغضب عند المشي في غرفة طفلك الفوضوية، فقم بإغلاق الباب. ولا تجعل نفسك تنظر فيما يزعجك.

8 – طلب المساعدة المهنية

كيف يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك؟

إذا كنت لا تزال تشعر بالإرهاق، يمكنك التشاور مع طبيب نفسي أو غيره من متخصصي الصحة النفسية المرخصة الذي يمكن أن يساعدك على تعلم كيفية السيطرة على غضبك. يمكن أن يساعدك على تحديد مجالات المشاكل ثم وضع خطة عمل لتغييرها.

نصائح للتحكم في الغضب

إليك بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها متى شئت لتسيطر على غضبك بسهولة:

1 – عليك أن تكون حيادي في التفكير

في اللحظة الأولى التي تعاني فيها من نوبة غضب عليك أن تكون حيادي في تفكيرك أي عليك التفكير في المشكلة لا في الشخص الذي أخطأ، بالإضافة إلى التفكير في الأسباب التي أدت إلى وقوع الخطأ قبل الحكم واتخاذ القرار بصب غضبك عليه، عندها يمكن أن تصل إلى حل المشكلة بشكل أسرع بدلًا من جعلها أكبر.

2 – لا تحكم وتقرر الغضب قبل الاستماع إلى الطرف الآخر

المطلوب منك أن تتمكن من الحكم على المواقف بشكل عادل تمامًا، وهذا غير ممكن بالنظر إلى المشكلة وتأثرك بها فحسب بدون معرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى وقوعها، هكذا بالطبع سينتهي بك الأمر في حالة شديدة من الغضب ومن ثم الندم.

والحل يكون من خلال التأكد من كل التفاصيل والاستماع إلى الأطراف الأخرى عندها ستتمكن من النظر إلى المشكلة عبر نافذة كبيرة ولس عبر ثقب صغير كما الحال في بداية الأمر.

3 – خذ الأمور ببساطة لا تعطيها أكبر من حجمها

مهما كان السبب الذي أدى بك إلى العصبية الشديدة فإن الحياة لم تنتهي بعد ومازال هناك وقت لتصحيح الأخطاء ولإجاد الحلول التي قد تكون أكثر فاعلية من مما كنت تخطط له، ولكن في حال تضخيم الأمور فإنها ستحجب عنك الرؤية وستعمل على إخفاء أي حل وأي شعاع أمل لذلك.

4 – ابتعد قليلًا … لا تحتاج إلى رد الفعل السريع

لست وحدك من يمكن أن يكون الغضب عندها عاصفة لا يمكن التحكم بها، ولكن الجميع نخطئ عندما نحاول إصدار ردود فعل سريعة اتجاه الغضب ففي النهاية لست في حلبة مصارعة أو سباق، لذا يمكنك الابتعاد لدقائق قليلة تستنشق خلالها الهواء أو تشرب كوب من الماء ومن ثم تصدر رد فعل حكيم.

5 – غيّر المكان – وضعية الجلوس – الفكرة

على الرغم من أنك قد تظن أن الأمر غريب إلا أنه فعال فإجراء تغير ما سينعكس على حالتك النفسية بشكل قوي، لذا تخبرك قواعد السيطرة على الغضب أن تقوم بالأمور التالية:

  • تغيير المكان الذي تجلس به والانتقال إلى غرفة أخرى أو حتى الخروج في نزهة قصيرة لبضع دقائق.
  • في حال كنت جالس قم وقف أو العكس يمكنك السير والقفز.
  • انقل تفكيرك إلى أشياء مختلفة كنجم الدراما الذي تفضله وأفضل أدواره وعروضه.
  • قف أمام النافذة وانظر إلى السماء، أو اخرج واستنشق بعض الهواء، تأمل الطبيعة، فكر بهدوء بعيدًا عن سبب الغضب.

6 – فرغ طاقتك السلبية واشحن نفسك بالإيجابية

وفق ميزان الطاقة فإن الشعور بالراحة ناتج عن امتلاك طاقة إيجابية بينما الحزن فيكون طاقة سلبية منخفضة، أما عن الشعور بالسعادة بشكل كبير فهذا نتيجة مقدار كبير من الإيجابية بينما الغضب فهو بسبب قدر عالي من الطاقة السلبية.

من هنا يمكن اكتشاف طريقة التخلص من الغضب بشكل كامل من خلال التحكم بقدر الطاقة السلبية وإيجابية التي لديك، فيجب تفريغ السلبية من خلال التنزه – الاسترخاء – التأمل – الكتابة – الرسم – الرياضة – الرقص.

أما عن الشحن بطاقة إيجابية فهذا ممكن من خلال تقديم يد المساعدة – الشعور بالتقدير للنفس وحبها – القيام بالأشياء التي تبعث على الفرح – الخروج مع الأصدقاء وغيرها.

7 – حول تركيزك وموضع اهتمامك وتذكر المواقف المضحكة

لقد أخطأ في حقي… لا بد من الانتقام… سوف أصرخ في وجهه بسبب هذا الخطأ… إياك والتفكير بمثل هذه الأمور عندما تغضب عليك عدم السماح لتركيزك بالانكباب عليها، حاول تذكر مواقف مضحكة مشاهد من دراما كوميدية، فكر بشيء ما بعيد، مهما كان ما ستفكر به يمكن له علاج هذا الغضب.

8 – افعل الأشياء التي تحب القيام بها

لكل شخص هناك أشياء يفضل القيام بها، لماذا لا تقوم بها إذن؟ فهي العلاج الأكثر فاعلية للعصبية على المدى الطويل، فيمكن لساعة من فعل الأشياء المفضلة أن تجعلك في مزاج جيد لأسبوع، لذا منذ هذه اللحظة خصص من وقت جزء تقوم به بما تفضل.

9 – التأكد من الحصول على ما يكفي من النوم والراحة بدون تنبه

اضطراب وقلة النوم من أهم الأسباب التي تجعل الشخص في حالة من التوتر الدائم والتعب بالإضافة إلى تراكم المشاكل الصحية، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تسبب عادات النوم السيئة مشكلة العصبية في الصباح.

لذا لا بد من الحصول على ما تحتاجه من النوم والراحة أي ما يعادل 6 – 7 ساعات وسطيًا على أن تكون خلال الليل وبشكل مريح، وإذا كنت عاجز عن النوم فلا بد من التعامل مع الأرق والتغلب عليه، وتجنب المنبهات التي تجعلك في حالة توتر أهمها الكافيين والاعتماد على الأعشاب المهدئة.

10 – تعلم وأتقن فن تجاهل ما يزعجك

رأي من حولك وأخطائهم أو الضغوط التي تمر بها وحتى خيبات الأمر التي تعاني منها وكل الأشياء التي تسبب لك شعور سيء عليك تعلم فن التجاهل، على الرغم من أنه أكثر الفنون التي يمكن أن تسبب لك الراحة وتمكنك من السيطرة على الغضب إلا أن أمر تعلمه صعب وتختلف إمكانية ذلك من شخص لآخر، ولكن الأكيد أن الأمر صعب في البداية فحسب وبعد القليل من المحاولة والتدرب ستتمكن من إتقانه في مواضعه الصحيحة.

11 – تعلم العد العكسي

10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 ليست صعبة لكن الصعب هو تذكرها لحظة الغضب، والطريقة التي يجب استخدامها للعلاج، فعلى الرغم من أنها بسيطة جدًا إلا أنها فعالة في كل مرة، وما عليك إلا اتباع الخطوات: تقبل الغضب – نقل تفكيرك إلى العد العكسي والبدء من أي رقم حسب حدة الغضب مثلًا الرقم 100 – العد مع التنفس العميق مع كل رقم، وانتهى الأمر واختفى غضبك معه.

الغضب في الدين الإسلامي

حض الإسلام على التحلي بمكارم الأخلاق، وذلك على شكل أوامر إلهية أو أحاديث نبوية أو من خلال سلوكيات الرسول صلى الله عليه وسلم لاتباعها كقدوة للمسلمين.

وقد كثرت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تنهى عن الغضب وتوجهنا وترشدنا إلى كيفية التخلص منه وعلاجه.

وهنا سوف نقوم بتوضيحها وعرضها كعلاج ناجح وفعال للغضب، ومنها النهي المباشر عن الاتصاف بصفة الغضب في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء بنهيه عن الغضب، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة” قال: “لا تغضب”. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قل لي قولًا وأقلل لعلي أعقله، قال: “لا تغضب”، فأعدت عليه مرتين كل ذلك يرجع إليّ “لا تغضب”.

كما جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ترغيبًا لكظم الغضب والتحلي بالصبر من خلال ذكر ثواب الإنسان الذي يتصف بذلك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: “من ذكرني حين يغضب ذكرته حين أغضب ولا أمحقه فيمن أمحق”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا في ثواب كبح الغضب: “ومن كظم غيظًا ولو شاء أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة”.

وقوله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين فيزوجه منها ما شاء”. وقوله لأبي الدرداء رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: “قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة” قال: “لا تغضب ولك الجنة”.

وقد وصف الله تعالى أصحاب الجنة بقوله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى عليه وسلم: “ثلاثة من كنّ فيه آواه الله في كنفه وستر عليه برحمته وأدخله في محبته قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر”.

وفي حديث آخر ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم معاوية عن الغضب من خلال الترهيب منه وذكر عاقبته الوخيمة فيقول له: “يا معاوية إياك والغضب، فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل”.

طرق علاج الغضب بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

لا بد أولًا من التذكير بطرق الوقاية من الوقوع في الغضب، وذلك بدوام ذكر الله تعالى حتى لا ينزغ الإنسان نزغ من الشيطان ويغضب، فبذكر الله تعالى تطمئن القلوب، وضرورة الصبر على جميع الأحوال والرضى بقضاء الله تعالى وقدره وعدم التذمر، والتفكر في حكمة الله تعالى مما قدره وكتبه على العبد.

كما لا بد للإنسان أن يعلم أن غضبه ما هو إلا دليل على ضعفه، فالإنسان القوي هو الذي يكبح جماح الغضب ويكظم غيضه، ويصبر، وذلك بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

أما في حال وقوع الغضب فهناك طرق متنوعة ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم للتخلص من هذا الخلق السيء، ومنها نذكر:

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: لأن الغضب هو مس من الشيطان لذلك كان لا بد من الاستعاذة منه عند الغضب، ودليل ذلك هو قول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36))

والحديث الشريف عن سليمان بن صرد قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه (عروق من العنق) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد[1].

عدم الكلام لحظة الغضب والبقاء صامتًا: وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، وذلك لأن شعور الغضب يجعل الإنسان يقول كلامًا قد يؤذي الآخرين ويجرح مشاعرهم، وقد يكون للكلام وقت الغضب آثارًا مدمرة للعلاقات بين الناس على المدى البعيد.

البقاء في نفس المكان وعدم التحرك منه مع تغيير الوضعية حتى يذهب الغضب: حتى لا يقوم الشخص الغاضب بتصرفات وأفعال مؤذية ومضرة قد يندم على فعلها لاحقًا، وذلك بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).

الصبر والمكابرة وكظم شعور الغضب تأسيًا واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان كظم الغيظ من أخلاقه الشريفة، وعملًا بوصيته صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عندما قال للرسول أوصني، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تغضب، فردد ذلك مرارًا، قال لا تغضب، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لاتغضب ولك الجنة).

فعندما يستذكر الإنسان بداخله أجر كاظمي الغيظ والثواب العظيم لهم فإن ذلك قد يساعده على إطفاء نار غضبه، فقد قال الله تعالى في أجر كاظمي الغيظ في كتابه الكريم: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)  الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134 )) سورة آل عمران

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثواب كاظم الغيظ: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء).

الوضوء: لأن الغضب هو نزغ من الشيطان والشيطان من نار، لذلك فإن ماء الوضوء يطفئ النار، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من نار، والماء يطفئ النار فإذا غضب أحدكم فليغتسل).

السجود: إن في السجود راحة لجميع أعضاء جسم الإنسان في جميع الأحوال وخاصة في الغضب، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئًا فليلصق خده بالأرض).

وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يجملنا وإياكم بحسن الخلق والصبر والرضى، ونعوذ به من الغضب وسوء الخلق.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله