كيفية علاج الإمساك عند الرضع بطرق فعّالة

يتعرض الطفل الرضيع خلال الأشهر الأولى من عمره إلى العديد من المشاكل والاضطرابات، لاسيما في جهازه الهضمي، ومن أبرز المشاكل التي تصيب جهازه الهضمي: الإمساك، والإسهال، ووجع البطن المستمر، والإمساك عند الرضع لا يتعلق فقط بما يتناوله الطفل خلال اليوم، بل له علاقة مباشرة بكيفية عمل الأمعاء وحركتها.

إن عدد مرات الإخراج الطبيعي تختلف من طفل إلى آخر، لذلك لابد من معرفة ماهو معدل الإخراج الطبيعي للطفل، للتمكن من تشخيص الحالة، وبشكل عام إذا كانت عدد مرات الإخراج أقل من 3 مرات أسبوعيًا، هذا يعني أن الطفل يعاني من الإمساك، وفي مقالنا هذا سنقدم لك معلومات هامة عن الإمساك، وكيفية علاج الإمساك عند الرضع.

الإمساك عند الرضع

يُعرّف الإمساك بشكل عام على أنه انخفاض في عدد تكرار حركات الأمعاء المؤدية إلى خروج البراز، والتي يرافقها شعور بالألم وعدم الراحة عند حدوثها، والإمساك يحدث عند الكبار والأطفال، أما الرضع فيكون الأمر لديهم مختلف، إذ يتم وصف الإمساك عند الرضع بحسب طبيعة البراز، فقط يكون جافًا وقاسيًا، وربما يكون على شكل حبيبات صغيرة الحجم، ويرافق الخروج شعور بعدم الراحة، بغض النظر عن مرات تكرار حركات الأمعاء.

ونتيجة لذلك لايمكن تصنيف الأطفال الرضع ذوي حركة الأمعاء المنخفضة على أنهم مصابين بالإمساك، مالم تظهر عليهم أعراض أخرى، ومن جانب آخر يجب الأخذ بعين الاعتبار عمر الرضيع، ونوعية نظامه الغذائي،  فغالبًا يقترن الإمساك ببدء تناول الطعام الصلب، أما الرضع الذين يعتمدون في غذائهم على حليب الأم الطبيعي، فمن النادر إصابتهم بالإمساك، ويعود ذلك إلى ما يتمتع به حليب الأم الطبيعي من خصائص غذائية متنوعة، مما يحافظ على ليونة البراز وسلاسة خروجه.

كما تكون عضلات البطن عند الرضع ضعيفة وسرعان ما تُجهد خلال عملية إخراج البراز، لذلك من الممكن أن يخرج الرضيع براز لين بعد عدة دقائق من الشد، وعندها لا يمكن القول بأن الرضيع مصاب بالإمساك.

الأسباب الأكثر شيوعًا لمشكلة الإمساك عند الرضع

أسباب الإمساك عند الرضع

هناك أسباب عديدة لإصابة الرضيع بالإمساك، بعضها يحتاج إلى مساعدة الرضيع على الخروج بطرق بسيطة، والبعض الآخر يتطلب الذهاب إلى الطبيب المختص، ومن أهمها:

  • حصر الرضيع لبرازه: ويعود ذلك إلى خوف الرضيع من الألم أثناء التبرز بسبب خروج براز صلب، أو تجنبًا للألم في حال إصابته بطفح جلدي حول فتحة الشرج.
  • عدم تحضير الحليب بطريقة سليمة، خصوصًا إذا كانت نسبة الحليب أكثر من نسبة الماء المستخدمة لإذابة الحليب.
  • تغيير نوع الحليب الصناعي لتركيبة مختلفة تمامًا، لا تناسب الطفل الرضيع.
  • الإفراط في تقديم وجبات صلبة للرضيع.
  • إصابة الرضيع ببعض الأمراض التي يرافقها أعراض مثل: فقدان الشهية، والقيء، والإسهال، مما يسبب الجفاف والإمساك.
  • اتباع نظام غذائي يفتقر للسوائل والألياف.
  • التدريب المبكر على استخدام المرحاض.
  • الحساسية اتجاه بروتين اللبن.
  • إغلاق فتحة الشرج.
  • كسل في حركة الأمعاء.

أسباب حدوث الإمساك عند الرضع

تعتبر الأسباب السابقة هي الأكثر شيوعًا لحدوث الإمساك عند أغلب الرضع، لكن قد يكون هناك أسباب أخرى تحدث نتيجة اضطراب جسدي، أو بسبب استعمال الأدوية أو السموم، ويطلق على الإمساك الذي يحدث نتيجة اضطراب، أو استخدام دواء معين، أو عن السم، بالإمساك العضوي، ويعتبر الاضطراب الأكثر شيوعًا عند الأطفال الرضع والذي يسبب الإمساك العضوي هو:

ملاحظة: إذا تبين أن سبب الإمساك وظيفي، فلا توجد حاجة لإجراء اختبارات إلا عند عدم حدوث استجابة للمعالجة عند الرضع، أو إذا اشتبه الطبيب المختص في أن سبب الإمساك هو اضطراب آخر، فيتم عندها تصوير البطن بالأشعة السينية، وتجري باقي الاختبارات وفقًا لنتائج الفحص.

نصائح لعلاج الإمساك عند الرضع

علاج الإمساك عند الرضع

ينصح الخبراء بمراجعة طبيب الأطفال المختص في حال إصابة الرضيع بالإمساك، وأخذ التعليمات منه، وبشكل عام يوجد بعض النصائح التي تساعد في علاج الإمساك عند الرضع، منها:

  • الحرص على تغيير نوع الطعام أو كميته، ويقتصر ذلك على عمر الطفل ونظامه الغذائي، ويتم ذلك من خلال:
  • إذا كان الرضيع يعتمد في غذائه على الرضاعة الطبيعية، فيمكن تجنب إدخال مشتقات الألبان والأجبان ضمن نظامه الغذائي، إلا أن الأمر يحتاج إلى التجربة ويحتمل حدوث الخطأ، حيث قد لا تساعد تغييرات النظام الغذائي في علاج مشكلة الإمساك، ويعود ذلك إلى السبب الذي أدى إلى حدوث الإمساك.
  • إذا كان الرضيع يعتمد في غذائه على الرضاعة الصناعية، فمن الممكن أن تُحل مشكلة الإمساك من خلال تغيير نوع الحليب إلى نوع آخر قريب منه، فمن غير المفضل تغيير الحليب الصناعي إلى نوع مختلف تمامًا بالتركيبة المصنعة، كأن يكون خاليًا من منتجات الألبان، أو نوع أخف، من دون استشارة الطبيب المختص.
  • إذا كان الرضيع يعتمد في غذائه على الأطعمة الصلبة، فينصح بإدخال الأغذية الغنية بالألياف إلى نظامه الغذائي، مما يساعد الأمعاء على تحسين عملها ونشاطها، ومن أمثلتها: مهروس الموز، والكمثرى، والخوخ، ودقيق الشوفان، ومبشور التفاح، وحبوب القمح الكاملة.
  • إمداد الطفل بالعصائر التي تساعد في التغلب على الإمساك، وينصح بذلك للأطفال الذين يتجاوز عمرهم 4 شهور، وتشمل هذه العصائر: عصير التفاح، عصير الخوخ، عصير الإجاص، وتختلف الكمية بحسب العمر، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 أشهر يتم إعطاؤهم عبوات 120_60 مليلتر يوميًا، ومن 8 إلى 12 شهرًا يتم إعطاؤهم عبوات 180 مليلتر.

نصائح إضافية لعلاج الإمساك عند الرضع

  • في حال كان الرضيع يشرب الحليب من العبوة، يجب تزويده بالماء بين الرضعات، فعلى الرغم من أن الحليب يمد الطفل بالسوائل اللازمة لجسمه، إلا أنه لابد من إعطاؤه الماء الإضافي في حالة الإمساك.
  • إخضاع الطفل الرضيع إلى حمام ماء دافئ، مما يؤدي إلى استرخاء عضلات البطن، ويخفف من الشد والانزعاج المصاحب للإمساك.
  • مساعدة الطفل الرضيع على الاسترخاء والتخلص من التشنجات الحاصلة، من خلال إخضاعه لبعض التمارين اللطيفة، وذلك بوضعه مستلقيًا على ظهره، وتحريك قدميه إلى الأعلى والأسفل كما هو الحال في وضعية قيادة الدراجة، مما يسهل حركة الأمعاء، وبحفز عملها.
  • إدخال ميزان الحرارة المخصص لقياس درجة الحرارة الشرجية في مستقيم الطفل الرضيع، مما يساعد في تسهيل عملية خروج البراز، ويجب التأكد من استخدام ميزان حرارة نظيف ومعقم، ولكن لا ينصح بتكرار هذه العملية بشكل دائم في حالات الإمساك، لأنها قد تزيد الوضع سوءًا، وقد تجعل الرضيع يعتاد عليها، ويشعر بأنه بحاجة إلى المساعدة في كل مرة يريد فيها الخروج.

علاج الإمساك عند الرضع دوائيًا

عادة يستغرق تحسن وضع الرضيع وزوال الإمساك بضعة أيام، لكن في حال عدم استجابة الإمساك للتغيير السلوكي وتغييرات النظام الغذائي، فالأمر يتطلب الذهاب إلى الطبيب المختص وإطلاعه على وضع الرضيع، حتى يستطيع معرفة ما إذا كان هناك وضع صحي معين يسبب الإمساك، ومدى حاجة الطفل الرضيع إلى استخدام الأدوية الملينة التي تساعد على رخاوة البراز، مثل:

  • تحاميل الجلسرين، التي تعمل على تحفيز المستقيم، وتوصف في حال تعرض الرضيع للإمساك الشديد، حيث لا يجب استخدامها بشكل دائم، لأن الأمر قد ينتهي بتعود الطفل عليها، وصعوبة الإخراج دون الاستعانة بها.
  • الزيوت المعدنية، وحليب المغنيزيوم، والبيزاكوديل، والبولي إثيلين غلايكول واللاكتوز.
  • مكملات الألياف مثل: السيليوم.

ملاحظة:

يمكن الحصول على أي من هذه الأدوية دون وصفة طبية، لكن لابد من الانتباه إلى استعمال جرعات مناسبة لعمر ووزن الطفل، وكذلك شدة الإمساك، لذلك على الأمهات استشارة الطبيب المختص بشأن حجم الجرعة، وعدد الجرعات اليومية، قبل استعمال هذه الأدوية.

الأمور التي تطلب التدخل الطبي

  • في بعض الأحيان يرافق الإمساك بعض الأمور، التي تستدعي مراجعة الطبيب، مثل:
  • براز قاسي ذو حجم كبير.
  • نقص الوزن.
  • الحُمّى.
  • القيء.
  • انتفاخ البطن لعدة أيام.
  • وجود قطرات من الدم على الجزء الخارجي من البراز.
  • صعوبة شديدة عند الإخراج وشعور بعدم الراحة.
  • عدم حدوث التبرز ولو لمرة على الأقل لمدة تتراوح بين 4 إلى 7 أيام.
  • التعرض لآلام البطن المستمرة.
  • استمرار الإمساك على الرغم من تناول الملينات.

المصادر:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله